مذاكرة الحبيب عمر في ليلة الشعبانية في دار المصطفى 1446هـ

للاستماع إلى المحاضرة

مذاكرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في ليلة النصف من شعبان ( الشعبانية ) في دار المصطفى ليلة الجمعة 15 شعبان 1446هـ 

لمشاهدة المجلس كاملاً:

https://youtube.com/live/jRawnNVwtW8

نص المحاضرة مكتوب:

الحمد لله على ما تكرَّم به؛ من تجَلٍّ فخلَق بعد العدم، ومن تجلٍّ فأفاض النِّعَم، ومن تجلٍّ اختَصَّ من بين النِّعم ما هو الأعظم.. وهو الإسلام والإيمان من المكلفين، ولقد منحنا الله ذلك وبه لنا أكرم، وتجلَّى -سبحانه وتعالى- فاختار الأُمَم فجعلنا من خير الأُمَم، واختار لنا عبده الأكرم ومُصطفاه الأفخم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وعلى مَن ثبَت على منهجه الأقوم، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين أحباب ربنا الأعظم، وصفوته من العالمين في كُلِّ ما خَصَّ وعمّ، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكة الله المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.

حال النبي ليلة النصف من شعبان

وواجهتنا وأُمَّة الحبيب الأعظم ﷺ ليلة النصف من شعبان، الليلة التي خُصِّصَت كما بيَّن لسان سيد الأكوان، وتعدَّدت الأحاديث ما بين سنَدٍ صحيحٍ وحسَنٍ وضعيف تكاثرت في فضل هذه الليلة، وتنبيه رسول الله ﷺ أمته لفضلها، والبعد عن موجبات الحجاب عن المغفرة والرحمة في هذه الليلة، وأمرَه تعالى على لسان جبريل أن يأتِيَ أهل القبور في هذه الليلة، وخرج إليهم، وكانت ليلة أم المؤمنين عائشة لمَّا فقدته في البيت نازلتها الغيرة وقامت تنظر أين ذهب رسول الله، وظنَّت أنه ذهب إلى عند أحد من زوجاته الأخريات، وتفقّدت المنازل والبيوت، وقَرُبَت من مقبرة البقيع وأحَسَّت بنور رسول الله ﷺ وزيارته، وعادت مسرعة إلى بيتها، وعاد بعدها ﷺ وقال: "ما لك يا عائشة؟ أخِفتِ أن يَحِيفَ الله عليك ورسوله؟" قالت: ظننت أنك ذهبت عند أحد صويحباتي، قال: "لا ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أنها ليلة النصف من شعبان وأمرني أن آتي أهل المقابر وأستغفر لهم" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

وبكى في مثل هذه الليلة وطال سجوده، وقد سمعت من دعائه في سجدته إذ وقعت يدها عليه وهو ساجد في مثل هذه الليلة.. مُتَذَلِّل مُتَخَشِّع خاضع للرب ﷻ مُنكَسِر مُستغفِر سائلا له ولأمته ﷺ.

 

تحقق الأمة بحقائق الإيمان

فالحمد لله الذي جعلنا من أمته، وأحيَا الله حقائق الإيمان في قلوب أمته، رجالهم ونساءهم، صغارهم وكبارهم، عربهم وعجمهم، جنّهم وإنسهم، اللهم أحيي في قلوبهم حقائق الإيمان، اللهم أحيي في قلوبهم حقائق الإيمان بك وبما أنزلت على رسولك، وبآياتك وكتبك وملائكتك ورسلك واليوم الآخر والقدر خيره وشره منك وحدك لا شريك لك، اللهم ابعث أنوار هذا الإيمان في هذه القلوب..

أحوال المسلمين اليوم

  •  وما اقتضته الغَفَلات،

  • وجهد إبليس وجنده من القواطع التي قطعت كثيرا من هذه الأمة، والتي أضعفت في قلوبهم الإيمان، والتي حوّلت أفكارهم إلى اغترار.. بالزائل، بالقاصر، بالفاني، بالمنتهي!

  • ونسوا شأن الدوام والبقاء والخلود والأبد، وشأن السرمد الذي ما له من حد؛

  • بنسيانهم لإلههم الواحد الأحد! نسيانهم لعظمته! نسيانهم لإحاطته بهم! نسيانهم لإنزاله وتنزيله الوحي على أيدي الأنبياء وختمهم بسيدهم أصفى الأصفياء ﷺ!

  • تناسوا قرآنه تعالى وبيانه وأوامره ونواهيه، وسلّموا أنفسهم لأنفسهم ولأهوائهم بل ولأهواء غيرهم من هؤلاء المقطوعين عن الله -جل جلاله وتعالى في علاه-!

 

ونسأل مُحوِّل الأحوال أن يُحَوِّل حال المسلمين إلى أحسن حال، وبالقلوب التي حَفِظ عليها سِرَّ العبودية له وصدق الوفاء بعهده والظَّفَر بمحبته ووده؛ أن يرحم بقيَّة القلوب التي ضاعت عليها هذه الخيرات! وصارت تُصبِح وتُمسِي وآمالها في غير رضوان الإله! ونظرتها إلى غير المولى -تعالى في علاه-! مُغتَرَّة بما نشره لهم فاجر أو كافر أو فاسق أو بعيد عن الله -تبارك وتعالى-!

يا ربِّ هذه أحوال كثير من أمة هذا الحبيب، يا ربنا الذي اصطفيته واجتبيته وأرسلته إلينا؛ نسألك بما بينك وبينه أن تُنقِذ هذه القلوب لهذه الأمة، وأن تُصفّيها وأن تُطهِّرها، وأن تُنَوِّرها بنور الإيمان الذي به الفوز الدائم والنعيم المُخلَّد؛ الإيمان بالله.

افشوا السلام بينكم

ألا: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلّا مُؤْمِنٌ»، «لا تدخلون الجنَّةَ حتّى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتّى تحابُّوا، ألا أخبرُكم بشيءٍ إذا فعلتموه تحابَبْتم افشُوا السَّلامَ بينكم».

«افشُوا السَّلامَ بينكم» : 

  • قوله بـ: طلاقة الوجه،

  • وفعله بـ: حسن المعاملة،

فتكون ذا سلام؛ يؤمن شرّك، ويؤمن ضرّك، ويؤمن مكرك، ويؤمن زيغك، ويؤمن أذاك، أنت ناشر للسلام.. لا تؤذي، لا تضر، لا تغش، لا تغل، لا تنطوي على سوء لأحد من خلق الله ﷻ، يقول صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله: "افشوا السلام بينكم".

مخاطر المسكرات وما يتفرع عنها

ذكر لنا مَن وقَعَ في ورطة المُسكِرات وذهب وراء المخدرات -وهي منشورات من منشورات البعيدين عن الله، من منشورات أعداء أنفسهم وأعداء بني آدم وأعداء الهدى والحق، وأعداء الخير والاستقرار والأمن- من منشوراتهم ينشرون الشّبو، وكل ما تفرَّع عن المخدرات والمُسكِرات، ويدعون إلى الوقوع فيه والتورُّط في الاتصال به،

  • وهو محاربة لنعمة من أجلِّ النِّعم.. وهي عقل الإنسان، عقل الإنسان وإدراكه وإحساسه يُحارَب بمثل هذا،

  • ويُحارَب به الفضائل الإنسانية والقِيَم الإنسانية كلها،

فـ «الخمر أم الخبائث» -والعياذ بالله تبارك وتعالى- تتفرَّع عنها أنواع الخبيثات في المعاملات.

 وكُلُّ مَن تولَّع بهذه الأشياء اِنحَطَّ في سلوكه وفي فكره، وقاده ذلك أن يخون ولو أباه ولو أمه ولو زوجته، وقاده ذلك أن يَستَحِلَّ ما ليس بحلال له، بل أن يَبيِع عرضه -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، إلى غير ذلك من المَهَاوِي التي يقَع فيها أهل هذه البلاوي، لأنهم قَبِلوا ما نشره أعداؤهم وأعداء أنفسهم وأعداء الديانة وأعداء الأمانة وأعداء الإنسانية، ينشرون أمثال هذا وينشرون كل ما يُردِي وكل ما يُسقِط الإنسان عن إنسانيته وكرامته (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)[الأنعام:116].

 

من الناس الذين نقتدي بهم؟

ولذا قال ﷺ في وجوب إقامة الميزان والأخذ به بقوة: «لا يكن أحدُكم إمَّعَةً، يقول: أنا مع الناسِ، إن أحسن الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكن وَطِّنوا أنفُسَكم، إن أحسن الناسُ أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا ألا تَظلِموا».

لأن معكم رب شَرَع وإليه المرجع، ومعكم بلاغ عن الله حمله المصطفى، ومعكم منهج افعل كذا ولا تفعل كذا، فكيف تكون من أتباع كل ناعق؟ كيف تتبع ذا أو ذاك؟ والناس كلهم والناس قالوا! مَن هم الناس؟! من هم الناس؟!

  • الناس محمد، الناس الذي هو حقيقة الناس: محمد سيد الناس! ورأس الناس ﷺ!

  • والناس: آباؤه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين،

هذه القمة في الناس، هذا هو الشرف في الناس، هذه الكرامة وهؤلاء الناس!

تجيب ساقطين هابطين وتقول لي مثل الناس! مثل مَن؟ مثل فاسق! مثل فاجر! مثل مجرم! شِرَار الناس! أخبث الناس! ساقطون من عَيْنِ رَبِّ الناس -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-!

  • وما الناس إلا أنبياء الله، وما الناس إلا أصفياؤه من أتباع الأنبياء..

هم الناس! ومن سواهم نسناس، ومن سواهم صورة إنسان وهو سَبُع من السِّبَاع أو حيوان من الحيوانات.. والحيوانات خير منهم (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)[الفرقان:44].

فمن الناس الذين نُحِب اتباعهم؟ مَن الناس الذين ينبغي نقتدي بهم؟ مَن هم؟

  • ما هم إلا: محمد، وآدم، وشيث بن آدم، وإدريس، ونوح (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا)[مريم:58].

هؤلاء هم الناس (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)[الأنعام:90].

 

ما يجيء ساقط مُنحَط يقول اتبعوني واتركوا الأنبياء واتركوا الأصفياء واتركوا الأولياء.. وأنا قدوتكم! مَن أنت؟! لا عرف ربّه ولا عرف نفسه ولا عرف خلقه ولا عرف لماذا خُلِق، وهو واحد مِن حطب جهنم.. كيف يُتَّبَع؟! كيف يُقتَدَى به؟! كيف يؤخذ كلامه؟ كيف يُؤخَذ رأيه؟ ولكن «إذا أرادَ اللهُ إنفاذَ قضائِهِ وقدَرِهِ، سلَبَ ذَوِي العُقولِ عُقولَهمْ»، يروح العقل منهم ويتبعون هؤلاء -والعياذ بالله تعالى-

فشرَفُنا باتباع مَن نصبه الله لنا متبوعًا، ونصبه لنا قدوة، ونصبه لنا أُسْوَة، ونصبه لنا إماما

وإنَّ رسولَ اللهِ مِن غير ريبةٍ ** إمامٌ على الإطلاقِ في كُلِّ حضرةِ

وَجِيهٌ لدى الرحمن في كُلِّ مَوْطِنٍ ** وصدر صدور العارفين الأئمةِ

خذ نصيبك من إحياء النصف من شعبان

ومن ائتمامنا به: أن نحيي هذه الليلة، نحيي هذه الليلة بإنابة، وخشية، وخشوع، وانكسار، وتذلل، وبكاء.

خذ نصيبك من إحياء هذه الليلة..

  • وذكر الرحمن فيها، وتلاوة القرآن فيها،

  • وأن تُصبِح على حال جميل يرضاه الله.

وصادفت مع كونها ليلة النصف من شعبان أو أفضل ليالي الأسبوع ليلة الجمعة «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة»، وليلة الجمعة المُنادي فيها يُنَادِي من المغرب إلى الفجر وفي ليلة النصف من شعبان من المغرب إلى الفجر -مثل ليالي رمضان-: "ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من تائب فأتوب عليه، ألا هل من طالب حاجة فأقضي حاجته، ألا هل من مبتلى فأعافيه".

يَعرِض عليك أن يعافيك من أي بلوة فيك، يَعرِض عليك -سبحانه- يُعافيك من أيّ بلوة فيك! يقول «ألا هل من مبتلى فأعافيه؟» فاقرُب إلي! اخضع لي ارفع بلاءك وارفع بليّتك التي عندك «ألا هل من مبتلى فأعافيه؟»، «…حتى يطلع الفجر»، فما أعظمها من ليلة!

 

جزاء اتباع المصطفى ﷺ

ونحن نتوجه إلى هذا الرحمن أن ينظر إلينا وإلى هذه الأمة..

نظرة تُزِيل العنَاء عنَّا وتُدني المُنى ** مِنَّا وكُلُّ الهنا نُعطَاه في كُلِّ حين

إنه أكرم الأكرمين..

  • تَصلُح بها القلوب وتتنوّر،

  • ومن جميع الأقدار والشك والريب تتطهَّر،

  • وتزداد إيمانها ويقينها، وتَرتَبِط بإمامها وقائدها وأسوتها الذي مَن اِتّبعه أحبّه رب العرش (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[آل عمران:31] -جلَّ جلاله-

(يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) ما الجزاء هذا؟ ما الثمرة هذه؟ ما النتيجة هذه؟ (يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)!

(يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) جزاء اتباع المصطفى -عليه الصلاة والسلام-

ارزقنا حُسن متابعته يا رب..

 

الدعاء لأمة النبي محمد ﷺ

وانظر إلى أمته واكشف عنهم الغمة، انظر إلى أمته وأجلِ عنهم الظلمة، انظر إلى أُمَّتِه وارفع عنهم النِّقمة، انظر إلى أمته واجمعهم بعد الشتات، وثبّتهم أكمل الثبات، وحوِّل أحوالهم إلى أحسن الأحوال وحالاتهم إلى خير الحالات، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، يا غافر الزلّات، يا متجاوزا عن الذنوب الثّقيلات، يا مُبَدِّل السيئات إلى حسنات، يا مَن يُحِبّ مِن عباده الدعاء ويُحِبّ الملحين في الدعاء ندعوك يا رب الأرض والسماء؛ أَغِث غياثا سريعا، وهَبْ لنا ما نرجوا جميعا، وارفعنا في قربك وحُبِّك ومعرفتك ورضوانك مقامًا رفيعًا، واقبَل فينا شفاعة مَن جعلته شفيعا وقدَّمته على كُلِّ شفيع، فمن كان له جَاهٌ لديك واسع فجاهُ حبيبك أوسَع، ومَن كان له مِن خلقك قدرٌ رافع فقدر حبيبك أرفع، فاسمعنا به يا خير مَن يَسمع، شَفِّع فينا هذا المُشفَّع؛ لتُنقينا عن أدراننا كلها، وعن قاذوراتنا كلها، وعن غفلاتنا كلها..

 يا حي يا قيوم: بابك أوسع الأبواب، وقفنا عليه، ولُذنا إليك، والتجأنا إليك، وتذلّلنا بين يديك، احمِ بلداننا وأوطاننا من شرور المفسدين والظالمين والمفترين والغاصبين والمجترئين أجمعين، يا حيُّ يا قيُّوم: احمِ ديارنا ومنازلنا من ظلمات الغفلة والتبعيَّة لغير الأنبياء والصالحين.

حاجة في النفس يا رب

يا الله: احمِ عقولنا واحمِ أفكارنا من كُلِّ انقطاعٍ عنك ومن كل إيثار لغيرك عليك..

يا الله.. يا نِعمَ المرتجى، يا نعم المُدَّخر، يا نعم الملجأ، يا نعم المُغِيث..

يا سريع الغوث غوثا منك يدركنا سريعا ** يهزم العسر ويأتي بالذي أرجو جميعا

يا قريبا يا مجيبا يا عليما يا سميعا ** قد تحقَّقنا بعَجزٍ وخضوعٍ وانكسارِ

قد كفاني علم ربي من سؤالي واختياري

لم أزل بالباب فارحمن ربي وقوفي ** ….

يا ربِّ رحمة بمجمعنا، ومن يسمعنا، وكل واقف على بابك من عبادك الصالحين من أهل أرضك وسمائك.. فارحمن ربنا وقوفنا،

… فارحمن ربي وقوفي ** وبوادي الفضل عاكف فأدم ربي عكوفي

ولحسن الظن ألازم فهو خِلِّي وحليفي ** وأنيسي وجليسي طول ليلي ونهاري

قد كفاني علم ربي من سؤالي

توجهوا إليه.. توجهوا إليه..

  حاجةً في النَّفسِ يا ربّ فاقضِها يا خَيْرَ قاضي 

 لكم حاجات تعلمونها وحاجات لا تعلمونها، وما تعلمونه من عظائم الحاجات: رضاه عنكم، وتوفيقكم لِمَا يرضاه، وختمه لكم أعماركم بالحسنى، ومرافقتكم لحبيبه.. هذا من أعظمه، ومطالب في وسط ذلك ووراء ذلك هو أعلم بها، وحاجات.. توجهوا إليه.

  حاجةً في النَّفسِ يا ربّ فاقضِها يا خَيْرَ قاضي

  حاجةً في النَّفسِ يا ربّ فاقضِها يا خَيْرَ قاضي

  حاجةً في النَّفسِ يا ربّ فاقضِها يا خَيْرَ قاضي

يا الله.. ومن حاجتنا كما جمعتنا هنا وجمعتَ معنا قلوبا في شرق الأرض وغربها؛ أن تجمعنا تحت لواء الحمد، وأن تجمعنا على الحوض المورود، وأن تجمعنا في ظِلِّ عرشك، وأن تجمعنا في الفردوس الأعلى، وأن تجمعنا في ساحة النظر إلى وجهك الكريم، كل ذلك من غير سابقة عذاب ولا عتاب، ولا فتنة ولا حساب، ولا توبيخ ولا عقاب، وأن تنصرنا وأهل الحقِّ في جميع الأقدار، وأن لا تُمَكِّن في أراضينا وديارنا فاجرًا ولا كافرا ولا فاسقًا ولا ضالا ولا مؤذيًا ولا مجرما.. يا حي يا قيوم،

 حاجةً في النَّفسِ يا ربّ فاقضِها يا خَيْرَ قاضي **وأرح سري وقلبي من لَظَاهَا والشواظ

في سرورٍ وحُبُورٍ وإذا ما كنت راضي ** فالهنا والبَسْطُ حالي وشِعَاري ودِثَارِي

قد كفاني علم ربي من سؤالي واختياري

دعاء وتضرع إلى الله

ربِّ فاجعل مجتمعنا غايته حسن الختام ** واعطنا ما قد سألنا مِن عَطَايَاكِ الجِسَامِ

وأكرمِ الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنام

وأكرمِ الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنام

وأكرمِ الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنام **  وابلغ المختار عنَّا من صلاة وسلام

برحمتك يا أرحم الراحمين..

نَبِيت ليلتنا مسعودين مع كُلِّ مسعود، مُقَرّبين مع كُلِّ مُقَرَّب، محبوبين مع كُلِّ محبوب، مُوَفّقين مع كُلِّ مُوَفَّق، منظورا لنا بعين الرحمة منك يا خير ناظر، في الباطن والظاهر، وأهلينا وأولادنا ومن في ديارنا، وطلابنا وأصحابنا وأحبابنا، وأهل "لا إله إلا الله"، برحمتك يا أرحم الراحمين..

ووَفِّر حظَّنا مِن التزود لرمضان، واجعل رمضان المُقبِل علينا من أبرك رمضانات الأمة المحمدية، من أبرك الرمضانات على أتباع خير البرية، من أبرك الرّمضانات على القلوب وصفائها، وعلى الإيمان وقوّته، وعلى أهل الإسلام وجمع شملهم.. اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين..

يا ربَّنا يا مُجِيب أنت السميع القريب ** ضاقَ الوسيع الرحيب فانظر إلى المؤمنين

نظرة تُزِيل العنَاء عنَّا وتُدني المُنى ** مِنَّا وكُلُّ الهنا نُعطَاه في كُلِّ حين

وكُلُّ الهناء نُعطَاه في كُلِّ حين

وكُلُّ الهناء نُعطَاه في كُلِّ حين

وكُلُّ الهناء نُعطَاه في كُلِّ حين

واغفر لكل الذنوب واستر لكل العيوب ** واكشف لكل الكروب واكفِ أذى المؤذين

واغفر لكل الذنوب واستر لكل العيوب ** واكشف لكل الكروب واكفِ أذى المؤذين

واغفر لكل الذنوب واستر لكل العيوب ** واكشف لكل الكروب واكفِ أذى المؤذين

واختم بأحسن ختام إذا دنا الانصرام ** وحَانَ حين الحِمَام وزاد رشح الجبين

ثم الصلاة والسلام على شفيع الأنام ** والآل نعم الكرام والصحب والتابعين

والحمد لله رب العالمين.

تاريخ النشر الهجري

16 شَعبان 1446

تاريخ النشر الميلادي

14 فبراير 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية