(231)
(536)
(574)
(311)
مجلس الروحة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في كتاب آداب سلوك المريد، للإمام عبد الله بن علوي الحداد، في جامعة معدن الثقافة الإسلامية، التي يشرف عليها الشيخ إبراهيم خليل البخاري، في ولاية كيرلا، الهند- 1 ذو القعدة 1444هـ
(ضمن فعاليات الرحلة الدعوية إلى الهند)
فصول المجلس:
00:00 دعوات في بداية المجلس
02:05 درس في كتاب آداب سلوك المريد للإمام عبدالله بن علوي الحداد
03:40 تأليف آداب سلوك المريد
04:11 معاني لا حول ولا قوة الا بالله
05:39 شرح مقدمة الكتاب
07:30 الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم
08:31 الآل والصحب خير القادة
10:19 شؤون الإرادات
11:47 قراءة المقدمة: العاجلة هي الدنيا
12:56 معنى الإرادة
15:15 حال من أراد الدنيا وانحصرت إرادته فيها
17:15 طريق السعي إلى الآخرة وإرادتها
19:00 الهجرة إلى الله وطلب العلم
20:08 مسلك الخير في مليبار، الهند، ومشائخها وعلمائها
21:34 مسلك محبة آل البيت والصحابة
23:36 حول كتاب آداب سلوك المريد
24:20 دعوات وابتهال إلى الله
https://youtube.com/shorts/AwVipBfABb0
https://youtube.com/playlist?list=PLW_g96PMCVLI5kIT9cKiUBqbI2ZtgdwVd
___
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمدُ لله الذي يَقِذفُ إذا شاء في قلوب المُريدين لَوْعَة الإرادة، فيُزعِجُهُم إلى سُلوك سَبيل السّعادة، التي هي الإيمانُ والعِبادة، وَمَحْوُ كلّ رَسمٍ وعَادة، وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا مُحمَّدٍ سَيِّد أهلِ السِّيادة، وعلى آله وصحبهِ السَّادة القَادة، أمّا بعدُ:
فَقد قال تعالى وهُو أصدقُ القائلين (مَنْ كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَة عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُريدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهنَّمَ يَصْلاها مَذمُوماً مَدْحوراً وَمَنْ أرادَ الآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعيَها وَهُوَ مُؤمنٌ فَأولئكَ كانَ سَعْيُهُم مَشْكوراً) .
والعاجِلة هي الدنيا، فإذا كانَ المُريدُ لها فضلاً عن السّاعي لِطلبها مَصيرُهُ إلى النار مَعَ الَّلوم والصّغار، فما أجدَرَ العاقِلَ بالإعراضِ عنها، والاِحتراسِ مِنها، والآخرةُ هي الجنة. ولا يَكفي في حُصُولِ الفوزِ بها الإرادَة فقط بَل هي معَ الإيمان والعَملِ الصّالح المُشار إليه بِقوله تعالى (وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤمِنٌ) ، والسَّعي المَشكور هو العملُ المَقبول المُستوجِبُ صاحبُه المدحَ والثناء والثّواب العظيم الذي لا ينقَضي ولا يفنى بِفضل الله ورَحمته، والخاسِرُ مِن كلِّ وجهٍ مِن المُريدين للدنيا الذي يتحقَّقُ في حقِّه الوعيدُ المَذكور في الآية هو الذّي يُريد الدنيا إرادةً ينسى في جَنبِها الآخرة فلا يُؤمن بها، أو يُؤمن ولا يعملُ لها. فالأوَّل كافرٌ خالدٌ في النار، والثاني فاسقٌ موسومٌ بِالخَسار.
وقال رسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم "إنّما الأعمالُ بِالنِّياتِ وإنِّما لِكُلِّ اِمرِئٍ ما نَوى فَمَن كانَت هِجرَتُهُ إلى الله ورَسُولِه فَهجرتُه إلى الله ورَسولِه وَمَن كانت هِجرَتُه إلى دُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ يَنكِحُها فَهجرتَه إلى ما هاجَرَ إليه".
أَخبَر صلّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا عملَ إلا عن نيّة، وأنَّ الإنسان بحسبِ ما نوى يُثاب ويُجزى إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشر، فمن حسنت نيّتهُ حسن عمله لا محالة، ومن خَبُثت نِيّته خَبُثَ عمله لا محالة، وإن كان في الصورة طيّباً كالذي يعمل الصّالحات تصنّعاً للمخلوقين.
وأخبرَ عليه الصَّلاة والسلام أنّ من عمل لله على وِفقِ المُتابعة لِرسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم كان ثوابُه على الله وكان مُنقلبه إِلى رِضوانِ الله وَجنّته، في جِوارِ الله وخيرته، وأنَّ مَن قَصدَ غير الله وعمل لِغيرِ الله كان ثوابُه وجزاؤُه عند من تصنَّعَ له وراءى له مِمَّن لا يملك له ولا لِنفسه ضرّاً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشوراً.
وخَصَّ الهِجرةَ عليه الصّلاةُ والسَّلام مِن بينِ سَائِرِ الأَعمال تَنبِيهاً على الكُلِّ بِالبعضِ لأنَّ مِن المعلومِ عند أُولي الأَفهام أنَّ الإِخبارَ ليسَ خاصّاً بالهجرَةِ بل هو عامٌّ في جميعِ شرائِعِ الإِسلام.
ثمّ أًقولُ: اِعلَم أَيُّها المُريدُ الطالِبُ، والمتوجه الرَّاغبُ أنَّك حين سأَلتَني أَن أَبْعثَ إِليكَ بِشيءٍ مِنَ الكلامِ المنسوبِ إليَّ لم يَحضُرني منه ما أَراهُ مُناسباً لما أنتَ بِسبيلهِ. وَقَد رأيْتُ أَنْ أُقَيِّدَ فُصُولاً وَجِيزةً تَشتملُ على شيءٍ مِن آدابِ الإِرادةِ بِعبارةٍ سَلِسةٍ، والله أسألُ أن ينفعني وإيَّاك وسائِر الإِخوانِ بما يُوردُهُ عليَّ مِنْ ذَلِك ويُوصِلُهُ إِليَّ مِمَّا هُنالِك، فهو حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ.
#kerala #madinacademy #الحبيب_عمر_بن_حفيظ #رحلة #كيرلا #الهند #habibumar #habibumarbinhafiz #spiritualgathering #india
20 ذو القِعدة 1444