(229)
(536)
(574)
(311)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على تلألُئِ أنوارِ الحقِّ في الخلق، بجودٍ اقتضتهُ رحمةُ الله الأزلية الأبدية الواسعة، ومنها ابتُدِئ الوجودُ بالنور المحمدي الأحمدي، ثم أبرز اللهُ في العالم ملائكتَه، وأبرز أنبياءه ورسلَه، واختار لكلٍّ من الأنبياء والرسل آلاً وأصحابا، فختمَهم بسيِّدهم، فكان أصحابُه سادةَ الأصحاب وآله سادة الآل وأمته سيدة الأمم، ذاكم محمد الأكرم، ونور الله به يتلألأ ويتشعشع في قلب بعد قلب، وفي روح بعد روح، ليهدي اللهُ لنوره من يشاء وليحيا من حيَّ عن بينة وليهلك من هلك عن بينة، ولتقوم حجة الله تبارك وتعالى في أرضه ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ ).
فحمداً لربٍّ خصَّنا بمحمدٍ ** وأنقذنا من ظلمة ودياجر
إلى نور إسلام وعلم وحكمة ** ويمنٍ وإيمانٍ وخير الأوامر
ونادوا أرواحَكم ونادوا قلوبَكم ،،،
تحمل أكثرُ وسائل الإعلام لكم في هذه الأيام أخبارَ تدميراتٍ وتفجيراتٍ وقتالاتٍ وما إلى ذلك، وواقعٌ في العالم أمثال هذه الأخبار التي تسمعونها من هذه الإذاعة السماوية في الأرض، من هذه الإذاعة النبوية، من هذه الإذاعة القرآنية، أخبار انتشار هذا النور، وتعلق قلوبٍ في غرب الأرض كما هو في شرقها بالحق وبرسول الحق، يحتاجون إلى أن يسمعوا كلاماً عن الله وعظمته وجلاله وكبريائه وقدسيَّته ورحمته وصفاته وأسمائه، يحتاجون إلى أن يسمعوا أخبارَ محمد، وصدقَه ورحمتَه وأدبَه ورأفتَه وخشوعَه وخضوعَه وتواضعَه وعدلَه وحكمتَه وأمانته، وليتركِ الناسُ بعد ذلك فلسفاتِهم التي أقحموها في الدين إقحاما وأرادوا أن يحولوا اللهَ ورسوله والدين إلى آرائهم، إلى فلسفاتهم إلى مذاهبهم، إلى ما عندهم، نحن والعالم يريد أن يُهدى إلى الله ورسوله، أن يُذكَّر بالله ورسوله، أن يُقاد إلى الله ورسوله، أن يُنتزَع من قلبه محبة غير الله ورسوله، أن يُهدى إلى طريقٍ يمسي ويصبح فيها واللهُ ورسولُه أحب إليه مما سواهما ،، وهذا طريقُ الإسلام وهذا طريق الحق وهذا طريق الهدى.
أما الدعوة إلى الفرعيات والخلافات والمذاهب والسياسات والمقاصد فزيغٌ أدخله الشيطان على الناس وبلبل به على أفئدتهم وعقولهم، صرَفَهم به عن المقاصد، أبعدهم به عن الحقائق، فصار الواحد يدعو إلى نفسه، يدعو إلى شخصه، يدعو إلى حزبه، يدعو إلى أغراضه، يدعو إلى مصالحه، ولا يستحي أن يقول أن يقول أنا أدعو إلى الله
وهل تحول رب العرش مضحكة! وهل تحول رب العرش هزُوءاً يضحك عليه أي أحد!؟ إنما يدعو إلى الله من إذا قاتل الكافرَ بالله المشرك بالله الصادّ عن سبيل الله المحارب لأهل دين الله ثم بصق في وجهه تركه ولم يقتله، ما لك؟ قال كنت أضربه لله، أقاتله لله، فلما بصق في وجهي غضبت نفسي فأرادت أن أضربِه لها وأنا لا أضرب لغير الله..
هؤلاء الدعاة إلى الله، ما دعوا إلى أنفسهم، ما دعوا إلى أغراضهم ولا إلى مقاصدهم، أما أن تمتلئ الصدور غيظاً من هذا على هذا، ثم يُقال شرع الله ودين الله، هذا لعب، هذا هزوء، هذا ضحك، هذا جراءة على الله سبحانه وتعالى، قال سيدنا علي: كنت أقاتله لله، فلما بصق في وجهي غضبت نفسي وأرادت أن أضربَه لها، وهذا سيفٌ أخذته من يد محمد، اسمه ذو الفقار ما يضرب لغير الله، أخون الأمانة مع ربي ومع رسولي إن ضربتُ به لأجل نفسي، إن ضربتُ به انتقاماً لنفسي ولعرضي، أنا أضرب لله، فمن يتعلم الجهادَ على هذه الأسس، من يتعلم الجهادَ على هذه الثوابت، على هذه القواعد، على هذه الخيرات، على هذا الصدق مع رب الأرض والسماوات، محاسبة للنفس في ساعة حرجة، في ساعة صعبة، أن يرجع الإنسان ليحاسب نفسَه ونياتِه فيها، وقت قتال ومقابلة بالسيوف وإشراف على الموت، وقد هوى بالسيف ولما جاءت البصقة أدرك بسرعة ما حلَّ في القلب فرفع السيف ..
أي أجهزة هذه ؟ أجهزة ممتازة سريعة الإدراك، لا مثيلَ لها في الكومبيوترات، لا مثيلَ لها في هذه التقنيات المصنوعة، قلوبٌ صفَت، تنقَّت، تطهرت، فكانت مرايا للحقيقة يبرز فيها مقدار الذرة من القصد، تمثل موازين القيامة ( وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ) فقلوب أهل الله كموازين الله لا تغادر صغيرةً ولا كبيرة إلا أحصَتها .
هذه الأجهزة الرفيعة صُفّيت ونقِّيت وصقِّلَت على يد محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، قد كانت كقلوب غيرها فيها أكدار وفيها ظلمات، فلما جاءت إلى يد المصقِّل واستسلمت وخضعت وأقبلت صقَّلَها فصارت أجهزةً ولا نظيرَ لها في الوجود، وما تقدَّم الناس فيه من اكتشاف أجهزةٍ واستحداثها فلن يصلوا إلى شأو هذه الأجهزة الربانية الأصيلة، إذا صُقِّلت وإذا صفِّيت فهي أعلى ما يوجد في الوجود، لا يسعُ المعرفةَ بالله أرضٌ ولا سماء ولا أشجارٌ ولا أجهزة ولا أوراق ولا كتب ولا طائرات، ولكن هذه القلوب تسعُ المعرفةَ بالله، هذه القلوب تسعُ نورَ القرب من الله الخاص، هذه القلوب تحملُ أسرارَ ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) فيا نعم القلوب، قلوبٌ تصفَّت على يد الحبيب المحبوب ،
بحرمة هادينا ومحيي قلوبنا *** ومرشدنا نهج الطريق القويمة
فيا رب ثبتنا على الحق والهدى **** ويا رب اقبضنا على خير ملة
هذا ما تحتاجه القلوب، وهذه أخبار امتداد تلك الرسالة المحمدية النبوية من يوم نزول الوحي في غار حراء وابتداء الدعوة سريةً في مكة، ثم النداء على جبل الصفاء، من قبل المصطفى لبطون قريشٍ كلِّها، واجتماعها وقوله لهم : لو أخبرتكم أن وراء هذا الجبل جيشٌ مصبِّحكُم أو ممسِّيكم أكنتم مصدِّقـيَ؟ اتصدقونني ؟ قالوا جميعاً : نعم، ما جرّبنا عليك كذباً قط أنت الصادق الأمين، قال: إني نذيرٌ لكم بين يدي عذابٌ شديد، وإن الله أرسلني إليكم لتعبدوه وحده لا شريك له، والله لتموتنَّ كما تنامون، ولتبعثُنَّ كما تستيقظون، وإنها الجنةُ أبدا أو النار أبدا، إن الرائدَ لا يكذبُ أهلَه، لو كذبتُ الناسَ جميعاً ما كذبتكم، ولو غششتُ الناسَ جميعاً ما غششتُكم، كيف وأنا ما غششت أحدا، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم..
وسكت القوم، لكن هذه الآثار هذا الإسلام الذي يحدث الآن في كندا، وتلك الجزائر ومجيؤه إلى هنا من أثر ذاك النداء، من أثر تلك الدعوة، من أثر تلك الهمة، من أثر ذاك القلب، قلب محمد، قلب حبيبِ الواحد الأحد، قلبٌ حمل الختمَ للرسالات السماوية، قلبٌ حمل العمومَ للخلق في الرحمة، بُعِثَ إلى العالمين، وهو رحمة الله للعالمين، وهو سيدُ العالمين، فانتهضوا لنصرته، وادخلوا ميادين الجهاد هذه، واتلوا على قلوبكم وأرواحكم أمثال هذه الأخبار فهي أمر سائر وساري في الوجود، لا تتحدث عنه وسائل الإعلام هذه، ولكن العاقبةَ لهذا الأمر ولكن النهايةَ لهذا الأمر، ولكن النصرةَ لهذه الأخبار، هي التي ستقوم على ظهر الأرض، وهي التي تمتدُّ امتدادات حتى لا يبقى بيتُ شجر ولا حجر ولا مدر إلا دخل فيه دينُ الله ورسوله، وذُكِر اللهُ فيه ورسوله بذلُّ ذليلٍ أو عزِّ عزيز.. أعزنا بطاعتك، أعزّنا بنصرك، أعزّنا بالوفاء بعهدك ولا تذلّنا بمعصيتك، فإن اللهَ يذلُّ في الدنيا قبل الآخرة أهلَ المعصية والمخالفة والشذوذ، وافتحوا تلكم الأبواب للجهاد الصحيح الخالص النقي.
وقد تحدثنا في مجالسنا هذه عن أبواب جهاد تربية الأسر وحمايتها مِن برامج مَن كفر وِمن أفكارهم ومِن سِيرهم وأخلاقهم، ولنتحدث عن جهادٍ لا غبار فيه قيامُ أهل المناطق والأماكن بحماية الأعراض والأموال والدماء في مناطقهم دون أن يتصارعوا مع أهل الصراع على سلطات أو غيرها، فإن هذا الأمر يدَّعي كل المتنازعين والمتصارعين أنهم يريدوا أن يؤمِّنوا الناس، فإن كان الأمر كما يقولون فوِجهةُ القائمين من المخلصين وأهل المناطق بعقلائهم وشبابهم المزمومين بزمام العقلاء والحكماء المَزمُومين بزمام الوحي، بزمام تراث الهدى، بزمام سند الفهم، في الكتاب والسنة، إذا قام ذلك فهذه أبواب جهاد في سبيل الله تبارك وتعالى، وليَخرُجوا من هذا الغرور بتسيير أمور المعاشات والحياة على ترتيب أولئك لتكون الأمة عالةً على غيرهم، وليحرِّكوا مزارعهم، وليحركوا أغنامَهم وأنعامَهم وليحرِّكوا حرفَهم وصناعاتِهم وسط ديارهم، وسط بلدانهم، هذا بابٌ من أبواب الجهاد في سبيل الله تعالى لا غبار عليه
لا يُذهب بك يمنة ولا يسرة ولا تُشارك فيه في سفك دم، ولا في مساءة ذم، تُسألُ عنها يوم القيامة، فليقوموا بحراسة ديارهم وأسرهم من برامج الكفار، وليقوموا بحراسةِ مجتمعهم مِن كل قادر من ذوي القوة والشباب والقدرة لحماية الدماء والأموال والأعراض، وليقولوا للمتصارعين ما صارعناكم فلا تصرعونا بغير حق، دعونا وأماكننا، دعونا وديارنا، دعونا وطمأنينتنا وأهلنا، وأهل القوة فينا سيبذلون وسعَهم في هذه الحماية والقيام بها، ولينشطوا فيما أُمروا به على لسان صاحب الشرع، وعند هيجانِ غبار هذه الحركات التي تحدث عنها خيرُ البريات قال: فمن كان له زرعٌ فليَلحق بزرعِه، ومن كان له نَعَم فليلحق بنِعمِه، يعني إذهبوا إلى ما خبأ الله لكم في الأرض مما تتقوتون به واخرجوا من هذا الكذب عليكم بأخذ زمامكم إلى يدِ عدوِّكم لتكونوا عرضةً له ولما يأتي منهم.
فإن ربَّكم قد جعل في الأرض ما يكفيكم، لكن أغرتكُم زهرةُ الحياة الدنيا فتركتُم مهماتٍ وأغذيتكم وقوام حياتكم استعجالاً على كسب الأموال واغتراراً بهذا الذي يكون في الوظائف، هذه الظاهرة التي تجعل الواحد مأموراً مأسوراً، وأكثر قياداتها لا تقوم على هدىً وخير.
وقد رأيت بعض الصلحاء قبل سنين عديدة يبكي، ما بالك؟ قال: بلاد المسلمين وشبابهم والكثير من أسر العلم والصلاح موزَّعين على الشركات يخدمون مَن ليس أهلاً للخدمة، قال : وددت أن مسارَهم غير هذا المسار، وأنهم اكتسبوا لقم عيشهم من دون الإنخراط في هذه السلاسل، سلاسل ترجع نهاياتها إلى تحكُّماتٍ من قِبل ذا وذاك، فيقضون عقولهم وأدمغتهم ومفاهيمهم وقواهم في خدمة هذه الشركة وتلك، وذي المؤسسة وتلك، ومرجعيتها ليست إليهم، وقد كان لهم مجال في الحياة أن يكتسبوا لقمةَ العيش من غير هذا الأسر، مِن غير هذا الإنخراط في خِطط وضعت لهم مِن قِبل غيرهم، ولكن اللهَ تعالى يوقظ قلبَ من يشاء، ويهدي لنوره مَن يشاء، فليَفقهِ الناس فإنهم يُمتحنون بأمثال هذه الاشياء ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ )إنا لله أصلاً ما نحن لك ولا لأنفسنا ولا لشرق ولا لغرب، إنا لله، نطلب رضا الله، نفكر إيش يرضي ربنا عننا نعمله في كل المواقف، في كل الظروف، ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
قال سيدنا عمر بن الخطاب: نعم العِدلان ونعمت العلاوة، عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة: عدلان، وعلاوة فوقها: وأولئك هم المهتدون، أكثر عقليات شبابنا إذا قالوا علاوة ما بيعرفون من كلام سيدنا عمر غير شيء علاوة بالمرتبات، شوف علاوة وسط القرآن عندك، سيدنا عمر كان يتكلم عن علاوة، قال نعم العدلان ونعمت العلاوة، تعرف العلاوة هذه ؟ ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
أرباب الصبر الذين لا يتصرفون لغيظِ أنفسِهم ولا لمصالحِهم الخاصة، يطلبون رضوانَ ربهم جل جلاله ( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ )
وحدهم دعاةُ السلام الحقِّ في الأرض، أما من يرفع الشعارات ثم يكون السببَ فيكثر الإنفجارات في العالم فشعارُه ما يغني ولا يفيد، يدَّعيه بالكلام ويدعيه بالشعار وهو سبب الإنفجارات في العالم، لكن الأنبياءَ والرسلَ سببُ السكون في العالم، سببُ الطمأنينة في العالم، سببُ العدل في العالم، سببُ القِسط في العالم، سببُ النور في العالم عليهم صلوات الله،
وقد أُكرِمنا بسيدهم وإمامهم، رزقنا الله حسن متابعته والإهتداء بهديه والتخلُّق بأخلاقه، فقوموا في متابعته بطرقِ أبواب هذا الجهاد الذي دلكم هو عليها، وقال وقت الشدائد اعملوا كذا، وقت الاختلاف والتشابك إذا مرجت عهودهم وقلّت أماناتهم واشتبكوا وكانوا هكذا، فما تأمرنا ؟ قال اتركهم كلهم، أين أذهب ؟ قال : إلزم إمام المسلمين وجماعتهم، قال : ما قدام عيني إمام ولا جماعة مسلمين، فاعتزل تلك الفرق كلَّها وليسعك بيتُك، خذ ما تعرف ودع ما تنكر، قال : ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت.
صلى الله على المرشد الهادي، ولا أشجع منه، ولا أقوى منه، ولا أغير على دين الله منه، ولا الجهاد إلا متابعته، ولا الجهاد إلا المشي وراءه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
اللهم ارزقنا حسن متابعته، وانظر إلينا في رجب نظرة تكشف بها الكرب، تجمع بها قلوب والعجم والعرب من المسلمين على ما تحب يا رب في تبعيَّة الحبيبِ المقرَّب، زهِّدهم من التبعيات التي تقطعُهم دون تبعيَّته يا رب، بأي صورة كانت وردَّهم إلى أصلهم، ردَّهم إلى فضلك بفضلك، ردهم للإستسلام لك ولرسولك وحسن الانقياد ظاهراً وباطناً، واجعلنا من أهل تلك الإستقامة على ما تحب، فيمن تحب يا رب العالمين.
فاجعلنا والحاضرين ومَن يسمعنا جنداً من جنودك في الوفاء بعهدك، جنداً مِن جنودك في العمل بشرعِك، جندا من جنودك في تبعيَّة نبيك، حتى تكونَ أهواؤنا كلُّها تبعاً لما جاء به، حتى تكون أهواؤنا كلُّها تبعاً لما جاء به، حتى تكون جميع أهوائنا كلِّها تبعاً لما جاء به، لا نحيد عن سبيله، لا نُخرج عن جيله، لا نخالفه في فِعله ولا في قيلِه، حتى تحشرَنا معه وتظلنا بظل لوائك، وتسقينا من حوضه وتدخلنا معه الجنة.. آمين
واجعل مَن في بيوتنا كذلك، ومَن خرج ويخرج مِن أصلابنا وذرارينا كذلك، جنِّبنا وجنِّبهم النار، وجنِّبنا وجنِّبهم الإنفصال عن المختار، وجنِّبنا وجنبهم الفضيحةَ والعار، ونعوذ بك لنا ولهم مِن خزيِ يوم القيامة، ومِن الندامةِ يوم الطامة، فاجعلنا في زُمرة المظلل بالغمامة، يا الله
أنت بحبيبك هذا المرجوُّ لهذه الأمة، ولما نازلَ أمته وحلّ بساحاتهم، فإليك وحدك نشكوا، ولك ندعوا، وإياك نرجوا ونلحُّ عليك يا عفو، لا تؤاخذنا بسيئاتنا، ولا قبيح أفعالنا وأقوالنا، ولا سوء نياتنا ومقاصدنا ولا بما فعل السفهاء منا، فإنا نعترف لك، ونعتذر إليك، ونتوب إليك ونستغفرك فاغفر يا خيرَ غفور..
والقوةُ قوتُك، والقدرةُ قدرتُك، والمملكة مملكتك، والبرية بريتك وخليقتك، وليس لأحدٍ معك شيء، فيا رب كلِّ شيء بقدرتك على كل شيء وإحاطتك بكلِّ شيء، أصلح لنا كلَّ شيء، واغفر لنا كلَّ شيء، ولا تسألنا عن شيء، ولا تعذِّبنا على شيء، يا مليكَ كل شيء.. يا الله.
وأنت الذي أوردتَهم حتى سألوك، وحضروا محاضرَ سؤالك التي يقوى فيها التصاقُ الأرض بالسماء والسماء بالأرض، فلا سماءَ ولا أرض ولكن رب السماء والأرض، فيا فاطر السماوات والأرض اجعل وجهاتِنا كلها إليك وحدك، لا إلى شيء في الأرض ولا في السماء، يا مَن لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء باسمك ندعوك، وباسمك نرجوك وباسمك نسألك، وباسمك نلحُّ عليك، ونطلبك ونقول: يا ربنا يا ربنا يا ربنا ليس لنا غيرُك في حالٍ من الأحوال
وما لنا سواك في شأن من الشئون، في دنيا ولا مال، فأصلِح شأننا كلَّه بما أصلحتَ به شان الصالحين، واجعلنا في خواص الهداة المهتدين، يا رب لا تسلِّط على أحدٍ منا ومن السامعين وأحبابنا نفساً أمارة، ولا دنيا غرّارة ولا شياطين مكارة، ولا أهواء مفسدة يا الله .
ارزقنا الغلبةَ عليها، ولا يغلبنا شيء منها (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ) فانصرنا فلا يغلبنا من هذا شيء يا رب كل شيء يا الله.
وصاحب القلب الذي حضر أو سمع ولم يُنصر بعدُ على نفسه وهواه نطرحُه بين يديك يا عالم الخفية، يا ناظراً إلى البواطن، يا مطلعاً على السرائر أنصرهم على نفوسهم، أنصرهم على الشياطين، انصرهم على الدنيا، ارزقهم طلبَك وإرادةَ وجهك، وقصدَك وحدك، ولا تجعل لنا ولهم مقصوداً سواك يا ملك الأملاك يا الله، يا مجري الأفلاك يا الله يا مزيل الأحلاك يا الله..
موائدُك مبسوطة، ومواهبك ممدودة، وعطاياك وافرة، والعبادُ بين يديك، والحالُ لا يخفى عليك، شرَّفتنا أن نناجيَك وأن نسألك وأن نطلبك، ولو لم تنظر إلينا وترحمنا وتوفقنا لكنا طالبين غيرك وعلى أبواب سواك ومرمياً بنا في أي شيء من أوضار هذه الحياة وقذاراتها، ولكنك أوقفتنا على بابك وجعلتنا لائذين بأعتابك، مشرَّفين بكريمِ خطابك.. فلك الحمد، فلك الحمد، فلك الحمد.
فلا تفرِّق هذه الوجوهَ يوم القيامة، ولا تباعِد بينها يوم الطامة، إذا سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا ففي تلك الزُّمر نُساق يا خلّاق، إلى دار النعيم الباق، يا الله، يا الله ،لا تُخرج واحداً منا إلى الزُّمر الأخرى إذا سيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا، وجميع ذرارينا يا ربَّنا يا الله ..
وهؤلاء أهلُ القلوب الذين أقبلوا عليك لم يصل إليهم العلماء ولا الكتب فإخواننا وأصحابنا اجعلهم اللهم جسوراً لإيصال العلم وإيصال الخير وإيصال الكتب إلى نواحي الأرض كلها يا ربَّ الأرض كلها، يا الله، هداياتٌ تنتشر، وخير في الأمة يظهر، ورايات طه تبرز، ولها تنصر مع من لهم أنت تنصر يا خير الناصرين أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
ويا كلَّ مَن على ظهر الأرض مِمن لا يعجبهم التوجُّه بالكلية لهذا المسلك نقول لهم إنا مسلمون فتولَّوا حيث تتولون، إنا مسلمون وعليها نحيا وعليها نُبعث إن شاء الله
فيا رب ثبتنا على الحق والهدى ** ويارب اقبضنا على خيرِ ملةِ
وعُمَّ أصولا والفروع برحمة ** وأهلا وأصحابا وكلَّ قرابة
وسائر أهل الدين من كل مسلم ** أقام لك التوحيد من غير ريبة
وصل وسلم دائم الدهر سرمدا ** على خير مبعوث الى خير أمة
محمد المخصوص منك بفضلك ** العظيم وانزال الكتاب وحكمة
محمد، محمد، محمد، أما تدركون ماذا يُحدث التلفُّظَ بهذا الاسم في الملأ الأعلى..
محمد: اسمٌ على قوائمِ عرش ربي.. ربطكم اللهُ بمحمد، جمعكم اللهُ في دائرةِ النبي محمد..
محمد المخصوص منك بفضلك ** العظيم وإنزال الكتاب وحكمة
والحمد لله رب العالمين.
13 رَجب 1436