(229)
(536)
(574)
(311)
الدرس الرابع للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في كتاب: صلة الأهل والأقربين، بتعليم الدين للحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر
ضمن دروس الدورة العلمية في موسم شهداء مؤتة الأبرار رضي الله عنهم - الأردن
فجر السبت 11 جمادى الأولى 1445هـ
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
- يواصل المؤلف الحديث عن أركان الإسلام، وقد سبق الكلام عن الصلاة وما يجب منها مع ذكر أركانها وشروطها ومبطلاتها، ثم تكلم مثل ذلك عن الزكاة وعن الصوم والحج، فهذه أركان معلومة من الدين بالضرورة، والجاحد بها خارج عن الملة والعياذ بالله تبارك وتعالى.
- الزكاة لغة النماء والتطهير، وهي كذلك مطهرة للنفوس وسبب للبركة في الأموال، وهي قسمان: زكاة مال وزكاة بدن، ولو أخرج المسلمون الزكاة المفروضة عليهم.. ما بقي فيهم فقير، ولكن الإهمال في إقامة ما فرض الله على المجتمع.. تسبب في كثير من الإشكالات، ومن بخل في صرف شيء بأمر الله وفي سبيل الله.. يسلط عليه صرف أضعافه في سبيل الشيطان وسبيل الأنفس والألعاب والتفاخر والتكاثر والعياذ بالله تبارك وتعالى.
- لابد في صرف الزكاة من النية مع إفرازها وقبل تفرقتها، أي إذا أفرز وأخرج مالا للزكاة.. صحت النية، ولا يكلف أن تكون النية عند صرفها للفقير وغيره من الأصناف الثمانية.. فيشق عليه ذلك، وفي زكاة الفطرة يخرج أربعة أمداد عنه وأربعة عن كل واحد ممن تلزمه نفقته، فإذا بلغ الابن أو البنت لم تلزم نفقته على الأب ولكن الغالب أنه ينفق عليه والده وهذا من التبرع والمعروف الحسن، فلابد أن ينوي البالغ بنفسه زكاته أو أن يوكل أباه في إخراجها عنه.
- صوم رمضان واجب ويكفر جاحد هذا الأمر، ويجب على المسلم البالغ العاقل الذي يطيقه، والصبي غير البالغ لا يؤمر به إذا لم يطقه، ويجب على وليه أن يأمره به إذا أطاقه، ولا يجب على مريض أو على غير مطيق له، فالمريض إن شق عليه الصوم بحيث يزيد المرض أو تزيد أيامه أو خاف من الصوم.. جاز له الفطر، ثم يقضي بعد ذلك، إلا صاحب المرض الذي لا يرجى شفاؤه منه، فإنه يلزمه أن يخرج عن كل يوم مدا .
- حج البيت واجب على من يستطيع كما جاء في الآية: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} وفرض في السنة الخامسة وقيل في السادسة، وقيل بعد ذلك والأصح ما سبق، وبعد فرضه لم يحج ﷺ إلا حجة الوداع، ففي السنة السادسة كانت مصالحة المشركين وعاد إلى المدينة ولم ينتظر الحج، ولا في السابعة ولا في الثامنة التي دخل فيها مكة فاتحا ولكنه عاد إلى المدينة وأمر عتاب بن أسيد ليحج بالناس، ثم في التاسعة أرسل سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليحج بالناس، وفي العاشرة حج بنفسه ﷺ حجة الوداع.
- كل من أراد الدخول في شيء من المباحات كالمعاملات والتجارة والنكاح.. ينبغي أن يتعلم أحكامها وما يحل فيها وما يحرم، وقال: "من لم يتفقه في ديننا.. فلا يبع في سوقنا" ومن لم يتعلم ذلك ودخل في التجارة.. وقع في الربا والمعاملات الفاسدة.
- كثير من الناس ما يتصور من الفرائض غير الصلاة والصوم والزكاة والحج فقط! علينا فرائض كثيرة وواجبات يجب أن نقوم بها، ذكر المؤلف منها: الاخلاص، والنصح للعباد، وطاعة ولي الأمر في غير معصية، وامتثال أمر الوالدين وتربية الولد وتهذيبه، وصلة الرحم، ومؤونة الزوجة بالمعروف، وإنظار المعسر، وغيرها.
- لابد من الإخلاص لله في جميع العبادات من صلاة وذكر وصدقة وصلة وصوم وغيرها، قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} والاخلاص: ألا يطلب من هذا العمل جزاء ولا التفاتا من الخلق ولا حمدا ولا خوفا منهم، فهو لله وحده، وطلب المنزلة عند الخلق بالعبادة صرف لها عن وجه الله إلى إرادة غيره، وهذا الشرك الخفي وهو الرياء.
- كانت سيدتنا عائشة إذا بعثت بصدقة لأحد.. تقول للذي بعثته ماذا يقول من أعطيته الصدقة، فإذا قال لها أنه قال جزاها الله خيرا أو رفع الله قدرها أو غفر الله لها، تقول: اللهم اجزه خيرا.. اللهم ارفع قدره.. اللهم اغفر له؛ تدعو له بمثل ما دعا لها؛ قالت لأني لا أريد أن يكون هذا جزائي منه! أعطيته لله تعالى.
- في مراتب الاخلاص لله تعالى.. أولا نتنزه أن نقصد بشيء من أعمالنا أي غرض ومراد غير قربه سبحانه وتعالى، ويترقى بعد ذلك بأن يريد به وجه الحق جل جلاله لأنه المعبود بحق.
- قال الإمام الغزالي عليه رحمة الله أن الرياء الظاهر الجلي أن ينشئ أي عبادة لأجل غرض عند الناس، والأخفى منه أن ينشئ العبادة لله تعالى ولكن يحب أن يطلع عليه الناس لطلبه المنزلة لديهم بهذه العبادة، فمحبته لذلك من الرياء، وأخفى من ذلك أن يعمل العمل لوجه الله تعالى ولا يحب أن يظهر العمل للناس ولكن إذا اطلع عليه الناس فجأة بلا قصد منه.. فرح بذلك، فوجود فرحه دليل أنه يريد بهذا العمل منزلة عند الخلق، وأخفى منه أن يعمل العمل لأجل الله ولا يحب أن يطلع الناس عليه وإذا اطلعوا عليه لم يفرح بذلك.. ولكن يتوقع بعمله هذا أنه الأحق في أن يُبدأ بالسلام وأن يوسع له في المجلس وأن يُكرم! وورد أنه ﷺ قال: "الرياء في أمتي أخفى من دبيب النمل" الله يخلصنا منه.
- من أعظم المهمات والفرائض تربية الأولاد وتهذيبهم على فعل الخير وترك الشر، قال تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم نارا} وحذر من الإهمال فيها في قوله عز وجل: {إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم} وهذه التربية ربط قلوب الأبناء والبنات بالرحمن ووحيه وتنزيله وبنبيه محمد ﷺ وتعظيمه وتعظيم ما جاء به، فيحتاج إلى ذلك حتى لا تتلقطهم أيادي الإنس والجن فيحرفون أفكارهم وأخلاقهم إلى ما يوجب الشقاء والخسران في الدنيا والآخرة، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
- من الأولاد من يرفع الله بسببه درجات آبائهم في الجنة، ومن الأولاد من يكون سبب دخول أبيه أو أمه إلى النار والعياذ بالله تعالى، ولذا جاء في الحديث: "يأتي على الناس زمان لأن يربي فيه أحدهم جرو كلب خير له من أن يربي ولدا من صلبه" ومع ذلك لا يزال الخير في الأمة، ومن اعتنى بما يستطيع.. فإن الله ما يخيبه في أولاده وذريته.
___
https://www.youtube.com/live/P7qb5y4lzMw
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عمر_بن_حفيظ #صلة_الأقربين #الأردن #عمان #موسم_مؤتة #دورة_علمية #رحلة #رحلة_دعوية #زيارة #الحبيب_عمر #habibumar #habibumarbinhafidz #Jordan #mutah #retreat
17 جمادى الأول 1445