(229)
(536)
(574)
(311)
يعالج المرءُ نفسَه من سوء الظن بالآخرين بأن يهابَ علمَ الله، تعلم هيبةَ علمِ الله الذي أحاط بكل شيء علماً، ومعنى قوله: ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون))، فإنَّ قطعَ الإنسان بما يتصوَّره من الظنون إنما هو لكونه يدَّعي العلم، ولكونه يظن أنه أدرك الحقيقة، فإذا علمَ أن العالمَ بكل شيء إنما هو الله، وغيَّب عنه الأشياء ليكون أديباً معه، استحيى أن يقطع أن معنى ذا كذا، وأن معنى ذا كذا، أو يصدِّق سوءَ الظنون الذي تنزل عليه عند ذا وذاك، فإنه لا يعلم العواقب إلا هو جلَّ جلاله، ولا يعلم الخواتم إلا هو، وإنه تعبَّدَنا اللهُ سبحانه وتعالى بأن نُحسنَ الظنَّ بعباده، وحذَّرنا وجعل من معصيته أن نسيء الظنَّ بعباده وقال: (( يا أيها الذين آمنُوا اجتنبُوا كثيراً من الظنِّ إنَّ بعضَ الظنِّ إثم))، فعلينا أن نعرف ما تُعبِّدنا به، وأن نستحي من علمه فلا نقدِّم علمَنا على علمه جلَّ جلاله.
10 ذو القِعدة 1432