(231)
(536)
(574)
(311)
كلمة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في الاحتفال العام في ذكرى المولد النبوي الشريف - ساحة دار المصطفى بتريم، مساء الإثنين 24 ربيع أول 1445هـ
الحَمدُ لله العَظيم، الذي أرسل إلينا نبيَّهُ ذا الخُلق العَظيم، بالكِتاب العَظيم، والسُنَّةِ العَظيمة، والدِين العَظيم، والمَنهَج العَظيم، والمَسلَك العَظيم، والنَهجِ العَظيم، التي اتصلت عظمتُه بعظمةِ الرحمن جلَّ جلاله وتعالى في عُلاه.
بل فاضتْ عليه عظمةُ الرحمن فاكتَسَب العَظَمة، فَكان شَأن الإيمان بهذا الإلٰه العَظيم ووحْيهِ وتَنزيلهِ ورُسلهِ شأنًا عظيمًا فخيمًا قال عنه الجَبار الأعلى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون:8]
وعلى كلِ من أَرادَ أن يَتَخَلَصَ مِن شُوب النِفاق، مِن كَل مَن توهَّم أنَّ العظمةَ خرجتْ عن هذا المسار؛ وخرجت أن تكونَ لله وحدهُ القَهار مُفاضةً منه على رَسوله المُختار وعلى المُؤمنين الأَخيار، وما خَرجَ عن ذلك من جَميع الأقوال والأفعال والأطوار، فلا حَقيقَةَ لَهُ في عَظَمَةِ الشَّرف ولا الكَرامة ولا الرِّفعة ولا العِزة في أوَّل ولا آخِر ولا باطِن ولا ظاهر ولا دُنيا ولا آخِرة.
وبِحظٍّ عظيمٍ مِن الرحمنِ اجتمعنا وإياكم في محبتهِ ومحبة رسولِه المُنزَل عليه القرآن، ومحبة ما جاء بهِ عن إلهِنا الحنَّان المنَّان قديم الإحسان (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن:29]، مُكون الأكوان، ومُسَيِّر ما فيها من الأطوار والشُؤون والأحوال في السِرِّ والإعلان -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-.
جَمَعَكُم بِفَضله مِن أمَّة خاتمِ رسلِه، تُعَبِّرون عما تُكِنُّهُ قُلوبُ المُؤمنين الصادقين إنسًا وجنًّا في شَرق الأرض وغربها؛ متَّصلين بقلوبِ الصادقين ممَّن قضى نحبَه وممَّن مضَى قبلَنا؛ قرنًا بعد قرن إلى أوائل وأُسُس ما انطلق على ظهر الأرض مِن هذه المحبةِ والتعظيم في هذه الأمة ببعثةِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وما سمعتُم من ترديد (أحدٌ أحد)، وترديد (ما أحبُّ أنَّ محمداً في بيته ومكانه الذي هو فيه تصيبُه شوكةٌ في رجلِه وأنِّي في بيتي وأهلي ) بدل أن أكون تحت سيف القتلِ، بل قتلُ وقطعُ رقبتي خيرٌ لي من أن تصاب رجل رسول الله بشوكةٍ فيها، واتصلتْ الأمور كما سَمِعتُم بغزَّةَ، وهي غزةُ هاشم جدِّ المُصطفى، وكان فيها مولدُه وإليها تردُّده، وما اتصل بتلك البُقعة مِن أرض الشام إلى البيت المقدَّس العظيم الذي اختاره الله مَجمعًا للأنبياء ومسرَى لسيِّدِهم ليَؤمُّهم فيه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء:1]
وجاءت الأدوارُ لَديكم، كلٌّ مُنكم بما يَحلُّ في قلبه من إيمانٍ بهذا الإلٰه واستعداد للقاه -جلّ جلاله-، وإنَّ جميعَ ما يكونُ من الجُموع والتَلاقيات والمُجالسات في الدُنيا لها أثرٌ وخبرٌ وصُوَرٌ في البرازخ ثم في يوم القيامة؛ ثم إما في الجنة وإما في النار.
تلك الجُمُوعات وتلك اللقاءات تترتب بها زُمَر الفريقين، (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر:71-72].
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ) [الزمر :73]، وأنْعِمْ بها مِن زُمر تُساق إلى دارِ الكرامة وخير مُستقَّر.
(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ) [الزمر :73)، وما عُقدت هذه المجامع إلا مِن أجلِ إعداد المكانِ في تلك الزُمر، والوصول إلى أشرفِ مُستقَر.
فيا أيها الحاضر، ويا أيها المتابِع، ويا أيها الموالي لهذه الخيرات والمعاني والاتصالات بالحق ورسوله، فرصتُكَ الكبيرة مُدَّة الحياةِ القصيرةُ بأن تتَهيَّأ لمكانةٍ في الزُّمرِ التي تُساقُ إلى جنَّةِ ربِّكِ، وما قُرب تلك الزمر من سيِّدهم الذي قال: "إنَّ اللهَ حرَّم الجنةَ على الأنبياء حتى أدخُلَها أنا، وحرَّمها على الأمم حتى تدخلَها أمتي" صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وأصحابه، (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) [الزمر :73]
يا مَن جمعْتَنا في ليلتِنا هذه وفي يومِنا هذا، ويا مَن كتبتَ لنا اجتماعاتٍ على الوجهةِ إليك والمحبة لك ولرسولِك مع مَن قد قضَى نحبَه ومع مَن ينتظر على ظهرِ هذه الأرض، بارِك لنا في اجتماعاتِنا واجعل لها شأنًا وراياتٍ يومَ الجمعِ الأكبر، تُدخِلنَا بها في خواصِّ أهلِ زمرِ الذين اتَّقَوا إلى دارِ الكرامة، في أقربِها من سيدهم أتقى الأتقياء خاتم الأنبياء، عبدِك المصطفى محمد.. آمين يا الله، وهيِّئ كلَّ واحدٍ منَّا في قلبِه وعقلِه وفِكرِه ووجهتِه ونيَّتِه، وما بقي مِن عمرِه لأن يكتسبَ الزاد الذي به تُنال الأماكنُ الشريفة في تلك الزُمَرِ العالية الجميلة المُنيفة، يا حيُّ يا قيومُ أجِرنا مِن نارِك، يا حيُّ يا قيومُ أجِرنا مِن عذابِك، يا حيُّ يا قيومُ أجِرنا مِن ظهورِ الفضيحة يومَ القيامة، يا حيُّ يا قيومُ استُر معايِبَنا، يا حيُّ يا قيومُ اغفر ذنوبَنا، يا حيُّ يا قيوم بدِّل سيئاتِنا إلى حسنات.
وفي كلِّ ما ذكرنا واجب الاستعداد لكلٍّ منَّا فيما يبقى له مِن عمرٍ في الصلةِ بحبيبِ اللهِ البدر، فهو قائدُنا ونعم القائد، خطفَ إبليسُ وجندُه كثيراً مِن معاني قيادتِه مِن قلوبِ وعقولِ كثيرٍ ممَّن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله يردُّهم إليه مردّاً جميلا ويخذلُ عدوَّه إبليس ويُبطِلُ مكرَه، (وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ) [فاطر:10]، (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) [الطارق:15-17].
نقول إنَّ اجتماعاتِنا هذه، يجب أن تكونَ إعلانًا عن معنى: أحدٌ أحد، ربُّنا الله، لا شريكَ له ولا نستبدل به بدلا، ونبيُّنا وقائدُنا محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لا نستبدلُ به قيادةَ شرقيٍّ ولا غربي: ولا قيادةَ إنسيٍّ ولا جنِّي، ولا قيادة صغير ولا كبير ولا ذكر ولا أنثى، ولسنا نُعيرُ أيَّ معنى لقيادة أحد إلا ما كان مسلسلًا مِن تلك القيادة ومتَّصلًا بها، وما عدا ذلك ما معنا له إلا مرآة منهاج هذا المصطفى، لنقبل منه ما يقبله شرعُ المصطفى وسنَّتُه، ونردَّ عليه كل ما ردَّه شرعُ المصطفى وسنته صلى الله عليه وسلم، وهذه حقائق الإسلام عسى عليها نحيا، وعليها نموت، وعليها نُبعَث إن شاء الله.
أيها الأحباب: أنتم في جمعِكم هذا مشاركين لأهلِ فلسطين ولأهل عسقلان ولأهلِ بيتِ المقدس بمشاركات متنوعة؛ عجائب في حقائقها بالنسبة لتسطير حكم الحاكم في التقديم والتأخير؛ وفي ما يجريه على العباد على ظهر هذه الأرض مِن تواصل المؤمنين وتوادِّ المؤمنين وتحابُب المؤمنين، ولهَجِهم بالدعاء إلى الحق تبارك وتعالى، وهذه من المشاركات التي يجب أن تأخذَ مأخذَها وتنالَ ما يليقُ بها في قلوبِنا وفي عقولنا، نعلم بذلك المسلكَ الذي مضى عليه الأكابرُ مِن مِثلِ ما ذُكر لكم مِن كسْرِ سيدنا الفقيه المقدم للسيف، أي سيف؟ لا والله ليس له ولا لمَن قبلَه ولا لمَن بعدَه أن يكسرَ سيفَ جهادٍ صحيح؛ بل عمَرَه الفقيهُ المقدم بل أشهرَه الفقيهُ المقدم، وما كان له ولا لمَن سواه ممَّن قبلَه أو ممَّن بعده أن يكسرَ سيفَ الجهادِ الصحيح في سبيلِ الله لإعلاءِ كلمةِ الله، والجهاد فريضةٌ ماضية إلى يوم القيامة، لا يبطلُها جورُ جائرٍ ولا عدلُ عادل، ولكن سيف البغي والظلم والعدوان، سيف الإختلاط والإختباط، سيف إدِّعاء الجهاد وحقيقته بغضاء وشحناء ومنازعة على السلطات ومنازعة على الثروات أو الشهرة بين الخلق على ظهر الأرض، والحق يقول (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا )[القصص:83]
وبذلك كلِّه علِمْنا المعنى في كسرِ السيف، وهو المعنى الذي ذكره رسولُ الله ونصَّ عليه في أحاديثه الصحيحة بالأسانيد المتعدِّدة عند الفتن وغلوائها وظهورها بين الناس لأجل المقاصد الدنيوية، مهما لُبِّسَت بتلبيس الإسلام أو بمظهرِ الدين أو بدعوى إقامةِ الخلافة أو بدعوى إقامةِ الدولة المسلمة، هذه الفتن التي حدَّثنا عنها مَن أنزل عليه الوحي والقرآن ومَن قال لنا إنَّ الجهادَ فريضةٌ ماضيةٌ الى القيامة، قال عنها صلى الله عليه وسلم: "فاعتزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّها ، ولَو أنْ تَعَضَّ بأصلِ شجَرَةٍ حتى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنتَ كذلِكَ"، وقيل له: ما تأمرني؟ قال: "وعليك بأمرِ خاصَّةِ نفسِك ، ودَعْ عنك أمرَ العامَّةِ"، فمَا تَأمُرُنا؟ قال: "الزم بيتك وابكِ على ذنبك"، "وَلْيَسَعْكَ بَيتُك، وابْكِ على -ذنبك- خَطِيئَتِكَ". قال: أفرأيت إن دُخِل عليّ إلى بيتي وداري؟ قال: "كُن كخيرِ ابنَي آدمَ"، وقال عنها في أحاديثه المتعددة الرواية بعدد من الأسانيد: "فإذا كان ذلك فكسِّروا سيوفَكم واضربوا بها الحجارة"، هذا هو المعنى الذي حمله الفقيهُ المقدم عليه رضوان الله تبارك وتعالى لا غير ذلك.
وأذكر أني في أول رحلاتي إلى مكة المكرمة، ولقيت واحدا في مجْمع، من آل الحدّاد الذين أصلهم من نصاب -عليه رضوان الله-، حضر المجمع وجلست معه ودار فيه بعض الحديث وتكلمتُ. ثم قال: هذا ابن مَن؟ قالوا له: ابن محمد بن سالم بن حفيظ، قال: البارحة رأيتُ والدَه وحامل السلاح ويضرب؛ وتعجبتُ منه، قلتُ له: يا عم محمد، أنت ما أنت حق سلاح، ولا تحمل هذا السلاح! فقال لي: هذه أُعطيت لنا من الفقيه المقدم،. ثم قصّ الرؤيا على الحبيب محمد الهدّار، قال: أنت المعني بها لنصر الشريعة أو لنصر الدين ولإقامة هذا الخير.
وهكذا؛ لم تزل سيوفهم مسنونةً وحادّةً على رأس إبليس وتلبيسه وتدليسه على ممرِّ القرون -عليهم رضوان الله تعالى- إلا أنهم في عصمة؛ ويعصمون مَن اتصل بهم عن الفتن وعن المِحَن وعن الكذب بالنيَّة أو القول أو العمل، والقدوة لهم واحد اسمهُ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله وسلم وبارك وكرَّم عليه وعلى آله وأصحابه.
فلتعُدْ قيادتُه عبْركم يا أهلَ الجمع، وعبر مَن يسمع ومَن يحب، فلتعُدْ قيادتُه بقوَّتها كما يليق، كما يليق بشأن خلْقٍ آمنوا بالخالق، وعرفوا أنه اختار خيرَ الخلائق ليقود، وأنَّ كلَّ قيادةٍ تخرج عن قيادتِه مرجعُها الخسرانُ والهوانُ ودخول النيران، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].
إنَّ مِن إضاعتِنا لقيادتِه فينا كان سلْب الأراضي والثروات منا، وكان أخطر مِن ذلك؛ بل سبب ذلك سلب حقائق مِن دينِنا، سَلبُ حقائقَ من معاملتِنا لربِّنا منا، ببرامجِ هؤلاء الفجار الكفار، يهود ومَن والاهم، ونعني بهم هذا الصنفَ مِن اليهود الغاشم الظالم، اليهود كغيرهم مِن عباد الله على ظهر الأرض، مَن سالمَ منهم، من صادق منهم، من صدقَ منهم مَن كفَّ شره منهم، مثَلهم مثل غيرهم، في شريعة عدل وهدى، ولكن أرباب الظلم وأرباب العدوان؛ أرباب الكذب وأرباب الخيانة؛ أرباب النهب وأرباب السلب؛ لا مكان لهم يهوداً كانوا أو غيرهم؛ إنهم أُوَلَئِكَ الصَّهَاينَةُ الَّذِينَ أَقَامُوا أَمْرَهُمْ عَلَى كَذِبٍ وَبَاطِلٍ وَاغْتِصَابٍ، ولعبوا لعب السياسات، ولعبت معهم أهل السياسات، وكما سمعتم الكيل عندهم كيلين، وكلامهم الذي يتشدَّقون به شيء والواقع الذي يمضي عليه الحال شيءٌ آخر، ولكن (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) [الطارق:15-17]، (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ )[النور:57]، (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ * وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ * وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * إِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ) [الأنفال:59-61]
أترى هذه القوة الهائلة العظيمة، قوة الذي بيده القوة كلها وهو الرب، رد مقتدانا إلى أين؟ ونحن في تبعيَّته، قال دَعهم يجيبون خداعاتهم كلها، واحد يكفيك إياهم، كلهم نواصيهم بيده، اسمه الله، فإنَّ حسبَك الله، ومِن شؤون حكمتِه فيما يظهر مِن كفايته، ما يبرز في عالم الحس والأسباب، هو الذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين، الصنف هذا من المؤمنين، الوصف الذي أحب الحق ذكرهم به في هذا الموطن وأنهم مِن أنصار نبيه، ألفت قلوبهم (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ )،وأخبر أنّ الأُلفة بين القلوب إذا صفَت وأخلصت مِن الشوائب الدنيوية، منَّةٌ خالصةٌ مِن الله لا يُقدر عليها بشيء ولا بالوسائل المختلفة إلا فضل الرحمن ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:63].
ونسألُ العزيزَ الحكيمَ منزلَ هذه الآيات على النبيِّ العظيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يُؤلفَ بين هذه القلوب التي اجتمعت لمحبَّتِه ومحبةِ رسوله، ويجعلنا جميعاً رجالنا ونساءنا صغارنا وكبارنا ممَّن ينصرُ بهم رسولَه في العمر الذي نعيشُه على ظهرِ الأرض، وفي الزمن الذي نقضيه في التكليف على ظهرِ هذه الأرض، ويجعلنا ممَّن ينصر بهم رسولَه ويُؤيدُ بهم نبيَّه وصفيَّه وخليلَه، (أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ)[الأنفال:62-63]
فله الحمد، أما ترانا من قبائل شتى! أما ترانا مِن أهل لغاتٍ شتّى! ما الذي جمعنا؟ أما ترى ما بين خُلَّصِنا مِن محبة تفوق محبةَ الطبيعة الأخ لأخيه والأب لأبنه والابن لأبيه، من أين جاء هذا؟ ولكن الله ألَّف، ولكن الله ألف بينهم، ونطرق بابَه ونسأله أن يزيدَنا مِن خالصِ المحبة لوجهِه، ومِن تحاببنا فيه له ومِن أجله -جلّ جلاله وتعالى في علاه-، نقصد بذلك وجهَه الكريم، ونتذكر حديثَ نبيه العظيم "ليبعثن الله أقواماً على منابرِ اللؤلؤ، على وجههم النور، يغبطهم الأنبياءُ والشهداء، ليسوا بأنبياءَ ولا شهداء، قالوا: حلِّهم لنا يا رسول نعرفُهم؟ قال: هم المتحابون في الله مِن بلاد شتّى وقبائل شتّى يجتمعون على ذكرِ الله فيذكرونه".
واجتمعتم على هذه التعبيرات، ونحن في حاجة إلى تحقيق إرجاع هذه القيادة كما ينبغي ويليق، قيادة سيدنا محمد التي أُبطِلَت عند كثير من الناس وكثير من الأُسر، وكثير مِن عادات المسلمين في مناسباتهم في الزواج وغيرها، يجب أن تعودَ القيادة إلى سيدِنا محمد الذي اختاره اللهُ قائداً لنا وقدوةً وقال لنا: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) أي: كل من يؤمن بالله واليوم الآخر. (وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21]، (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) [النور:54]، (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65]، (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب36]، (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) [ٱل عمران:31]
حتى صار تلبيةُ ندائه لو نادى منادٍ وسطَ الصلاة لا تبطل صلاتُه بتلبيةِ نداءِ رسول الله، وصحَّ في الحديث أنَّ بعضَ أصحابه كان يصلي فناداه صلى الله عليه وسلم، فخفَّفَ صلاتَه ثم جاء، فقال له: "ناديتك من قبل" قال: كنت أصلي يا رسول الله، قال: ألم تسمع قول الله؟(اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال:24]، يعني إذا أجبتَ عليَّ ما تبطلُ صلاتَك، وإن قلت لك تعال فجئت وأنت تصلي ما بطلَت صلاتك؛ لأنك في طاعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهو الذي أبقى الله خطابه بكافِ الخطاب وسط الصلوات؛ السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، مع أنك لو خاطبتَ سيدَنا جبريل أو ميكائيل أو أحد من الأنبياء أو صغير أو كبير بطلَت صلاتُك إلا محمد، إن لم تخاطبْه بطلَت صلاتُك، لابدَّ مِن خطابه وسطَ حضرةِ الله لمكانتِه عند الله، إنكم أتباع عظيم، إنكم أتباعُ كريم، إنكم أتباعُ فخيم، إنكم أتباعُ صاحبِ المقام المحمود، إنكم أتباعُ صاحبِ مقامٍ يحمدُه فيه الأولون والآخِرون وسنجتمعُ مع الأوَّلين والآخرِين وسنرى مقامَه، فالله يجعلنا قريبًا منه وفي زُمرتِه وفي دائرته.
خذوا ما كنا نشرنا سابقا في بعض فتن هؤلاء اليهود في فلسطين من الأذكار، وجددوا نشرها وفيها زيادة (ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) خذوا نصيبَكم من هذه الأذكار وبحمد الله لهجَت ألسنٌ كثيرة في الشرق والغرب بالصلاة على النبي التي فيها طلب النصرة من الله تبارك وتعالى، وبرزت هذه البارزات الحمد لله في الشهر الكريم المبارك والله يحقق ويتمم لنا النعمة، وعلى إخواننا من أهل فلسطين خاصة وعلى كل مجاهد في سبيل الله.
وسمعتم - إن شاء الله، يكونوا قد صح- فإن صح ذلك فهي بداية الطريق للفوز ودفع الشر واقتلاعه، أن إخواننا في فلسطين عند هذه الانطلاقة بعُدت بينهم الحواجز التي أُقيمت بأيدي خفية، فتقسموا على فصائل وكان هذا مع هذا، ومع هذا لمراداتٍ أيضا مؤدية إلى هناك، ولها أطراف إلى الخارج، أنهم في هذه الظروف صار إسلام ضد كفر وانتهينا، ولا عاد فصيلة ذا ولا فصيلة ذاك، وأنه هبَّ الكل حتى أبعد بعضهم شعاراتهم وبقي الكل من الطرف إلى الطرف بحكم الإسلام؛ وإن تمَّ ذلك فهو بداية نصرٍ كبير، وبداية خيرٍ لهذه الأمة، يجب أن نرجع تحت راية محمد، والقائد محمد صلى الله عليه وعلى آله في الأُمناء على شريعتِه والأُمناء على إرثِه والأُمناء على دينِه منا، وليسوا بمعدومِين بفضلِ الله في شرقِ الأرض وغربِها، وهم موجودون بل يحملُ هذا العلمَ مِن كلِّ خلَفٍ عدولُه، ينفُون عنه تحريفَ الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ولا تزال طائفةٌ مِن أمَّته ظاهرين على الحق، لا يضرهم مَن ناوأهم، وأشار إلى الشام في كثير من الروايات وفي كثير من الإخبارات والإنباءات النبوية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وأخبر أنه في آخر الزمان، وبعد أن ذكر مرحلة حكم الجبرية، ونادى بالرجوع إلى الجهاد أن يكون جهاداً صحيحا، وقال: "في الرباط؛ وخير ربِاطكم عسقلان" هكذا قال في الحديث صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى شيء مما يحدث قريباً في هذه الأمة ولله الأمر من قبل ومن بعد
(يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) [الروم:4-5] جلّ جلاله وتعالى في علاه.
توجَّهوا بنياتِكم وصدقِكم واجعلوا مما تواظبون عليه عند دخول كل بيت (آية الكرسي وثلاث من الإخلاص والمعوذتين)، وأصحاب الحرف والمِهن منا، كلما توجَّهوا إلى حِرفِهم ومِهنهِم وأماكنِهم ومكاتبِهم، فليقرؤوا ذلك، كما أنه سبق معنا في الجلسات الماضية المواظبة على ذلك بعد كل صلاة، فجميلٌ أن نتصل بالحق ورسوله ونصلي على حبيبه صلاة المحبين المشتاقين المعظمين العاشقين للمرافقة واللقاء.
شرحَ اللهُ صدورَكم، نوَّر اللهُ قلوبَكم، أخذ الله بأيديكم، يا رب السماء يا رب العرش، يا مَن تنتخب في كل زمن أنصاراً لك ولرسولك المؤتمَن، أكرِمنا والحاضرين والسامعين وأحبابِنا بانتخابك لنا فيهم، وارتضاءك لنا أن ندخل منهم وفيهم ومعهم، ونسألك أن تجعلنا في خيارهم، وأن تثبِّتنا على نُصرتِك ونصرةِ رسولك بأرواحِنا وعقولِنا وقلوبنا وأموالنا وجميعِ ما ملَكنا وجميع قُوانا.
وتحتاجون في خدمةِ هذه القيادة وإعادتِها تحرير البرامج لتنشئة الناشئة منّا على التعلُّق بهذا الجناب، وإصدار البرامج الكثيرة المرئية والمسموعة والمنتشرة في مختلفِ الأجهزة التي تربط القلوبَ بهذا الحبيب المحبوب وبما جاء، ففي ذاكم الدواء، وفي ذاكم النجاة مِن كل غوى، ومِن شرِّ كل غوي، وفي ذاكم رضا ربِّ الأرض والسماء فإنه يرعَى كلَّ مَن اتصل بحبيبه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله.
بل قال حتى عن الكفار، ما دام ذاتك الشريفة بينهم لا أُعجِّل العذابَ عليهم، مع قلَّة أدبِهم وتحدِّيهم (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ...)[الأنفال:31-33]، ما يعلمون مكانتَك عندي، أنت ما دامت ذاتك بينهم، ما أُعجِّل العذابَ عليهم (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ )[الأنفال:33]) وإذا كان جسدُه الكريم موجوداً بين قومٍ لا يعجِّل عليهم العذاب، فكيف إذا وجدت روحَه ومحبَّته في قلبك؟ املأ قلوبَنا بمحبته يا رب، واجعلنا عناصر إعادة حسنِ قيادته للأمة بحسنِ الأمة في معرفة عظمته وحسن الاستمساك بحبلِه، والخروج مِن خدائع مِن قادوهم إلى أنواع الضلال.
اللهم حوِّل الأحوال إلى أحسنِها واجعل لنا في خاتمةِ ربيعِ الأول تباشيرِ فرج للأمة وغياثٍ لهم وصلاح لحالهم، وخُذ بأيدي إخوانِنا المجاهدين في فلسطين خاصة وأيِّدهم وتولَّهم وارْعَهم وادفع الأسواءَ عنهم، واجمع قلوبَهم واجعل قصدَهم أنت، واجعل مرادَهم إعلاء كلمتك، اجعلهم على قدمِ حبيبك ﷺ باسمِك يجاهدون، وبسنَّة نبيِّك يهتدون، يريدون أن يعلُوا كلمتَك فتُعليهم في الدنيا والآخرة، أكرِمنا بذلك واجمع شملَ المسلمين، وألِّف ذات بينهم وادفعِ الآفاتِ عنا وعنهم ظاهراً وباطناً برحمتك يا أرحم الراحمين.
شكرَ الله أمر المناصب والأعيان وكبار السن والذين تحمَّلوا الجلسة الطويلة وجلسوا وسهروا في ليلة من الليالي "وكل عيون الورى باكية يوم القيامة إلا ثلاث؛ عينٌ سهرت في سبيل الله، وعين غضَّت عن محارم الله، وعينٌ بكَت مَن خشيةَ الله" والله يجعل عيونَنا مِن تلك العيون، جزاهم الله خيراً على جهدِهم وما قاموا، وعلى المنظمين للحفل والخدام، وأنا أغبطُهم، أنا أغبطُهم، والله لا يحرمنا ما يؤتيهم مِن حنانِ قلبِ حبيبه إذا عُرِضت عليه خدمتُهم في داره وآثاره وفيما تعلَّقَ بسنته ومنهجِه وأخباره. قبِلَ اللهُ منهم، وضاعفَ ثوابَهم، وأجزل أجورَهم وأخذ بأيديهم، وسرَّ قلوبَهم بحنانٍ كريم مِن روح الحبيب العظيم، ووفَّر حظَّنا وإياهم مِن كلِّ ذلك، سالكين أشرفَ المسالك يا حيُّ ياقيوم يا أرحم الراحمين.
بل ومما عرفنا من النصوص والدلالات مِن الكتاب والسنة أنه مثل هؤلاء ما هو أنا أغبطهم، الملائكة تغبطُهم، الملائكة تغبطُ العاملين في مثلِ هذه الأعمال، لو أُذن لهم ما يتركون لنا مجال ولا نحصل محل، ولكن ما هو مأذون للملائكة أن يخدموا هذه الخدمات بهذه الصورة الجسمانية في عالم الحس، ما هو مأذون لهم ولكن لمَن سبقت له السابقة مِن الله تبارك وتعالى، فالله يستخدمنا لنصرتِه ونصرة دينه وخدمة شريعتِه خيرَ استخدام ويلحقنا بالعباد الكرام ويرتضينا لذلك ويسلك بنا أشرف المسالك..
وعفواً على التطويل، وسهرٌ في سبيل الله إن شاء الله وجودٌ علينا وعليكم من الله يجودُ به وتقرأونه في حياتكم وواقع الأمة.
سبحان محوِّل الأحوال وما بين طرفة عينٍ وانتباهتها يحوِّلُ الله مِن حالٍ إلى حالِ -جل جلاله- يا محوِّل الأحوال حَوِّل حالَنا إلى أحسنِ حال، وعافِنا مِن أحوال أهلِ الضلال وفعلِ الجهال. وكانت مِن أدعية الإمام صالح بن عبد الله العطاس عليه رحمة الله تعالى ساكن عمد يذكِّر به تلميذه الإمام أحمد بن حسن وقال: حُفظ هذا من دعائه ويُلحُّ به في الليل كثير (اللهم يا محوِّل الأحوال حوِّل حالَنا والمسلمين إلى أحسنِ حال، وعافِنا مِن أحوالِ أهلِ الضلال وفعلِ الجهال).
وكلنا نقصد بابَ ربِّنا ونطرقُه ونتوجَّه إليه، وادعوا ربكم جل جلاله وأعرِضوا عليه حاجتكم: يا صاحب الحاجة يا صاحب المطلب، اطلب فتح لك باب الرب -جل جلاله- ليستجيب لمَن يطلب ومَن يستجيب أجبنا يا مجيب، وكلنا يا قريب سيدنا ومولانا؛ أصلح قلوبَنا وقوالبنا وظاهرَنا وباطننا؛ اللهم يا محوِّل الأحوال حوِّل حالنا والمسلمين إلى أحسنِ حال وعافِنا مِن أحوالِ أهل الضلال وفعلِ الجهال.
آمين يا الله، آمين يا الله، آمين ياالله.
اللهم رُدَّ كيدَ المعتدين الغاصبين مِن يهود ومَن في صفوفهم مِن شياطين الإنس والجن عنا وعن أهل فلسطين خاصة وعن الأمة عامَّة ظاهراً وباطناً وقولوا جميعاً؛ آمين.
سألتم القويَّ المتين، وسألتم مَن بيدِه الأمرُ، واعكفوا على ربكم (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [الأنفال:9]
أغِثنا يا مغيث بالغياثِ الحثيث ورُدّ عنا كيدَ كلِّ خبيث، وثبِّتنا على ما تحبه وترضاه منا يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.
30 ربيع الأول 1445