(228)
(536)
(574)
(311)
الحمد لله الذي وفقكم للقيام بالواجبات الدينية ونسأل الله أن يزيدكم إيماناً ويقيناً وعملاً صالحاً واستقامةً على ما يحب.. ومن جهة السؤال عن الوالد لسوء معاملته معكم وما يجب عليكم نحوه فنقول: إنه يحاسَب عن كل ما تصرف فيه بينه وبين الله تبارك وتعالى، ومع ذلك فيلزمكم القيام بما يتيسر لكم وتستطيعونه من سلامٍ عليه أو تهنئةٍ له بعيدٍ ونحوها ولو عبر تلفون أو رسالة ترسلونها إليه أو من الزيارة ، ومهما تيسر شيء من ذلك فإنه من جملة مكارم الأخلاق التي بها ترتقون وتعتلون.. ومهما منعكم من الدخول عليه أو المجيء إليه عُذرتم بذلك ويبقى أن تدعو الله له أن يلهمه الرشد والصواب وأن يهديه لفقه حق الأولاد وأدائه ، وكلما قابلتم ظلَمه إياكم وإجحافه عليكم بالعفو والصفح كان ذلك أزكى لكم وأطهر وأعلى، ومن غير ما شكٍ أنه يُحاسَب على كل ما يصدر منه قال تعالى ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) أي وإن كان أحد الأبوين يدعوك إلى الكفر والشرك فلا يجوز طاعته في ذلك ولا في أي معصية لله ومع ذلك قال ( وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) أي كن صاحب معروفٍ تسدي إليهم المعرف والإحسان. وهنا يوجد واجبٌ وفضيلة: أما الواجب فهو السؤال عن الحال والتهنئة بمثل العيد وزيارته من وقت لآخر مهما لم يمنع من ذلك، وما زاد على ذلك من العفو والصفح وكرم الخلق أو الإحسان فهو فضيلة من الفضائل التي يكتسب بها الإنسان الدرجات.
16 رَمضان 1425