(536)
(228)
(574)
(311)
من كتاب رسالة المعاونة للإمام عبد الله بن علوي الحداد، يلقيها الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ لكبار طلاب حلقات المساجد بمدينة تريم، لعام 1444هـ. ( الدرس الأول: فضل الصلاة أول الوقت ، وآداب الصلاة)، القراءة من قول المؤلف رضي الله عنه:
(وعليك) بالمبادرة بالصلاة أول الوقت بحيث لا يؤذن المؤذن لكل مكتوبة إلا وقد توضأت وحضرت في المسجد، فإن لم تفعل ذلك فلا أقل من أن تأخذ في الاستعداد للصلاة من حين تسمع الأذان. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "فضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا" وقال عليه الصلاة والسلام: "أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله".
(وعليك) بالمحافظة على السنن الراتبة التي أرشدك الشرع إلى فعلها قبل المكتوبات وبعدها، واحذر أن تتساهل بترك شيء منها وما فاتك منها بعذر فبادر بقضائه.
(وعليك) بالخشوع في صلاتك، وحضور القلب، وتحسين القيام، وترتيل القراءة وتدبرها، وإتمام الركوع والسجود وسائر الأركان، والمحافظة على السنن والآداب التي ندبك الشرع إلى العمل بها في الصلاة ، والاحتراز عما يوجب نقصاً في الصلاة أو يفوت به وجود الكمال؛ فإنك إن فعلت ذلك خرجت صلاتك بيضاء مسفرة تقول: حفظك الله كما حفظتني، وإلا خرجت سوداء مظلمة تقول: ضيعك الله كما ضيعتني. وقد قال عليه الصلاة والسلام: " ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها".
وقال الحسن البصري رحمه الله: كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع.
والشيطان لعنه الله حريص على أن يشغل المؤمن عن صلاته، حتى إنه يفتح عليه عند قيامه إلى الصلاة أبواباً من الحوائج ويذكره أشياء من الأمور التي تهمه في دنياه لم تكن له قبل الصلاة على بال، وقصد اللعين بذلك أن يشغله في صلاته عن الإقبال على الله والحضور معه فيها، وإذا لم يحصل له ذلك فاته الإقبال على الله، وربما خرج من صلاته مأزوراً، ولذلك استحب العلماء رحمهم الله للمصلي أن يقرأ عند إرادة الدخول في الصلاة قل أعوذ برب الناس(1) تحصناً من الشيطان الرجيم.
(وينبغي) أن لا تداوم في صلاتك على قراءة سورة مخصوصة بعد الفاتحة، إلا إن ورد الشرع به، وذلك كقراءة (الم السجدة، وهل أتى على الإنسان) في صبح يوم الجمعة.
واحذر أن تداوم في صلاتك على قراءة السور القصيرة كالكافرون والإخلاص والمعوذتين.
وإن كنت إماماً، فالمصير إلى التخفيف المندوب إليه الإمام إلى حديث معاذ رضي الله عنه وهو أنه أمَّ قوماً فأطال عليهم جدّاً فشكاه رجل منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه الصلاة والسلام: "أفتان أنت يا معاذ اقرأ بسبح الأعلى، والشمس وضحاها، والليل إذا يغشى". ومن نظر في كتب الأثر عرف ما قلناه، وقد روي أن آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة المغرب قرأ فيها بالمرسلات عرفاً. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
03 جمادى الآخر 1444