تفسير سورة الإنفطار -3- من قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ)

تفسير جزء عمَّ - 88 - مواصلة تفسير سورة الإنفطار {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ}
للاستماع إلى الدرس

يواصل الحبيب عمر بن حفيظ تفسير قصار السور، موضحا معاني الكلمات ومدلولاتها والدروس المستفادة من الآيات الكريمة، ضمن دروسه الرمضانية في تفسير جزء عم من العام 1437هـ.

نص الدرس مكتوب:

 (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12))

الحمدُ لله مولانا الكريم المُصوّر العزيز المُبدِئ الخالِق الفاطرِ لا إله إلا هو، خلق الخلْق لحِكمة وطوى عليها عِلمه، وأفادنا منها شؤوناً مُهمة، تُبيّن لنا حقيقة في الخلْق والإيجاد، وما يجري لنا في الحياة وعند الوِفادة عليه وفي البرازخ ويوم الحَشر والمِيعاد، يوم التّناد، فأخبر بما يكفْي للاسْتِبْصار ويُعمِّر القُلوبَ والعُقولَ والأفكار، ويوصِل إلى الدرجات الخاصة في المعْرِفة التي تُدرَك بها أسرار الحِكمة والتَكْوين والتَخْصيصِ والتعْيين، ويُنال بها من سِرّ التَبيين ما يُوصَل بها إلى مراتِب في علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وبها يكون التفاوت بين الناس يوم الدين (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ) [التكاثر:3-7]، (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الْواقعة:95-96].

نحمدُه ونشكرُه ونستغْفِره ونعْترِف بِفضْلِه وواسِع طَولِه وعَظيم جُودِه، وتوالي نِعمائه وإسعاده وإمداده، ونعْترِفُ له بتقْصيرنا وكثرة وطَولِ غَفلتنا وإيثارنا لسِواه في كثيرٍ من أحوالنا وحالاتنا، ونسأله التجاوزَ والصفح والعفوَ عنا، نسأله أن يثبّتنا على ما يُحبِّه منا ويرضى به عنّا، ونسأله أن يُوالِيَ ويُجْزِلَ من حضرته الصّلاة عنّا إلى حبيبه الأسنى، مَن دعانا بالحُسنى، ودلَّنا على الحُسنى فكان جامِع الحُسنِ في الخلائق؛ فساق الله له مِن المحاسِن في العالم الخَلقْي أصل كلّ حَسَن، ومَعدِن ومَبعَث كل جميل، فهو مَجمَع الكمالات الإنسانية، وساقي كؤوس الاتصالات العِرفانية، في مدارِج القُرب الذاتي من الحضرة العَليّة، مظْهر شؤون ما كان وما يكون، الأمين المأمون.

 اللهم أدِم مِنك عنَّا الصلاة عليه وعلى آلِه معادِن أسرارِه، وأصحابه مُقتبِسي أنوارِه، ومَن سار مِن بعْدِهم على مَحبَّتِهم في اقْتِفاء أثاره، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين المُخبرين عن صفاته وأحواله وأخباره، لأممِهم بما أوحى الله إليهم مّما خصَّهم به من أنواره وأسراره وعلى آلهم وصحبهم أجمعين، وعلى الملائكة المُقربين، وعلى جميع عباد الله الصالِحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 

وبعد،،،

فإنّنا في اغْتِنام مائدة ربِّنا التي اتصلت بليالٍ سنيَّات، وأيام بهيات في الشهر الأكرم، الذي أوْشك على الرحيل، وأزمع على التحويل، والله يوفّر حظّنا مما فيه من التكريم والتبْجيل، والمنّ الجليل، والفضل الجزيل إنّه أكرم الأكرمين.

في جُلوسِنا على مائدة الكرم، مُستمْطرين رحمة الرحيم الأكرم، بتأمُل ما أوحاه إلى عبده المصطفى العلم، المُعلَّم بالقلم، والمقْصود الأول بحقائق (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق:5]، 

تأمّلنا معان تحْمِلُها لنا سورة الانفطار (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2))؛ فعلِمنا من أخبار هذا العالَم شؤونا سيؤول إليها، وستجري عليه بتقدير مَن كوّنه وفطَره (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)).

سمِعْنا خِطاب الرحمن (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)) فعدّلك -جلّ جلاله- خلقك ولم يُشرِكُه في خلْقِك أحد، فكيف بعد ذلك أنت تُشْرِك في حُكْمِه غيْره، تُشْرِك في ربوبيته سِواه، ولم يُشارِكُه أحد في خلْقِك، وحده خلقك، ووحده صوّرك، ثم تأتي إلى الصورة والجسم المُركّب والروح وتُسلِّمها لِتافِه ولِفاسِق ولِغافِل ولمُنكِر له، وتنقطع عن تعْليمه وتوجيهه وهو الذي خلقك؟!

 (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ) تسْوية بديعة؛ تسْوية لأعصابك على عدد أعصابك، لعروقك على عدد عروقك، تسْوية لكلِّ واحد منها بما يليق بها، وخلاياك التي تزخر بالملايين منها؛ عينك وأُذنك ومُخّك، لا إله إلا هو (..خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) تعديلا حسناً (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين:4]. 

(فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8))، وقد سمّى نفْسه المُصوِّر وقال: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ…)[آل عمران:6]، فلو أراد أن يزيغ صورتك عن التركيب الأصلي الإنساني فيجعلك على صورة حِمار أو قِرد أو كلْب، لفَعل، لكن صوّرك بهذه الصورة وتجي بهذه الصورة وما نُفِخ فيها من روح، وما أُعطيت من سمع وبصر وعقل تُسلِّمها لغيره وتخالِفه؟! غريب شأنك؟! (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) [عبس:17-19].

يقول جلّ جلاله: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)) فقضى -إلا ما شذّ وندر- أن يجعل هُناك اخْتِلالا في التصوير والتركيب في أحد أو يُورَد على صورة غير الإنسان، وهذا حصل في البشر ولكن بندورٍ جداً للعِبرة والعِظة، وعامتهم مكوّنِهم طائفة بعد طائفة، وقوم بعد قوم، وقرن بعد قرن، وجيل بعد جيل؛ على مدى القرون في تشابُه، والعظمة وجود التشابُه مع عدم التماثُل، تشابُه.. تشابُه قوي بين البشر من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة.

 ملايين الملايين، لا يوجد منهم إثنين متماثلين؟! يُشْبِه ولا يُماثل! كم من قدرة عنده على إيجاد الشبهة من دون مماثلة؟ لا إله إلا الله، ما هذه القُدْرة! ما هذه العظمة! والغالب في خلْق البشر أنه من بين أقاربه أو من يُساكِنه أو تُساكِن أمّه يوجِد الشبه، والغالب أن يكون هذا الشبه أيضاً 

  • منوطاً باتّصال مِن جِهة الأب ومِن جِهة الأم
  •  وقد يكون في الموجودين
  •  وقد يشبه واحدا من الماضيين من الأباء والأمهات إلى آدم فيوجد -سبحان الله-

وهكذا جاء إلى عنده ﷺ من يحمل الشكوك فيما يقول إنّي وأمُّه وصْفنا كذا، ولَونُنا كذا، ولكن جاء الولد على غيرنا، ولا يشبه أباه ولا يشبه أمه، ولا كذا، قال له ﷺ، وهو رجل بادية صاحب إبل: عِندك إبل؟ قال: نعم، قال: ما لونها -الإبل التي عندك-؟ قال: عامّتها لونها كذا؟ قال: ليس فيها واحد شاذ -غريب-؟ قال: نعم فيها، قال: ذاك الشاذ من أين جاء؟ والذي هو وسط إبلك؟ قال: لعله نزعه عِرق، قال: وولدك لعله نزعه عِرق، -قال: وولدك كذلك،- قال له: نزعه عِرق -جاءه عِرق من الأباء، ليس ضروري يظهر فيه-، وحلّ الإشكال في ذهنه وفي باله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

(فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)) ثم قدّر الطول والعرض والحجم لكل أجزائك -سبحان الله-، وما خالف بين عين وعين، ويد ويد، ورجل ورجل وإلا فقدْتَ كثيراً مِن المصالح، ولكنتَ في منظر مُزْرٍ، وأذن وأذن -سبحان الله- هكذا الله أكبر.

وجاءت بعد ذلك الخُصوصية لكلّ فرد بكلّ هذه المقاييس لا يوجد له فيها نظير من بقية الملايين.. الملايين الملايين.. مهما كانوا؛ وبذلك يُعيدهم وقت البعث (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ) [الأنبياء:104]؛ لهذا لمّا حاول بعض المُلحِدين التشكيك يقول: جسد هذا الإنسان يُقْبَر في الأرض، يذوب، يأكله الدود، يتحوّل -يعود ثانية إلى التراب- نعم أجزاء هذا الجسد التي تحولت إلى التربة عُرضة لأن تثمِر مِنها الثمرة، نعم، ثمرت الثمرة -طلعت الشجرة وخرج منها الثمرة- في هذه الثمرة ذرات من أجزاء ذاك الإنسان، قال: فيجيء إنسان آخر ويأكلها؛ فتدخل إلى أجزاء جسده، فهل إذا جاء البعث الذي تقولون عليه معشر المؤمنين، أن هذه العناصر توجد في الجسم الأول أو في الثاني؟ إن وُجِدت في الأول نقصت من الثاني، وإن وجدت في الثاني نقصت من الأول؟

يا أغبياء المُكوْن الذي كوّن التكْوين القويم -جلّ جلاله- جعل العناصر مُشتركة بين جميع الناس، ولا اخْتِلاف بينهم إلا في نُسبها، ولا تتفق نُسْبة اثنين أبداً، ولو حلّلت لعشرة مليون من البشر لا تجد النسبة مُتّحدة بين اثنين قط، إذا كان الأمر كذلك، فأي شيء يُعجز هذه القُدرة التي كوّنت أن تُعيد النِّسب كما كانت، فيقوم كلُّ واحد كما كان، ولقد أشار القرآن إلى ذلك: (ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ۖ ذَٰلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ۖ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) [ق:1-4] ماذا تأخذ مِنهم؟! وماذا يستحيل من أجزائهم؟! هذا عِلم بارئ مُنشئ علم دقيق (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ۖ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) [ق:4].

فنعيد الأجسام بالنِسب التي كانت عليها عِند الوفاة؛ فكلّ واحد بجسده، لا تخالُف ولا تداخُل بينهم، ولو إنسان أكل إنسان بعد -أبعد من هذا- لكان الأمر في القُدرة الطليقة شيء يسير (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ) [الأنبياء:104] ، ولو قمت -كما يفعل بعض الناس- ذبحتَ واحد أمامنا وأكلته كان هو ناقص ولا إنت ناقص؟ لا إنت ولا هو، كل واحد يرجع كما كان، لا إله إلا هو (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ۖ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) [ق:4].

(فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)) قِصر، طول، بلون من الألوان؛ بأي لون يلوّنك -سبحانه وتعالى- طيب، عظمهم بعد ذلك حظاً من فضْل الله:

  •  أشدّهم تعْظيماً لله،
  •  ورضا بما صوّره وقدّره وأعطاه،

ثم من عظيم هذه القدرة وبديعها، مايبقى التمايُز بيننا بالصور، مع وجود التشابُه، ويبقى بعد ذلك في نفس العُمر الدنيوي عِندنا مراحل، ولكن عند دِقّة النظر يُهتدى إلى أن هذا فلان بنفسه وقد تغيّر طوره، فواسع التركيز -دقيق النظر- لو رأى طفل صغير ثم لقيه بعد أربعين سنة، يراه وكأنه شخصا آخر، يتأملُه فيقول: هذا فلان ابن فلان، من أين عرفت؟ مع التغير هذا والتطور، توجد ملامح من الأصل باقية محفوظة؛ من أيام الطفولة إلى أيام الشباب، الى أيام الكهولة، الى أيام الشيخوخة، إلى المراحل الأخيرة، فالذي لا يدقق النظر لا يعْرِف، يقول: من هذا؟ والذي عنده دِقة ومُكْنة يعرف. 

بعض المتأخرين، إذا مشى ورأى شخص وعرفه، يرى أخاه، يرى ابن عمه، يقول: هذا أخو فلان.. هذا عمه.. هذا ابن عمه.. هذا يمكن خال فلان، ويكون كذلك، من دقّة التأمّل والنظر -سبحان الله- كذلك تُغيّر الأشكال والألوان في الآخِرة:

  •  أهل الجنة كلها جمال وألوان بديعة، ولكن الملامح التي كانت في الدنيا لا تزال قائمة حتى يلقى الصاحب صاحبه في الجنة قد تبدّلوا، تغيروا، طولهم وعرضهم ولونهم.. كلهم في جمال، لكن يلْمح كذا يقول: أنت أصلك فُلان؟ كنت في الدنيا اعْرِفك كذا، يقول: وأنت فلان، يقول: نعم، الآن قد تغيّروا ولكن يتلاقون فيتذكّرون، فتبقى -سبحان الله- حتى في الجنة صور في الحُسْن والجمال إذا أعجبتك صورة خُذْها، أدخل فيها تتصور بصورتها، لكن مع ذلك يبقى ملْمحك فُلان، أنت، الله ما هذه العظمة في التصوير هذه؟! في التقدير هذا! قُدْرة طليقة للحق -جلّ جلاله وتعالى في علاه-!
  • أهل النار كذلك يتغيّرون كُلّهم قبح، لا أحد فيه جمال في النار، كُلّهم يرجعون إلى القُبُح وإلى السوء ولكن مع ذلك ملْمح، هذا فلان أو لا؟ إلا هو هذا فلان، هو تشوه ولكن هو، يقول: أنت فلان؟ يقول: نعم أنا فلان، يقول: كنْت تضحك عليّ، و لو تبِعْتك كنْت معك في النار، لو تبِعْتنا جئت معي إلى الجنة، كنت تستهزئ بي، ولو أنا تبِعْتك لكنت الآن معك، قال: (قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) [الصافات:56-57]، لَكنتُ عندك في هذا العذاب الذي لا يُطاق، لا حول ولا قوة إلا بالله -سبحان الله جلّ جلاله-

وهكذا كم يهتدي الناس لِأنْ يروا البشر يقولون؛ من أجل أن لا يتغالطون علينا؛ لأنه مهما كان ذكاؤهم وكذا:

  • يقومون بعمل صور حتى لا يتغالطون من الشبه
  • ويأخذ البصمات، قال: أيضاً احتياط 
  • بعد ذلك؛ البصر
  • ثم بصمات الفم 

ولا بُدّ أن يكون إختلاف بين هذا وهذا، والاختلاف إلى كم الان؟ تخلق الملايين! و كل واحد يختلف عن الثاني؟!.. هذا تعب! ماذا تعب؟! عند الله لايوجد تعب، عندك أنت نعم، لو نقول لك: لو عندك شركة تصلّح لنا شي، وهات الملايين ولا بُدّ أن تُفرّق بين هذا وهذا، في كل واحد فرق.. في كلّ واحد فرق، فسيكون تعب شديد عليك! صح تعب شديد؛ لأنك أنت بشر مخْلوق وقُدْرتك محدودة، ولكن لو قلنا لك هات فرق، واترك الشبه موجود بين الكل، من أين أجيء بهذا؟ وكيف أعملُه؟ لا إله إلا الله، ولكن الله هو الذي يُصوّرك -جلّ المُصّور-

(فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)) في تصوير الروح والجسد أيضا، أدخلَ فيه صوراً باطِنة، ربما رأى مظاهر منها أرباب البصائر:

  •  هذا مُركّب في صورة قُرْبة ومحبّة. 
  • وهذا مُركّب في صورة بُعد وبغض، يالله.
  •  هذا مُركّب في صورة هدى.
  •  هذا مُركّب في صورة ضلال، يالله (فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)). 
  • هذا في صورة اسْتِقامة.
  • وهذا في صورة إنْحِراف.

في التركيب، هذا أشار إليه  ﷺ بِقولِه عندما يُنْفخ في بطن أمّه الروح: ما عمله؟ يعني ما الصورة المعنوية الباطنية، ما عمله شقي أو سعيد؟ نهايته ماذا؟ خاتمة الصورة ماذا هي؟ شقاوة أو سعادة؟ يُكْتب رزقه "فيؤمر بأربع كلمات؛ بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد" الله.

(فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)) حتى

  •  صورة مُقتّر الرزق أو مُوسِّع الرزق،
  •  أو مراحل تختلف
  •  أو نوع واحد يمر عليه
  •  أو في البداية كذا، وفي النهاية كذا
  •  أو بداية ووسط ونهاية
  •  أو حالة ثم حالة.. ثم حالة.. ثم حالة، أربع مرات خمسة مرات، ستة مرات، مكْتوب، يالله

 فلا رزق يوم يزيد، ولا رزق ساعة يزيد أو ينقص، ولا رزق سنة يزيد او ينقص، كل واحد يجي، الله (فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)) إنت وعملك ورزقك وأجلك وشقي أو سعيد.

يقول تعالى: (فِيٓ أَيِّ صُورَةٖ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ (8)) فتأمّل، إذا أخرجك بالصورة الإنسانية المُسْتوية، ألا تشكره؟! كيف تلوي إلى معْصيته ومُخالفته؟! هذا جحود.

 (كَلَّا) تنسون هذه الحقائق كلّها (بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)): 

  • الدين: الجزاء والحساب. الدين؛ 
  • دين الهدى والحق الذي بُعث به محمد (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) [آل عمران:19]، (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) [آل عمران:85]،

(بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)) ما جاء به محمد ﷺ، وسُمِي الإسلام: دين، والدين عند الله لأنه أول ما يستحق الجزاء، هوالإسلام يستحق الجزاء؛ تستسلم له، تنقاد لأمره؛ تفضل خذ جزاءك الآن، سُمي دين وأول معاني الدين الجزاء والحساب (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة:4] يوم الجزاء، وذاك يوم الدين هو الإسلام وحده، يمشي والباقي كلّه عذاب ومصائب ومشاكل، ليس فيه منافق إلا الإسلام، ولا شيء مُجزي نافع إلا الإسلام، فهو يوم الدين، يوم الدين نحن مُقْبِلين عليه، والذي يقول: لا أريد الدين، ستجيء إلى يوم الدين وسترى أين أنت، أو تتخذ دين آخر ليس بمقبول عند الله، سيأتي يوم الدين، يوم الجزاء، يوم الحساب.

قال -سبحانه وتعالى-: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9)) وهذا الترْكيب كُلّه يدُلُكم على أنه لا بُدّ من حِساب، لأنّه إذا ما في يوم دين، صار خلْق الوجود عبث، تعالى صاحِب هذا الإتقان في الصِنْعة أن يعبث، لا يمكن أن يعبث، إذاً فلا بُدّ من حِكْمة، وأين الحِكْمة؟ هل مرْجِعها إلى الإنسان أو إلى الخالق؟ الخالِق غني عن الإنسان، تظهر في الدنيا؟ لا لا تظهر، ترى بعينيك، كل واحد عاقل يرى الدنيا، هذا يطغى على هذا، وهذا يؤذي هذا، وأين الحِكْمة في الخلْق والإيجاد؟ وهذا يعْصيه وهذا يطيعه، وهذا يُصْلِح وهذا يُفْسِد، وكُلّهم بعد ذلك يموتون، وأين النتيجة؟ وأين الحِكْمة في الخلْق؟ في يوم الدين.

 ومع كون الأمر مُقْبِل علينا في يوم الدين يقول: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامٗا كَٰتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)) أي وكَّلْنا بِكم ملائكة؛ الله تعالى نوّعَ الخلْق الى؛ إنسان، جان، ملَك، جعل هؤلاء رؤساء لبقية أجناس الوجود -العقلاء-. 

لهذا يقول روح كائنات العالم هم؛ إنس وجن وملائكة، فهؤلاء سادات الكائنات الأخرى، تميّزوا عنهم بعقول أعطاهم الله إياها؛ يدْرِكون بها، إذا أحْسنوا اسْتِعْمالها من جلاله وعظمته .. مالا تُدْرِكُه الكائنات الأخرى، فكان هذه الميزة العظيمة، فمن ضيّعها صار مثل الحيوانات وأقل (أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) [الأعراف:179]، ومن حاز هذه الخصوصية مِن الإنس والجن كما حازها أيضاً الملائكة -المعرفة الخاصة بالله-؛ فهو المُميّز المُشرّف الذي قبِل الكرامة.

 يقول سبحانه وتعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10))؛ 

  • هذا صِنْف خلقهم وجعل لهم أجسام لكن مِن نور، 
  • ونحن اجسام: أجسام من طين، 
  • والجن أجسام: أجسام من نار -سبحان الله-، 

هذا نور مُجرّد، وهذه نار مُجرّدة، وفي الوسط طين، فيها نورية وفيها نارية:

  •  وإما يطلع إلى فوق فيشبه الأفُق الأعلى،
  •  وإما ينزل فيصير من الشياطين. 

 وهكذا، هيّأ كلُّ مِن الإنس والجن المُكلّفين للاسْتِقامة والانْحِراف (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [الإنسان:3] (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)؛ طريق الخير،وطريق الشر.

 يقول جل جلاله: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)) هذا الصِنْف مِن الملائكة معْصومين -مِن أصلهم- لا أكل ولا شُرُب لهم، ولا الأعراض البشرية الأخرى، ولا أعراض الإنس والجن ما عندهم منها، جعل لهم وظائف في الوجود، كما جعل الوظائف في بني آدم؛ رسل، وجعل وظائف أيضاً للجان أخيارهم وأشرارهم، وأخيار الأنس وأشرارهم، كلٌّ يقوم بوظيفة ايضاً يُعْمر بها الوجود بحسب تقدير الموجد -جلّ جلاله وتعالى في علاه- فكُلّهم عند ذلك مُسخّرون وخُدّام، لكن هؤلاء سُخِّروا وخُدِموا لخِدْمة حسنة.. طيبة.. حميدة.. مقبولة؛ يكافئون عليها بالخير، وهؤلاء سُخِّروا واسْتُخْدِموا لخِدمات ساقِطة.. هابِطة.. خبيثة؛ يكافئون عليها العذاب.

 الكُلّ مخْلوق، الكُلّ عبد، الألوهية هي المُتميّزة بالتقْدير والتصْريف والتحْويل والتبْديل والتغْيير والتقْديم والتأخير، ما أوتينا من الاختيار، من الانطلاقات، جزئيات أعطيناها محْكومة مِن فوق، مقدارُها وصورُها وأعمالُها، ولكن هي هكذا كما خُلِقت وكما رتّبها -جلّ جلاله-، 

كما رتّب هيئات السحاب مثلاً، وأسباب لنُزول المطر، وركّبك كذلك بهذا الترتيب وأعطاك اخْتيارات هي أسباب التكْليف، فتجي تقول: إذا كان هذا الاختيار الذي اختاره الله لي، لماذا كلفنا؟ إذا كان هذا تدْبيره للمطر من أجل نزول السحاب، لماذا يُنْزِل المطر؟ يجعلها بصورة أخرى أحسن! 

أنت خالق أو مخْلوق؟ أنت خالِق ثاني؟! إله ثاني؟! تريد تحاسب الإله؟!  لا إله إلا هو.

 يا هذا!! مثل لو جاء واحد وقال لك؛ كيف لو هو جعل السماء تحت؟ أو بعضها فوق وبعضها تحت، والأرض كذلك، أصلاً هذا هو خلقه ولا تستطيع أن تغيّر شيء فيه، وأنت إن كنت مُلْحِد، وإن كنت مؤمن، وإن كنت كافر، وإن كنت مُصدِّق، وإن كنت مُكذِّب تمشي على ظهر الأرض؛ السماء فوقك والأرض تحتك على رغم أنفك، لا تستطيع أن تُغيّر شيء.

نفس الشيء في التكْليف، في الأمر، في الاختيار الذي أعطاك، رتّبَ على هذا العِقاب رتّب على هذا الثواب، هو الذي رفع السماء، هو نفسه، وتجيء أنت وتعترض؟! ماذا لك في المملكة ياقليل الحياء، يا قليل الأدب؟! معك فقط تطاوِل واعْتراض! ما عندك شيء، أصلاً أنت مخْلوق، أصلاً أنت مملوك، أصلاً أنت عبد، سواء اعْترفت، أو لم تعترف، جئت.. رحت.. أعمل الذي تريده.. النهاية هذا هو أنت.

هذا كونه وهذا تكْوينه وهذا تقْديره، ولابُدّ إذا كان عندك عقل، فستعرف ما اسرار الألوهية والربوبية، وما معنى العبودية، وما معنى الألوهية، واجب أن تُدِّرِك هذا، أما أن تُخبّط، تريد الربّ إله، والإله عبد، والعبد إله، فسيأخذونك الى مستشفى العقول! أما إذا علِمْت أنّك والكائنات وما حواليك؛ مخْلوقة، إذاً ما حدود المخْلوقية؟ وما مزايا الخالِق؟ 

 (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) [مريم:93-95] لإله إلا هو، هذه هي الألوهية، ولكن من جهِل نفسه؛ جهِل ربّه (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ) [الحشر:19] فماذا يعملون؟ تماماً كما لما نرى نحن الصبيان -الأطفال-على خيالات يتضاربون ويتزاعلون ثم يتراضون ويلعبون سويًّا، ويُصلِحون ديار، ويُصلِّحون طائرات ويُصلِّحون سيارات؛ كُلّها صور وكُلّها لِعب والحقيقة بعد ذلك لاشيء، هذا لعب الأطفال. 

كذلك هؤلاء الذين يُسمّون أنفسهم فلاسفة، أو يُسمّون أنفسهم علمانيين وكذا، فهم يعملون كالأطفال يُصلِّحون كذا في الكون.. يجيئون بكلام.

أرباب البصيرة ينظرون اليهم كما يرى العُقّال الأطفال تماماً، يحاولون مُحاولات ليس لها منْطِق، ليس لها حقيقة؛ يتناقضون مع تكوينهم، مع وجودهم، مع مُجريات الأحداث حواليهم، يتناقضون معهم، لكن هذا يريد كذا.. وهذا يريد كذا (يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا)؛ لابد أن تقول هكذا، كما تسْمعهم كلّ ساعة، واحد يجي، يقول: الإنسان أصْلُه قِرد! هل حضرتَ خلْق الإنسان؟ ما دليلك؟ لا يوجد دليل، أنا أقول لك هكذا؛ أصل الإنسان، كان كذا، .. قبل كم؟ ألوف السنين، ملايين، نريد دليل واحد أنه من قبل ألوف السنين، عندك صورة؟ لا توجد صور، يوجد ذِكر لذلك في التاريخ؟ أول واحد تحوّل الى إنسان من؟ وثم النِهاية بعد المُسالمة -ما أدري- من البداية أنت ما تدري، ما أنت داري أصلا، ومساكين القُرود التي عِندنا ما تحولت؟! مسكينة، هل الإمداد بالتحْويل نقص أو شيء في الكون تغيّر؟! لا يقدر يُفسّر كلامُه، ولكن نظرية، عِلْمية، تُدرّس في المدارس.

 تماماً مثل صاحب البصيرة يرى الأطفال يعلبون، يقول: هذه طائرة، وليست طائرة، يقول: هذه سيارة، وليست سيارة، يقلدون تقليدات للكبار ويعملون مثلهم، والمسألة كلها لعِب في لعِب، فعقْليات هؤلاء عند أرباب البصائر.

 ولهذا صدَق سيدنا خالد بن الوليد قال: لا أتْرُك سنّة رسول الله لأجل هؤلاء الحمْقى. ما الحُمْق الذي فيهم؟ قال إنهم مُتمسّكين بِمبادئ دُنياهم ومظاهِر ماديّتهم؛ يُضادون بها حقائق الخلْق والتكْوين في الرسالات التي جاءت من السماء؛ فهم حمقى، مَغْترين بحضارتهم وقوتِهم العسكرية، وجاءوا يصُدون عن سبيل الله، ويُقاتلون المُسْلمين بغير بصيرة، بغير حق، فقال: أنا لا أترك سنة نبي من أجل هؤلاء الحمْقى -خالد أدرك الحقيقة-

وأكثر هؤلاء الذين يُسمّون أنفُسهم مُتفلْسفين كُبار، نسمع نِداءهم في القيامة (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك: 10-11]، ما هذا وقت الاعتراف، الفرصة انتهت، كانت عِندكم فرصة (فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ) [الملك:11] ومن الذي يفوز عند النهاية (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [الملك:12]، اللهم اجعلنا ممن يخشاك بالغيب. 

يقول تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامٗا كَٰتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)) وبهذا صار للكتابة بمختلف اصْنافها مجال في حياة الإنسان، وتقويم كثير من الشؤون وترتيبها، وتنظيم كثير من الأحوال. والحق مِن تنزُّله للعِباد أن الذين ألِفوه وضبطوالترتيب ووثِقوا به على هيئتِه؛ فيأتي لهم في القيامة بنفس الترتيب، يقول: أنا ربُّك وسأعمل بك كُلّ شيء وأقدر، لكن الذي ألّفتك إيّاه وجعلته أنت حُجّة بعقْلك وحُكْم حياتك هو الآن نفسه، وإلا لا يحتاج إن أحد يكْتب، وهو قد كتب مِن قبل، وهو أعلم بهم وبالكَتبة -سبحانه وتعالى- ولكن هذا شاهد.. وهذا شاهد.. وهذا شاهد وهذا مكْتوب وهذا مُسجّل وهذا مُقيّد، وسائل التوثيق كُلّها تنزُّلا من الله وتلطُّفاً بعِباده -

اللهم ارزقنا كمال الإيمان وكمال اليقين والإخلاص و الصدِّق يارب، وعوّضنا عن مُصيبتِنا في فُقْدِِ رمضان بِقبولِنا فيه، وتوفير حظِّنا من جودِك لأهليه، وأن لا تجْعله آخر العهْد به، وتُعيدُنا لأمثالِه، في صلاح لأحوال المُسلمين، في ردِّ كيد أعدائك أعداء الدين، لا تُبلّغُهم مُراد فينا ولا في أهل المِلّة، يا الله، وأيقظ القُلوب وادفع كلّ بليّة وآفة وكُروب، ونقِّنا والأمة عن جميع الدخائل والشوب، حتى تصفى قُلوبنا بصفاء اليقين؛ ندخل مداخِل العِباد الصالِحين، نحيا حياة السُعداء في الدارين، حلِّنا بكُلّ زين وخلِّنا عن كُلِّ شين، بوجاهة حبيبك سيّد الكونين.

 بسرِ الفاتحة 

وإلى حضرةِ النَّبي محمد  ﷺ

اللَّهم صل عليه وعلى آله وصحبه، 

الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

28 رَمضان 1437

تاريخ النشر الميلادي

03 يوليو 2016

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام