(229)
(536)
(574)
(311)
#فوائد من: الدرس الأول للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في كتاب: صلة الأهل والأقربين، بتعليم الدين، للحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر
في مسجد الحسين بن طلال، عمّان، ضمن دروس الدورة العلمية في موسم شهداء مؤتة الأبرار رضي الله عنهم
فجر الخميس 9 جمادى الأولى 1445هـ
___
* هذه الرسالة التي نقرأها هذه الأيام هي للإمام العلامة الحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر باعلوي عليه رحمة الله تبارك وتعالى، أحد أئمة دين الله تبارك وتعالى والعلماء العاملين الراسخين في العلم والتقوى والولاية، أعلى الله درجاته وجمعنا به في أعلى جناته، وقد توفي قبل مائتين وثلاثة وسبعين عام عليه رحمة الله.
* يشير المؤلف في رسالته صلة الأقربين إلى أن الصِّلات المفروضة في شريعة الله تعالى لكل مؤمن فيما يتعلق بقرابته وذوي رحمِه أنها كما جاءت للمواساة والهدية والصدقة للمحتاج والزيارة وإدخال السرور.. فهي متعلقة أيضاً بالتعليم والتواصي بالحق والصبر، وتبيين أحكام الدين للأولاد والبنات والأهل والأقارب، وبذلك جاء القرآن للنبي ﷺ ورسالته للعالمين إلا أنه جاء فيه أن يخص قرابته قال: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وجاء تخصيص أهل بلده كما قال: {لتنذر أم القرى} أي مكة المكرمة، {ومن حولها} أي مَن حلَّ في مكة.
* من المهم على المؤمن ألا ينسى صلة أهله الأقربين بنصيب من هذا البيان والتعليم، وجاء التقصير في ذلك حتى من الوالد لولده! وتسبب بذلك بُعد وغفلة، بل وتسلل أقوال وعادات سيئة وقبيحة إلى دوائر الأولاد والأقارب، وربما كان سببها هذا الإهمال من الوالد والوالدة لواجب التبيين لهم من الواجب والحرام عليهم، وذلك من أعظم الواجبات والمهمات.
* لابُدّ من تعليمهم ما يجب عليهم من الواجبات كالإيمان والصلاة وأمرهم بها، وما يحرم عليهم من المحرمات والمنكرات التي يقوم صلاح العباد في دنياهم وآخرتهم على اجتنابها والبعد عنها؛ لأن الأعلم بخلقه ومصالحهم حرّم ذلك واصفا إياها بالخبائث في قوله عن رسوله ﷺ: {يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} بما أولاه تبارك وتعالى من التحليل والتحريم، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
* مما ينبغي تعليمهم إياه تحريم هذه الخيانات مثل الكذب وما يتعلق من الشهوات المحرمة كالزنا واللواط ومن كشف العورات للرجال والنساء كما حددتها الشريعة وجاءت بها اجتهادات الأئمة من الفقهاء في دين الله تعالى، فوجب مراعاة ما أُجمِع عليه، ثم الناس على مراتب في الاحتياط لدينهم والانتباه لشريعة ربهم وارتقائهم {هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون}.
* لا تتعلق الخيانة والظلم من الأهل لأولادهم بمجرّد إهمال الأموال والكسوات والعطايا المادية لهم.. بل في إهمال واجب التذكير والتنبيه، وجاء في رواية عن النبي ﷺ قال: "لا يلقى اللهَ أحدٌ بذنب أعظم من الشرك بالله من جهالة أهل بيته بأمر دينهم".
* كان في بيوت المسلمين وما يدور بينهم وأهل بيتهم من عقد الجلسات وتبادل الحديث فيما يتعلق بالواجبات والمهمات بين أفراد الأسرة، ولهم شيء من الأوقات يجتمعون فيه على ذلك، وهذا الآن مُهمَل في كثير من أسر المسلمين، وربما حل محله أن يشتغل كل واحد بهذه الشاشات والجوالات وما يطرحُ فيها من خير أو شر، والشر أكثر، من نفع أو ضر والضر أكثر، من صلاح أو فساد والفساد أكثر! وتعطلت عند بعض المسلمين مهمة القوامة في البيت والهداية والإرشاد لأهل بيتهم ومن حوليهم، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
* أول ما ينبغي تعليمهم إياه وترسيخه في قلوبهم من الإيمان والعقيدة أن الله واحد لا إله إلا هو، وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله، فهذا مفتاح الدخول في الدين كله، ومهما قوي هذا الأساس.. حسن عليه البناء وقوي، وأنه يستحيل عقلا وشرعا أن يقوم هذا الكون والحوادث والكائنات بغير موجد، كما يستحيل أن يكون لذلك أكثر من واحد! قال تعالى: {لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون} جل جلاله وتعالى في علاه.
* قال تعالى في حق نفسه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} يُعلم من هذا الكلام أن مداركنا ومدارك الملائكة والإنس والجن أجمعين -وهم أعقل الخلائق- أقل من أن تحيط بالإله الخالق جل جلاله، ثم إن مداركهم في ذلك تختلف على مدى استعدادهم وحسن تفكيرهم وما يكتسبونه من نور العبادة لله الواحد وما يطهرون به قلوبهم ليزينوها له جل جلاله وللحضور معه سبحانه، فيهبهم من أسرار المعرفة الخاصة، وهذه المعرفة لا إحاطة فيها بأسماء الله وصفاته بل معرفة وعلم.
* كلما اعتلَت الدرجة.. أيقن صاحبها أنه لا يمكن الإحاطة، وأن نهاية ما يمكن أن يكون: قوة الإدراك أنه ((لا يعرف الله إلا الله)) كما قالها الصديق رضي الله عنه، أي لا يحيط بأسمائه وصفاته فضلا عن ذاته غيره جل جلاله.
وكلما أشرق النور بذلك أكثر وعلمنا أكثر.. كان التسليم بالعجز عن الإحاطة أكبر وأكبر، هكذا شأن العظمة في الألوهية والربوبية، ويكفيك من نور المعرفة: حيرة تنتاب قلبك بشهود العظمة لله، حيرة معرفة لا حيرة جهالة.
* عند بعض المنتمين للدين والشريعة صار أول سؤال يسألون به العوام يواجهونهم به: أين الله؟! وهذا السؤال مركب على إرادة تصور مكان يحل فيه الجبار الخالق الذي خلق الأماكن! وعزته وجلاله لا يحتاج إلى عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض! والله هي المحتاجة إليه والمخلوقة له، وهو أعلى من أن يحل في شيء منها أو يحل شيء منها فيه، فهذا ليس وصف إله بل جسم ومخلوق حادث، الحق أكبر من ذلك، هو الإله!
* قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} مُلخّص ذلك ما جاء عن الإمام الشافعي في بعض أقواله: ((آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله)) يا متعمقين يا متطاولين هل في أحسن من هذا؟! تبغون شيء أحسن من هذا!
وقال: ((وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله)) على مراده هو لا على لعبكم وأهوائكم وتفسيراتكم الباطلة، بما قال على مراده، وهل يطالب الله عباده بأكثر من ذلك
____
لمشاهدة الدرس كاملا:
https://youtube.com/live/YS62HwhKDDc
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عمر_بن_حفيظ #الأردن #صلة_الأقربين #موسم_مؤتة #عمان #رحلة_دعوية #علم #habibumar #habibumarbinhafiz
13 جمادى الأول 1445