(575)
(536)
(235)
- (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) هذه مظاهرُ خَلف السُّوء؛ إضاعة الصلوات، الانقطاع عن العبادات لربِّ الأرض والسماوات، ومِن رأس العبادات الصلاة؛ لأن فيها السجود والخضوع للحق تعالى والمثول بين يديه.
- (خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) خضعوا وانقادوا لشهواتهم فعطَّلوا مُهِمّة العقل، ولم يُعظِّموا شأن الدين؛ فصاروا مُتّبِعين لما تشتهيه أنفسهم وتهواه!
- مظهر الخَلَف الصالح الذين يخلْفون الأنبياء على ظهر الأرض:
اهتمامهم بالصلوات، وولعهم بفرضها ونفلها، ويجاهدون أنفسهم فيتركون الشهوات التي تبعث عليها النفس الأمَّارة والأهواء، بمجاهدةٍ كريمةٍ تتحول بها مشتهياتهم إلى مواصلة الطاعات والعبادات التي تكون في البداية شاقةً على النفس، كما قال تعالى في الصلاة: (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةً) أي: ثقيلة (إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).
أعطانا الحق تعالى وصفًا عن الجنة وطِيب عيشها، فقال: (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا) فكان مِن عجيبِ النعيم أنَّهم لا يسمعون اللغو، لا يسمعون الباطل، لا يسمعون الإثم، لا يسمعون ما لا يعنيهم، لا يسمعون الشر، لا يسمعون كذب.
* من عظيم نِعَم الله على المؤمن أن يعيش في الدنيا بعيدًا عن اللغو، وأن يكون أكثر ما يخرج مِن لسانه: ذِكر وشُكر وخير؛ ولذا كان ضبط اللسان مِن أقوى علامات الإيمان وصلاح الإنسان؛ أن يضبط لسانه وألفاظه، يعيش في الدنيا بعيدًا عن سماع اللغو، الذي تَنشره وسائل كثيرة منها ما سُمّي في وقتنا بوسائل التواصل الاجتماعي، وأجهزة تنشر اللغو، فمن الشرف لك والرفعة والنعيم أن لا تسمع شيئًا مِن هذا، فتُشبه أهل الجنة؛ (لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا).
(لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا) الذي في الجنة كله سلام، سلام بمعنى:
* (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) فشأن الجنة عظيم، جداً عظيم! كان إذا وصفها نبينا الكريم وما فيها يقف ويقول: "وفيها ما لا عينٌ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، فما تراها تستحق أن نبذل من أجلها؟ أن نترك شهوات من أجلها؟ أن نقتحم الاجتهاد مِن أجلها، كيف ما تَستَحِق؟! هذا الذي يُساوي بَذل روحك وأَلف روح مع روحك، لِتَصِل إلى هذا النَّعيم المُقيم، الكَبير الجَليل الشَّريف، اللهم اجعلنا من أهل جنتك.
(فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ) اعبد هذا الرب الإله:
(وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ) استقِم عليها وداوِم وواظِب وواصلها مُواصَلة.
* انظر كيف خطابه لسيدنا محمد لأجل أن نسمع ونرغب ونتولّع ونعشق: (فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ) ونحن نسمع الرحمن يقول لحبيبه هكذا فكيف لا نرغب في العبادة! وكيف لا نُعانق العبادة! ونحب العبادة ونُلازم العبادة، ولا أشرف لنا في الدنيا من العبادة!
اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، كل حاضرٍ معنا وكل سامع لنا ومُشاهدٍ لمجمعنا، أعِن كل فرد منَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كما أراد نبيك، كما طلب نبيك، على ما سأل نبيك، شَرِّفنا بحسن العبادة في الغيب والشهادة، وارفعنا بها إلى أعلى مراتب السيادة، وألحِقنا بعبادك الصالحين وحزبك المفلحين والأنبياء القادة، ولا تُفَرِّق بيننا وبينهم يا من له الفضل سجية وعادة.
لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #تفسير #سورة_مريم #تفسير_القرآن #جلسة_الإثنين #معاني_ودلالات #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
07 جمادى الأول 1446