(43)
(572)
(217)
(536)
الدرس الثالث للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في كتاب: تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب للشيخ محمد أمين الكردي الإربيلي ، في المسجد الأبيض ، في طشقند - فجر الأربعاء 22 شوال 1445هـ
يؤكد فيه على أهمية معرفة صفات الله، وبيان أثرها في الارتقاء في درجات العبودية والقرب من الله تعالى، وأن الوصول إلى مقام الإحسان يكون بعد تحقيق الإسلام والإيمان، ثم يشرح معاني الصفات الإلهية: الوجود والقِدم والبقاء لله سبحانه وتعالى، وصفة المخالفة للحوادث وتنزيهه عن التشبيه ويذكر أدلة مهمة على ذلك، ويبيّن مسلك التفويض والتأويل لفهم صفات الله تعالى.
الحمد لله،، وجمعنا الله وإياكم على الخيرات وصدق الوجهات إليه وهو القائل (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) [البقرة:148]، بالفضل والإحسان من مولانا الرحمن، اجتمعنا وإياكم صبيحة هذا اليوم في هذا المسجد المبارك مع هذا الإمام العالم العامل الموفّق المبارك المنوّر فضلا من الله تبارك وتعالى، نتذاكر صفات ربنا -جل جلاله- ليزداد إيماننا، ويزداد يقيننا ويزداد صدقنا معه ونتحقق بحقائق العبودية له تبارك وتعالى
فإن المقصود من معرفة صفات الرحمن -جلَّ جلاله وتعالى في علاه- أن يزداد إيماننا بهذا الإله ويقيننا وتعظيمنا ورقيّنا في مراقي المراقبة له، وذلك أن الله جعل الوصول إلى رتبة الإحسان بسلّم الإسلام والإيمان، فالاسْتسلام لأحكام شرع الله تبارك وتعالى هو الإسلام، وكمال ذلك بأن يصل المسلم إلى درجة "المسلم من سلِم المسلمون من لسانه ويده"، ويرقى بعد ذلك في مراتب الإيمان، ويتحقق بحقائقه من الصفات التي ذكرها الله في القرآن للمؤمنين كقوله -جل جلال-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال:2-4]، وإلى غير ذلك مما وصف الله به المؤمنين في القرآن.
وما وصف المؤمنون به رسول الله ﷺ في السُنّة الغراء بما جاء في صحيح الإمام البخاري وغيره من أئمة الحديث:
بهذا التحقق بالإسلام والإيمان، بهذه الدرجات الرفيعة يتم الوصول إلى رتبة الإحسان، وهي أن تعبد الله كأنك تراه -جل جلاله-، كأنك تراه؛ تعاينه وتشاهده.. هذا تعبير نبينا 'كأنك تراه'؛
وهذه بسلَّم الإسلام والإيمان يُرتقى إلى رتبة الإحسان، ومن أقوى ما يوصَل به إلى هذه الرتبة استحضار صفات الرحمن -جلَّ جلاله- واستشعار اطلاعه علينا وعلى ضمائرنا وعلى ما في نفوسنا، وأنه أعلم بنا منا -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-
تحدَّثنا البارحة عن صفة الوجود الصفة الذاتية، صفة النفس الواجبة لله -جل جلاله-، وعلمْنا أن العقل يوجب لكل عاقل، أن يوقن أن لهذا الكون مكوِّن وهو الله، وأنه المتصف بكل كمال والمنزَّه عن كل نقص -جل جلاله-، وأنه لولاه لما وُجد شيء، ولا وُجد شيء من الكائنات إلا بإيْجاده سبحانه وتعالى، إلا بخلقه سبحانه وتعالى، فالوجود مستعار لجميع الموجودات ومجاز، والوجود الحق للحق سبحانه وتعالى فهو الموجود بذاته، الوجود الذاتي الأزلي الأبدي، وما أعظم هذا الوجود الذي يدل عليه كل موجود.
وبعد ذلك يتكلم الشيخ محمد أمين الكردي عليه رحمة الله تعالى عن الصفة الثانية قال: وأما القِدم، وعَنوا بالقِدم الأولية المطلقة، وهو أنه لم يسبقه شيء، وأن وجوده سبحانه وتعالى بذاته لا افتتاح له ولا ابتداء لهذه الأولية، قال سبحانه وتعالى: (هُوَ الأوَّلُ..) [الحديد:3]
وأما القِدم الواجب له تعالى فمعناه عدم افتتاح الوجود، أي أنه ليس لوجود ذاته تعالى ولا لوجود صفاته الذاتية افتتاح، 'أي ابتداء'، وضده الحدوث؛ أي افتتاح الوجود.
والحدوث سِمة لازمة لكل مخلوق، لكل ما سوى الله -جل جلاله-؛
جميع الكائنات كانت عدما محضا فأوجَدها سبحانه وتعالى، فلوُجودها افتتاح ومع كون لوجودها افتتاح، فالعَوالم أيضا جعل الله لها فناء ومعاني من الفناء، وأبقى سبحانه وتعالى العرش والكرسي والجنة والنار والقلم واللوح المحفوظ والروح من ابن آدم، ومن الأجزاء أيضاً الحسية الجسمية في ابن آدم يُبقي عجب الذنب.. معنى عجب الذنب؛ عظم صغير في آخر العصعص في العمود الفقري، هذا سبحان الله،، لا تهدمه معدة ولا تطحنه طاحونة ولا يفنيه شيء.. يبقى من كل إنسان، أما:
فهؤلاء حتى بقية أجسادهم يحكم الله لها بالبقاء، ليس عجب الذنب وحده، جميع الهيكل الجسدي يبقى ويحكم الله له بالبقاء، فلا يبلى، وإن مرت عليه مئات السنين، وان مرت عليه آلاف السنين وهذا أيضا من آيات الله العظيمة، كيف ميزت الأرض أجساد هؤلاء من أجساد غيرهم؟! وليس هذا لغير هؤلاء، ولغير أهل هذه المسالك من الأنبياء وأتباعهم من الشهداء، وخواص العلماء يمرّ على أحدهم القرن والقرنان ثم يُحفر القبر فيوجد كأنما وُضع الآن.. وهذه من أعظم العلامات على أحقيَّة الرسالة وأحقية الدين، وأن هذا هو الحق الذي بُعث به النبي الأمين.
فهؤلاء لا يُحصر البقاء في عَجب ذنبهم بل شعره وبشره كله يبقى، ويستمر ذلك البقاء إلى وقت النفخ الثاني في الصور، فيدخل الروح إلى ذلك الجسد بعينه ويقوم ذلك الجسد بعينه، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء منع الأرض، كيف تفرِّق الأرض بين جسد وجسد؟! وهكذا.. حتى أنه قد يحصل في قتال الكفار المُعتدين على دين الله من يموت من الكفار والمسلمين، يُقتل في وقت واحد وفي مكان واحد وبعد يومين ثلاثة تجد أجساد الكفار انتفخت ونتنت روائحهم.. وهذا قُتل في نفس الوقت وفي نفس المكان رائحته طيبة وكأنما قُتل السّاعة!! وهكذا..
ما هذه العلائم العجيبة؟! يحكم الله بالبقاء لأجساد.. فهذه الثمانية الأشياء التي ذكرناها: العرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار والروح وعجب الذنب وأجساد هؤلاء؛ ذواتٌ حادثة لكن حَكَم المُحدِث لها بالإبقاء، فهي باقية لا بذاتها ولكن بِإبقائه لها سبحانه وتعالى.
فالجنة باقية لا تفنى ولا تزول أبدا ولكنها ليست بذاتها باقية، لو أراد أن يُفنيها لأفناها لكنه سبحانه حكم أن تبقَ، فهي باقية بإبقاء الله -جل جلاله- ولذا قالوا: تطلُّع المؤمن إلى ما في الجنة من أنواع النعيم نوع من الإيمان، ولكن أعظم منه وأجل أن يتطلع إلى رضوان الحق.
ورضوان الحق صفة من صفاته سبحانه وتعالى؛ رضوان الحق صفة باقية ببقائه هو، باقية ببقائه، لكن بقية الجنة باقية بابقَائه، باقية بابقَائه، وفرق بين الباقية ببقائه والباقية بابْقائه..
ولهذا لما ذَكر الله الجنة وما فيها من أنواع النعيم قال: ورضوان من الله أكبر (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ) [التوبة:72]، ولذا تعلَّقت قلوب العارفين برضوان الحق -جلَّ جلاله- فالرضا باقٍ لهم ببقاءِ الله نفسه باقية لهم، أما الجنة وما فيها فبَاقية لا بذاتها ولكن بإبقَائه سبحانه وتعالى لها.
فهذا القِدم قال:
"2 - وأما القِدم الواجب له تعالى فمعناه عدم افتتاح الوجود أي أنه ليس لوجود ذاته تعالى ولا لوجود صفاته الذاتية افتتاح، وضده الحدوث أي افتتاح الوجود.
والدليل على وجوب القِدم له تعالى ولصفاته واستحالة الحدوث عقلاً أنه لو لم يكن قديماً لكان حادثاً، فلا بد له من محدث، وهكذا فيدور الأمر أو يتسلسل، وذلك باطل.
أو يقال: إذا ثبت حدوث العالم وأنه لا بد له من محْدث، فلا يكون المحدث مستحيلاً بداهة، ولا جائزاً لأنه لا يملك الوجود لنفسه فلا يفيضه على غيره، فتَعين أن يكون واجب الوجود وهو معنى القدم ولو لم تكن صفاته تعالى قديمة لكانت حادثة وحدوثها باطل لما يلزم عليه من حدوث ذاته تعالى لأن كل ما لا تتحقق ذاته بدون الحادث فهو حادث، وقد سبق قِدَمه تعالى.
ودليل ذلك نقلاً قوله تعالى: (هو الأَوَّلُ والآخِرُ) [الحديد:2]،
وقوله تعالى: (ذلِكُمُ اللَّهُ رَبَّكُمْ لا إلهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ..) [الأنعام:102].
3- وأما البقاء فمعناه عدم اختتام الوجود أي أنه ليس لوجود ذاته، ولا لوجود صفاته اختتام وانتهاء وضده الفناء أي اختتام الوجود".
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا -وقد خلقنا من العدم- ما يبقى من رضوانه الأكبر، وما يبقى لنا من ثواب العمل الصالح والصفات المحمودة التي يحبّها فيُبقي خيرها لأربابها أبداً سرمدا إنه أكرم الأكرمين..
وبعد صفة القِدم، ذكَر صفة البقاء، وهي مرتبطة، ما كان موجوداً بذاته فلا فناء له، وما كان موجوداً بإيجاد غيره فيقبلُ أن يفنى ويمكن أن يفنى، ولا يبقى إلا ما أبقاه ذلك المُوجد -جل جلاله وتعالى في علاه-.
وأما البقاء؛ فمعناه عدم اختتام الوجود، أي أنه ليس لوجود ذاته ولوجود صفاته اختتام ولا انتهاء، وضده الفناء؛ أي الفناء ضد القِدم، الفناء أي اختتام الوجود، والدليل على وجوب البقاء له وصفاته واستحالة ضده عقلا أنه لو قبِل الفناء لكان حادثا، لأن القديم واجب الوجود لا يقبل الفناء أصلا، ولو قبلت صفاته الفناء لكانت حادثة أيضا، فيلزم حدوث ذاته أيضا، لأن ملازم الحادث حادث، وقد ثبت أنه قديم عقلاً ونقلاً.. قوله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) [الحديد:3]، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص:88]، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن:26-27]، -جل جلاله-.
فهذه صفة القِدم وصفة البقاء من أعظم الصفات التي يجب أن يعتقدها المؤمن، وهي من أقوى أسباب كشْف الحُجُب بينه وبين الرب؛
صفة المخالَفة للحوادث، الحوادث: جميع الكائنات وجميع ما يخطر على البال كله حوادث، والحق لا يشبه حادثا ولا يشبهه حادث -جل جلاله- (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11].
وكذلك يكون الإله، وإلا فما معنى للألوهية إذا أشبه الخالق خلقه؟؟ فكيف معنى خَالقيّته وكيف تكون ألوهيته؟ فَتنزيهه تعالى عن كل ما يخطر بالبال ويُتخَّيل بالخيال أساسٌ في الإيمان.
وأما المخالفة للحوادث فمَعناها أنه تعالى ليس مماثلاً لشيء من الحوادث في الحدوث ولوازمه في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فليس جسماً ولا بِعَرَض وليس قائماً بجسم أو محاذياً له، وليس فوقه شيء ولا تحته ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره -من حيث التحيُّز والجهات- ولا يوصف بحركة ولا سكون، وليس بذي أجزاء فليس له يد -بمعنى الجسماني- ولا عين ولا أذن ولا غير ذلك مما هو من سمات الحدوث، وما ورد من ذلك ونحوه في الكتاب أو السنة، فمصروفٌ عن ظاهره
إلى معناه الصحيح الذي لأهل السنة فيه مسلكان:
وهكذا ونحن نجد أن الناس في لُغاتهم وخصوصا أيضا لغة العرب يستعملون الاستعارة لليد ونحوها لأمور معنوية، ليس فيها أصابع ولا لحم ولا عظم ولا شيء من الخلق،
فإذا كان هذا حتى في حق الخلق، الأيادي المعنوية ما يتصوَّر فيها جسم، فكيف إذا قال: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ..) [الفتح:10]؟! ما يتأتى فيه معنى جسمي أصلاً.. ذلك مستحيل..
وهكذا كل ما جاء من آيات الصفات وأحاديث الصفات.. وقال: وقد يكون الأمير مقطوع اليد الحسية هذا ولكن يقول البلدة تحت يد الأمير؛ لأنه نافذ السلطة، فلا عبرة بهذه اليد أصلا، لا عبر بهذه اليد من قريب ولا من بعيد..
إذًا فالحق مخالفٌ لجميع الحوادث، وليس كمثله شيء..
ولا يطرأ عليه سهو أو غفلة أو جهل _هذه عوارض الحادثات_ كعلمنا، وليست قدرته محتاجة إلى آلة أو معاونة، وليست إرادته لغرض من الأغراض وليست حياته بروح كحياتنا وليس سمعه وبصره وكلامه بجارحة أو مقابلة للمبصَرَات، وليس كلامه بصوت ولا حرف عارض للصوت ولا يطرأ عليه السكوت(1) ، وليست أفعاله تعالى بجارحة ولا بمُمازِجة لشيء من الأشياء. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. وضده المستحيل، مماثلته لشيء من الحوادث في شيء مما ذكر
وقال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) لو ماثل حادثا لكان حادثا، لو ماثل شيء من الحوادث بذاته بصفاته وأفعاله لكان حادثا مثله وهذا باطل.. قال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11] -جل جلاله وتعالى في علاه-.
نسأل الله أن يَملأنا بالإيمان، باليَقين والإخلاص وبشُهوده، ويرزقنا مراقبته في الغيب والشهادة حتى نعبده كأننا نراه وإن لم نكن نراه فإنه يرانا -جل جلاله-.
اللهم املأ قلوب جميع الحاضرين ومن في ديارهم بأنوار الإيمان واليقين، واجعلنا في أهل اليقين والتمكين، واجعلنا في أهل الحضور معك وأدِم لنا الحضور بين يديك، ونقِّنا عن شوائبنا ومعائبنا برحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين.
وزد اللهم إمام هذا المسجد أنوارا ومعرفة وقربا وإخلاصا واجرِ على يده المنافع والخيرات والعلم والعمل ونشر الخير، وبارك في جميع المصلين والمترددين لهذا المسجد وجميع من بناه وسعى له بالخير، واجعلهم من الذين تقبل منهم وتُقبل بوجهك عليهم، وأصلح لهم وللأمة الشؤون كلها وأصلح اللهم بلد أوزباكستان ومن فيها، وأعد عليها عوائد من مضى من المقربين والعارفين، وصحابي النبي الكريم سيدنا قثم بن العباس وماتفرّع لذلك من الأئمة الأكابر كسيدنا الإمام البخاري، وسيدنا الإمام الترمذي والحكيم الترمذي، وسيدنا القفال الشاشي، وسيدنا الإمام الدارمي وغيرهم من الأئمة والعارِفين والصالحين.. أعد اللهم عوائدهم على البلدة وأهلها وعلى الأمة كلها بعائدة خير تجمع به شمل أهل لا إله إلا الله على حقيقة الإيمان واليقين وتزيدنا إيمانا في كل نفس وفي كل حين يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين والحمد لله رب العالمين.
أتمم علينا نعمتك وتوَّلنا مع من تولَّيت، احيي هذه القلوب حياة تزداد وتستمر وتقوى أبدا سرمدا يا حي يا قيوم، احي القلوب تحيا واصلح لنا الأعمال في الدين والدنيا يا حي يا قيوم.. احيي القلوب تحيا واصلح لنا الأعمال في الدين والدنيا يا حي يا قيوم، احي القلوب تحيا واصلح لنا الأعمال في الدين والدنيا، نسألك يا حي ياقيوم يا واحد يا أحد بأكْرم خلقك حياة سيدنا محمد أن تسرِ لنا من أسرار الحياة بك في قلوبنا وفي ارواحنا وفي اسرارنا حتى تمتلئ جوارحنا واجسادنا بأنوار طاعتك، وتمتلئ قلوبنا بأنوار معرفتك، وتمتلئ أرواحنا بأنوار محبتك، وتمتلئ أسرارنا بأنوار شهودك، ومشاهدتك بمرآة حبيبك محمد ﷺ، واجعلنا ممن يَعبدك كأنه يراك، ورقنا بذلك مراقي المعرفة الخاصة والمحبة الخالصة، رقنا بذلك مراقي المعرفة الخاصة والمحبة الخالصة.. رقنا بذلك مراقي المعرفة الخاصة والمحبة الخالصة..
أيادي الفقراء امتدت إليك وأنت الغني، أيادي الضعفاء امتدت إليك وأنت القوي، أيادي العاجزين امتدت إليك وأنت القادر، فيا مُقتدر ليس كمثلك شيء، صلِّ على سيد كل شيء، عبدك المصطفى محمد خير كل حي، وتولنا بولاية منه -أكرم الخلق- حياة قبل أن تخلق الوجود، وكان أكرم الخلق حياة في عالم الأرواح، وكان أكرم الخلق حياة في عالم الدنيا، وهو أكرم الخلق حياة في عالم الأرواح، وكان أكرم الخلق حياة في عالم الدنيا، وهو أكرم الخلق حياة في عالم البرزخ، وهو أعظم الخلق حياة في يوم القيامة، وهو أجلّ الخلق حياة في دار الكرامة والجنة.
اللهم فبسرِّ ما أحييت هذا العبد المُقرّب وجعلته سبب حياة كل حي، احي قلوبنا بأنوار معرفته، الله احي قلوبنا بأنوار هادينا ومرشدنا نهج الطريق القويمة دعانا إلى حق بحق مُنزّل عليه من الرحمن أفضل دعوةِ أجبنا قبلنا مذعنين لأمره سمعنا أطعنا عن هدى وبصيرة فيارب ثبتنا على الحق والهدى ويارب اقبضنا على خير ملة..
اللهم اقض لنا ولهم حوائجنا ومطالبنا الدينية والدنيوية والبرزخية والأخروية وحقق لنا آمالنا، وبلغ لنا كل أمنية واجعل حوائجنا في الدارين على خير الوجوه مقضية وارْبطنا بنبيك محمد خير البرية، وزدهم ارتباطا بك وبرسولك وبأهل بيته وبصحابته وبالصّالحين من عبادك أهل ودادك يا حي يا قيوم، ولا تخِّلف أحدا منهم عن ذلك الركب المبارك الكريم حتى تحشرنا في زمرة الحبيب العظيم وتظلّنا بلواء الحمد الذي حمله، وبظل عرشك يوم لاظل إلا ظلك، وتوردنا على حوضه المورود مع أوائل أهل الورود يا بر يا ودود، وتوْردنا على حوضه المورود مع اوائل أهل الورود يا بر يا ودود.
واسقنا بكفه، ومن يأمر الناس أن يسقي على الحوض -سيدنا علي بن ابي طالب- واسقنا بأيديهم من ذلك الشراب الذي من شرِب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا.. واجعلنا بذلك وبالقرب منك ومنهم من اسعد السعداء هاهنا وغدا برحمتك يا أرحم الراحمين، وارحم والدينا ومشايخنا وذوي الحقوق علينا، وأعلِ درجات المنتقل الى رحمتك الشيخ محمد صادق بن الشيخ محمد يوسف واجمعنا بهم في دار الكرامة ومستقر الرحمة وفي الفردوس الأعلى من غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب يامجيب الدعوات يا قاضي الحاجات.
بسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد ﷺ
الفاتحة
24 شوّال 1445