فوائد من: تفسير سورة الشورى - 15 - من ضلال القلوب إلى سعادة القرب

25- اقرأ: الدرس الخامس والعشرون من دروس التفسير في رمضان:

ما الذي يحدث بين الظالمين عندما يلتقون في الآخرة بعد أن كانوا أولياء في الدنيا؟ ولماذا يكرر القرآن مشاهد القيامة والجنة والنار؟

تفسير سورة الشورى -15- من قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)} إلى الآية 45

للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، 26 رمضان 1446هـ

للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً

https://omr.to/q-alshura15

 للمشاهدة:

https://www.youtube.com/live/ZR6b96zFdek

 

فوائد مكتوبة من الدرس:

 

 حول الهداية والضلال:

(وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ): 

  • - لا يقدر أن يُخَلِّصه من هذا الإضلال أحد ولا أنْ يهديه.
  • - ولا أن يتولّاه؛ فيُخرجه من خذلانه وشقائه.

(فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ): المُصِرِّين على الضلال في أحوال نقص ومهانة وسقوط، تخلّى عنهم الخلّاق الجبار، ولم يُمدّهم بالهداية؛ فما لهم من ولي، ما لهم من مُنقذ، ما لهم من ناصر.

  • - من سبقت منهم عليه سابقة الشقاوة: استمر على عناده، وأصر على معصيته وكُفره حتى يموت.
  • - ومن سبقت له سابقة السعادة: تاب وأناب ورجع إلى ربه وأسلم بعد كفره، واهتدى بعد ضلاله، وأطاع بعد معصيته بتوفيق الله.

حول أهمية التفكير في الآخرة:

تجِد كثير من المسلمين أفكارهم واعتباراتهم مُنصرفة انصراف أفكار واعتبارات الكُفار: في اعتبار الدنيا وما فيها، ومالها وحالها، وثروتها وسُلطتها، ينظرون إليها نظر الكفار إليها، أنها النهاية وأنها العظمة وأنها كل شيء! والحق يُحقِّر هذا كله أمام المستقبل الأعظم الأخطر، أمام أحوالنا في البرازخ وأحوالنا يوم القيامة؛ كيف تكون؟ في الجنة أو في النار!

قال ﷺ لسيدنا عمر: "أولئك قوم عُجِّلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟"

لهم الدنيا: مظهرها وزينتها الخادع الأجوَف، وإلا حقائق الخير في الدنيا ليست إلا مع النبي ومع أصحابه ومع الصالحين، هم الذين كسبوا في أيام الدنيا القُرب، وكسبوا الدرجات، وكسبوا المنازل الرفيعة في الجنة، وكسبوا أنوار المعارف واليقين.

وصف حال الظالمين عند عرضهم على النار:

(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ)، مُتذللين نادمين، فهذا ليس الخشوع المحمود الطيب، هم ما رضوا يخشعون لله في الدنيا، فالآن يخشعون مِن النار ومِن العذاب، خشوع ما ينفع أصحابه، خشوع مذموم ليس طيب.

حول الخسارة الحقيقية:

(إِنَّ الْخَاسِرِينَ) الخُسر الحقيقي، الواضح الأبدي، (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ): فلم يُزكّوها في الدنيا، فعاشت في الدنيا محجوبة عن الله مُبعدة، لم تذق حلاوة قُربه ولا لذّة طاعته، ثم تعرضت إلى العذاب في القبور ويوم البعث والنشور وإلى النار.

حول فرق المآل بين المؤمنين والظالمين:

(أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) هذه خطابات جبار السماء والأرض للكفار والفجار؛ مُقبِل عليهم في النار حق لا ريب فيه.

- ويخاطب آخرين يقول لهم: (سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)، ويقول: "أحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً".

حول الولاية الحقيقية:

(وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ اللهِ)؛ يَعِظنا ربّنا في العلاقات والاتّصالات، إذا ما هي لي ولا يُقصد بها وجهي؛ لا تَعوّلون عليها ولا تحسبونها شيء، بل لن تفيد أصحابها، يغرونكم مَن تحزَّبوا، من تجمَّعوا؛ هذا كلّه يرجع هباءً منثورًا، يعادي بعضهم البعض!

من لا له ولاية مِن قِبل الرب الخالق فلا ولي؛ (ذلك بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ).

حول السبيل الصحيح:

(وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ) ليسوا على طريق سواء قط، كُل من خالف شرع الله؛ هيئات، جماعات، أحزاب، أفراد، حكومات.. خالفوا شرع الله، ليسوا على سبيل؛ هم على ظلمة، هم على هباء، هم على جُرُف هار ينهار بهم والعياذ بالله، ما على السبيل إلا أنبياء الله ورسله ومن تبعهم بإحسان.

حول متابعة الرسول ﷺ:

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)، الّلهم صل وسلم على سيدنا محمد، وبالإيمان به وبما جاء به، والحرص على سُنّته والاجتماع على الوحي الذي أوحي إليه؛ هذا سبيل بيننا وبينه.

الله لا يقطعنا عن ركبه، وجميع أهالينا وولدنا وأهل مجمعنا ومن يسمعنا ومن يتابعنا، لا تُخَلّف أحد منا عن ركب رسولك ﷺ، احشرنا في زمرته، واملأ قلوبنا بمحبّته، واجعلنا في أحبّته.

 

In English:

The Prophet ﷺ said to our master ʿUmar: “Those people — the disbelievers — have been given their good things hastened for them in this worldly life. Are you not pleased that they have this world and we have the Hereafter?”

“They have the world” — its deceptive and hollow outward appearance and adornment. As for the true realities of goodness in this world, they are found only with the Prophet, his companions, and the righteous. They are the ones who, during their lifetimes, attained closeness (to Allah), earned ranks, achieved lofty stations in Paradise, and gained the lights of divine knowledge and certainty.

In Indonesian:

Nabi ﷺ pernah berkata kepada Sayyidina Umar: "Mereka itu kaum (orang-orang kafir) yang telah disegerakan untuk mereka kenikmatan-kenikmatan di kehidupan dunia ini. Tidakkah engkau ridha jika dunia untuk mereka, dan akhirat untuk kita?"

Dunia bagi mereka hanyalah tampilan luar dan hiasan yang menipu, kosong dari makna sejati. Sementara hakikat kebaikan dunia sejatinya ada bersama Nabi, para sahabatnya, dan orang-orang saleh. Merekalah yang meraih kedekatan dengan Allah di hari-hari dunia, memperoleh derajat tinggi, tempat mulia di surga, dan cahaya makrifat serta keyakinan.

 

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عاجل #تريم #اقرأ #سورة_الشورى #درس_الفجر #درس_التفسير #تفسير_القرآن #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim 

تاريخ النشر الهجري

09 ذو القِعدة 1446

تاريخ النشر الميلادي

06 مايو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية