(231)
(536)
(574)
(311)
مذاكرة الحبيب عمر بن حفيظ في تشييع جنازة الحبيب البركة سقاف بن عبد الرحمن السقاف في جامع الإمام محمد بن عمر السقاف ، في حارة القرن، مدينة سيئون، عصر الإثنين 19 صفر الخير 1445هـ
الحمد لله، وفي المُدّة الفانية لِعبادهِ عِبَراً وعِظات، وأسباباً لارتِقاء الدرجات، وللاستعداد للدّار الآخرة والحياة الباقية، من خلال العُمر الفاني الذي يهنأ فيه من صَدقَ مع الله بكأسٍ هاني؛ مِن محبّتهِ ومِن معرفتهِ ومِن قُربهِ، فَيُدرِكُ في الحياة ما لا يمكن دركهُ لِمن لم يسلك سبيل النجاة في اتباع النبي محمد بن عبد الله، ولا يدركهُ ملوك الأرض، ولا يدركه أثرياء الأرض، ولا يدركه أهل حضارات الأرض، التي تتكشَّف عن اعتداءات وعن نهبٍ للثروات، وعن كذوبات وخدوعات، تِلكُم الحضارات التي تنتهي إلى مثل تِلكُم النهايات، ماذا كسبوا من دنياهم! ماذا كسبوا من أيام أعمارهم على ظهر الأرض!
ألا والله الذي خلق السماوات والأرض إنّما يغنم في العمر الفاني والحياة القصيرة على ظهر هذه الأرض من اتصل بالله، وصدق مع الله، وعرفَ ما أرسل الله بهِ نبيهُ محمد بن عبد الله، أولائكم الذين يكسبون في الحياة الدنيا أسرار المعرفة بالله، وأنوار الدلالة على الله، وفهم الخطاب الرباني، ويتّصفون بصفات يُحِبّها رب السماء والأرض، وينقضي عمر أحدهم فيلقى الله وهو راضٍ عنه، يُحِبّ لقاء الله والله يُحِب لقاءه، هم الذين آمنوا فازوا بأعلى ما يكون في هذه الحياة، بأشرف ما يكون في هذه الحياة، وحقَّقوا موجبات السعادة الكبيرة.
(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) ومِن معاني المَعيشة الضنك مال كثير مِن حرام، مال كثير مِن حرام معيشة ضنك، يُوجِب هموم وغموم وأتراح وآثام وأثقال على ظهر صاحبه يهوي به في الهاوية، هذه معيشة ضنك؛ ما هي معيشة صفاء ولا معيشة نقاء ولا معيشة تُقى، ولا معيشة هناء ولا معيشة خير في هذه الدنيا، ولكن مع أهل هذه القلوب الطاهرة، مع أهل هذه القلوب المُتَوجِّهَة.
هذا الذي فقدناه مِن أكابرنا، بل من بصائرنا، بل من أهل سرائرنا، مِن مَن اتّصل بالسند، عن أمجد عن أمجد إلى الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، مِن الصغر تربّى؛ قال سيدنا المحضار في الناشئة في هذه المدرسة المُباركة في حضرموت:
هُمُ أقوام غذوا في المحبّة مِن صِغَرهُم ** وعاشوا في مخافات وغابوا في فِكَرهم
ويسعد كل من كان في عمره نظرهُم ** في البُكرة صباح أو عشية في مساهُم
ولد في سنة 1352 عليه رحمة الله تبارك وتعالى، فهو مُشرف على الثالثة والتسعين مِن عُمره، أعلى الله له الدرجات وجمعنا به في أعلى الجنة، وفي صِغره وتلك الأيام حملهُ والده من البلدة المباركة سيئون إلى تريم، وأقبَل بهِ على الإمام عبد الباري بن شيخ العيدروس، وأقبل به على الإمام عبد الله بن عمر بن أحمد الشاطري، ومَن في طبقتهم ومن هو موجود في تلك الأيام، وحلّت النظرات عليه من الصِّغر، مقتفي للأثر، لا كِبر ولا عُجب ولا غرور، ولا رياء ولا سمعة ولا شُهرة، على إنابة، على خشية، على تواضع.
واتّصل بالأكابر في البلدة المباركة بلدته سيئون، واتصل بالحبيب أحمد بن موسى بن عمر الحبشي عليه رحمة الله، وأخذ عنه وفاضت عليه الفائضات منه وتّلقى منه، وكُل الأكابر الموجودين في ذلك الوادي اتّصل بهم بِقلبه وقالبه وأدبه وصدقه مع الرب جل جلاله، وحلّ النظر عليه، فإذا به كُتلة من الخُلُق الكريم، كُتلة مِن الوصف العجيب الحشيم، كُتلة مِن المَواريث النبوية الذَّوقية السلوكية العِرفانية عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
وعاش في خِدمة الأكابر، ومِمَّن له قوي اتِّصال به الحبيب أحمد بن علي بن أحمد بن سالم ابن الشيخ أبي بكر بن سالم، منصب الشيخ أبي بكر بن سالم عليه رحمة الله تعالى، وبقيّة الرجال أدبه معهم مع مَن في سنّه، مَن أصغر مِن سنه، أداب عجيبة تُنبِئ عن قلب عرف الرب.
وما تعلّق بشيء من الحقيرات والفانيات والزائلات، التي إليها فِكر أكثر الخلق على ظهر الأرض (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) ، ولكن؛ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
رأيتم النورانية التي عليه من ذلك الخُلُق، ومِن ذلك السَّمت، ومِما في الضمير والقلب يُبرِز الله مِنه الكسوة على وجه الإنسان، (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ).
إذا رؤوا يُشهرُ ذِكر اللهِ ** فهو لهم سيما على الجباهِ ** يُعرَفُ معناهم بلا اشتباه ** مِن حيث ما يُعرف ذو الجلالِ
حالُ ذوي الدعوى لهم تُفارِق ** بِنورِ فرقانٍ يراهُ الذائق ** لا بارتفاعِ الجاه والخوارق ** ولا بِحُسنِ الوعظِ والأقوالِ
فإنهم كُل مُنيبٍ خاشع ** وكل ذي قلبٍ منيرٍ لامع ** لا من يُشيرُ الناس بالأصابع ** وهو من السرِّ المَصون خالي
اجتهدَ في خِدمة هذا المسجد وكم من مسجد، وكم من أثر عمرهُ الله على يده وقام على يده (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) ؛ يكتبُ الله آثارهم مِن بعدهم، وهذا المسجد الذي أنتم فيه وهذه التوسعة العجيبة التي أتمّها الله على يديه، بِوِجهته وسعيه وصدقه وإخلاصه واجتهاده وانتباهه -عليه رحمة الله- شاهد مِن شواهد آثاره عليه رحمة الله تعالى، والأولاد البَررة المباركين، وقد تقدَّم قبلهُ أخوهم عليه رحمة الله تبارك وتعالى، ومن كان قد خطب في هذا المسجد وغيره، واحتسبهُ عند الله كما احتسب مَن مضى مِن شيوخه ومِن أقرانه عليهم رحمة الله تبارك وتعالى، وبقي هؤلاء الأولاد والمُحبّين والمُتعلّقين به.
ترى الرحمة طافحة مِن قلبه على عينه وعلى لسانه، رحمة بالصغير، رحمة بالكبير، رحمة بالقريب، رحمة بالبعيد، رحمة بالجار، رحمة بالموالي، رحمة بالمُقبل، رحمة بالمُدبر -عليه رحمة الله- في مَواريث وَرِثها عن أولائك الأكياس، ومؤسِّس هذا المسجد الإمام محمد بن عمر عليه رحمة الله تبارك وتعالى، في صِلات واتِّصالات شأنها في القيامة يظهر ويبرز وينفع، أما أكثر العلائق بين الناس فرد وفرد وجماعة وجماعة وفرد وجماعة تتحوَّل في القيامة إلى عداوة، وتتحوٍل إلى انقطاع، (وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) ، (إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلْأَسْبَابُ).
وقال سبحانه وتعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) لكن الولاء في الله والمحبّة في الله، والمحبة لأنبياءه ورسله والمحبة لأولياءه؛ صِلات تبقى في القيامة وتنفع أصحابها، "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" و "المُتحابّون في الله على منابر مِن نور يوم القيامة، يغبطهُمُ الأنبياء والشهداء"، هذه الصِّلات الباقية وغيرهم تتقطّع بهم الأسباب، ويتبرّؤون هؤلاء من هؤلاء وهؤلاء من هؤلاء.
(يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ) والعياذ بالله تبارك وتعالى.
ولكن هؤلاء تحت ظِلّ عرش الرحمن في محبَّتهِم في الله، ما تحابّوا لِدُنيا، ما تحابّوا لِسُلطة، ما تحابّوا للظهور، ما تحابّوا لِشُهرة.
فهُمُ القوم الذين هُدوا ** وبِفضلِ الله قد سعدوا ** ولغير الله ما قصدوا ** ومع القرآن في قرنِ
أعلى الله درجة مَن فقدناه مِن بيننا رحل عننا، الله يُكرِم نُزُله لديه ويُكرِم وفادتهُ عليه، ويجعل مِن كرم هذه الوفادة صلاحاً لنا وللمسلمين، ونظرة إلى سيئون وأهلها، وإلى حضرموت وأهلها، وإلى اليمن والشام، يدفع الله به البلايا والرزايا الظاهرة والباطنة، وتحيا السيرة وتتنوَّر البصيرة، وتعود العلائق التي من أجل وجه الخالق في تحابُب في الله، فيما دعانا إليه خاتم النبوة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في إخلاص لوجه الله الكريم، (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ).
فلتَفِض الفائضة على كُلّ قلب حاضر في هذا المحضر، وقت توبة، وقت إنابة، وقت توديع صالح من صالحينا نزفّه إلى ربه جل جلاله، الله ينظُر إلينا نظرة ويغفر لنا ويعفو عنا.
فقد جعل الله تعالى مِن آثار هذه العلائق بين أهل البرزخ وأهل الحياة؛ أنَّ من صلّى على مغفور غُفِر له، ومن صلى عليه أربعون من المؤمنين غُفِر له، ومن صلّت عليه ثلاث صفوف غُفِر له، وكيف إذا رأيتم مِثل هذه الجنازة والسكينة النازلة عليها، والخير الذي فيها، كان يقول سيدنا أحمد بن حنبل: بيننا وبينهم الجنائز، قال الفرق بين أرباب الصدق والإخلاص مع الله والمستقيمين على السنة وغيرهم في الجنائز حقهم، تشوف الفرق ظاهر، تشوف الفرق واضح، جنائز السكينة والطمأنينة، وأن تهفو القلوب إلى الرب جل جلاله، وتتذكّر في جنائز هؤلاء الصالحين.
الحمد لله الذي جمعنا، الله يغفر لنا ولا ينصرِف أحد إلا مغفور له، منظور بِعين عناية من الله، يُحيي الله علينا السيرة والمسلك الذي سلك عليه خيار القوم في مثل هذا الوادي الميمون، والذي حقيقة رِفعة شأنه في تلك السرائر وتلك البصائر، وتلك القلوب وتلك السيرة، وتلك الأخلاق وذاك الفكر الصافي النقي؛ الذي يُراد به وجه الله تبارك وتعالى، وما سِوى ذلك: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد).
الله ينظُر إلى قلوبنا ويُحييها، ويجعل لنا في هذا المحضر عناية من عناياته نُدرِك بها سر الوجود والخلق، ونتستقيم بها على المنهج القويم في أنفسنا وأسرنا وأهلنا وأولادنا، ما يصلح للوادي الميمون يستورد سِيَر من أمريكا ولا من أوروبا ولا من فرنسا، من القدوة فيهم؟ ومن أمرنا الله أن نتّبع فيهم؟ أولائك الذين أمرنا الله أن نُعرِض عنهم وأن لا نمُدَّ أعيننا إلى ما مُتِّعوا به من زهرة الحياة الدنيا، وأولئك هم الخاسرون.
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) شر البرية زي الواحدة منهم في بنتك! زي الواحدة منهم في زوجتك! زواج مسلمين في بلاد إسلامية، في بلاد إيمان، في بلاد عِلم، وفيها أزياء الفاجرات الكافرات العاهرات والكاسيات العاريات! ما هذا الانحطاط؟! ما هذا السقوط! ما عرفنا لنا مرجعية؟ ما عرفنا لنا قدوة؟ ما عرفنا لنا أصل نرجع إليه؟! أتباع الفسقة، أتباع الناهبين لِثروات الخلق والباعثين للحروب بينهم، أتباع مَن لم يعرف الله، أتباع من صاروا يُنادون بالقباحة وباللواط وبالزنا ويسمونه المِثلية، أتباع مَن صار يتحوَّل الرجل منهم إلى كلب وتكون له أُمنية! هل يُتَّبع هؤلاء في شيء؟ هل يُقتدى بهؤلاء في شيء، لا والله! القدوة مُحمد، وآل محمد، وأصحاب النبي محمد وورثة النبي محمد.
حرِّروا قلوبكم مِن تبعِيات الفُجّار والكُفار، واعتزّوا بِعِزِّ الإسلام وعِزّ الصِّدق مع الله، وعِز مدرستكم التي قامت على العلم والعمل والإخلاص والوَرَع والخوف من الله عز وجل، أُسُس قام المجد عليها؛ وهو مجد دُنيوي برزخي أُخرَوي ثابت، مجد أبدي، مجد العلم النافع، مجد العمل الصالح، مجد الإخلاص لِوَجهِ الله، مجد الوَرَع، الورع في النظر والورع في السمع، والورع في الكلام والورع في المعاملة، الورع في الدينار والدرهم.
لا يغُرّنكَ من المرء قميصٌ رقّعه ** أو إزار فوق نصف الساق منه رفعه ** أرهِ الدرهم تعرف غيَّهُ أو ورعه.
وإنّ من المسلمين من يتظاهرون بِحَسن الأخلاق وقيام الليل ثم يُفضحون في القيامة، قالوا يا رسول الله من هم؟ قال: كانوا إذا ظهر لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه، عندهم مظاهر زينة أخلاق وعندهم قيام في الليل، لكن إذا بغى شيء مِن الدنيا لا عاد عرفوا حلال ولا حرام ولا شبهة، حق مسجد، حق وقف، حق آدمي، حق حي، حق ميت، ولهفة بس؟ وظنّها أن الدولارات بتنفع، وإن رجعت الدولارات غُصّة في حلقك عند الغرغرة، وإن رجعت الدولارات نار تحرقك في قبرك ثم تأتيك يوم القيامة؛ هل تنفعك؟ هل تفيدك؟ "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ".
الله ببركة وفادة هذا على ربهِ العبد المُوَفَّق الَمُقرَّب ينظُر إلينا، ويُحيي ما مات من السِّيَر والأخلاق فينا، ويرزقنا العلم والعمل والإخلاص والوَرع والخوف منه عز وجل، (وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، واجعلنا اللهم مِن الذين تُؤَمِّنهم يوم القيامة وتقذف في قلوبهم خوفك في دار الدنيا، فيستقيمون على ما تُحِب ورجاءك حتى لا نرجو أحداً غيرك ولا نخاف أحداً غيرك، برحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين، والحمدُ لله رب العالمين.
19 صفَر 1445