(228)
(536)
(574)
(311)
كلُّ مكلفٍ قادرٌ على تركِ مشاهدةِ المناظرِ المحرمة، وإنما تغلبُه نفسُه، فإذا استنصرَ اللهَ عليها غلَبها.. ولو كان خارجاً عن حدِّ الاستطاعة لم يكلفنا اللهُ به أصلاً، ولكن يجب أن يهيئ الإنسان نفسَه ليكون غالباً عليها، وذلك:
بمجالسةِ أهلِ الخشية
ومتابعةِ البرامجِ الطيبة
والانتباهِ من المكانِ والوقتِ الذي يسترسلُ فيه مع الشر؛ فيكون في مكانٍ وحالٍ لا يمكنه أن يستعملَ ذلك.
وكثرةِ التذكرِ والاستشعارِ للمآلِ والمصيرِ والرجوعِ إلى اللهِ، والوقوفِ بين يديهِ تبارك وتعالى، ومقابلتِه، وشؤون الآخرة، قال تعالى ( إنَّ الذين اتقَوا إذا مسَّهم طائفٌ مِن الشيطانِ تذكَّروا فإذا هُم مُبصرُون )
والعملِ على استئصالِ مادةِ هذا الميلِ إلى هذه المناظر باستبعاثِ معاني الميلِ والشوقِ والرغبةِ في القُربِ مِن الحقِّ تبارك وتعالى ورسولِه، والسعادة بالتنعُّم في ميادين المعرفةِ الخاصةِ والمحبةِ الخالصةِ في الدنيا، ثم في دارِ مالا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلب بشر.. في الآخرة.
وبعثِ الشَّوقِ إلى الرحمنِ جل جلاله، ومرافقةِ حبيبِه سيدِ الأكوان، وأهلِ حضرته.
وبكثرةِ الذكرِ للرحمن، وخصوصاً بما وردَ مِن الأذكار، ثم بكثرةِ تكريرِ اسمِ الجلالة، وكثرةِ الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والاستغفار.
وليكثرِ النظرَ بعينِ التأملِ والاعتبارِ في آيات الكونِ، وبعينِ المحبةِ والشوقِ إلى الكعبةِ المشرفةِ، والروضةِ الشريفةِ، والحجرةِ المنوَّرةِ، والتشوُّق لرؤيةِ وجهِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة والصالحين مِن عبادِ الله.
ومهما صدقَ المتوجهُ إلى الله امتدَّت إليه يدُ العنايةِ بتذليلِ الصعبِ وتيسيرِ العسيرِ وكشفِ الحجابِ ودفعِ الظلمةِ وإشراقِ النور.. وبالله التوفيق.
30 جمادى الأول 1439