شرح قصيدة ( يا قلب وحِّد واترك الخلائق) - 17- شرح من قوله: متى ألاقي ما بقيتُ حيّا

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ قصيدة ( يا قلب وحِّد واترك الخلائق) للإمام عمر بن سقاف السقاف رضي الله عنه
الدرس السابع عشر: متى ألاقي ما بقيت حيا

عصر يوم الثلاثاء 2 صفر الخير 1446هـ.

 لتحميل القصيدة pdf:

https://omr.to/q-dawrah30 

نص الدرس مكتوب:

 

 مَتَى تُوَاصِل سَمْحَةُ المُحَيَّا*** مَتَى أُلَاقِي مَا بَقِيتْ حَيَّا
هَيَّا إِلَى ذَاكَ الْجَنَابْ هَيَّا*** سِيرُوا بِنَا، فَالحُرُّ مَنْ يُسَابِقْ

 

الحمد لله؛ تأملنا من معاني هذه الأبيات حتى وصلنا إلى قوله:

"مَتَى تُوَاصِل سَمْحَة المُحَيَّا"؛ بانكشاف الحقائق وموالاة الشرب من الشرب الرائق، وعجائب القرب والترقّي فيها ونيل من حقائق المحبة، والارتقاء في مراقيها، وحيازة الرضوان الأكبر من الرب؛ فهذه المواصلات التي تحصل من تلك الرتب العليّات.

 "مَتَى أُلَاقِي"؛ ما أحبُّ ومن أحبُّ في درجات المحبة والقرب والرضا والمعرفة الخاصة، التي تزداد في كل آن، "مَتَى أُلَاقِي مَا بَقِيتْ حَيَّا"؛ أي: ما بقيت على ظهر هذه الأرض في هذه الدنيا، فلي أملٌ في الزيادة من هذه المِنح والعطايا، وشرف اللقاء، وشرف هذا التلاقي، الذي مهما تكرّر يُرْتَقَى منه إلى ما هو أنضر، وإلى ما هو أشكر وإلى ما هو أوفر، وإلى ما هو أنور، وإلى ما هو أطهر.

وهكذا.. فأهل اللقاء يطلبون اللقاء؛ أي: يطلبون الدرجات من اللقاء فوق الحال الذي هم فيه، ولا يزالون على رجاءٍ في الله وأملٍ في دوام هذا الارتقاء ما داموا على ظهر هذه الحياة؛ لأنها مرتع الترقّي والاعتلاء والزيادة من العلم، والزيادة من النور، والزيادة من حقائق القرب، والمعرفة والمحبة والرضوان، فالفرصة التي أوتيها الإنسان هي هذا العمر، هي هذا العمر من حين تمييزه إلى حين خروج روحه من جسده.

 

قال: "مَتَى أُلَاقِي مَا بَقِيتْ حَيَّا"؟ وأنا أترقى في سلم هذا اللقاء ودرجاته، واحدة بعد ثانية، كلما لقيت في درجة اشتقت إلى اللقاء في الدرجة التي فوقها، وما دمت حيًّا فأنا على ذلك، (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)[مريم:31]، وبالصلاة والزكاة تحصل المرادات من هذه الارتقاءات والسعادات، يقول الإمام الحداد:

  وإنّي لأرجو قُربهم ووصالهم *** وإن طالت الأيام ما لم أرِد لَحْدي 

لا زلت في الترجّي والآمال، والترقّي في المراتب العوال، ما دمت على ظهر هذه الأرض ما لم أرد لَحْدي، فعندي الرجاء في أن أرتقي ولا أنقطع بشيء.

 "مَتَى تُوَاصِل سَمْحَةُ المُحَيَّا*** مَتَى أُلَاقِي مَا بَقِيتْ حَيَّا"

فالله يبارك في حياتنا وأعمارنا ويرزقنا فيها الرقيّ إلى المراتب العلى واللحوق بخيار الملأ.

 

تاريخ النشر الهجري

08 صفَر 1446

تاريخ النشر الميلادي

13 أغسطس 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام