فوائد من محاضرة: عظمة الحق الإله وعبده ومصطفاه وأحوال الخلائق في الحياة ويوم الجمع الأكبر والمجازاة

العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)؛ فكُلُّ المسالك التي سلكوها، والأفكار التي تبنَّوها، والانتماءات التي انتموا إليها، إلى المبادئ وإلى الاتجاهات؛ باطل وضلال، كل ظالم تَبَع أي ديانة، تَبَع أي فكر، تَبَع أي سياسة.. يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً! كل ما عندهم ظلمة، كل ما عندهم ليس بشيء! الشيء عند سيدنا محمد ﷺ.

يَا فوز من له قلب أدرك عظمة الإله ومكانة محمد عند مولاه، فعاش ومات والله ورسوله "أحَبَّ إلَيْهِ ممّا سِواهُما"، وصار "يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلّا لِلَّهِ"، لا يُباع قلبه لا لفكر ولا لطائفة ولا لجماعة ولا لأفراد، إلا بميزانِ إرادةِ وجه الإله الحي الكريم الخالق الجوَاد؛
فصار القلبُ مُصاناً مُحصَّنًا مُعَظَّمًا عزيزًا غاليًا، لا يتسلَّل إليه ولا يدخل فيه من هبَّ ودب، ولا مَن سَقَط من عين الرَّب؛
وصار للخَلْقِ من خيرِ الخلقِ؛ لأنه يتمنى الهداية للصغير والكبير، ويتمنى إنقاذهم من النار ومن العار.

(فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَى) فِعلُ المبعودين عن الله في كل زمان، هذا شغلهم! (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) ونهايتهم واحدة: (فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى) كلهم مشوا في هذه الخطة، ووقعت هذه النهاية لمن قبله ولمن بعده وكذلك مَن في زماننا (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ).

ويأتون إلى ذاك اليوم، يوم الجمع (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ) يتذكَّر ما سعى: على أي ميزانٍ خير سعيه وشرّه؟ صلاحه وفساده، نوره وظُلمته، على ميزان دول؟ على ميزان سلاطين؟ على ميزان أُمراء؟ على الميزان الرباني الذي أنزله على الأنبياء! كُلٌّ يتذكر ما سعى على هذا الميزان فقط! ما قدر فكرك وسعيك في هذا الميزان؟

كُلّ مُدَدِهِم في الحياة الدنيا، بكل ما كانوا فيه، بكل مُلك: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)، بعد إيماني بالله وقراءتي لهذه الآية: ما قيمة هذا المُلك؟ ما مقدار هذا المُلك؟! وأربابه كلهم في ذاك اليوم الذي نجتمع فيه: كأنهم لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها.

اللهم انشر الهداية في الأمة، وأحبابنا الذين تمنّوا الإيمان لقراباتهم أكرِم قراباتهم بالتقريب إلى الإيمان واليقين، واهدهم إلى سواء السبيل، وخلِّصهم من كل تضليل وتجهيل، وأَمِتهم على "لا إله إلا الله" مُتحقِّقين بحقائقها.
يا مجيب الدعوات: عجِّل بالغياث العاجل، واللطف الشامل والفرج للمسلمين، وأرِنا رايات الحبيب الأمين في جميع أقطار الأرض منشورة، ومعالم الإسلام والإيمان بأهلها معمورة، معنىً وصورةً.
___
اقرأ: محاضرة مكتوبة بعنوان: عظمة الحق الإله وعبده ومصطفاه وأحوال الخلائق في الحياة ويوم الجمع الأكبر والمجازاة
ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 20 شوال 1446هـ
لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
07 ذو القِعدة 1446