البلوغ بالحيض
إن لم تغتسل بعد انقطاع الحيض، يبطل بذلك الصلوات التي أدَّتها إلى الوقت الذي اغتسلت فيه، فالصلوات التي بين انقطاع الحيض إلى الوقت الذي اغتسلت فيه يجب عليها أن تقضيها. لأنها صلتها بدون طهارة.
وأما الصوم، فإن كانت قد صامت أيام الحيض فهي باطلة ويجب عليها أن تقضيها، وأما غير أيام الحيض فالصيام صحيح وإن كانت عليها حدث الحيض بعدم الاغتسال، إذ لا يشترط الغسل للصوم، فيجب بمجرد انقطاع الحيض.
وهذا يذكرنا بالتقصير في واجب تعليم البنات، ويتعلق بهذه المسألة أيضاً مسألة أخرى وهي أن كثيراً من البنات يبلغن حد التكليف بواسطة الحيض وهن في الثالثة عشر أو في الرابعة عشر مثلاً ثم لا تصوم، وأهلها لا يأمرونها بذلك، فيكون عليها الإثم وعلى أبيها مثل ذلك.
وأحيانا إذا تزوجت تذكر لزوجها ذلك أو بعد سنين طويلة تقول إنها قد بلغت قبل خمسة عشر سنة ولا صامت أول رمضان وثاني رمضان!! وكل ذلك من التقصير الكبير في حق تعليم البنات وتعظيم هذه الشريعة في قلوبنا، فيجب أن نتنبه لذلك وأن ننبه بناتنا، والأم أجدر وأولى بذلك، وهي خير مَن تتفاهم مع البنت.
فإذا تعرضت البنت للحيض بدءً من عامها التاسع، وهذا يحدث كثيرا الآن بسبب نوع الطعام، ومشاهدة بعض المناظر، فينبغي للأم أن تباشرها وتحادثها وتفاتحها في أخبار الحيض وأنه يجب به كذا ويلزمها منه اغتسال، وأنها به تصير بالغة، وأنه يلزمها الصيام إذا حاضت من بعد انقطاع الحيض، وتعلمها كيف تغتسل من الحيض غسلا صحيحاً بالنية الصحيحة، هذا من الواجبات المهمة.. وفقنا الله للقيام بها.
06 رَمضان 1438