فتاوى واستشارات

20 جمادى الآخر 1443

229

ورد في الحديث عند ذكر تجلّي الحق سبحانه وتعالى لأهل عرفة ومغفرته لعباده، فقيل له: أذلك خاصٌّ بأهل عرفة؟ قال: بل للمسلمين عامة. فالرحمة التي يتصدر فيها الخاصةُ من الوافدين على الحق تعالى إلى بيته الحرام ومشاعره العظام، وخاصةُ الخاصة من أرباب الصدق والإخلاص من بينهم تعمُّ آثارُها وخيراتُها المسلمين،

228

يجوز إخراج زكاة الفطر فلوس عند الحنفية والهادوية، حيث راعوا مصلحة الفقير والأغبط له. وبقية المذاهب يوجبونها من قوت البلد، كما ورد في نص الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن أخرج الطعام وسلَّمه للفقراء من قوت البلد فهي مجزية بالاتفاق والإجماع، ومن أخرج فلوس فتجوز عند بعض الأئمة، ولا تصح عند

227

مِن أهم حقوق الأخوة في الله: النصح في الله تبارك وتعالى. والسعي لتفادي ما يصيب الأخ في الله تعالى من ضعف ونقص في الدين أو الدنيا. فحق الاخوة في الله تعالى الهَم بالأخ كالهَم بالنفس ، حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه. وأعلاها وأهمها رعايتُه لاستقامته وصلاحه، وأن لا يتعرض أخوه لغضبِ الله، ثم أن لا يتعرض

226

تتوطَّن نفس المؤمن على ترك المعاصي باتخاذ القرار مع صدق الفرار ( ففروا إلى الله ).. وتحصيل ذلك يكون بما يلي: باستحضار شؤم الذنب ومضرته ومعرّته وسوء عاقبته وقباحة مصيره ونهايته. البعد عن أهل الذنوب وعن الاستماع إلى أقاويلهم. استعمال الاعتدال في المأكول والمشروب والملبوس، فتعتدل في أكلك وشربك ولباسك

225

الكون بما فيه يُذَكِّر بالمكوِّن جل جلاله، ولمَّا يألف الإنسان دورة الكرة الأرضية والكواكب من حواليه، والليل والنهار، والشمس والقمر؛ بسيرِها المعتاد يغفل ويذهل أنه جالس على أي مكان، والكوكب الذي يعيش فيه مَن يمسكه؟ ومن يتحكم فيه؟ وكيف تتم دورته بهذه الصورة ؟ فيُحدِث الله أمراً غير مألوف، ومنه الخسوف

224

يستحب الطيب قبل الإحرام، وإليه مالَ أكثر العلماء.فيستحب الطيب في البدن قبل الإحرام، أما في الثوب فلا يستحب، فلو تطيب في الثوب ثم أحرم لم يلزمه نزع الثوب لأنه كان موجودا قبل الإحرام، إلا أنه إذا نزعه وأراد أن يعيده امتنع عليه أن يعيده ووجب عليه أن يُبعده. وإذا تأثر الثوب بالطيب من أثر الجسد فلا يضر

223

إن السفر إلى أي بلد من بلاد أهل الكفر وغيرها إن كان يستطيع أن يقيم فيه أمرَ الدين ويؤدي الفرائض ويترك المحرمات، ويسلم من الفسق والكفر، ويظهر شعائر الدين.. فالأمر في ذلك جائز، فإن اقترن به نشرُ الإسلام والدعوة إليه والدلالة على الخير كان فضيلةً ومندوباً وخيراً. وكل ذلك ما لم يترتب على خروجه من البلد

222

غير المسلمين لا يُخاطَبون بالفروع، ولكن عليهم أن لا يتظاهروا بالفطر أو يتجاهرون به في بلد الغالب فيه مسلمين، فلا يساعدهم على التجاهر به. أما أن يعطيهم فلا يأثم بإعطائهم لأنهم غير مخاطبين بهذا الآن قبل الإسلام، إنما يخاطبون بالإسلام، وإنما يأثم لو أعطى الطعام ليأكله في نهار رمضان قادر على الصيام من

221

من تيسر له الإتجار من طرقه الحلال المشروعة فليقدِّم في ذلك النية الصالحة، ولا يشتغل بذلك عن شيءٍ أهم منه متعلق به ، وتمتد نيته للعزم على نفع الآخرين، وإيصال الخير إليهم. والتوكل على الله واجبٌ عليه إن اتّجر أم لم يتّجِر، وذلك بأن ينفي القلق عن نفسه وخوف الفقر والحاجة اعتماداً على الله. ثم لا يعتمد

220

هذا إذا أصابته اللوثة وحصل عليه الغرق في هذا الحمأ الخبيث من التكذيب بالله وما أنزل والعياذ بالله تبارك وتعالى، فيجب أن يتضاعف منك الحسرة عليه والغَيرة عليه، والرثاء له، والرحمة به، حتى تُعمل وسعَك في إنقاذه، وفي استخلاصه مما وقع فيه، وهو أحد صرعى الفتنة التي يتبنّى ترتيبَها اتجاهاتٌ كافرة على ظهر