(228)
(536)
(574)
(311)
سئل العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
كيف نغتنم فضيلة شهر رجب؟ وما الذي ينبغي فعله فيه؟
فأجاب حفظه الله:
كان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يفرِّغ نفسَه للعبادة في أولِ ليلةٍ من ليالي شهر رجب، وهي ليلة فضيلة، مِن الليالي التي وردَ أنه يُستجاب فيها الدعاء.
وقد صحَّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يصومُ مِن رجب، وكان يُشرِّفُه ويُمَجِّدُه ويُعَظِّمُه، في ما رواه أبو الحسن علي بن محمد الربعي بسندٍ رجالُه ثقات أنَّ عُرْوةَ سأل سيدَنا عبدَالله بن عمر رضي الله عنهما: أكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصومُ رجب؟ قال: نعم، ويُشَرِّفُه، يصوم في شهر رجب ويُشَرِّف هذا الشهرَ الكريم، وسمَّاهُ: الفرْدَ مِن بين الأشْهُر الحُرم، وفي الحديث: (أكْثِروا في شهرِ رجب مِن الاستغفار؛ فإنَّ لله في كل ساعةٍ منه عُتَقاءَ مِن النار)، اللهم اجعلنا مِن خواص أهله، اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان، وأعِنَّا على الصيام والقيام.
فينبغي كَثْرَةُ الاستغفار، وتحقيقُ التوبة في رجب.
وكانوا يقولون أنَّ رجبَ شهرُ البَذْرِ، وأنَّ شعبان شهر السَّقْيِ، وأنَّ رمضان شهر الحَصاد، مَن لم يَبْذُر فما يَسْقي؟!، ومَن لم يَبْذُر ولم يَسْقِ فماذا يَحْصُد؟!.
فهذا رجب شهرُ البَذْر:
استغفار وتوبة إلى الله تعالى،
وعَزْم صادِق في الإقبال عليه،
وتَفَقُّد للأرحام والجيران،
وأخْذ النَّصيب مِن الصدقات في رجب،
وصوم شيءٍ من أيام رجب ولو ثلاثة أيام إنْ لم يكُن أكثر،
ومَنِ استطاع فذَبْحَ شاةً لله تبارك وتعالى في رجب فهي (عتيرة)؛ كما تُسَمَّى في ذي الحجة: (أضحية) ففي رجب تسمى: (عَتِيرَة)، (حَقٌّ على أَهْلِ بيتٍ أنْ يذبحوا شاةً في رجب، وشاةً في كلِّ أضحى) على حسب التيسير.
وأوَّلُ ليلةٍ فيها فضلٌ، وكذلك تأتي ذكرى الإسراء والمعراج، وما فيها من الدروس والعبر، والأكثر على أنها في السابع والعشرين من شهر رجب.
01 رَجب 1444