تفسير سورة الإسراء، من قوله تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا.. )، الآية: 19

للاستماع إلى الدرس

تفسير فضيلة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة الإسراء: 

{وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}

مساء الإثنين: 23 محرم 1445هـ

نص الدرس مكتوب:

الحمد لله مُكرمنا بالتنزيل والوحي الشريف وبيانه على لسان عبده المصطفى محمد ﷺ وبارك وكرَّم عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن سار في منهجه القويم النظيف، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء، والمرسلين أهل الاصطفاء من قِبل الخبير اللطيف، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم والملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم، وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

وبعد،،  

فإننا في نعمة تأمُّلنا لكلام ربِنا جلّ جلاله وتعاليمه، وإرشاداته، وتوجيهاته وما أرسل إلينا به خير برياته في عظيم آياته مررنا على قوله جلّ جلاله وتعالى في علاه: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19))، جعلنا الله منهم ومن خواصهم في عافية.

 إرادة الآخرة لا لذاتها؛ ولكن من أجل الله الذي جعل فيها شريف لقائه، وعظيم نعيمه، وجمع أنبيائه، وأصفيائه، وإباحة النظر لوجهه الكريم، وعطاءه الأعظم فما تُحَبُّ الآخرة لذاتها؛ ولكن محبتها لما جعلها الله تعالى مَوطنا لعظيم قربه وذوقِ وإدراكِ والتّنعُّم بمعاني حبه، ومرافقة أنبيائه وأوليائه، وكشف الحُجب، ونيل الرضوان الأكبر، والنعمة بالنظر إلى وجه الله الكريم.

 فلا أراد الآخرة من أجلنا. ( وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا )؛ معنى سعيها؟ السعي الذي جعلناه مقبولا فيها، وصالحًا لها، فليس كل من ادّعى أنه يُريد عمارة الآخرة أو إصلاح شأنه فيها بأي عملٍ كان يُمليه عليه هواه أو نفسه أو غيه أو طُغيانه أو خروجه عن حُسن الفهم، والوعي المضبوط بِضوابط السَّند الشريف القوي المُحكم، والأسس التي يُفهم بها كلام الله، وكلام رسوله، ثم يَدّعي أنه يُريد عمارة الآخرة، وقد جاءنا عن الرسول ﷺ: " أن قوماً يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ عند صلاتهم وقراءته عند قراءتهم"؛ فما يغني عنهم ذلك شيء؛ لكن ( وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا )، سعيُ الآخرة ما كان على وجه العلم والإخلاص والسَّنَة والقدوة، واستشهدنا لمّا مررنا على الآية بقول الإمام عبد الرحمن بن محمد السقاف عليه رحمة الله: 

  • "كل علم بلا عمل باطل، 
  • وكل علم وعمل بلا نية هباء، 
  • وكل علم وعمل ونية بلا موافقة سنة مردود، -مردود على صاحبه حتى تُستقبل به القبلة يكون في تبعيه نبي المِله ﷺ-، 
  • وكل علم وعمل ونية وموافقة سنة بلا ورعٍ خُسران"؛ -يُخاف على صاحبه عند مُقاصتِهِ ذهابه-.

 إذًا ( وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا )؛ السعي الصالح لها، الذي جعله الله فيها نافعًا ومفيدًا ومقبولًا.

( وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ )، فقد يُشارك المؤمن في الأعمال الطيبة الصالحة من لا يؤمن بالآخرة؛ فلا يستفيدون شيء، الذين كفروا بربّ الآخرة جلّ جلاله كيف يُقال أن لهم حق الثواب والنعيم في الآخرة؟ والذين عملوا لغير ربّ الآخرة جلّ جلاله، والذين خالفوا منهج ربَّ الآخرة جلّ جلاله وتعالى في عُلاه، ثم وافقوا العاملين للآخرة في شيء من صور الأعمال؛ فما تفيدهم تلك شيء ولكن العمل والسعي المقرون بالإيمان، الموافق المناسب القائم على أمر الشرع. 

( وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم)؛ نتيجة ما اكتسبوه في الحياة الدنيا، و أفنوا فيه أعمارهم، وأفكارهم، وقدراتهم، وقواهم مشكور، (مَّشْكُورًا) من قِبل من؟ هنا عَظُم شأنهم، هنا اعتلى مكانهم، أن الذي تولى شكر ذلك لهم؛ بارئهم الخالق القدير الذي بيده ملكوت كل شيء ولذا قال: "أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ"؛ هكذا يشكر جلّ جلاله عبده، وهو المشكور سبحانه الشكور. قال سبحانه وتعالى: ( وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ) [البقرة:158]. وقال في هؤلاء الأنبياء وأتباع الأنبياء ممن استقام على منهجهم ُمخلصًا مُوقنًا، مؤمن إيمانًا يملأ قلبه ويُخلص فيه لربه: ( فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا).

ثم ذكر الحق أن أصحاب المساعي المختلفة على ظهر الأرض ممن يُريد الدنيا، وهم المحبوسون في قِصرها، وفي نكدها، وفي غُصص عيشها، وتنغُّص عيشها؛ هؤلاء جميع الكفار، ومن لا يؤمن بالآخرة، ومن ادّعى الإيمان بالآخرة، وخالف منهج رب الدنيا والآخرة الذي بعث الله به الأنبياء، هؤلاء كلهم لهم مساعي في هذه الحياة الدنيا، وجميع ما يُحصِّلون من صناعات، ومن حِرف، ومن أسلحة، ومن تخطيط ومن تكتيك، ومن ترتيباتٍ يقومون بها، ومن مُكايداتٍ تحصل أيضا بينهم،  وما يخدع به بعضهم بعض، وما يتطاول به بعضهم على بعض، وما يُؤذون به المؤمنين والصالحين، وما إلى ذلك هؤلاء. 

والصنف الثاني الشريف الموفق المبارك من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وسعى السعي المشكور عند الله تبارك وتعالى؛ الكل من هؤلاء وهؤلاء في جميع قواهم وقدراتهم وما أُوتوه، إنما يأخذون من خزائن الله تبارك وتعالى، ومن خلقه وإيجاده وعطائه: (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ ). كُلاً من الفريقين من أراد الدنيا ومن أراد الآخرة ( نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ) الذين يريدون الدنيا، وهؤلاء الذين يريدون الآخرة، قال لهم أيضا في حصرهم الذي هم فيه: من أين أتوا بعقولهم؟ من أين أتوا بأسماعهم وأبصارهم؟ من أين أتوا بتجاربهم؟ من أين أتوا بالمادة التي يصنعون بها أجهزتهم؟ كلهم من عندي -يقول الله-، فما أشد جحودهم! وما أجدرهم بأن يُعذبوا! إنهم يأخذون من ملكه، ومن فضله، ومن عطائه فيعصونه به، ويجحدون ويخالفون ويؤذون أنبياءهُ ويؤذون أولياءه وهو كله منه! الهواء هواؤه والأرض أرضه، والسماء سماؤه، والمادة مادته؛ يستعملونها في مضادة شريعته ودينه، وفي إيذاء المؤمنين والأولياء، ما أجحدهم!  ما أكفرهم! ما أحقهم بالعقوبة! ما أحقهم بالعذاب! هل جاءوا بشيء من عندِ أنفسهم؟ ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) [الحج:73]، لم يأتوا بشيءٍ من عندهم! والمادة من أين جاءوا بها؟ ولا الغاز، ولا البترول، ولا الذهب، ولا الفضة، ولا اليورانيوم، ولا أنواع ما يستخدمونه في إحداث الأسلحة الفَتَّاكة؟ هل من مخازنهم جاءوا بها؟ وإلا من عند آبائهم  ولا من عند من؟ من أين جاءوا بها؟ ملكه وحقه، ومع ذلك أخذوه في مخالفته ومعصيته، وإيذاء أنبيائه ومُضادة شرعه، ما أقبح فعلهم!  ما أقبح حالهم!.

( كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ )،  فكان من الجزاء المُعجّل أن هؤلاء المُوَفَّقين من الأخْيار بما أمدهم سبحانه من عقول وسمع وبصر وإيجاد بعد عدم في هذه الحياة الدنيا، وما أمدهم به من رزق ونعيم وصرفوه في طاعته وانتدبوا للإخلاص لوجهه ونصرة رسوله؛

  • يُعجل لهم أن يوسِّع لهم مجال التوفيق والإمداد بالطاعات، طاعة بعد طاعة، وقُربة بعد قُربة، ودرجة فوق درجة؛ يعطيهم ذلك. 
  • كما يُعجِّل من الجزاء المُعجَّل لهؤلاء الجاحدين الذين يُمهل من يُمهل منهم، والذين يُستدرج من يُستدرج منهم في هذه الحياة مع ذلك أيضا يُعجل لهم؛ أنهم يزدادون إثمًا، ويزدادون معصيةً، فيعطون معصية بعد معصية ويزدادون دركة بعد دركة، ومصيبة تحت مصيبة، وأشد من مصيبة. 

وهكذا: ( كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20))؛ ليس بممنوعٍ ولا بمقصورٍ؛ بل لا يبرأ أحدٌ من أهل أرضهِ وأهل سماواته من عطاياه الواسعة، ولكن: 

  • من العطايا ما يجمع خير الدارين والحياتين، 
  • من العطايا ما يرفع القدر عند المعطي، 
  • من العطايا ما يُنال به محبة المعطي وقربه ومعرفته ورضوانه، 

ومن العطايا -والعياذ بالله تعالى- ما يقطع عن الحق وما يحجب عن إدراك الحقيقة؛ فهذا العطاء يناسب الذي جَحَد، واستعمل قواه الموهوبة من الله والإمكانيات الموهوبة له من الله في معصية الله، ومخالفته، ومُضادة منهاجه؛ فهم أجدر بأن يُعجل لهم، أن يُخذلوا خُذلانً بعد خذلان من هنا قالوا: "إن الحسنة بعد الحسنة؛ ثواب الحسنة المُعجّلة"، -ثواب عُجلَ؛ إذا أحسنت حسنة فيوفقك الله لحسنة ثانية أحسن من تعجيل الثواب لك-، "وإن السيئة بعد السيئة عقوبة مُعجَّلة على السيئة"، عملت سيئة ويوقعك في واحدة ثانية وبعدها أشد منها؛ عقوبة لك على هذا، فالله يعاملنا بإفضاله وبإحسانه ولا يخذلنا إلى معصيته.  

( كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20))، انظر عَجائب الخَلقِ والإبداع في الترتيب والتركيب والتكوين: ( كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ..(21))؟ واختلفوا في أشكالهم وصُورهم وقدراتهم وإمكانياتهم وتَمَكُنِهم، وطول أعمارهم وقِصَرِها، ونَيّلِهم شَيئاً من المآرب وعدمهُ وقلَّتهُ وكَثرتهُ ( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )، صِحةً ومَرضاً، فساداً وصَلاحاً، سَعادةً وشَقاوةً، فَقراً وغنى، رفعاً وخفضا .

( كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ..(21))، وإذا بالعصاة والفُساق والفُجار درجات كَبيرة: 

  • مِنهُم مَجموع عليه غموم وهموم الدنيا وأمراضها وأسقامها ومشاكلها ومتاعبها وعذاب الآخرة، 
  • ومنهم من يحصل منها صورة مُلك، وسطهُ غُصص كثيرة، صورة مال؛ ولا ينال به المتعة الطيبة حتى في الحياة الدنيا، يلجأ إلى المخدرات وإلى المُسكرات، وإلى هذا، وهو في أمواله الكثيرة ممنوع عليه كذا، وممنوع عليه كذا، ويضره كذا، 
  • أو بالعكس يُخذل إلى المحبة والتولع بما يُضره، يَضر صحته، ويَضر استقرار نفسه، ويتولع به، 

وهم على اختلافهم، فيهم أمير ومأمور، وفقير، وغني، وفيهم رئيس، وفيهم يَطلَع في الانتخابات، وفيهم يفشل في الانتخابات وفيهم يتمنى الوصول إلى الرتبة وما يصل إليها، وفيهم من يرجع إليها مرة ثانية، وثالث مرة وفيهم؛ أصناف.

( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ..(21)) والمؤمنون، والأصفياء، والصالحين كذلك أَعالِيهم الأنبياء ثم الصديقون ثم أكابر أرباب المعرفة والعلم والتقوى؛ هم على درجات. ومنهم من يسخر له العيش الهني مع ما هو مهيأ له، وإن كانوا يشتركون كلهم في طمأنينة القُلوب على نِسَب مُختلفة؛ لكن الطمأنينة تَشمل المؤمنين (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القلوب) [الرعد:28]، على درجات من ذلك.

وكذلك في قوله: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) [طه:112]، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل:97]، وهذه الحياة الطيبة يختلفون فيها:

  •  وبعضهم تجتمع لهم بها أنواع من الصحة وأنواع من تيسير الرزق ومع الطمأنينة ومع عدم الالتفات إلى صحة الجسد ولا إلى وجود المال والرزق، وعدم الافتتان به وعدم الانقطاع به وصرفه، 
  • وبعضهم يُبتلى بفقر وبعضهم يمر بذا وذا، 
  • وبعضهم أحيان كذا واحيان كذا 
  • وبعضهم أول عمره كذا وآخر عمره كذا؛ 

درجات، ( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )، وحتى أكابرهم المُفضلين، هم درجات؛ قال سبحانه وتعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) [البقرة:253].

( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ )، قال: اعتبر بهذا أيها العاقل .. أيها المؤمن .. أيها الواعي للخِطاب، ترى هذا الذي عَمِلناه أمامك في الحياة الدُنيا؛ وراءك آخرة أكبر درجات، وأكبر تفضيلا؛ فانتبه! كل هذا الأمر العَجيب المُحَير للعقل يسير بالنسبة لما جعلنا من الدرجات في الجنة، والدركات في النار؛ هناك التفاوت الكبير البعيد حتى أن أهل دَرجاتٍ رَفيعة في الجنة يتراؤون أهل عِلِّيِّينَ فوقهم كما يتراءى النجم الغابر في السماء، ولما مَثَّل ﷺ أو ذَكَر، نَظر بَعض أهلَ الجنَّةِ لِبَعض رَفيعي الدرجات، قال هكذا -رفع رأسه لأعلى درجة يقدر عليها-، حتى سَقطت عِمامَتُه، قال: "إن بعض أهلَ الجنَّةِ يَنظُرونَ إلى أحد من رفيعي الدرجات"، يقولوا كذلك -يرفعون رأسهم إلى الأعلى-؛ يعني من طول ارتفاع درجة ذلك - يقصد صاحب الدرجات الرفيعة-، ينظرون بهذه الصورة، إلى درجات رفيعة. 

والنار كذلك، فيها دركات كل واحدة أسفل: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ) [النساء:145] -اللهم أجرنا من النار-، قال رأيتم الدنيا وأنواع ما فيها من النعيم المُعجّل، وأنواع المراتب المختلفة، وأنواع المظاهر لهؤلاء ولهؤلاء؟ و في الآخرة أعظم من ذلك وأجل وأكبر، فيا من عقلَ استعد لذاك الدائم فإنه يبقيه بإبقائه -سبحانه وتعالى-، وكل هذه التراتيب في الدنيا، مُنقضية لذا ولذا ولذاك، تنقضي، حتى قال سيدنا سليمان النبي وهو ملك، وأوتي في عالم الملك مُلكًا لم يؤته أحد بعده، ومن انتهى في تقدمه وتطوره إلى أن يتحكم في الريح ويأمرها أن تحمل هذا دون هذا وتأخذ ذا، وتترك ذا، وتوصل هذا إلى مكان كذا  وهؤلاء إلى مكان كذا، هل الحضارات وصلوا لهذا؟ ( وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) [ص:35]؛ إذًا فالملِك واحد؛ هو الله -جل جلاله-. 

سيدنا سليمان عليه السلام في مُلكة؛ نقلت له الريح صوت مُزارع لمّا مرّ ومعه جند من الجن والإنس والطير وفي الهواء يطير، إلتفتُّ وتعجبتُ في هذا الملك، وقال: سبحان الله لقد أوتي بن داود مُلكًا عظيمًا، لمّا نقلتْ الريح صوت الرجل إلى أذن سيدنا سليمان، أمَرها أن تقف، وجاء إلى عنده ماذا قلت لما رأيتني مقبلة؟ ومعي هؤلاء الجند وأنا أطير؟ قال: يا نبي الله ما قلت شيء  قلت: "سبحان الله" لقد أوتي ابن داود مُلكًا عظيمًا، قال: اسمع قولك "سبحان الله"؛ هذا خير من مُلك بن داود ومثله معه، كيف؟! قال: هذا الملك الحسي الذي أنا فيه سينقضي؛ لكن تسبيحتك ستبقى ويبقى ثوابها وملك سيدنا سليمان انتهى - المُلك الحسي-  لكن تسبيحة الرجُل ستبقى. من غير شك سيدنا سليمان له تسبيحاته وله أعماله وهو في مُلكه قصد وجه الله تعالى؛ ولكن لِيُبين لأمته والمؤمنين من بعده خطر الاستعداد للدار الآخرة، وأن هناك أكبر درجات وأكبر تفضيلا؛ فليقصدوا الغالي .. الباقي، ويعدوا لأنفسهم العُدة للدرجات هناك.

فنعم الدرجات إنها باقية بإبقاء الله، إنها دائمة بإدامة الله لها -سبحانه وتعالى-، وليس في شيءٍ من درجات الدنيا دوام ولا بقاء؛ إذًا فحقنا أن نتشوف للدرجات في الآخرة كيف نكسبها؟ وكيف نغنم أعلاها؟ وكان يُعلمنا ﷺ يقول في دعائه: "أَسْأَلُكَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ"، كان يقول: "إذا سَألْتُمُ اللَّهَ فاسْألُوهُ الفِرْدَوْسَ"، وقال لنا: إن رجلاً يُطلعه الله على مستوى إيمان آخر في مثل إيمانه، وأعماله الصالحة متقاربة معه، ولكن يراه في درجة عالية، فقال: يا ربي رفعت هذا، وإيمانه كإيماني  وعمله كعملي، يقول الله انظر: إن في صحيفته سألني الدرجات العالية، ولم تسألنيها، قال: لا توجد في صحيفتك، هو سألني وأنت ما سألتني! فعلمنا ﷺ: أن نتعشق الدرجات العلى في الآخرة و الأعلون منا مع التفاتهم إلى الدرجات العلى في الآخرة لا يلتفتون إليها لذاتها؛ ولكن للمنزلة عند رفيع الدرجات للعرش الله أكبر.

يقول: ( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21))، اللهم قربنا من نبيك محمد، وأكرمنا بمرافقته، والدنو من حضرته وما وهبت محبوبيك من مجالسته في الجنة فهبنا أوفَى ذلك، وأوفر ذلك، وما وهبت محبوبيك من النظر إلى طلعته الغرا فهبنا أوفر ذلك، وأجل ذلك حتى نكون أحظى بالنظر إلى وجهك الكريم.

( وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا  (21))، ثم يخاطب الله العاقل المُكلف ممن آمن به: 

  • ( لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ..(22))، فانظر إلى نبينا سيد اهل حقيقة التوحيد ﷺ واقتد به. 
  • ( لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ..(22)) فإن ذلك أقبح الظلم، وأعظم الاجتراء لم يُشاركه في خلق ذرة من السماوات والأرض غيره، فكيف تجعل معه (إِلَٰهًا آخَرَ)؟ لم يُشاركه في خلقك وتكوينك وإيجادك غيره، فكيف تجعل معه (إِلَٰهًا آخَرَ)؟ 

( لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ..(22)) فإنك إن فعلت ذلك (فَتَقْعُدَ)؛ أي: تصير ( مَذْمُومًا مَّخْذُولًا )، تصير مذموم لأنك نزعت الأمر من أهله، وأردت تسليمه لغير أهله، ادّعيت للآخر ما ليس له، وتجرأت على الواحد الحي القيوم فنسبت له الشريك،  وهو المُنزّه عن ذلك-جل جلاله-، إذاً فأنت مذموم محل الذم محل اللوم محل العتاب، مخذولاً غير منصورٍ فلا نُصرة لمن كفر بالله، ولا لمن أشرك بالله -جل جلاله- بل قال الله :( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ) [غافر:51]؛ فالنصر لمن آمن فكما من أشرك بالله؛ مذمومٌ مخذول، فمن آمن بالله وصدّق به واتبع رسله؛ فهو المحمود المنصور، يُحمد ويُنصر يُشكر سعيه، ويُنصر في الدنيا والآخرة، من اتبع المرسلين، وآمن برب العالمين مُوحدًا.

قال:( لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا (22) وَقَضَىٰ رَبُّكَ ..(23)) أمرَ أمرًا جازمًا، وحَكمَ حُكمًا قاطعًا، قَضَىٰ لا مُجرد أمر، ولكن أمر جازم وحَكم حُكم قاطع فصارقَضَاء ( قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) هي أعظم من أمر، وأعظم من وصى وأعظم من مُجرد حُكم قَضَىٰ أمر جازم قوي، قَضَىٰ حَكم حُكم بالغ، بأي شيء قضى؟ ( أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ..(23)) فهذا رأس النجاة، وأصل الإيمان، وركيزة الصلة بالرحمن -جلّ جلاله-، ( أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) لا تجعلوا معه إلهًا آخر.

ثم من أجل رعاية حقوق الخلق ابتدأ بالوالدين (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ..(23))، وإذا كان هذا الاعتناء بحق الوالدين الذين هما سبب في وجود الجسد، وحياة الجسد فما بالك بحق الأنبياء الذين هم سبب نجاة الروح؟، وحياة الروح؟ ( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) [الأنفال:24]، بل أخذوا من هذا أن حقوق المعلمين والمشايخ المربين تُقدم على هذا، فكيف بالأنبياء والمرسلين؟ فكيف بسيدهم محمد؟ إذًا فعبادة الله تقتضي الشفقة بالخلق والإحسان إليهم، وأعلى من يُمكن أن تُحسن إليهم من كانوا السبب في وجودك، وإبرازك في عالم هذا الوجود.

(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ..(23))، حَكم أن تُعامل الوالدين بالإحسان، ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )؛ فهما السبب في وجودك الحسي من قِبَل المُسبب الخالق لك ولهما وللسبب -سبحانه وتعالى-. (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )؛ وبذلك ترتيب المعاملة في هذا على ظهر الأرض بما يستقر عليه الناس ومعرفة الحقوق، ما عرض علينا الآن إبليس ووصل ببني آدم -أي مَوصل- في مثل زماننا هذا، الذي أُريد فيه انتزاع حقوق الوالدين، وحقوق العلماء، وحقوق أهل الإحسان، وحقوق حتى أولياء الأمور في الظاهر ليتجمع المعرفة، والخضوع لحقوق شُلةٍ من الفُساق على ظهر الأرض لهم صُنع القرار؛ يُحترم قرارهم ونظامهم، ثم لا مكانة لنظام ولا حق لكبير سنٍ ولا لوالدين، ولا لشيٍء من مثل ذلك؛

  • وصاروا يقولون الآن للأبناء الذين لازالوا دون سن البلوغ وفي أوائل التمييز وفي حماية آبائهم: ما عليكم من آبائكم ولا امهاتكم، هل تحب تتحول إلى بنت يا ابن؟ هل تحبين يا بنت تتحولين إلى ابن؟ اترك أباك وأمك ونحن نحميك منهم -الله الله الله-، 
  • وصل أذنابهم إلى بعض بلداننا في يمننا، ويقولون للطالبات في المدرسة :أكبر من يُعوِّقكم من حرية الحياة، والسعادة فيها أباءكم وامهاتكم، شفتوا الفلسفة! مُضادة لـ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )، يعني إن تريد أن تُعادي أحد في الحياة، عادي والديك أولًا -أعوذ بالله من غضب الله-، ما هذه الفلسفة؟ مسكين مُرسل مُستأجر، قدر ينطق بهذا وظاهره الإسلام، ثم بعد ذلك وحدة من البنات في المدرسة تقول: كيف أبوي و إلا أمي؟! أروح إلى عند من؟ قالوا: تفضلي أي شيء هذا تليفوننا ونحن نحميك من أبوكم.

ما الأمر الحاصل في الدنيا؟! ما هذا الواقع في الحياة؟ إلى أين تسير البشرية؟ ما هذا؟! ما هذه الأفكار؟ ما هذا الهدم لاستقرار بنية الإنسان الإجتماعية والتكوينية الأسرية؟

( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) يقول بعضهم لابن عمر: "هذه أمي حَمَلتُها من اليمن، وأنا أتولى شَأنها وتَنظيفها  وتَغذيتها، وإطعامها، وسِقايتها، وأنا أطوف بها مَحمولة على ظَهري ، أتراني أديت حقها يا ابن عمر؟" قال: "ما فعلته هذا ما يساوي زَفرَة من زَفْراتها بِك وَقت الولادة" ،هذه فلسفة الأنبياء والإيمان والشرع، فإيش جاءوا لنا هؤلاء من الأفكار الآن؟ ولا عاد حُرمة لِوالدين ولا حُرمة لِمَشايخ ولا حُرمة…، وحتى باقي المَرجعيات التي قد هي كانت قِبَلِية، وإلا مرجعيات سُلطَوية في الدُنيا عملوا فيها خَربطة، وقالوا: اعملوا ثَورات وعددوا الرِئاسات؛ حتى لا يبقى مَرجِعية إلا لِثُلة خَبيثة على ظَهر الأرض يريدون الحُكُم، الحُكم حُكمهم والأمرُ أمرُهُم، و وَحدُها أنظِمَتُهم تُحتَرم، على الرغم الأنوف، وبقية الأشياء لا حُرمة لِدين .. لا حُرمة لإنسانية .. لا حُرمة لشَرف .. لا حرمة لكرامة .

وهكذا وقعوا في هذه التَخَبُطات الغَريبة العَجيبة في انحِطاط البشرية إلى هذا المستوى، ما بلغ إبليس في الأمم السابقة، حاول في قوم لوط وحدُهم وأظهر مَظهر سَمَّاهم الله مُجرمين وسَمَّاهم الله مُفسدين، وقال لهم نبيهم لوط: (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ ) [الأعراف:80]، فجاء الآن إبليس وَصَل إلى عند بني آدم وقال لهم :إيه!!! هذا الآن قراركم وهذا الآن نظامكم، وحاولوا في من بَقي من المسلمين وغيرهم أن تُمَشُّوا القضية ولا عاد دين .. ولا عاد حرمة .. ولا عاد إنسانية .. ولا عاد فطرة .. ولا عاد مروءة .. إلى من نَحْتَكِم؟ إلى هوى ثلة خبيثة على ظهر الأرض تقول: ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ) [النازعات:24]، وتقول: ( مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي ) [القصص:38]، وتقول: ( أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ) [البقرة:258]، وتقول: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ) [فصلت:15]، فكيف يُنسى الإلٰه و وَحْيه وتَنزيله؟! وإنسانيتنا وكرامتنا وقيمنا بهؤلاء،  ولكنَ الله خاذلهم وهو ناصرٌ رَسوله وقَضاؤه نافذ. 

( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) وضَربَ لنا المَثل بعد ذلك بما إذا كَبُرَ الأب أو الأم عند أحد من الأولاد كيف يتعاملون معهم . ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا ..(23))؛ 

  • كان مُجاهد يَقول: "إذا احتاجوا في كِبَرهم لأن تُخرج الوسخ من تَحتِهم في قَضاء حاجتهم فلا تتأفف ولا تَضجر من ذلك فقد عَمِلوا بِكَ ذلك"، 
  • وكانت تَقوم الأم من فَوق طَعامِها إلى قاذوراتك وأوساخك، كأنها تَشُم المِسك محبةً لك، وتَرجع  تُكمل غدائها أو عشائها، بعد أن تُنَظفك وكان لهم ما كان معك.
  • ثُم في فَوارق، قال بَعضُهم إيضًا لبعض الأصحاب له، قال: إني عَمِلتُ ما كان يَعملون بي وأنا صغير أُنَظفهُم الآن، قال: فهل كافأتُهم؟. قال له: كانوا يُنَظفِونَك وهم مُنشَرحون بما فيك وبما عِندك ويتمنون أن يَفدونك بِحَياتِهم ويُحبون بقاءك، وأنت تفعل هذا معهم مضطراً، مَحبتك لِبقائهم لَيست كَمحبتهم لِبَقائك؛ مُتَكَلفاً وقد كانوا يفعلونها غير متكلفين بفرح ونشاط فما تُكافؤهم؟ الله.

وهكذا، حتى يتلو لنا  الحق تعالى معاني في هذه الصِلات الأُسَرية الأَصيلة الأَساسية في الأبناء بالآباء والأُمهات ،ويقوم عليه حياة البَشرية كما يَنبغي.

نَسأل الله أن يَملأنا بِنور القُرآن، والوحي الذي أَنزل على سيد الأكوان، وبَلاغه عن الله وبَيانه خَير بيان عن هذا الرحمن وما أوحاه إليه، اللهم ارزقنا كمال المعرفة واليقين وحُسن المُتابعه لِحَبيبك الأمين  وانفعنا بما جمعتنا وما اسمعتنا وما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه برحمتك يا أرحم الراحمين.

بسر الفاتحة

 إلى حضرة النبي محمد اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه

 الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

28 مُحرَّم 1445

تاريخ النشر الميلادي

14 أغسطس 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام