محاضرة في مجلس البردة السنوي في الهند മജ്ലിസ് ബുർദ വാർഷികത്തിലെ പ്രസംഗം (ഖസീദ ബുർദ)

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في مجلس البردة السنوي، في ساحة جامع الفتوح بمدينة المعرفة، ولاية كيرلا، الهند، ليلة الأربعاء 20 شعبان 1446هـ

മജ്ലിസ് ബുർദ വാർഷികത്തിലെ പ്രസംഗം (ഖസീദ ബുർദ) 

Lecture at the Grand Annual Burda Gathering, at Jamiul Futuh, Kerala, India. 

لمشاهدة مقتطفات من مجلس البردة السنوي

 

نص المحاضرة مكتوب :

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نِعْمَ الإله الذي وقفنا بين يديه، وتوجّهنا إليه، ورجوناه ورجونا ما عنده، وقصدنا وجهه الكريم.

ونِعْمَ مَن توسلنا به إليه، قد توسلنا بأحب خلقه إليه وأكرمهم عليه. 

ونِعْمَ ما خلَّف لنا صلى الله عليه وسلم من تعليم، وكان علَّمنا عن الله تبارك وتعالى الاجتماع على ذكره سبحانه، ودعائه والتضرُّع إليه، وكثرة الصلاة على حبيبه المصطفى محمد.

وعَلَّمنا أن نُثني على الله وعلى رسوله بِكُلِّ وسيلة: شعراً ونثراً، قولاً وفعلاً وضميراً. وقد جمعتكم هذه البردة التي هي ثناءٌ على الله وعلى رسوله المصطفى محمد، وظهر من علامات وآثار إخلاص مُنشِئها انتشارها في شرق الأرض وغربها، عرباً وعجماً.

وكم تُلِيَت لنيل مطلوب فَحُقِّق، ولدفع مرهوب فَدُفِع، وكم نِيل بها زيادة في مودة الله ورسوله ومحبة الله ورسوله. 

وقد اجتمعتم على هذه الوسائل والأعمال التي تعلمناها من سيدنا رسول الله، مُتّصلين بالعلم وما يُدرَّس في هذا الجامع وفيما تفرَّع عنه أو اتّصل به، أو كان على منواله من مدارس الخير.

وكلكم على محبة لله ورسوله، نسأل الله أن يُحقِّقها ويزيدنا منها، وكلكم في هذه الأعمال على اتصال بسند إلى سيدنا رسول الله ﷺ.

مُكوّن من خيار أمته وعلمائها وفضلائها، من عند أمثال الشيخ أبي بكر بن أحمد ومشائخه وسلاسل إسنادهم، ومن وُجد أو هو باقٍ عندكم من المتصلين بذلك السند وأولئك الشيوخ. 

فاجتمعتم وعَمِلتم ما عُلِّمتُم على يد سيدنا رسول الله، ومع ذلك تذاكرتُم في واجباتكم ومُهِماتكم، وتحركت نيات للعمل بطاعة الله وللإنفاق في سبيل الله؛ وكل تِلكم مواهب من الوهَّاب، تنفتح بها أبواب بعد أبواب، وتندفع بها البلايا والشدائد والأوصاب.

فاحمدوا الله الذي جمعكم، وأروه من قلوبكم ما يزداد به رِضاً عنكم: 

  • أن يكون كل واحد منكم خادماً لله ورسوله، موفياً بعهد الله، في تزكية نفسه وإصلاح أسرته وأهل بيته.
  • يحرص على ما تيسَّر له من علم الشرع المصون الذي به رفعة الدرجات، وتعظيمه وتعظيم أهله، (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). 
  • وأن يُقَوِّي محبة الله ورسوله في قلوب أهل بيته وأسرته وأصحابه ومن يجالسه. 
  • وأن لا يُخلي يومه عن تأمُّلٍ لكتاب الله ولو صفحات معدودة. 
  • وأن يتعلَّق بذكر الله في دخوله وخروجه، ونومه ويقظته، وأخذه وعطائه.

أَرُوا الله مِن قلوبكم ما يُرضيه ويُرضي رسوله، فهو الذي يُقبِل على مَن أقبل عليه، ومن فتح على نفسه باب نية حسنة فتح الله له سبعين باباً من أبواب التوفيق، وهو القائل: "من تقرَّبَ إلي شِبراً تقرّبتُ إليه ذراعاً، ومَن تقرّبَ إلي ذراعاً تقرّبتُ إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة". 

ما أعظمه من إله، ما أكرمه وأسخاه، ما أعجب فضله وعطاه! 

إنه الله أيها الأحباب، إنه الله أيها الأحباب، إنه رب الأرباب، إنه مُنشئ السحاب، إنه مُسبِّب الأسباب، إنه هازم الأحزاب، إنه ناصر محمد سيد الأحباب، إنه رب العرش العظيم، إنه الذي لا إله سواه ولا معبود بحق إلا إياه.

أنتم بين يديه، وهو ينظر إلى قلوبكم، وإلى محبتكم له ولرسوله، وإلى مجمعكم ومن فيه من أهل الظاهر والباطن، ومن الملائكة والأرواح الطاهرة، فما أعجب هذه الساعة! وما أكرم المُتَنزِّل في هذه الساحة!

إنكم بين يديه، إنه المطَّلع على ما في قلوبكم، استجبتُم لندائه، ولبَّيتُم دعوة خاتم أنبيائه، واجتمعتُم مُتوَجّهين إليه، فله الحمد وله المِنَّة، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك لا نُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. 

وها نحن نتوجه إليه وندعوه، ونسأله ونطلبه، ونرجوه ونؤمِّله، مُتذلّلين لعظمته، خاضعين لجلاله، موقنين أن الأمر كله بيده والمرجع إليه.

فقولوا جميعاً: يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا، يا الله، يا الله، يا الله! أقبِل بوجهك الكريم علينا، أقبِل بوجهك الكريم علينا يا ربنا، أقبل بوجهك الكريم علينا وعاملنا بِلُطفك الجميل.

أنت الذي وعدت من اجتمع على ذكرك يريدون وجهك أن يناديهم منادٍ: "أن قوموا مغفوراً لكم، قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات". 

أنت الذي وعدت من اجتمع على ذكرك أن تحفَّهم بملائكتك إلى السماء، وأن تخاطبهم: "كيف وجدتم عبادي؟"، وأن تقول: "إني أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم"، وإذا قال مَلَك: "إلا فلاناً، عبدٌ خطَّاء، ما جاء للذكر وإنما جاء لحاجة فحضر معهم"، قُلتَ أنت في عظمتك: "وله قد غفرتُ، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم"!

ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك، ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك. قال نبيك فيما روى الإمام مسلم في صحيحه: "لا يقعدُ قوم يذكرون الله تعالى إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهُم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".

إلهنا ما أعجب ذكرك! ما أعجب تفضُّلك على عبيدك! وإن أذنبوا وإن قصَّروا! فما لهم غيرك وليس لهم سواك. فيا ربنا، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.

مَن كان مريضاً فاشفِه، في جسده وقلبه، وروحه وسِرِّه، في نفسه وأهله وولده، في دنياه وآخرته، اكتب لنا العافية في الدنيا والآخرة، نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، يا الله.

وإذ قد جمعتنا بفضلك وإحسانك في هذا المجمع الكريم، فاجمعنا في البرزخ ويوم الهول العظيم، في أمنٍ منك وكرم يا كريم، في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، وتحت لواء حبيبك الحميد المجيد سيدنا محمد، وعلى حوضه المورود، وعلى حوضه المورود، وعلى حوضه المورود. 

واسقنا منه شربةً لا نظمأ بعدها أبداً، بيده وبيد ابن عمه علي بن أبي طالب، كما ورد أمره له ﷺ بأن يسقي الواردين، ومَن أذنتَ له بالسُّقيا من أهل القرب عندك، فاسقنا من تلك الأيادي الكريمة شربةً لا نظمأ بعدها أبداً يا الله.

نظرةً للمسلمين في كيرلا وعموم الهند، نظرةً للمسلمين في شرق آسيا وفي جميع آسيا، نظرةً للمسلمين في الشام واليمن والعراق، ومصر والمغرب وفي إفريقيا، وجميع قارات الأرض، يا الله نظرة، يا الله نظرة، يا الله نظرة، نظرة تزيل العنا عنا.

نظرة تُزِيل العنَا ** عنَّا وتُدني المُنى ** مِنَّا وكُلّ الهنا ** نُعطَاه في كُلِّ حين.

يا الله، يا الله، يا الله، يا مَن لا يُخيِّب مَن رجاه، يا من لا يردُّ من دعاه، يا حسبنا، يا غوثنا، يا نورنا، يا حِصننا، يا أمننا، يا أماننا، يا سيدنا، يا إلهنا، يا خالقنا، يا مُوجدنا، يا من بيده أمرنا، يا ناظراً إلينا، يا متفضلاً علينا، يا رَبَّنا يا إلهَنا، يا موجِدَنا، يا مَن بيدِهِ نواصينا، يا مَن بيدِهِ قلوبنا. 

يا الله يا الله يا الله، رحمةً مِن رحماتكَ يا أرحمَ الراحمين، تربط بها كُلاًّ مِنَّا بسيِّدِ المرسلين، وخاتمِ النبيين، وحبيبك الأمين، نرى وجهَهُ وطلعتَهُ الغرَّاء في الدنيا والبرزخ والأخرى، وأنتَ راضٍ عنا وهو راضٍ عنَّا، نرى وجهَهُ وطلعتَهُ الغرَّاء في الدنيا والبرزخ والأخرى، وأنتَ راضٍ عنا وهو راضٍ عنَّا، نرى وجهَهُ الأزهر وطلعتَهُ الغرَّاءَ وجبينه الأغر، في الدنيا والبرزخِ والأخرى، وأنتَ راضٍ عنا وهو راضٍ عنَّا.

يا الله يا الله، يا الله، يا غوثاه يا رباه، اقبلنا أجمعين، وأدخِلنا دائرة الحبيب الأمين، واقض حاجاتنا، واقض حاجاتنا في الدين والدنيا والبرزخ والآخرة، في أنفسنا وأهلينا وأولادنا، وأحبابنا وذرياتنا وقراباتنا وجيراننا وذوي الحقوق علينا، وطلابنا وزماننا وأهل زماننا، والأمة أجمعين يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين.

حَقِّق لنا كل ذلك وزِدنا من زياداتك الربانية، وفيوضاتك الرحمانية، وإمداداتك الإحسانية، يا مَلِك يا قدوس، يا مُزَكِّياً للنفوس، يا مُذهباً للعِلّة والبؤس، لا إله إلا أنت سبّوح قُدّوس، يا الله يا الله يا الله.

زِد جامع الفتوح فتوحاً، وهَب أهله منوحاً، وزَكِّهم قلباً وجسماً وعقلاً وروحاً، وعُمَّ بالخيرات جميع الجهات يا الله.

وأهل العلم والسر فينا، ارزقهم كمال الإخلاص بوجهك والصدق معك، وانشر بهم راية الحق والهدى والدين في جميع العالمين بما تِقِرُّ به عين سيد المرسلين.

يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أرحم الراحمين، أنجِز لنا رحمةً من عندك نسعد بها في الدنيا والآخرة، اجعلنا من أهل الوجوه الناضرة التي هي إليك ناظرة.

اللهم والكائدين والمبغضين والمؤذين من جميع الفاجرين والكافرين اجعلهم كعصفٍ مأكول، واجعل كيدهم في تضليل، ورُدَّ كيدهم عنا وعن جميع الأمة.

يا كاشف الغُمة، يا جالي الظلمة، بنبي الرحمة ارحمنا برحمتك الواسعة، ارفعنا مراتب قربك الرافعة، وانشر بين الخلائق أُلفةً ومحبةً ورحمة، وخُصَّ المؤمنين بالتأليف بين قلوبهم وإصلاح ظواهرهم وبواطنهم.

يا علَّام الغيوب، يا مُصفِّياً عن الذنوب، يا مُنقِّياً من العيوب، بحبيبك المحبوب نقِّنا من عيوبنا، واغفر لنا جميع ذنوبنا، وصفِّ لنا قلوبنا، وارزقنا شهودك بمرآة حبيبك المختار، وارفعنا به أعلى مراتب الفهم عنك فيما أوحيتَ إليه في السر والإجهار، يا الله، يا الله. 

بارِك في أعمارنا، واجعلنا في كل يوم وفي كل ليلة وفي كل ساعة وفي كل لحظة وفي كل نَفَس خيراً من الذي قبله، يا الله، واجعل خير الساعات لِكُلِّ منا ساعة أن يلقاك، فيلقاك كُل منا وأنت راضٍ عنه.

يا مَلِك الأملاك، يا مُجري الأفلاك، يا مُنجّي من كل هلاك، يا الله، نسألك حسن الخاتمة عند الموت، نسألك حسن الخاتمة عند الموت، نسألك كمال حسن الخاتمة عند الموت، وأن تجعل آخر كلام كل واحد منا مِن حياته الدنيا: "لا إله إلا الله"، وأن تُحقِّقنا أتمّ التحقيق بحقائق "لا إله إلا الله"، وأن تحشرنا يوم القيامة مع خواص أهل "لا إله إلا الله" محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، في كل لحظة أبداً، عدد خلقه ورضا نفسه وزِنة عرشه ومداد كلماته.

سُرَّ قلب الشيخ أبا بكر بن أحمد بواسع العطاء والإفضال وجزيل النوال، وبارك في ابنه عبد الحكيم وجميع أولادهم وجميع أحفادهم وجميع تلاميذهم، وجميع الحاضرين والعلماء العاملين وأهل الخدمة للدين، اقبل منهم أجمعين وأيِّدهم أجمعين، واجمع شملهم أجمعين، وسُرَّ قلوبهم بالفضل يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.

اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).

يا الله، نسألك لنا ولهم وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد ﷺ، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

بسر الفاتحة إلى حضرة النبي محمد ﷺ، الفاتحة.

تاريخ النشر الهجري

22 شَعبان 1446

تاريخ النشر الميلادي

20 فبراير 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية