للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: كتاب الصلاة (5) مواقيت الصلاة( 3 )

 صباح الأربعاء 14 جمادى الآخرة 1445هـ

يتضمن الدرس نقاط مهمة، منها:

  •  أهمية صلاة العصر
  •  الأكل في آخر العشية وعدم النوم مع ثقل البطن
  •  أصح الأقوال في الصلاة الوسطى
  •  كراهة النوم بعد العصر وقبل صلاة العشاء
  •  النهي عن تأخير المغرب حتى تظهر النجوم
  •  فضل صلاة 6 ركعات بعد المغرب
  •  البدء بالطعام في وقت الصلاة
  •  ركعتين قبل المغرب

نص الدرس مكتوب:

"فرع: وكان ﷺ يحث على تعجيل الصلاة في يوم الغيم لا سيما العصر، وكانت القدور لا تعلق للطبخ إلا بعد العصر، فكانوا ينصرفون منها فيذبحون الجزور ويفرقون لحمه ويطبخونه ويأكلون منه قبل مغيب الشمس، وكانوا يصلون خلفه ﷺ العصر ثم يذهبون إلى العوالي والشمس مرتفعة، والعوالي على أربعة أميال من المدينة، وفي أحاديث كثيرة أنها الوسطى قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: وكنا نراها قبل ذلك أنها الفجر حتى قال لنا رسول الله ﷺ: "إنما هي العصر".

وكان عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- يقول سمعت رسول الله ﷺ يوم الخندق يقول: "شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم نارا".

وكان ﷺ يقول كثيرًا: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله" وفي رواية "حُبط عمله". 

وكانت عائشة -رضي الله عنها- تقرأ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: ۲۳۸] وصلاة العصر، ثم تقول: هكذا سمعتها من رسول الله ، وكان ﷺ يقول: "من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه"، والله أعلم. 

فرع: وكان ﷺ يقول: "لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم"، وأخر عمر -رضي الله عنه- مرة المغرب لأمر شغله عن التعجيل حتى أمسى وطلع نجمان فأعتق رقبتين، وكان ﷺ يقول: "أفضل الصلاة عند الله صلاة المغرب، ومن صلى بعدها ركعتين بنى الله له بيتاً في الجنة".

وكان ﷺ إذا رأى بأصحابه ضرورة كجوع مفرط يقول: "ابدءوا بالعَشاءِ ولا تعجلوا عنه، وفي رواية : إذا قُدِّمَ العَشاءُ فابدءوا به قبل صلاة المغرب ولا يعجل أحدكم حتى يقضي حاجته منه"، حتى كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يوضع له الطعام وتقام الصلاة فلا يأتيها حتى يفرغ وإنه ليسمع قراءة الإمام، وكان إذا لم تكن له حاجة إلى الطعام لم يكن أحد أسبق إلى الإحرام منه خلف الإمام . 

وكان ﷺ إذا رأى أصحابه غير ناظرين إلى الأكل لقرب عهدهم به أو غير ذلك يأمرهم بتقديم الصلاة، ويقول: "لا تؤخروا الصلاة لطعام ولا غيره"، وكان ﷺ يقول: "يا بلال اجعل بين أذانك وإقامتك نفساً يفرغ  الآكل من طعامه والشارب من شرابه في مهل ويقضي المتوضئ حاجته في مهل"، وكانت الصحابة -رضي الله عنهم- كثيراً ما يصلون قبل المغرب ركعتين قبل أن تقام صلاة المغرب حتى يظن الداخل أنها صلاة المغرب"". 

آللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَِلِماتِكَ،  كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله مُكرمنا بالشريعة العظيمة؛ وبيانها على لسان عبده المصطفى محمد الهادي إلى الطريق القويمة؛ صلى الله وسلم وبارك وكرَّمَ عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار في دربه إلى يوم لقائه؛ وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين وآلهم وصحبهم والتابعين؛ وعلى الملائكة المقربين؛ وجميع عباد الله الصالحين وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 

ويذكر لنا الشيخ بعض الأحاديث المتعلقة بشؤون هذه الصلوات والانتباه منها وإقامتها في أوقاتها؛ ويذكر في هذا الفرع ما يتعلق بصلاة العصر وأن صلاة العصر: هي الصلاة الوسطى هي كذلك في أصح الأقوال وأشهرها؛ وقد جاء بذلك أحاديث عنه ﷺ  قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ…)[البقرة: ۲۳۸]، 

 خصّها من بين الصلوات الخمس بالذكر لمكانتها؛ وقد ورد في قدرها ومكانها وثوابها عدد من الأحاديث الشريفة تُبين:

  • عظمة هذه الصلاة ووجوب التعظيم لها وإجلالها.
  • ومضاعفة إثم من يحلف بعدها كذبًا.
  • ومضاعفة إثم من يتهاون بها حتى تفوته.
  • وكذلك ما يتعرض لحَبْط عمله من ترك صلاة العصر.  

 

وقال: "يحث على تعجيل الصلاة في يوم الغيم" أي: حتى لا يفوت الوقت، فالمعنى: بعدَ غلبة الظن أن الوقت قد دخل أو يقين ذلك؛ ثم لا يُتأنّى فيُخشى أن يخرج الوقت، وذكر لا سيما صلاة العصر وخصوصًا أيام الصيف؛ فإنه يصير ظل شيء مثله سريعًا ويبقى بالعشية وقت مُتسع طويل هو الذي يتحدثوا عنه في هذه الأحاديث؛ هذا محمول على ما يكون منه في أيام الصيف ﷺ فإنه يتسع الوقت ما بين صلاة العصر إلى الغروب. 

يقول: "وكانت القدور لا تعلق للطبخ إلا بعد العصر،" يعني: يُهيئون طعام العشاء بعد أن يصلوا العصر؛ فإذا صلوا العصر ذهبوا فوضعوا القدور وأوقدوا عليها النار؛ قال: "فكانوا ينصرفون منها.." أي: من صلاة العصر مع رسول الله ﷺ "فيذبحون الجزور" وهو: الصغير من الجِمال، أحد الجِمال الجزور؛ "ويفرقون لحمه ويطبخونه ويأكلون منه قبل مغيب الشمس.." يكون هذا وقت عشائهم، وينتهون بعد ذلك؛ فلم يكونوا يملؤون بطونهم بالطعام قريب المنام؛ ولكن من آخر العشية يتعشون ويكتفون بذلك؛ ثم يتغدون في أول النهار. 

فيكون غدائهم في أول النهار وعشائهم في آخر النهار؛ ولا يشتغلون بالأكل في الليل ولا ينامون وبطونهم مُثقله بالطعام؛ وكان ذلك أصح للأجسام؛ حتى قالوا: في حديث "إذا حضر العَشاء والعِشاء فقدموا العَشاء" قالوا: أن المراد بالعِشاء: العِشاء الأولى وهي: المغرب؛ لأن الناس كانوا يتعشون في ذاك الوقت ما كانوا يتعشون فيما بعد إلا قليل؛ فأكثرهم يتعشون قبل المغرب؛ فقالوا: "إذا حضر العشاء والعِشاء" يعني: حضرت صلاة المغرب مع العَشاء" فابدأوا بالعَشاء".

 

يقول: " وكانوا يصلون خلفه ﷺ العصر ثم يذهبون إلى العوالي والشمس مرتفعة، والعوالي على أربعة أميال من المدينة،" المنورة؛ وهي: بادية المدينة وضواحي المدينة العوالي، ولأهل العوالي جاء الحديث في يوم العيد لما صادف يوم الجمعة فجاءوا من العوالي يصلون العيد مع النبي ﷺ فلم يلزمهم بالجلوس إلى الجمعة وسط المدينة؛ وقال:" من أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع وإنا مُجمِّعون" نحن بانقيم الجمعة هنا بالنسبة للمقيمين في المدينة؛ وأما أهل البوادي والقرى إذا جاءوا وصلوا العيد فقد كانوا يحرصون على صلاة العيد مع النبي ﷺ، وكما كان عليه أيضًا عمل كثير من المدن الإسلامية التي يتوفر فيها أهل العلم والصلاح فكان القرى من حواليهم يفِدون يوم العيد ويصلون معهم العيد، فإذا صادف العيد يوم الجمعة نبههم الخطيب: أن من أراد ينصرف إلى أهله ينصرف ومن أراد يجلس حتى يصلي الجمعة معهم فينتظر، وهذا  سبب هذا الحديث فإنهم يمشون في الليل من أجل أن يدركوا صلاة العيد مع النبي ﷺ،  

 وقال: "وفي أحاديث كثيرة أنها الوسطى" أي: صلاة العصر الصلاة الوسطى المتوسطة المُتضاعِف ثوابها، "قال علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه- : وكنا نراها قبل ذلك أنها الفجر" أي: نظن أن معنى الصلاة الوسطى: هي صلاة الفجر؛ وهو قول الإمام الشافعي، "حتى قال لنا رسول الله ﷺ: "إنما هي العصر".

فثبت بالأحاديث المتعددة أن الصلاة الوسطى صلاة العصر، فهو أصح الأقوال:

  • وإلا فقد قيل في كل واحدة من الصلوات الخمسة أنها الصلاة الوسطى؛ ولكن هذا أصح الأقوال مؤيد بعدد من الروايات عنه ﷺ؛  أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
  • كما قيل أن الصلاة الوسطى الفُضلى؛ أي: التي اجتمعت فيها الأركان والشروط والسنن والحضور والخشوع وأُديت على الكمال هذه الوسطى؛ أيَّ صلاةٍ كانت صُليت بهذه المثابة وهذه الحاله فهي: الوسطى؛ فحافظوا عليها أن تكون صلواتكم على حضور وخشوع وعلى عمل بالسنن بعد الأركان والواجبات ومع اجتناب المبطلات (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ..) [البقرة:238].
  • وقال بعضهم: في جماعة الصلوات الخمس أن لا تكون طويلة كثيرًا ولا قصيرة كثيرًا فهي الصلاة الوسطى، (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ..).

وعلِمت أن أصح الأقوال أن المراد بالصلاة الوسطى: صلاة العصر. 

"وكان عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- يقول سمعت رسول الله ﷺ يوم الخندق يقول: شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر.." يعني: المشركين "ملأ الله قبورهم نارًا" والعياذ بالله تبارك وتعالى. 

وكان ﷺ يقول كثيرًا: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله" وفي رواية "حُبط عمله"، وُتِر أهله وماله يعني: انقطعوا عنه فهُلكوا؛ هلك أهله وماله في لحظة فماذا يصيبه من الحزن والغم والهم؟! قال :أشد من هذا ما يُصيبه من الحزن على فوات صلاة العصر.

قال بعضهم: معناه فوات الجماعة فيها.

وقال الآخرون: فواتها بخروج وقتها؛ أو بصلاتها مع الاصفرار، ووصفها ﷺ صلاة المنافق أنه يُأخر  صلاة العصر حتى إذا كادت الشمس أن تغرب قام صلى أربع ركعات نقر فيها كما ينقر الديك ولا يذكر الله فيها إلا قليلا، وهذه صلاة المنافق -والعياذ بالله تبارك وتعالى- 

قال: جاء أيضًا  في رواية الإمام أحمد وابن أبي شيبة عنه ﷺ يقول أبو بُريده: "كنا في غزاة" يعني في غزوة  مع النبي ﷺ وسمعته يقول: "بَكِّروا بالصَّلاةِ في اليَومِ الغَيمِ؛ فإنَّه مَن فاتَه صَلاةُ العَصْرِ حَبِطَ عَمَلُه"، وفي رواية "من ترك صلاة العصر فقد حبِط عمله". 

وجاء عن أهل الخندق لما شُغِلوا عن الصلاة فنسوا الصلاة بشغلهم بأمر الخندق حتى غربت الشمس ثم تذكر من تذكر فأخبر النبي ﷺ قال: وأنا أيضًا لم أصلي فجمعهم وصلّى بهم وقال: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارًا".

 

  إذًا علِمنا الأقوال في الصلاة الوسطى: 

  • وما قيل: أنها الصبح وهو قول عند الشافعي وعند الإمام مالك عليه رحمة الله -تبارك وتعالى-، وما قيل أنها الظهر؛ وما قيل أنها العصر؛ وما قيل أنها المغرب؛ وما قيل أنها العشاء.

فقلنا: أصح الأقوال أنها صلاة العصر، 

  • وما قيل أنها الوسطى يعني: الفُضلى التي يقوم المصلي فيها بالإتقان والإحسان وأداءها على الوجه الأمثل. 
  • وقيل أن: الوسطى ما بين التطويل والاستعجال والتقصير. 
  • وفي صلاة العصر: صلاةٌ بين صلاتين من صلاة الليل، وصلاتين من صلاة النهار. قبلها صلاتين للنهار وهي: الصبح والظهر، وبعدها صلاتين للليل وهي: المغرب والعشاء؛ فهي الوسطى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ)، بين صلاتين في النهار وصلاتين في الليل.

 

وكذلك جاء عنه : "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله"، هلكوا عليه في لحظة.

وجاء في الحديث أيضا عند الإمام مسلم  يقول : "إن هذه الصلاة -يعني العصر- عُرضت على من كان قبلكم فضيعوها، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين، ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد"، يعني: النجم؛ يعني: تغرب الشمس وتظهر النجوم.

 

وكان ابن أبي جمرة وأبو بكر الأبهر من المالكية يقول: إن الوسطى صلاتين وهي صلاة الصبح وصلاة العصر.

وفي الحديث:  "فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا.." -يعني: العصر والقجر- "فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39]" وفيهما الصبح والعصر،  يلتقي ملائكة الليل وملائكة النهار. 

وكان بعض الصحابة يقول: أنها صلاة الظهر، مثل سيدنا زيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وعائشة، وتكون في وقت الحر أشق على الناس حضوره.

وقيل: أنها المغرب، وقيل: أنها العشاء كما سمعنا (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) 

 

ويقول: "من نام بعد العصر فاختُلِسَ عقله فلا يلومن إلا نفسه"، أي: أصيب بالجنون، فإن النوم بعد العصر لغير ضرورة مكروه، فلا ينبغي أن يقصد بنوم ما بين العصر وغروب الشمس ولا ينبغي أن ينام قبل أن يصلي العشاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من نام قبل العشاء الآخرة فلا أنام الله عينه" فيكره النوم قبل صلاة العشاء.

ولذا كان يقول بعض المربين الحاثين على الخير: لو كان لك من النوم شهر أو سنة، لا تنام بعد صلاة الصبح، ولا تنام بعد المغرب قبل العشاء، لا تنام في هذا الوقت ولو كان لك من النوم شهر أو سنة، لا تنام في هذا الوقت، انتظر حتى تطلع الشمس  أو حتى تصلي العشاء ثم تنام.

 

وسمع أيضا بعض الناس، أن النوم بعد صلاة العصر قد يورث الجنون، لمّا سمع الشيخ يتكلم بذلك، راح ثاني يوم ينام بعد العصر، نام .. نام..  وقام بعدين يقول في نفسه: ما شيء أصابنا جنون،  فراح يدق على الشيخ في الليل، قال له: نعم تفضَّل ما لك ما الخبر؟ قال له: سمعتك تقول أن النوم بعد العصر يورث الجنون، ونمت بعد العصر ولا أصابنا جنون ولا شيء، قال: بداية الجنون تجينا في هذه الساعة؛ في هذا الوقت بهذا الكلام الذي تقوله بداية في الجنون، بسم الله سبَّرنا -المعنى: بدأنا- في الجنون، قال هذا بدايته.

 يقول: "من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه"، النوم بعد العصر وقبل صلاة العشاء وبعد الصبح حتى تطلع الشمس مما يُحذر ويُترك.

 

 قال: "وكان ﷺ يقول: "لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم"، يعني يبالغون في تأخير صلاة المغرب حتى تظهر النجوم، كما يفعل بعض الفئات من المسلمين؛  وبعضهم حتى الفطر يؤخرونه إلى أن تطلع النجوم  وهذه مخالفة لسنته ﷺ، قال: "ولا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا صلاة المغرب" في عدد من الروايات جاء، ولا ينتظرون بصلاة المغرب النجوم، بل قد كان يصلي المغرب  في بعض الليالي ويخرجون وأحدهم يبصر موقع نابله، باقي أثر للضوء.

 

ويقول: "وأخر عمر -رضي الله عنه- مرة المغرب لأمر شغله عن التعجيل حتى أمسى وطلع نجمان فأعتق رقبتين"، كفارة عن التأخيرهذا.

وكان ﷺ يقول: "أفضل الصلاة عند الله صلاة المغرب، ومن صلى بعدها ركعتين بنى الله له بيتاً في الجنة"، وجاء أيضا: "من صلى بعد المغرب ستة ركعات، لا يتكلم بينهن، عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها" اثني عشر سنة عبادة في صلاة ست ركعات بعد المغرب لا يتكلم بينهن. 

وكان ﷺ إذا رأى بأصحابه ضرورة كجوع مفرط يقول: "ابدءوا بالعشاء ولا تعجلوا عنه"، فإذا قُدِّم العشاء، فابدأوا به قبل صلاة المغرب "ولا يعجل أحدكم حتى يقضي حاجته منه".

 

"حتى كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يوضع له الطعام وتقام الصلاة.." - يعني وهو متوق للطعام وجائع- "فلا يأتيها حتى يفرغ وإنه ليسمع قراءة الإمام، وكان إذا لم تكن له حاجة إلى الطعام لم يكن أحد أسبق إلى الإحرام منه خلف الإمام"، كان حريصا على ذلك وكان ولكن إذا صادف الجوع بحضور الطعام  يبدأ بالطعام؛ ليدخل الصلاة وهو فارغ القلب.

 

 وكان ﷺ إذا رأى أصحابه غير ناظرين إلى الأكل لقرب عهدهم به أو غير ذلك يأمرهم بتقديم الصلاة، ويقول: "لا تؤخروا الصلاة لطعام ولا غيره"، والمعنى: أن أمره بتقديم العشاء في وقت حضوره، ووقت توقان النفس إليه.

 

 وكان ﷺ يقول: "يا بلال اجعل بين أذانك وإقامتك نفساً يفرغ  الأكل من طعامه والشارب من شرابه في مهل ويقضي المتوضئ حاجته في مهل".

"وكانت الصحابة رضي الله عنهم كثيراً ما يصلون قبل المغرب ركعتين"، إذا أذَّن المغرب ابتدروا السواري، حتى يظن الداخل أنهم صلوا المغرب، أو أنها صلاة المغرب لما يراهم مصفوفين يصلون سنة المغرب.

 قال: "قبل أن تقام صلاة المغرب حتى يظن الداخل أنها صلاة المغرب"، أي: من من اجتماعهم على القيام بالصلاة هذه السنة قبل المغرب، وفي الحديث "صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء"

 

رزقنا الله الاتباع لحبيبه المصطفى، وتولانا به في الظاهر وفي الخفاء؛ ورزقنا به كمال الصحة والعافية والشفاء؛ ورعانا ببركته وبعين عنايته ، حيثما كنا وأينما كنا حسًا ومعنى؛ ووقانا كل سوء أحاط به علمه والأمة أجمعين؛ وجعلنا في الهداة المهتدين. 

 

 

بسرّ الفاتحة 

إلى حضرة النبي محمد اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه

الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

15 جمادى الآخر 1445

تاريخ النشر الميلادي

27 ديسمبر 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام