(536)
(228)
(574)
(311)
الحمد لله ربِّ العالمين، الآخذِ بأيدِي المتوجِّهين إليه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، يُعِزُّ المتذلِّلين بين يديه.
وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُه ورسوله، أكرمُ داعٍ إليه، وأعظمُ موصلٍ إليه، وأكرمُ الخلقِ عليه، صلى الله وسلَّمَ وباركَ وكرَّمَ عليه وعلى آله وأصحابه، وأهل مودَّته ومحبتِه والاقتداءِ به، وعلى آبائه وإخوانه مِن أنبياءِ اللهِ ورسُلِه وآلهِم وصحبِهم وتابعيهم، وعلى الملائكةِ المقربين وجميعِ عبادِ الله الصالحين.
أما بعد، فإلى إخواننا في الله وأحبابنا في ربِّنا تعالى في علاه حيثما كانوا وأينما كانوا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقد هلَّ منذ أيامٍ معدوداتٍ علينا هلالُ شهرِ جمادى الآخرة مِن العام الرابع والأربعين بعد الأربعمائة وألف من هجرة سيدنا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلَّم
فنوجِّه إلى أحبابنا كلمةَ هذا الشهر، بارك الله لنا فيه، وهيَّأنا لاستقبالِ ما بعده مِن شهر الله رجب الأصب، وما يليه مِن شعبان ورمضان، بارك اللهُ لنا فيها وبلَّغنا رمضان، وأعاننا على ما يحبه منا ويرضى به عنا.
وبعد، فإنَّ حديثَنا في هذه الكلمة عن السَّكَنِ، ونأخذ منه أوجها:
الوجه الأول:
سكنُ الإنسان في منزلِه ومع أسرتِه أو مع مَن يساكنُهم من الناس فينبغي أن تكون تلك المساكنُ مكسوَّةً بكسوةِ أداءِ الفرائض واجتناب المنهيات، مزيَّنة بنصيبٍ من السنن النبوية، والأذكار للرحمن جل جلاله، قائمةً على الرفق والمحبة، ثم ما يتعلَّقُ بهذا السكنِ مِن حيث أنَّ مَن يسكنُ في شيءٍ من البلدان البعيدة غير المسلمِ حكامُها ينبغي أن يعتني بأصلِ بلدِه أو ببلدةٍ يميل قلبُه إليها لمَن لم يكن له وطنٌ سابقٌ في بلادِ الإسلامِ مِن بلدان المسلمين، فينظر التهيئةَ ولو على مدى لإمكانِ سكنِه أو سكنِ أحدٍ مِن أولاده وذريَّته في تلك البلدة، بتهيئةِ مكان مهما تمكَّن له وتيسَّر له ذلك أن يُعدَّ مكانًا في تلك البلدةِ المسلمةِ ليمكنُه النزولُ فيه للزيارات أو السكن في للإقامة مِن قِبَلِه أو قِبلِ أولادِه أو أحدٍ مِن ذريته، وأن يفكِّر كذلك ويُعملَ النظرَ فيما يمكنُ أن يخدمَ به في تلك البلاد مما يعودُ بالنفع على الناسِ في حياتِهم، مِن جهة زراعة أو صناعة لما يحتاجهُ الناس مِن تغذيةٍ وملابسَ وأواني ومواد مِن كلِّ ما تتعلقُ به الحاجةُ في الحياة فمهما قدر على أن يقومَ بشيء من ذلك أو يساهمَ في القيام به مع غيره في تلك البلدان فينبغي أن يسارعَ إلى ذلك، كما تقتضيه الإرشاداتُ النبويةُ في مرحلةٍ مقبلةٍ على الأمة، قال فيها صلى الله عليه وسلم: فمَن كان له زرعٌ فليَلحقْ بزرعِه، ومَن كان له ماشيةٌ فليَلحق بماشيته.
الوجه الثاني:
وبعد ذلكم: المسكنُ المعنوي للإنسان، وهو صفاتُه وحالُه الباطني، ينبغي أن يُحسنَ النظرَ فيما هو أرفع وأعلى وأشرف ليكونَ على ترقيةٍ وعلى اعتلاء وعلى ارتفاعٍ في صفاتِه وأحوالِه، فينبغي أن يبذلَ في ذلك جهدًا مِن حُسنِ النظرِ في حالِه وكيفيةِ الارتقاءِ إلى ما فوقَه، يبتغي قربَ ربِّه ورضوانَه والوصولَ إليه سبحانَه.
شرحُ اللهُ صدورَكم ونوَّر قلوبَكم وأخذ بأيديكم وجمعكم على الإقبال عليه متذلِّلين بين يديه لتنالوا إعزازَه إياكم في الدنيا والآخرة ( وللهِ العزَّةُ ولرسولِه وللمؤمنين ) ولتَصبغوا الساكنين معكم مِن أهليكم وأولادكم بصبغةِ التعظيمِ للحقِّ ورسوله، وأخذِ النصيبِ مِن الذكرِ والفكرِ ومعاني في الشكرِ وحُسنِ العبادة، وهبَنا الله وإياكم ذلك، وزادَنا مِن فضله ما هو أهله في جميع شؤونِنا، وسلك بنا أشرفَ المسالك، وأعاذنا وحمانا مِن جميع الآفات والزَّيغِ والضلال والمهالك، وجعلنا وأهالينا وأولادَنا مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وصلى الله على المصطفى محمد، وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك ونتوب إليك.
08 جمادى الآخر 1444
22 ربيع الثاني 1445
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرفِ الأنبياء والمسلمين،...
13 ربيع الأول 1445
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا...