(575)
(536)
(235)
دَعْ كُلَّ شَاغِلْ واْربَح السَّلَامَةْ ** وَاغْنَمْ صَفَا وَقْتِكْ بِلَا مَلَامَةْ
واصْدُقْ لِتَلْقَىٰ العِزَّ وَالكَرَامَةْ ** فَلَيْسَ إِلاَّ الصِّدْقَ ثَمَّ نَافِقْ
مَنْ كَانْ صَادِقْ تَمَّ لهْ مُرَادُهْ ** وَثَمَّ يَهْنَىٰ بِالرِّضَا فُؤَادُهْ
وَتُسْعِفُه بِالْمُلْتَقَىٰ سُعَادُه ** فَاصْدُقْ فَمَا يَرْقَىٰ الْعُلَا مُنَافِقْ
"دَعْ كُل شَاغِل واربَح السَّلامة" اترك:
"دَعْ كُل شَاغِل"، اترك هذا وتعلّق بالله، وتأمّل خطابه وكتابه ووحيه إلى نبيه ﷺ، وارتبط بهذا النبي هاديك ومُرشدك ودالّك، وتأمل أخلاقه واشغل فكرك بذلك؛ تقرب وتدنو.
"دَعْ كُل شاغِل واربَح السَّلامة"، هل لك تسلم من القواطع التي تقطعك في ليلك أو نهارك في سِرك أو إِجهارك؟ تسلم منها بترك الشواغل وترك الالتفات؛ لا تصغي إلى ما تقول النفس، وإلى ما يرسله إبليس عبرها إليك، اصغ لكلام الله وكلام رسوله ﷺ.
"وَاغْنَمْ صفا وَقتك"؛ فإنها جواهر ومِنن من الرحمن عليك في الأوقات إذا اغتنمت صفاها؛ يحسدك عليها عدوّك إبليس، ويستعين بنفسك أن يُكدّر عليك صفو زمانك، في مجلس رائق عجيب مثل هذا المجلس يخاف أن يلمع في قلبك نور التعلّق بالرحمن والحضور معه فيصفو لك الحال معه، يحاول يخرجك بأي طريقة، فـ"اغنَمْ صفا وَقْتك"؛
العلاج للأمراض النفسية بذكر الله، ما يمكن أن يوجد مثيله في جميع المستشفيات والتخصصات للأمراض النفسية في العالم! (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، ومن عثر عليه أمِن من هذه الأمراض الغريبة طول عمره، ولو انتشرت بين الأمة ستغلق عيادات الأمراض النفسية؛ لن يحتاجوا إليها.. لكنهم غفلوا عنه ورضوا بغيره واشتغلوا بسواه، وأرادوا الطمأنينة وأرادوا السكينة! من عند من ستأتون بها؟! هل يوزع إبليس سكينة أو طمأنينة أو أحد من أصحابه؟! ما عندهم شيء! (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا..)
"لِتَلْقَى العِزَّ وَالكَرَامَة"؛ بتعرُّفه إليك وجوده عليك وإحسانه إليك، وزيادة المحبة منه لك ومنك له، وزيادة الرضوان عنك منه ومنك عنه.
تلقى العِزّ؛ يقوى إيمانك ويقينك، وترقى في مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ).
تلقى الكرامة؛ يرسخ قدمك في التقوى، في السر والنجوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
"اصْدُق لِتَلْقَى العِزَّ" ولا تزال في زيادة إيمان، وحُسن تقوى على مدى الأزمان، في كل الأحيان في كل شَأن بجميع المَعان، وأنت ملطوفٌ بك ومُرَاع ومُعان، حتى تشرب الدِّنان في حضرة التَّدان.
"فليْس إِلا الصَّدق ثَمَّ نافِق" الصدق في الذكر لله، الصدق في العمل بشريعته؛ كل شيء له صدق، الله يرزقنا الصدق في الأقوال والأفعال والنيات والمقاصد والأحوال كلها.
"مَنْ كان صادق تَمَّ له مُرَادُه": تصدق معه؛ يفتح لك كل باب، يبعد عنك كل حجاب، يهبك الاقتراب، يذيقك أحلى شراب، يدفع عنك الأوصاب، يتولّاك في الدنيا والمآب، يدخلك مع الأحباب.
"وَتُسْعِفُه بِالْمُلْتَقَى سُعَادُه": تُسعده بالملتقى، يلتقي بدائرة المعرفة الخاصّة بمنتهى مراتب المعرفة؛ فيزداد قُربه ومحبته وشهوده، ويتكرّم الحق عليه برؤية أوليائه وملائكته وأنبيائه وسيدهم ﷺ، يشاهده بروحه، يشاهده في النوم، يشاهده في اليقظة.
"تُسْعِفُه بِالْمُلْتَقَى سُعَادُه"، وعند الموت يحصل لقاء خاص بالملائكة، بِأرواح طاهرة، برؤية مُقرّبين وصِدّيقين، والاجتماع بسيد المرسلين ﷺ ولقاءه في البرزخ، يقول سيدنا بلال: "غدًا ألقى الأحبة محمدًا وحزبه"
"فَاصْدُقْ فَمَا يَرْقَى الْعُلَا مُنَافِق"، ما يمكن أن يرتقي إلى الدرجات العالية والمراتب الرفيعة مَن في قلبه نفاق، ليس إلا الصادقون.
الدرس العاشر من شرح الحبيب عمر بن حفيظ #قصيدة (يا قلب وحِّد واترك الخلائق) للإمام عمر بن سقاف السقاف، ضمن دروس الدورة ال30 بدار المصطفى بتريم، 15 محرم 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/ZatTW4HLSig?t=207
___
للاستماع إلى جميع الدروس:
لتحميل القصيدة pdf:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #قصيدة #الدورة30 #الروحة #درس #دار_المصطفى #تريم #تعليم #دروس #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #qasida
22 ربيع الثاني 1446