(311)
(224)
(573)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في اللقاء مع أهل الفن والتمثيل في جاكرتا، اندونيسيا، ثم المداخلات والأسئلة، ليلة الإثنين 5 صفر 1445هـ بعنوان:
Pidato alhabib umar bin hafidz di dalam pertemuan bersama para artis dan aktor di jakarta, indonesia,dan sesi masukan dan tanya jawab pada hari minggu malam senin 5 sofar 1445 hijriyyah dengan tema : sang pencipta dan penciptaan hawa nafsu manusia dan hasil daripada perbuatan hawa nafsu tersebut
الاستماع للمحاضرة باللغة العربية فقط من غير الترجمة:
الاستماع لجواب الأسئلة من غير الترجمة:
الحمدُ لله خالقِنا وخالقِكم وخالقِ السماوات والأرضِ وكلِ شيء؛ مَن مِنه مُبتدأنُا وإليه مرجعُنا ومصيرُنا؛ وتشاركنا وإياكم في قضاءِ حياةٍ على ظهر الأرضِ مِن هذا الجِنس المُكرَّم جِنس بني آدم؛ كلُّ واحدِ مِنَّا مَرَّ في تكوين جسده هذا الحاضر الآن بيننا مِن مرحلةِ النُطفة ثم العَلقة ثم المُضغة، وبعدَ المُضغة تحوَّل جسدهُ إلى هَيكلٍ عَظمِي ثُم كُسِيَت العِظام لَحماً؛ ثُم نُفِخ الروح فكان شيئًا آخر، ثم خرجَ مِن بطنِ أُمّهِ لا يعلمُ شيئًا؛ وجُعل له السمعُ والبصرُ والفُؤاد؛ هذه المَراحل التي مَررنا بِها كُلُّنا ومَرَّ بها أباؤنا مِن قَبل؛ مَن رتبها واختارَ أنْ تكون على هذا الوَضعِ! وهذا المِثال! وهذا المِنوال!
وبَعدَ أن جَعل لنا السمعَ والأبصارَ والأفئدة؛ جَعل لنا مرحلة طُفُولةَ؛ خارِجة عن حدِّ التَكلِيف؛ ثُم جَعل لنا مرحلة شباب؛ ثم جَعل لنا مَرحلة كُهُولة؛ ثم جعلَ مرحلةَ شَيبَةٍ وهَرم؛ ومِنَّا مَن يَخرجُ مِن الدنيا في أيام الطُّفُولة؛ ومنَّا فِي أيامِ الشباب ومِنَّا فِي أيامِ الكُهُولة ومِنَّا فِي أيامِ الشَيِبَة؛ مَن الذِي رَتّبَ كُلَّ ذلِك؟ ومَضَينَا عليه مِن أيام أبِينا آدم إلى أيامِنا هذه؛ لم يتغير شيء مِن هذا التَرتيب؛ أين تقدُّمات الإنسان؟ وتَطَوّره على مَدار القُرون؟ لِمَ لَم تَمس هذه الأشياء الأصِيلة الثابِتَة؟
إِذًا فَحقيقة ما يقبلُ التَغيُّر والتَطوّر هو الوسَائِل، والأسباب والآلات؛ التي يَقضِي بِها الإنسان شيئًا مِن الأغَراض فِي الحياةِ الدُنيا؛ وكُلُّ هذه الآلات التي تَقبل التغيُّرات والتطوّرات مُستفِيدة ومُنتَفِعة؛ وقائِم تطوُّرها على تكوين الأرض بهذه الصورة؛ وجَعل الشمس والقَمر مِن فَوقِنَا؛ وجَعل السماء مِن فوقِنَا؛ وعلى ما رتّبَ الخالقُ مِن نُزولِ الأمطار؛ ومِن تجاذُبات وتفاعُلات للمادِّيات بما رتّب هو سبحانه وتعالى.
ولم تزل الهيئة أنَّ الإنسان يُبصِر بعَينين ويسمع بأُذنين ويتكلم بِشفتين مِن عَهدِ آدم إلى اليوم؛ ولا يملك فِي تطوّرهِ هذا الإنسان وتقدُّمه أن يُحوِّل العينين مِن الوجهِ ويتَوَسّطهُم الأنف و يكونانِ تحت الجبهة إلى موضِعٍ آخر يكون إبصارُ الانسان منه إما إلى خلف وإما إلى جَنب وإما إلى إصبِع، لا يملك أن يفعل شيئًا مِن ذلك! يُمكِنُه أن يبتكِرَ دواءًا للعين واستعمالًا للنظارات أو العدسات وما إلى ذلك لكن أن يُحوِّلَ العين إلى غيرِ موضِعها لا يستطيعُ ذلك، وهُو فِيما يبتكِرهُ له حدود محدودة ليس هو الذي حدّدها وتنتهي إلى حد لا يستطيع أن يفعل فيهِ شيء، فيعمى الذي كان بصير تحت أيدي كِبار أطباء العالم بِقُدرةِ الذي يَهبُ السمعَ والبصر، وكان ذلك ما أشارَ الخالقُ إليه من قوله: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين:3-4]
إذًا فيجبُ أن نعلم أنَّ تطوّراتنا وتغيّراتنا يجبُ أن يكونَ لها مجالٌ مُعيَّن وأنَّ هناك ثوابت يجبُ أن تثبُت؛ ذكرنا هذه الأمثلة في جِسمِ الإنسان ولكن وراءَ جِسم الإنسان؛ للإنسان قِيم وللإنسانِ سلوك؛ فلابُدّ أن تكونَ فيهِ ثوابت؛ ما يُمكن أن تتغير بتغيّر الزمان، ولها بعدَ ذلك مُتغيرات وتطورات.
طَوَّعت نفس قابيل ابن آدم مباشرة له أن يقتل أخاهُ هابيل؛ بدوافع كانت عنده وتفاعلات نفسية؛ استجاب لها فوقع في هذه الجريمة وهذه الجَريمة مِن تلك الأيام إلى اليوم لا تزال جريمة؛ فإذا وجدنا إنسان مَعنا يَدعو إلى قتِل النفوس مِن غيرِ جُرمٍ ومِن غيرِ حقٍّ؛ أن تقول هذا تحوّل إلى فضيلة؟! نقول لا يمكن أن يُقبلَ ذلك أصلاً، كان عند إقدامهِ على القتل يتخيَّلُ في نفسه أنه يتوصَّل بذلك إلى تحقيق غرضٍ وإلى حصول أشياء يُحِبّها، ولكن الواقع أنه لم يحصُل شيء من ذلك، إذن فقد تُخَيِّل للإنسان نَفسهُ أنَّهُ بعمل معين وتصرّف معين يصل إلى غرض مقصود ويكون ذلك خيال محض، والذي حصل أنه تعب في الحياة الدنيا! ثم لا تُقتل نفس ظلماً إلى يوم القيامة إلا كان عليه مثل إثمها وعقابها لأنه أول من سن القتل.
إذن في بعض رغبات الإنسان إن تمادى معها وخضع لها تؤدي به إلى شرٍّ و ضرٍّ وهلاك، فما الميزان الصحيح لِيُمَيِّز الإنسان أن هذه الرغبات نافعة له مفيدة وأنَ هذه ضارّةٌ عليه؟
مباشرة أعطى الله الإنسان سمعاً وبصراً وعقلاً وإدراكاً وأنزل له منهجاً من عنده؛ افعل كذا ولا تفعل كذا، وبِحُسن استعمال العقل والسمع والبصر يهتدي الإنسان إلى ما يضرُّه وما لا يضرُّه مع نورانية وحي خالقه وتعاليمه.
وكان مِن رحمة اللهِ أن لم يبخل على عباده بهذا المنهاج فأول ما خرج آدم إلى الأرض أعطاه الله المنهاج، وقال (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشقَىٰ) [طه:123]، ثم لم يزل يبعث رسولاً بعد رسول و نبياً بعد نبي حتى ختمهم بنبيكم الذي شرفكم الله به محمد بن عبد الله، فَبُعِث رحمة للعالمين، مَن آمنَ به واتّبعهُ رحمة له في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن به ولم يتبعه فهو رحمة له مُعجَّلة عسى أن يُنقِذ نفسه قبل أن يصير إلى العذاب في الآخرة، لأنه حمل منهجاً يُحرِّم الظلم والاعتداء وأخذ حقّ الغير، ويُكرِم الإنسان، ويُحرِّم احتقار المخلوقات بغير حق، وأمر بِحُسن الجوار ودعى إلى العفو والصفح؛ فلم يكن نظام أحسن لِتعايش بني الإنسان على مختلف أفكارهم مِن مثل هذا النظام، وتحمَّلَ في سبيل تبليغ الناس هذا الأمر من الله تعالى مشاقّاً كثيرة، وعدد حاولوا قتله وأمسك بهم في آخر نقطة للتصرُّف في القتل، ثم دعا لهم وكان سبباً لهدايتهم، وكان يستطيع أن يتصرّف فيهم بِقتلٍ أو حبسٍ ولم يفعل شيئاً من ذلك.
يقول فضالة مِن قريش، ترقّبتُ فرصة لأقتل النبي صلى الله عليه وسلم وأعددتُ سيفي ومشيت خلفه في الطواف في عام الفتح ليخلوَ وحده فأضربهُ من خلفه، وبينما أنا قريبٌ منه أهمُّ بضربه وقف والتفت إلي، وقال ماذا تُحَدِّث به نفسك يا فضالة؟ قلت لا شيء كنت أذكر الله، فتبسم صلى الله عليه وسلم ووضع يده على صدري، قال ودعا الله تعالى لي، فوالله ما رفع يده إلا وقد خرج الكفر والظلمات والحقد من قلبي وصار أحب الناس إليَّ، وخرج مؤمنا قويا يتهيأ لدخول الجنة. مرَّ على امرأة كان يُغازلها ويخرج في الكلام معها أيام الجاهلية قبل إسلامه، قالت له هلُمَّ إلى الحديث، قال لا هذا كان قبل أن أُسلِم أما اليوم آمنت بمحمد فأنا أتكلم معك كلاماً صحيحاً ليس فيه نية فساد ولا ضرٍّ ولا شر، أنا مسلم أتبع محمد!
ودعا أهل الطائف للإسلام فرموه بالحجارة وصفّوا له صبيانهم وسفهائهم يرمونه وهو يمشي بينهم يرمونه بالحجارة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، حتى أخرجوا الدم من رجليه وليس معه إلا زيد بن حارثة حتى خرج من الطائف صلى الله عليه وسلم، فأرسل الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، وقال ملك الجبال إن الله سمع رد قومك عليك وما قالوه فإن أحببت أن آخذ هذا الجبل وهذا الجبل فأُطبقهُ عليهم فعلتُ، فقال لا، ولكني أرجو أن يُخرِج الله من أصلابهم من يتولى هذا الأمر، قال له ملك الجبال صدق الذي سمَّاك الرؤوف الرحيم، هؤلاء الذين آذوه، فكّر في أولادهم الذين سيأتون، قد يكون بينك وبين صديقك وصاحبك محبة فما تفكر في أولاده وإن فكرت في الأولاد الموجودين رُبما بعض الشيء، وأما أولاد سيأتون ما تُفكِّر في هذا وأنت تحبه، وهذا مع أعدائه ويفكر فيمن سيولد من الأولاد، ولما قتل المشركون سبعين من أصحابه ومثَّلوا بهم وشجُّوا جبينه وجرحوا وَجنتيه وشقّوا شفته وكسروا رباعيّته، قال بعض الصحابة ادعُ الله عليهم يا رسول الله، فقال: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون.
و جاءه يوماً رجل كان منافقاً فأدركهُ الله بالإيمان في قلبه وجاء إلى النبي، قال يا رسول الله الإسلام والإيمان ههنا وأشار على لسانه، والكفر والنفاق ههنا وأشار إلى قلبه فاستغفر لي، فاستغفر له رسول الله، ثم قال له يا رسول الله كان معي عدد اجتمع أنا وإياهم ضدك وضد ما جئتَ به، هل أدلك عليهم؟ قال: لا، بَل من جاءنا منهم كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك ومن لم يجيء فأمرهم إلى الله وحسابهم على الله، فما أجمل مِن هَدْيهِ في حُسن تعايش الناس مع بعضهم!
لما أسر الأسرى في غزوة بدر أوصى الصحابة بالأسرى خيرا فكانوا يخصّونهم بأحسن الطعام يعطونهُ للأسرى وهم يأكلون دونه، ومرّوا أمامه بجنازة يهودي فبكى صلى الله عليه وسلم فقال بعض أصحابه: كيف تبكي يارسول الله؟! هذا يهودي، قال: نفسٌ تفلّتت عليَّ إلى النار فأنا أبكي على هذا، وكان بعض أولاد اليهودي يأتي إلى بيته صلى الله عليه وسلم ويتردد عليه ثم مرض ذلك الشاب، جاء النبي يعوده إلى بيت أبيه ثم عرض عليه الإسلام، قال: قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها عند الله يوم القيامة، فنظر الولد في وجه أبيه قال: أطِع أبا القاسم فنطق بالشهادة ومات، فخرج النبي فرحان يقول: الحمد لله الذي أنقذهُ بي من النار، إذا هذه رحمته باليهودي الذي أصحابه يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكيف رحمته بمن يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمد رسول الله.
قال: حياتي خيرٌ لكم ومماتي خير لكم، قالوا حياتك خير لنا فكيف مماتك؟ ومماتي خيرٌ لكم تُعرَض عليَّ أعمالكم فما وجدتُ مِن خيرٍ حمدتُ الله وما رأيتُ غير ذلك استغفرتُ لكم، حتى في قبرهِ وهو يستغفرُ لنا، الليلة ليلة اثنين ويوم الإثنين يوم تُعرض فيه أعمال الأمة على نبيها صلى الله عليه وسلم، وكلّ صاحب خيرٍ منا في قلبه أو في عمله سيفرح منه ويحمد الله تعالى، وكلّ مذنب منا ومُقصِّر سيستغفر له، وهو ينتظرنا أن نَرِد على حوضه المورود يوم القيامة، ومن يُرَد على حوضه دخل الجنة معه، تخلَّد فيها في النعيم العظيم؛ فهل يُترَك مثل هذا ويُضيَّع ويسيَّب مقابل شهوة من الشهوات أو شيء حقير؟!
وقد جعل الله لنا المثال أمام أعيننا نرى أطفالنا قد يُحبّون شيئاً يضرّهم، فإن لم ينتبه العُقّال منهم طعنوا أنفسهم أو فقأوا أعينهم أو حرقوا أنفسهم، لأنهم يرغبون في شيء فيه ضرُّهم، فَبِالعقل وحسن استعماله والسمع والبصر نتنوَّر بِنور الله ورسوله فنترك ما يضُرّنا في دنيانا وآخرتنا.
أنا فَرِحٌ بلقائي معكم لأنكم أفراد مِن أُمَّتِه ويهمّهُ شأنكم، وإذا وجد بيننا تآخي ومحبّة وإرشاد إلى الخير فَرح بذلك، وهو أحرص علينا مِن أنفسنا ومن آبائنا وأمهاتنا، وأنا أرجو فرحهُ فبذلك فرحتُ بِلقائكم والجلوس معكم، وسامحونا على الإطالة ويجمعنا الله وإياكم في كُلِّ مقامٍ كريم.
وكُلُّ واحد منكم يُمكن أن يَسُرَّ قلب هذا النبي ويُدرك سعادة الدنيا والآخرة من خلال عمله الذي هو فيه ومن خلال مكانه الذي هو فيه، بِنصيب مِن تقوى الله تعالى وفِعل ما يُحِبّه الله، و (لَأن يهدي الله بِكَ واحداً خيرٌ لك من حُمر النِّعم)، فالله يجعل كل واحد منكم مفتاحاً للخير مِغلاقاً للشر، فأرُوا الله من قلوبكم نيات يُحبّها فمَن نوى نية حسنة فتح الله له سبعين باب من أبواب التوفيق.
يا من أكرمتنا بالاجتماع هنا أكرِمنا بالاجتماع على حوض نبيك يوم القيامة.
أنا مبتدئ في وضع قدمي على التوبة، ولكن عندما حضرت بعض المجالس وجدت أنّ أهلها يختلفون مع من حواليهم من أهل المجالس الأخرى، وكل واحد يسب الآخر، وعندما دخلنا مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية وجدنا نفس المشاكل فلا أعرف أين الطريق الصحيح، لأنّي أريد أن أدخل الجنة غير أنّي لا أدري بالطريق الصّحيح.
وجودُ هذا الخاطر في قلبك رُسُلٌ من رُسل النور الرحماني سبحانه وتعالى أرسلهُ إليك، فَلبِّي نداءه سبحانه وتعالى، ومِن أجله جل جلاله وتعالى في علاه لا تتأخر عن التوبة، ولا تحتقر أحداً من خلقه لأنهم صنعته وهو الذي صنعهم.
ومهما رأيتَ مَن يؤذيك أو يسبك أو يحتقرك فاعلم أنك أمام خيارين: خيارٌ أن ترُدّ عليه بمثل كلامه وتسلَم من العذاب ويسقط حقّك، وخيار أن تصبر على ذلك فيرتفع قدرك عند الله وتعظم أجورك، ويكون الذي اعتدى عليك أو تطاولَ عليك سبب في قُربك من ربك ومرضاة ربك، والنبي صلى الله عليه وسلم مع رجوعه من الطائف قال في الدعاء: (إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي).
خُذ الفائدة الكبيرة؛ (الله أفرح بتوبة عبدهِ المؤمن من العقيم الوالد و الضّال الواجد والظّمآن الوارد)، فهو الغني عنا ومع ذلك يفرح بتوبتنا رحمةً بنا، نعم الإله إلهنا، نِعم الرب ربنا.
كيف نحن كمسلمات نقابل من يحتقر الإسلام ويتجاهرون بالمعاصي للعوام ويتظاهرون بإذلال الدين عيانا؟ ونحن نريد أن نصلحهم من غير أن يكون بيننا خلاف أو نزاع أو فرقة؟ وأخيرا ادع لي يا سيدي لأكون زوجة صالحة لزوجي وخير أم لأولادي فيما بعد.
مهما احتقركِ مَن احتقركِ من الناس فهل ترضين أن يُقابل ذلك أن يفرح الله بتوبتك ورجوعك وطاعتك؟ وأن يستغفر لك نبيّه خير خلقه صلى الله عليه وسلم؟ فإذا استحضرتِ عظمة هذا، صَغُرَ احتقار المُحتقرين بل هم يحتاجون إلى من يرحمهم في حالتهم هذه لأنه (بِحسب امرئٍ من الشر أن يحقُرَ أخاه المسلم).
كان أحد شيوخ شيوخنا الحبيب علوي بن شهاب عليه رحمة الله يقول: أنا ما أنام في ليلة وفي قلبي غِش على أي أحد من الناس، بل أُطَهِّر قلبي ولا أدري من الأفضل عند الله تعالى. وكان إبراهيم بن أدهم من خيار هذه الأمة وصُلحائها في القرون الأولى يحرُسُ بستاناً لبعض الناس فجاء جندي يريد أن يأخذ من البستان، فقال له هذه أمانة ولا أُمكِّنك من ذلك، فأبى، فضربهُ على رأسه أولاً وثانياً وثالثاً، قال أما الراس فاضربه وأما حقّ الناس ما أُعطيك اياه، فلما يئِسَ منه مشى، فلما مشى قال له بعض الناس: أتدري من هذا؟ قال: من؟ قال إبراهيم بن أدهم، وكان يعرف أن هذا الاسم اسم صالح من الصالحين، رجع إليه وقال من فضلك سامحني، أنا ما عرفتك، قال لم ترفع يدك مرة من فوق رأسي إلا قد سامحتك، قال: لماذا؟ قال؛ لأنني أُحصِّل أجر بسببك فكرهتُ أن أُحصِّل بسببك أجر وأنت تحصِّل وِزر من ورائي، فأنا أسامحك.
وأمّا أتباعكُم مَن سمعتم منهم احتقاراً لديننا وغيره فأنتم أُمناء، ارحموهم وتشرّفوا بأن تنوبوا عن رسول الله في التَّلطُّف بهم والرحمة وحُسن البيان لهم؛ حتى لا يقعوا فيما يهلكهم في الدنيا والاخرة، فلا تبخلوا عليهم بالنصيحة وتشرَّفوا أن تكونوا بذلك نُوّاباً عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي قال (بلِّغوا عني ولو آية)، النصيحة التي تجمع بين اللطف والرحمة والجِد والحزم. ورُبّما يُصغونَ للواحد منكم أكثر مما يُصغون لِمن ينصحهُم من غيرهم أو من عالم أو مِن غيره فتكون أنت المُؤثِّر فيهم وأنت السبب لِنيل الدرجة عند الله، لأنّ مَن دلَّ على هُدى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه مِن دون أن ينقص من أجورهم شيء.
مرحبا يا حبيب، اهلا وسهلا، أنا ممثل من اندونيسيا، وأنا كذلك عندي ولد الآن يدرس في تريم هذه السنة، سنتين هناك، دعواتكم، أنا أريد ولدي يدخل الى دار المصطفى يا حبيب، الآن يدرس في معهد العيدروس.
نحن كممثّلين قريبون من المعاصي والذنوب، وقد يكون بعضنا من يعتمر ويحجّ، وبعد أداء العمرة نشعر كأننا ملائكة، لكن بعد أسبوع أو أسبوعين إلى شهر لا نشعر بوجود للملائكة أصلا، فكيف نحافظ على إيماننا، حتّى لو ينقص إيماننا فلا ينقص عن أقل حدوده، لأنّنا بقدومكم علينا والله وربّ الكعبة يا حبيب ازدادت محبّتنا لله ورسوله صلى الله عليه وسلّم، فدلّنا على عمل أو شيء نحافظ به على قوّة إيماننا يا حبيب.
نحن نُحبّكم يا حبيب، اللهم قلبي مُشتاق إلى تريم، أسألك زيارة تريم، يا تريم وأهلها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرجو أن تأتي السنة الآتية لمثل هذا الاجتماع يا حبيب.
بارك الله فيك وفي ولدك، ما ذكرتموه فإنّ ذاكر الله في الغافلين بِمنزلة الصابر في الفارِّين، والذي يستمسك بطاعة الله في موضع يُعصى فيه يكون أجره كبير، فلا تُقِرّ المعصية ولا تُقِر نفسك على المشاركة فيها، وتمنّى للعاصي أن يكون من التائبين والمهتدين، ومهما رَجوْتَ أن ينتفع بك أحد أو تَكُفّ بعض الشرّ أو تُقرِّب أحد إلى الخير فانوِ هذه النية لِتحصل لك الدعوة إلى الله، واذا لم يتيسّر لك شيء من ذلك وخِفت على نفسك فرَتِّب لنفسك ترتيب أن تكون في مكان لا خوف عليك فيه.
أما التّوبة إلى الله فلا تبخل بها عن نفسك ولا تتقاعس عنها ولا تتكاسل، فإنهُ ما مُرادُ عدوك منك في إيقاعك في المعصية إلا بُعدك عن الله تبارك وتعالى، وما مراد الله من فتح باب التوبة إلا خذل عدوه وتقريبك إليه، فكما أنكَ عُدتَ إلى الذنب فعُد الى التوبة ولا تكسل عن ذلك واستمر، فإذا علم الله فيك الصدق جاء وقت يحول بينك فيه وبين المعاصي ويُوفِّقك للثبات، كما أراد عدوك أن يُخزيَك بمعصية ربك فاخزهِ أنت بالتوبة إلى ربك، ولما جاء بعض السُّفهاء فسبّ صالحاً من الصالحين، فقال له هذا الصالح: لأُغيظنَّ مَن أمرك بسبّي، أنت في حِل وأنت مسامح وغفر الله لك، قال أنا الآن أغظتُ الذي أمرك بِسبي وهو الشيطان.
ويُعينكَ على تطهير قلبك وعلى سرعة النور إليك:
أن تقرأ اسم الجلالة، اسم ربك، (الله الله الله) بِمدِّ اللام وسكون الهاء، ست وستين مرة، كُلّ ليلة.
وتقرأ سبع مرات مِن سورة الناس في الصباح وفي المساء، وبعد كل صلاة آية الكرسي مرة واحدة.
ومرحبا بولدك يُكمل دراسته في دار العيدروس ويتحول الى دار المصطفى، وأنت في وقت تزور دار المصطفى ويكون حالك أحسن وأحسن.
وإن شاء الله كلما جئنا وجدنا الفرصة نعقد الاجتماع معكم إن شاء الله تعالى، وكذلك في أوقات أُخَر ينوب عنا من أحبابنا وإخواننا من يُجالسكم في الله تعالى.
كيف نتعامل مع انتشار الشذوذ الجنسي LGBT ؟ وكيف نتعامل مع أناس يتظاهرون بلباس العلماء ولكنّهم يعصون الله تعالى، على سبيل المثال أستاذ أو مدرّس لكنه يزني بطالباته، أو أحد المتحجّبات يستخدمن حجابهنّ مع صدور المعاصي منهنّ؟
دواء ذلك كلّه: ما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
ثُم إنّ كل سيئة وكل ذنب ومعصية لها ما يُغلّظها ويُعظِّم عذابها ولها ما يُخفِّفها ويُسرِعُ فيها قبول التوبة منها.
فمِمّا يُخفِّفها: كراهة هذه المعصية، والندامة عليها، وسُرعة الاستغفار، والعزم أن لا يعود لمثلها.
ومِما يُغَلّظها: أن يتظاهر بالخير والصلاح، أو يلبس زي الصالحين لأجل الوصول إلى الفجور، ولأجل ألا يظنّ به الناس الشر، أو أن يُحوِّل هذا الأمر إلى اعتقاد أنه لا شيء عليه فيه ويستخف بالمعصية، فهذه أسباب مُضاعفَة إثمها. والمؤمن يرى ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه، والمنافق يرى ذنبه كالذباب وقع على أنفه فأطاره هكذا، وفي الحديث (مَن سرّتهُ حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن).
كما أن لِكُل طاعة ولِكُل حسنة ما يُضاعِف أجرها ويُعظِم ثوابها ولها ما يُحبِط ثوابها، فتعظُم ثوابها بالإخلاص فيها والتواضع مِن صاحبها، ولا يرى نفسهُ فوق غيره مِمّن لم يعمل هذه الطاعة التي عملها، ويُحبِط ثواب الطاعة والحسنة أن يعملها رياءً أو يتكبّر بها ويعجب ويرى نفسه فوق الناس، وفي الحديث القدسي: "يقول الله أنا عند المُنكسِرة قلوبهم من أجلي".
والخُلاصة: أنّ على المؤمن أن لا ييأس ولا ينقطع عن ربه ولا يترك التوبة حتى يعلم الله صدقه فيكشف عنه ظُلمات الذنوب، فلا ينقطع المؤمن عن ذكر الله تبارك وتعالى وعن الحِرص على الجماعة في الصلوات؛ وسيأتي له الخير شيئاً فشيئاً.
بسم الله الرّحمن الرّحيم، المكرّم سيدي الحبيب عمر بن حفيظ، أحمد الله تعالى على تجدّد لقائي بكم ثانيا، اسمحوا لي يا حبيب كنت في رمضان أتت بي أخت الحبيب جندان إليكم، اسمي أم بيبيك والدة أبي ذرّ، أشكر الله تعالى على أخذ العهد منكم والحصول على السّند والإجازة منكم، عندما أخذت العهد منكم يا حبيب وأنتم خلف الباب، شاهدت أخلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متجسّدة فيكم يا حبيب.
أ- وسؤالي اسمحوا لي يا حبيب ويا حبيب جندان يا حبيب عليّ أكرمكم الله جميعا: من عام 2014 إلى الآن الحمد لله الّذي وفّقني للدّعوة إليه، وأواخر هذه السّنة حاولت أن أنشر كتاب الخلاصة الذي جمعه الحبيب عمر، لما فيه من دعوات مباركة من قبل أولياء الله، وأنا شخصيًّا قد شعرت بالفوائد الّتي فيها بعد مواظبتي لقراءتها، خصوصًا عندما صار لي حادث لو رآى أحد السيارة كيف تدمرت لأيقن أن كل ركابها ماتوا، ولكن قبل هذا الحادث كنت قرأت من أذكار كتاب الخلاصة، فأواخر هذه السّنة حاولت أن أنشر هذا الكتاب ووزعت الكتب على كثير من المساجد، حتى وصل الأمر إلى أنّ بعض المساجد منع من إدخالها بل رماها أحد الناس فيه قائلا أن هذه الخلاصة لا توافق السنّة، فانكسر خاطري وأوجع قلبي كثيرا هذا الموقف، مع أنّي قد شعرت بالفائدة العظيمة من هذه الخلاصة، سأدرب أولادي بعد المغرب على قراءتها لما وجدت فيها من فوائد عظيمة، فسؤالي يا سيدي، كما علّمتنا أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يبغض من يبغضه بل له خُلق حسن مع جميع خلق الله تعالى، وفي هذا الزّمان أناس لم يتخلّقوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلّم ولم يحسنوا التعامل فينا بينهم البين، مثلما حصل لي في نشر هذه الخلاصة، فالذي واجهته منهم ليس من الكفار بل من المسلمين أنفسهم، هذا الّذي آلمني، ولكن كيف أعمل في هذا الشّأن، هل أستمرّ في نشرها أو ماذا أعمل؟
ب- ثمّ السؤال عن إعفاء اللحية، ما حكمها يا حبيب؟
ج- وما حكم الموسيقى في الإسلام؟
أ- مِن حكمة الله تبارك وتعالى أن يبقَى أعداد من المسلمين يتصوّرون شيء على غير ما هو عليه، ويُختبَرُ الناس ببعضهم البعض ومُهمّتنا أن نرحم الجميع.
وصحيحٌ ما ذكرتِ مِن آثار الذِّكر لله تبارك وتعالى، فالله يقول (فاذكروني أذكركم)، وقال: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، ولا يكونُ مِن الذكر بِدعةً إلا ما فيه قطيعةٌ لِرحم أو سبٌّ لِمسلم أو سؤالٌ لِصنم أو غيره، وما عدا ذلك فالذكر كُله مشروعٌ بل من أفضل أعمال الإسلام بِنَصِّ كلام النبي.
وصحَّ في الحديث أنه سُئِل: أي المُصلّين أعظم أجراً؟ فقال: أَكثرهم لله ذكراً، فسُئِل: أي المُتصدِّقين أعظم اجراً؟ فقال: أكثرهم لله ذكراً، سُئل: فأيّ الصائمين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً، فقيل أي المجاهدين أعظم أجراً؟ قال: أكثرهم لله ذكراً، فسمع سيدنا أبو بكر هذه الأجوبة فقال لسيدنا عمر: ذهب الذاكرون لله بخيري الدنيا والآخرة، فسمعه النبي فقال: أجل، ذهب الذاكرون لله بِخَيري الدنيا والاخرة.
وانما الذين تصوَّروا التصوُّر الخاطئ عن الأذكار إنّما الوسيلة إلى تبيين الحقيقة لهم بِدعاء الله لهم، واختيار مَن يعرف حلّ الشُّبهة عنهم بإقامة الحُجّة والدليل مِن أهل العلم.
ومن قرأ شيئاً مِن أذكار الخُلاصة بإيصالكِ إليهم فلكَ مثل أجرِهم، فأديموا وواصلوا الذكر لله تعالى؛ يُديم ويُواصل رحمته لكم.
ب- أما بالنسبة لِلِّحيَة: فَلِلمرأة تحلقها، أما بالنسبة للرجل فَيُسنّ له إعفاء لحيته، ثُم الأخذ مِن جوانبها وردتْ أيضاً به السنة لِتحسينها، أمّا حلقها فبين فقهاء الإسلام خِلافاً، أهُوَ مكروه أو حرام.
ج- أصحاب الموسيقى وأصحاب الفَن والغِناء هم يتعاملون مع المشاعر؛ فإذاً يكونون مِن أهلِ الذَّوق الإنساني؛ فالذي يتعامل مع المشاعر أجدر بِأن يُدرِك؛ يُدرِك حقائق ما يَسعد به الإنسان ويَنعَم؛ فيطرَب بالكلام الطَّيِّب الحَسن؛ ويطرب بِذكرِ الله تبارك وتعالى؛ وتطمئِن قلوبهم بذكر الله، فالموسيقى ما لم يأتِي فيهِ نصٌّ مثل المِزمار فَحكمهُ اجتهاد؛ اجتهاد أهل العلم ما بين مُبيحٍ ومُحَرِّم، وما جاء فيه النص في الإباحة فلا إشكال فيه.
والموسيقى بأصنافها بِحسبِ ما تُثير: إن أثارت مثارات ومشاعر الخير فهي من الخير، وإن أثارت مشاعر شر مِن بغضاء بين الناس أو تقاتُل بينهم أو فعل مُحرَّمات أو حث على تناول مُسكِرات: فهي شر بحسب ما تُثيرُ في بال الإنسان وفي عقله؛ وما تؤدّي إليه وما تثيرهُ في النفوس، فإنّ نفس الإنسان قابلة للتأثر سلبًا أو إيجابًا، فبعض الأغاني وبعض الموسيقى وبعض الصوت الحَسَن يُحَفِّز الإنسان لِأن يَبِر والديه أو يُحسِن لأرحامه أو يُسامح مَن آذاه أو يكون على استقامة؛ فهذا كُلّهُ من الخير وداخل في الخير.
ولمّا كان يُنشِد الشعر سيدنا حسّان في مدح النبي ﷺ وذمِّ المُعاندين من الكفار مدحهُ النبي ﷺ وقال: (إن جبريل وميكا؛ئيل معك ما نافحتَ عن رسول الله).
كان أحد الشُّعراء: أمَيّة بن أبي السّلط له حِكَم يُلقيها في شعره، قال بعض الصحابة: فركبتُ مع النبي في السفر، قال: تحفظ شيء من شعر أمية بن أبي السلط؟ قلتُ: نعم؛ قال: فانشدْني، فأنْشدته بيتًا، فقال هيه، أي زِدني؛ فأنشدتهُ بيتًا؛ فقال هيه؛ فأنشدته بيتًا؛ فقال: هيه، حتى أنشدتهُ مائة بيت.
وكما تتأثّر مشاعر الإنسان بالصوت الحَسَن وبالأنغام المُناسبة فكذلك تتأثّر بِالنِّيّة الصالحة وبالرحمة وبإرادة الخير وبالقِيَم الفاضلة تأثرًا أكبر.
وقد دخل سيدنا أبوبكر على السَّيِّدة عائشة وعندها جاريتان تُغَنِّيانِ ورسول اللهﷺ مضطجعٌ، فقال: أمِزمار الشيطان في بيت رسول الله؟ ففتح النبي وجهه وقال: دعهما يا أبابكر؛ فإن لِكُلِّ قومٍ عيد وهذا عيدنا.
اللهم يا الله يا رحمن يا رحيم يا حيُّ يا قيوم، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمدُ، يا منّانُ يا وهّاب يا جزيل الفضل يا الله، صلِّ على عبدك ونبيك سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأنبيائك ورسلك وآلهم وأصحابهم وملائكتك المقربين وجميع عبادك الصالحين، وانظُر إلى قلوبنا وقلوب الحاضرين أجمعين، انظُر إلى قلوبنا وقلوب الحاضرين أجمعين، انظر إلى قلوبنا وقلوب الحاضرين أجمعين، وحُلَّ عن كُلِّ قلبٍ مِنا عُقدة الإصرار على ذنبٍ صغيرٍ أو كبير؛ قليل أو كثير؛ يا غفار الذنوب يا توّاب يا ستّار يا منّان يا وهّاب يا رحمن يا رحيم يا الله، اجمعنا على الاستقامة واجمعنا يا مولانا في زُمرة الحبيب الأعظم نبيك محمد ﷺ، واجمعنا في دار الكرامة.
اللهم لا تحرِمنا خير ما عندك لِشَرِّ ما عندنا، قصدناكَ وأمَّلناكَ ورجوناكَ فاعفُ عنّا ما كان مِنا.
اللهم اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي، اللهم اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي، اللهم اغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي.
اللهم ثبِّتنا على الحق فيما نقول، وثبِّتنا على الحق فيما نفعل، وثبتنا على الحق فيما نعتقد.
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} فاغفِر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.
يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، تُبنا إليك عنا وعن إخواننا هؤلاء، وعن من والانا فيك وعن المؤمنين والمؤمنات، واستغفرناكَ لنا ولهم فاغفر لنا ولهم يا خير الغافرين، وتُب علينا يا تواب وافتح في الخير لنا الأبواب، وادفع عنا الشرور والبلايا والأوصاب، وكُل من ساهم في عقد هذا الجمع وإقامة هذا اللقاء فأمِدّهم مِنك بنور وإيمان ويقين وبِر وتقوى، وعفو وعافية ومزيد وسعادة في الغيب والشهادة يا أرحم الراحمين.
وأطِل أعمارنا في طاعتك وطاعة رسولك ونصرتك ونصرة رسولك، واختم لنا بلا إله إلا الله، واجعل آخر كلام كل واحد منا مِن حياته الدنيا لا إله إلا الله، واحشرنا جميعًا في زمرة كُمَّل أهل لا إله إلا الله، اللهم اجعلنا وإياهم وأحبابنا عِندك من خواصِّ خواصِّ خاصة أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثبِّتنا عليها واجعلنا من خواصّ أهلها واختِم أعمارنا بها برحمتك يا أرحم الراحمين، حقِّقنا بحقائقها وارزقنا طرائقها واجعلنا من أهل رقائقها، وارفعنا بها أعلى مراتب القُرب والشهود يا بر يا ودود، وأصلِح شئوننا والمسلمين في إندونيسيا وجميع أقطار الأرض؛ ادفع البلايا والآفات والعاهات عنهم ظاهرًا باطنًا؛ وحَوِّل الأحوال إلى أحسنها بِرحمتك، بسر الفاتحة إلى حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
07 صفَر 1445