(228)
(536)
(574)
(311)
يرقُب المؤمن عظمة إلٰهه في كل شأنه؛ في ظاهره وباطنه، في أقواله وأفعاله، ومقاصده ونياته؛ فيقومُ بالتقوى ويَستمسِك بعُروتها الوثقى، فيكون الفائز بأسرار الخلافة عن الله في هذه الأرض، والفائز بالنجاةِ بل وبالسرورِ في يوم العرض.
جاءنا خاتم الرّسالة بخير دلالة على الحق والهدى؛ تُنقِذنا من مهاوي الأهواء وغلبة الشهوات واتباع شياطين الإنس والجن، إلى رُقيٍّ تَكمُل فيه المتابعة للمصطفى محمد ﷺ، في القصد والنية والقول والعمل والحركة والسكون، فيصيرُ الهوى تَبَعًا لما جاء به الهادي إلى سبيل السواء.
علينا التسليم بالانتظام في شرع الحكيم العليم، تنتهي بالمؤمن حالاتهُ إلى شرف هذا التسليم بالتمام، عند تخلّيه عن الظلام والأوهام؛ ظلام الالتفات إلى غير الله، ووهْم الشرف فيما سوى العبودية لله، كان يُعبِّر عنها سيدنا المصطفى ﷺ بقوله: "إنما أنا عبد آكلُ كما يأكلُ العبد، و أجْلِس كما يجلس العبد".
كيف تبيت؟ كيف تُصبح؟
ما يُنازِل قلبَك عند الاستيقاظ من النوم؟ ما ينازِل شعورك في خلال اليوم؟ وما يتبعه من الليلة؟ مِن تذكُّر، من تبصُّر، مِن اقتداء، مِن اهتداء، ومِن إدراك المهمة التي خُلقت لأجلها في تحقيق العبودية للحق ﷻ؟ وامتدادُ نور سلطان الألوهية لتخشاه في الغيب والشهادة، (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).
ما تكسبهُ الأيدي وما يتصرَّف به المُكلّف على ظهر الأرض:
- وما يجري من العرض في القبور إما الجنة غدواً وعشياً، أو أعلى من ذلك أرواحٌ تطير في جنان الله ﷻ، وإما عرضٌ للنار غدواً وعشياً.
- ألا تدري أنه لو صَدرت منك نظرة إلى مسلم بعين احتقار فأحاطَت بك مُتّ على غير هدى ومعك من الشر ما يكفيك! "بِحسْبِ امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ".
- نزِّهوا قلوبكم وأعضاءَكم ودياركم وأجهِزتكم عما لا يُرضي علام الغيوب، عما لا يُرضي مَن نواصيكُم بيده، وعما لا يُرضي مَن مرجعكم إليه.
- في كل يوم نودع صغيراً وكبيراً وذكراً وأنثى من بيننا يتقدمون إلى ما نحن به لاحقون، فالغنيمة الغنيمة لليالي والأيام لِكُلِّ ذي وَعي وفهم؛ ليستقيم على منهاج الله، ويَقوم بشرعه في نفسه وأسرته وأهله وأولاده.
ألا فاسألوا بقلوبكم وألسنتكم وبمعاملاتكم الفرج من الله واللطف لكم ولأمة هذا الحبيب ﷺ.
اللهم املأ قلوبنا بالإيمان واليقين، واجعلنا في الهُداة المُهتدين، ورقِّنا أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، أكرمنا بالعبودية المحضة الخالصة، وارزقنا اللهم غنيمة الأيام والليالي وغنيمة العمر القصير؛ ليكون زاداً لنا إلى السفر الطويل، ووسيلةً إلى نيل رضوانك وواسع امتنانك، وسُكنى جنانك مع محبوبيك.
خطبة بعنوان: حسن استماع النداء واغتنام الأيام بالتزود للقاء الملك العلام*
في الجامع الكبير بمدينة الشحر، ساحل حضرموت، 15 ربيع الثاني 1446هـ
لقراءة الخطبة كاملة:
لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):
__
▫️ Facebook.com/HabibOmarCom
24 ربيع الثاني 1446