تفسير سورة الشورى -16- من قوله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ الله..} الآية 47 إلى الآية 49

للاستماع إلى الدرس

الدرس السادس عشر من تفسير العلامة عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة الشورى، ضمن الدروس الصباحية لشهر رمضان المبارك من عام 1446هـ ، تفسير قوله تعالى:

اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (48) لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) 

الخميس 27 رمضان 1446هـ 

الصورة

 

نص الدرس مكتوب:

الحمدلله مُكرمنا بالقرآن وبيانه على لِسان سيّد الأكوان، عبده المُختار محمّد صلّى الله و سلّم و بارك عليه وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار ومَن والاهم واتّبعهم بإحسان، وعلى آبائه وإخوانه مِن الأنبياء والمُرسلين، أهل القدر والمكانة والشأن، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المُقرّبين، وعلى جميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، إنّه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

وبعد؛

فإنّنا في نِعمة تأمُّلنا لكلام وخِطاب وبيان إلهنا وخالقنا وربّنا وربّ كلّ شيء جلّ جلاله، انْتهينا في أواخر سورة الشّورى إلى قوله تعالى: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم..(47))، بعد أن أَطْنَبَ:

  • في ذكر الوعد والوعيد. 

  • وذكر النّهايات والمصير. 

  • وذكر الغايات التي إليها الكلّ يصير، مِن مؤمنٍ وكفور، وأهل ظلمات وأهل نور. 

ذكر المقصود من ذكر هذه الأشياء: أن تحصل الاسْتجابة لِنِداء الحقّ ولدُعائه: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم) الذي ربَّاكم وأَوْجَدكم مِن العدم وآتاكم الأسماع والأبصار ومَهَّد لكم الأرض ورفع مِن فوقكم السّماء، ربّكم! وما فعل ذلك غيره؛ فهو ربّكم، فاستجيبوا له!.

وكيف نستجيب لربّنا؟ 

  • بالاسْتجابة لمحمّد ﷺ، لأنّه رسول ربّي. 

  • اسْتِجابة الخلق للرّبّ باسْتِجَابَتهم لرُسُل الرّبّ -صلوات الله وسلامه عليهم-. 

ومَن لَم يَلْقَوْا الرّسول مباشرة ويَجدُه مكافحةً، فاسْتِجابته للرّبّ والرّسول، باسْتِجَابته لِحَامل أمانة الرّسول مِن صحبهم وآلهم ووَرَثَتِهم وخُلفائهم؛ وبِهذا يَستجيبون لله. 

(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم)، لا بمعنى أنّه يُخاطبكم مباشرة أو يُنزل عليكم وحياً، لا.. 

  • (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم) بالوحي الذي أوحاه إلى أنبيائه. 

  • (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم) باتّباع محمّدٍ، بتصديقه، بالإيمان بما جاء به، بالامْتِثال لأمره، وباجْتِنابه لِنَهْيِه. 

(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) [الحشر:7]؛ (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم) ﷺ.

يقول: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم)؛ أَمَرَنا الله أن نَسْتَجِيب له بالاسْتجابة لِمَا أوحاه إلى عبده ومُصطفاه محمّدٍ ﷺ (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ)، (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ)، وهذا مراد به أحد اليومين: 

  1. اليوم الأول: يوم الوفاة وخروج روح الإنسان مِن جسده، هذا يوم لا مردّ له. 

  2. واليوم الثاني: يوم جمع الأوّلين والآخرين في القيامة، وكلاهما لا مردّ له. 

(فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف:14]، (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف:47]. 

(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ..(47)): 

  • (لَّا مَرَدَّ لَهُ)، لا يَقْدر أحد أن يَرُدّه أو يُؤخره أو يَمنعه بعد أن حَكَم به الله، (مِنَ اللَّهِ): مِن حُكم الله تبارك وتعالى، (يَأْتِيَ يَوْمٌ) -من الله- (لَّا مَرَدَّ لَهُ) في قدرة أحد من الخلق.

  •  فيأتي أيضاً معنى: (لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ)، أي من دون الله أو بعد حُكم الله به. 

(لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ) يأتي من الله، يأتي اليوم هذا من الله، (لَّا مَرَدَّ لَهُ) من قِبَل الخلق، ما أحد يقدر يردّه من قِبَل الخلق.

(مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ..(47))، كلّ الذي في تخيّلاتكم ممّا تلجأُون إليه، وتَرون أنّه مُلبٍّ لطلباتكم، أو مساعدٌ لكم، أو مُنقذٌ لكم من شدائدكم، أو مُيسِّرٌ لكم شيئا تُحبّونه، فعند هذه السّاعة ينتهي، ما عاد يوجد ملجأ ، لا قبيلة، لا حزب، لا جماعة، لا دولة، لا أصحاب البنك، لا…، لا يوجد ملجأ، تلجأ أين؟ ماذا يعملوه لك هؤلاء كلهم؟!. 

(فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ)  -يعني الرّوح وصلت إلى الحلق- (وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ)، لو كنتم غير مُحاسبين كما تقولون وتُنكرون على محمد ﷺ إخباره لكم بالحساب والآجال، (تَرْجِعُونَهَا)، هل ترجعون روح واحد؟ (تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الواقعة:83-87]. 

أصلاً أنتم عَجَزَة، والقُدرة للذي وهب الرّوح ثم أَخذها، فكيف تُنكرون البعث؟ إيش مِن عقول عندكم؟ يوجد الرّوح ويَنزعها، ثم تقول كيف يُبعث؟ رُدّ روحا واحدة أنت؟ أنت عاجز أصلاً، لا بِقُدرتك ولا بِخِبرتك جاءت الروح، ولا بِقدرتك وخِبرتك انتزعت الرّوح، وبعد ذلك يأتي بها ويردّها كما شاء، فكيف لا تؤمن بالبعث؟ (فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) -مُحاسبين، مُجازين- (تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)، ما تقدرون.

إذا (مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ)، لا يوجد ملجأ، لا إله إلا الله! والعجيب أنّهم يَجعلون هنا عندنا في الدّنيا بعض الملاجئ، أحياناً يتعوّذون بها مِن بعض شيء، مِن هذه الأسواء. والعجيب أنّهم في مرات كثيرة لمّا يذهبون إلى الملجأ يموتون قبل ما يدخلون الملجأ، ولو بالتّدافع، هو هذا الشيء الذي يلجأون إليه، يخافون منه ويفزعون منه: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) [الجمعة:8]، ليس لاحقكم يأتي بعدكم ووراءكم، لا! لا! هو مُلاقيكم يجىء قدامكم، أنت تمشي إليه، هو قُدّامك، أي مهما فَرَرْت هو قُدّامك ومُلاقيك، ليس لاحقكم ويأتي من وراءكم، هو ملاقيك قدامك، تذهب وهو قُدّامك. لا إله إلا الله!. 

(مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ (47))، ومَن فاضت روحه ما له ملجأ، وإذا جاء النّفخ في الصور، النّفخة الثانية، لا ملجأ لأحد، كلٌّ يحضر. 

  • (وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف:47]. 

  • (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الانبياء:104]. 

  • (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) [مريم:68].

يقول: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم..(47))، إذًا لبُّوا النّداء، تعيشون هكذا في هذه الحياة الدُّنيا، ملبّين لشهواتكم وأهوائكم، والنّاس يتحكمون عليكم من الشَّرق والغرب وتَمشون وراءهم، وتنسون الله الذي خلق، وتنسون الإله الذي كوَّن. يا عقلاء! يا أناس! يا أهل السمع! يا أهل البصر! ما هكذا المسار!

(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (47))، (نَّكِيرٍ)، يأتي بمعانٍ: 

  • من معاني (نَّكِيرٍ): من يُنكر فيُغيّر، ما أحد يقدر يُغيّر، ما أحد يقدر يُغيّر. 

  • (مَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ): ما تستطيعون أن تنكروا ما عليه الجزاء في ذاك اليوم مهما عملتم؛ لا يوجد نكير:

    •  اليد تشهد، الرِّجل تشهد، الجِلد يشهد، البَطن تشهد. 

    • الملائكة يشهدون، الصُّحف مُسجّلة والصّور موجودة. 

    • لا يوجد نكير، ما أحد يقدر ينكر: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة:18]. 

  • و(نَّكِيرٍ)، أيضاً بمعنى ناصر، ما أحد يُنصركم في ذاك اليوم، لا إله إلا الله!. 

يعني صورة ما كنتم مغترين به من النَّصر والمُناصر في الدنيا انتهت، هي صورة مَجازية، مُنقضية، مُنتهية، ما لها عمق، (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ) [الانفال:10]؛ فصورة ما كان بينكم من مُناصرة اليوم انتهت، ما عاد شيء منها اليوم، يقولون: لاتتركنا حزبيّة، لا تتركنا قوميّة، لا يتركنا النّظام، انتهت، ما عاد شيء منها اليوم! 

  • ما أحد ينصر أحدا (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) [الصافات:25-26]، الله أكبر! برزت قوّة القويّ، الكلّ يخضع. 

  • (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [البقرة:165]؛ كلّ هَواجس القوة مع غيره روحت.

القويّ هو، القوة لله جميعاً، الله أكبر!. بِكلّ َمن فيهم؛ أَلحد ملحد وأفجر فاجر، كلّهم خاضع: 

  • (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا) [طه:111]. 

  • (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا)  [طه:108]، لا إله إلا الله!.

قال: (مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ (47))، إذًا فقَبْل هذه الورطة، أمامكم هذه المِنْحة والنّفحة والخطّة: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم). لم تعد هناك مشكلة، إذا جاء اليوم؛ فَمَلْجَؤك هو، ونصيرك هو، ولك الخير مِن عنده؛ لأنّه حاكم ذاك اليوم: 

  • (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة:4]. 

  • (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا ۖ وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ) [الانفطار:19]. 

  • إذن استجب، ذلك خير لك: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم).

اللهم ما وَهَبْت مَحبوبيك والمؤمنين بك من صدق الاستجابة لك، هبْ لنا أقْواه وأجلّه وأعْمقه وأبْهاه وأغْزره وأعْظمه، يا أرحم الراحمين! اجْعلنا مُستَجِيبين بِقُلوبنا وأَرْواحنا وَأَسْرارنا وأَسْماعنا وأَبْصارنا وكلّ ما آتَيْتَنا. 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الانفال:24]، إيش الحياة هذه؟ 

  • في الحياة هذه ما يُمكن تَجِدها لك، لا مُنتزهات، ولا مَقاهي، ولا مَلاهي، ولا سِينمات، ولا مهما كان تشاهده، ما يمكن تُحصّلها. 

  • حياة الطّمأنينة والسكينة والرَوْح، هذه يُعطيها الله لأهل القلوب: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28]. 

  • (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ)، نُحْيِيه في أيّ زمان، في أيّ مكان، في أيّ ظرف، يدخل بحر الحياة هذه؛ فيكون الحال عجيبا، يكون الحال طيّبا عنده، مهما كانت الظروف. 

  • (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، يذوق فيها لذةّ وَصْلنا ويُشاهد عجائب فَضْلنا، ويَسْتَعِدّ لِلِقائنا، فلا أحد يعلم ما نُولي قلبه من رِفقنا ولُطفنا وعَطفنا، لا إله إلا الله!. 

حياة طيّبة! 

  • (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النمل:97]. 

  • (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الانفال:24]. 

فَأَحْيِينَا اللّهمّ بهذه الحياة، حياة القلب، وهي حياة تستمرّ، تجعل الجسد يموت والّروح تخرج، الحياة هذه مستمرة، "وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ". 

وقدّامك بشارة بعد بِشارة، والحياة هذه مُستمرة، فما عاد يبقى معنى الموت عند أهل هذه الحياة إلا انتقال من دار إلى دار، وهذا ما يُؤثر شيئا؛ القصد ما ذاقوه من لذّة الحياة يستمرّ له: 

  • (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر:27-30]. 

  • لهذا قال سيّدنا بلال: "وا طَرباه!" عندما كانت  تخرج روحه في سكرات الموت في الشّام، وزوجته تقول: "وا كَرباه!"، قال: "لا، وا طَرباه! غداً ألقى الأحبّة، محمّدًا وحِزبه!". 

أنا ذاهب عند حبيبي، كيف كرب؟! هذا وقت طرب! ما هو وقت كرب، ما هو وقت كرب -رضي الله عنه وأرضاه- رضي الله عن بلال. 

بلال بن رباح يجيء من الحبشة، وسعادته في مكّة، وقُرب من الذّات الكريمة، ويكون مُؤذنًا له، حتّى يقول بعض أهل العلم أنّه يُستفيد من النّصوص: 

  • أنّ بلالًا في الجنّة يُؤذن لمجامع للمؤمنين في ضِيافات الأنبياء، وضِيافات الرّسل ينادي، فهو منادي للّنبيّ في الدنيا ومنادي الأذان، وهو المنادي في الجنّة. 

  • في بعض الأدعية في الظهر: أسمعنا منادي الجنّة في الجنة وأنت عني راضٍ، بلال من الذين ينادون في الجنة.

 ثم ذهب إلى الشّام لمّا صَعُبَتْ عليه الإقامة بعده في المدينة، الشّوارع تُذكره به، البيوت تُذكره به، الأطعمة تُذكره به، اللّباس تُذكره به، صعب عليه المُقام في المدينة؛ فاستأذن سيّدنا أبا بكر يذهب إلى الشّام فأذن له. 

وجاء بعد سنين وأذّن وهزّ المدينة هزّة؛ وبكى النّاس، ما رُئي أكثر باكٍ بالمدينة بعد يوم موته ﷺ من يوم أذان بلال. وكان من الناس من يمشي في الطّرقْ يقول: أَبُعِثَ رسول الله؟ رجع إلينا النّبيّ؟ لمّا تذكّروا هذا الصوت في أيّام حياته ﷺ، كان يُؤذن بلال، سبحان الله! سَعَادات من الله، يُسعد بِها مَن يَشاء، أسعدنا بأعلى السّعادة واجعلنا من المُستجيبين الملبِّين.

يقول الله لحبيبه: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا..(48))، ما أنت حافظ أعمالهم ومُحصي حَرَكاتهم؛ ليس عليك هذا، أنت عليك البلاغ، عليك تُبيّن، تُرشد، رحمة منّا، أرسلناك لهم، إن قبلوا فَيَا فوزهم، وإلّا فليس الأمر لك، ما عليك. الله أكبر!

يقول له: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)

  • ما أنت محافظ تحفظ أعمالهم وتُحصي أقوالهم وحركاتهم. 

  • ولا تُرغمهم على الهِداية ولا على الإسلام؛ (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة:256]. 

(إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ..(48))، بلغ عنَّا ما أمْرناك بتبليغه وانتهت المسألة، الله أكبر!.

 نهدي من نشاء ونُضلّ من نشاء. و المرجع الكلّ إلينا؛ 

  • وكلّ من اتّبعك رَفعناه ونَصرناه، وهيّأناه لِمُرافقتك في دار الكرامة. 

  • وكلّ من أعرض عنك وتولّى، فنحن الذين نُعاقبه ونعرف كيف نَتعامل معه، لا إله الله!

 (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)؛ فأنواع الفتن، ثمّ العذاب في الآخرة، من مُخالفة أمر محمّد، كلّها، ذكره الله تعالى.  (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63]. 

يقول: (فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)؛ 

  • وقد أحسن البلاغ رسول الله ﷺ. 

  • وأحسن البَيان. 

  • وأدّى الأمانة بخير الوُجوه، يا ربِّ صلِّ عليه. 

(إِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا..(48))، وهذه طبائع النّاس: 

  • يأْنَسُون بما تُحبّ نُفُوسهم. 

  • وبما يكون مِنْ مالٍ ومِنْ صحة. 

  • ومِنْ مواتاة للأسباب. 

  • ومِنْ وجود استقرار، وعمل، وهدوء، يحبون هذا بالطبيعة. 

لكن عامّة الناس مجرد طبيعة؛

  •  ولؤماء الناس: يُحبون هذا من أجل أن يَتّبعوا شهواتهم، مِنْ أجل أن يَعصوا ويُخالفوا.

  •  وخيار الناس: يحبون هذا من أجل أن يُطيعوا ويَعبدوا ويَنشروا الخير ويَنصروا الحقّ ورسوله، الله أكبر! 

وإلّا أصل الطبيعة هكذا، فَرِح بها، إلى أن يَصل بالفرح إلى البَطر ويغترّ ويقول: (أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) [القصص:78]، هذا لي، وأنا.. وأنا؛ حال أكثر النّاس هكذا، لا إله إلا الله! تذهب عنهم أنوار عقولهم والحقائق التي يُشاهدونها حتّى في حياتهم، كأنّهم ما يُشاهدون شيئا، لا إله إلا الله!

آه….

 إنَّ الوجودَ بأسرهِ *** بالأحديّة  مُعْلِنـا

الوجود: العالم بكلّه يُذكّر بالله، ويدلّ على الله - تبارك وتعالى-.

 إنَّ الوجودَ بأسرهِ *** بالأحديّة  مُعْلِنـا

بَهَرتْ بدائعهُ العقولْ *** فغدا الموفَّق مُوقِنا

وَتَثَبَّطَ الْمُتشكّكون *** فكأنهم ليسوا هُنا

..لا إله إلا الله..

 يقول الإمام الحداد عليه رحمة الله:

سُحْقًا لِمَنْ يَشُكُ فِي  ***  الْحَقِّ  وقدْ  تَبَيَنَا!

إنَّ الوجودَ بأسرهِ *** بالأحديّة  مُعْلِنـا

الجمادات تقول لنا: ربّكم واحد، خَالقنا وخَالقكم، الحيوانات تقول لنا كذلك، النّباتات تقول لنا كذلك، لا إله إلا الله! السّماوات والأرض؛ كلها شاهدة بوَحدانيّته وعظمته.

إنَّ الوجودَ بأسرهِ *** بالأحديّة  مُعْلِنـا

بَهَرتْ بدائعهُ العقولْ *** فغدا الموفَّق مُوقِنا

مُوقِنا: على يقين تامّ.

وَتَثَبَّطَ الْمُتشكّكون *** فكأنهم ليسوا هُنا

ما كأن عنده سمع ولا بصر ولا عقل ولا أرض ولا سماء ولا آيات، كلّه ما كأنه شيء. انظر ما كأن شيئا، وراء سَكرته وهَواه فقط..


وَتَثَبَّطَ الْمُتشكّكون *** فكأنهم ليسوا هُنا

سُحْقًا لِمَنْ يَشُكُ *** فِي الْحَقِّ وقدْ تَبَيَنَا!

يقول:

يَا ذا الجـلالِ  وذَا العُـلَا *** يَا ذَا البهاءِ وَذَا السَّنا
أَحَطْتَ  علمًــا  سيــدي *** بما  تقاصى ودنا

ولك المشيئةُ ما تشا *** كان ذليلاً مُذْعِنا

وَعَلَوْتَ عَنْ إدراكنا *** وَإِنْ أَطَلْنَا الْاعْتِنَا

فنهايةُ المتعمِّقِينَ *** تَحَيُّرٌ يا مُمْعِنَا

ما عَنْهُ حِرْنَا إِنَّمــا *** فيه نَحْيِرُ لِعَجْزِنا

..لا إله إلا الله..

 فَرَجِعْ إلَى الرّبّ يقول له:

يَــا أَوَّلًا  يَـا آخِــرًا *** يَا ظاهرًا يَا باطنَا

لكَ القِدَم ولنا الحُدوثْ *** ولكَ البقَا  ولنـا  الْفَنَا

يَا حَيُّ  يا قَيّومُ إِنْ *** وَكَلْتَنــا فَمَن لَنا؟!

ما نجد غيرك يا ربّ، لا في الدّنيا ولا في (يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ)

ما لنا غيرك يا ربّ، ما لنا غيرك يَقبلنا في مَجامعنا هذه، ويربطنا بقائدنا وحبيبنا وسيّدنا وهادينا محمد ﷺ، يا ربّ أنت القادر على ذلك، وأنت المُعطي لذلك، وأنت الوهّاب لذلك، ما لنا غيرك يدفع عنَّا شرور إبليس وجنده من شياطين الإنس والجنّ وما يبثّون من فساد وإفساد وشرّ وإظلام وتفريق وتَشتِيت وحروب وكروبٍ، أنت يا ربّ تردّ هذا الكيد عنَّا.

يَا حَيُّ يا قَيّومُ إِنْ *** وَكَلْتَنا فَمَن لَنا؟!

ما أحد لنا غيرك، (عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [الممتحنة:4]، و (نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الانفال:40].

حاشاك أن تُهْمِلَنَا *** حاشاك أَنْ تُخَلِّنَا

بل ولابدّ أن تبقى حقائق هذا الدّين ومعاني هذا الكتاب في قلوب وعقول وأرواح تحمِلها إلى أنْ ينتشر الدّين في شرق الأرض وغربها، ولا يبقى "بيت إلا وقد دخله دين محمّد رسول الله ﷺ بذلّ ذليل أو بعزّ عزيز".

حاشاكَ أن تُهْمِلَنَا *** حاشاك أَنْ تُخَلِّنَا
يَـا أمـــل  الْمُؤَمِّلِينْ *** ويا ملاذًا كُنْ لنا

فَمِنْكَ كُلُّ خِيْرَةٍ *** وَكُلُّ  نِعْمَةٍ  بِنَا

(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل:53]، "اللَّهمَّ ما أصبَحَ بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خَلقِك، فمِنك وحدَك لا شريكَ لكَ، فلك الحَمدُ، ولك الشُّكرُ على ذلك".

أحسنتَ فيماَ قدْ مضَى *** أَبِّــدْ  وَزِدْ  يا مُحْسِنَــا

هَا أَنَا ذَا عبيدك الْـ  *** جاني الْمُقَصِرُ باِلْفِنَا

مُسْتَغْفِرًا  لِذَنْبِهِ *** مُعْترَِفًا بما جَنَى
يَرَى  افتقــــارهُ  إليـكَ  *** على الدوامِ هو الغنى

افتقــارهُ  إليكَ هو الغنى، افتقــارهُ  إليكَ هو الغنى..

ولعزِّ قهركَ خاضعٌ  *** متواضــعٌ  مُتَمَسْـكِـنـا
وَلَقَدْ  سَبَـتْهُ  حُظُوظُه *** حتى لَقِيْ مِنْهَا الْعَنَا

مَلَكَتهُ أُمنياتُ نفسٍ ***  هَمُّهَا عَرضُ الدُّنَــا

وَلَقَد أَتــــاكَ بِيأْسِــهِ *** عَمَّا سِواكَ  وَلا انْثَنَى

صِفرُ اليَدَينِ يَمُدُّها *** فَأَنِلـهُ  غاياتِ  المُنى

وَأَذِقْهُ بَردَ رِضاكَ عَنْـ *** ـهُ  لِكَيْ  يَدُومَ  لَـهُ  الْهَنَا

اللّهمّ أذِقنا برد رضاك عنَّا لكي يدوم لنا الهنا.

وَأَحيِهِ لَكَ مُسلِماً *** وَتوَفَّهُ بِكَ مُوْقِنَا

 وَاِجعَلهُ يَومَ نُشورِهِ *** مِن كُلٍّ  خَوفٍ آمِنا

وَاِجعَلهُ يَومَ نُشورِهِ: يوم لا مرد له من الله، مِن كُلٍّ خَوفٍ آمِنا.

وَاِجعَلهُ يَومَ نُشورِهِ *** مِن كُلٍّ خَوفٍ آمِنا

اللّهمّ آمين، اجعلنا كذلك يا أرحم الرّاحمين.

قال: (وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (48))؛ 

  • وقد تكرّر هذا المعنى في عدد مِن الآيات: بطر الإنسان عند النّعمة وجزعه وتبرّمه عند الشّدّة. 

  • واستثنى الله في آيات: 

    • (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [هود:11]، فيخرجون عن هذه الطّبيعة بتقويم الميزان والإحساس والشّعور على نمط صحيح، على عبوديّة للرب -جل جلاله-.  

    • وقال ﷺ: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له، وليسَ ذالِكَ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ".

(فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ (48)) كثير الجحد (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ) [العاديات:6-7].

ثم قال: 

  • (لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، لله مُلكه يتصرف فيه، يُقدّم يُؤخر، يَرفع يَخفض، يُعطي يَمنع، يُعز يُذل.

  • (لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) -ومن مظاهر ذلك:- (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50))

ما هذا التدبير؟! ما هذا الترتيب؟! وكيف تمّ على مدى القرون؟! مَن يرعاه؟! تحت أيّ إرادة؟! تحت أيّ تقدير؟ تحت أيّ قوّة؟! لا إله إلا الله! (لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، حقائق الملك، ومن يدّعي مُلك أيّ شيء فهو ما يدّعي، المُلك له سبحانه. 

(لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، فيَا مالك السماوات والأرض، ارْزقنا مِنَ اليقين ما بهِ نفوز يوم العرض، وتعظم البركة لنا في باقي الأيّام التي نَوَدُّ أَنها لا تنتهي، ولكنْ لابد أن تنتهي، وسيرحل الشّهر عنَّا شاهداً لهذا، وعلى هذا، الله يَجعله شاهداً لنا، لا شاهداً علينا.

فبقي معنا بعد اليوم يومان مؤكدان، ويوم ثالث نرجو أَنْ يكون هو تمام شهر رمضان، ونستودع الله الشهر وما أعطانا فيه وما وفّقنا فيه من الخير، ونسأله يَقبلنا بالفضل والإحسان، ويوفّر حظنا من الجود والامتنان، ولا يَجعله آخر العهد من رمضان.

وأَرِنا اللّهمّ فيه وفي ما بعده فرجاً لأمّة حبيبك، غياثاً لأمة حبيبك، وصلاحاً لأمة حبيبك، وجمعاً لشمل أمّة حبيبك، وبركة في القلوب المُتوجهة إليك من أمة حبيبك، وتيسير سبيل لِتَعاونها وصِدقها وجمعها عليك وقيامها بالعهد الذي عَاهدتها عليه.

يا أرحم الراحمين أرنا في أمّته ما يُثلِج صدر حبيبك، أرنا في أمة حبيبك ما يقر عين حبيبك، وما تسرُّ به قلوب كل صالح مِن الهداة المُهتدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 بِسِرِّ الفاتحة 

وَإلَى حضرة النبي محمد 

اللهم  صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه

الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

29 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

28 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام