المحور الأول والثاني في ملتقى الدعاة السنوي (19) للحبيب عمر الجيلاني والداعية محمد الجفري

ضمن الجلسات العلمية البحثية في ملتقى الدعاة السنوي (التاسع عشر) بعنوان: حقيقة العقل وحُسن استعماله ومهمته في العدل بين الشهوات والغضب والحُكم في المحسوسات الماديّة والغيبيّات المعنوية وأثر كل ذلك على اتجاه ووجهة الافراد والجماعات والشعوب والدول.

افتتحت أولى الجلسات في عصر يوم الخميس 1 محرم 1447هـ 

المحور الأول

بعنوان: (ضرورة توجه عقلاء المسلمین خاصة والبشرية عامة للحفاظ على صلاح الأمة واجتماعها على الأصول والأسس) 

مقدم البحث: العلامة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني

تحميل البحث الأول (نسخة الكترونية PDF)

المحور الثاني

بعنوان: العقل: (حقیقته ومکانته وضرورة استنارته بالوحي الإلهي)

 مقدم البحث: الداعية البـاحث محمد بن علي بن محمد الجفري

تحميل البحث الثاني (نسخة الكترونية PDF)

لمشاهدة بداية المحور الأول:

 

تكملة الجلسة البحثية:

 

كلمة الحبيب عمر بن حفيظ في الجلسة البحثية:

نفعنا الله وزكّى لنا العقول، وجعلنا ممن يُحسن استخدامها.

 وكمال لكلام الحبيب عمر بن حامد الجيلاني في جوابه هذا، الأمر كما ذكر  وكما قال تماماً، في أنّ حقيقة العقل لا تكون حاصلة ومُستخدمة إلا لمن عرف مَن خَلَقه ولماذا خلقه، أمر معلوم.

وبقي ما أشار إليه أيضاً السائل مِن الذي ذكر الحبيب عمر الجيلاني، أنّ هناك مُدركات وأحاسيس وتجارب تكون في أمور بديهية في التعامل في هذه الحياة، فيُمكن للمسلمين -مَع مَن لهم مِسكة من هذه المُدركات وهذا الوعي من غير المسلمين، بمن فيهم أهل الكتاب الذين يؤمنون بالإله ولهم بعد ذلك انحرافات، وكذلك بالرُّسُل ولهم انحرافات، وباليوم الآخر ولهم انحرافات في ذلك يقتضي العقل بطلانها- التعاون مع هؤلاء في كَفّ الظلم والإضرار الواقع بالناس، وإقامة التعايش مع الناس.

الذي أشار إليه ﷺ بقوله: "حضرتُ في دار ابن جُدعان حِلفاً، لو دُعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت"، يعني لو أنّ هؤلاء الناس وإن حُجِبت عقولهم عن إدراك الحقيقة في ألوهيّة الحق ورسالة محمد الأصدق ﷺ، اجتمعوا على أن يرفعوا الظُّلم، وأن يقفوا مع المظلوم ليصل إلى حقّه، وأن يوقِفوا طُغيان هذه القوة العاتِية لتستبيح وتستحلّ حقوق الآخرين وتُنزِلهم.

وهذا الأمر الذي وصلوا إليه الآن الناس، في قبل سنين عملوا لهم قانون وأمم متحدة كما سمّوها، وجعلوا الأمر فيها راجعاً إلى أنَّ مُلّاك قوة مادية لهم الحق في إيقاف أيّ شيء، في التدخّل في أيّ شيء، ولو اجتمع جميع أهل هذه الدول المُمثّلين للدول على أمر، فلواحد من هذه الدول أن توقِف ذلك.

كما رأينا في اجتماعهم على وجوب وقف الظلم في فلسطين، ثم يجيء ما يسمّونه بالفيتو. بعد مرور هذه السنين، جميع العقلاء في الأرض -مسلمين وكفّاراً- يوقنون أنّ هذا النظام لا يحمي الإنسان، ولا يُصلح للإنسان، ولا يُقيم حقّ الإنسان، وأنَّ الشعوب مظلومة من وراء هذا النظام القائم، وراء هذا المنهج المُخالف للعقل وللشرع.

كلّ ما يتحدّثون به مُنتَقض مِن خلال أنهُ لا مساواة، لا مماثلة، لي الحقّ أن أتدخَّل في أيّ شيء ولو اجتمعت الدنيا كلّها على مصلحتي أنا! بأيّ حق؟ بأيّ حُكم؟ بأيّ معنى؟ بأيّ عقل يكون هذا الأمر؟ فالأمر أيضاً فيه تناقض مع العقل.

وتستطيع العُقلاء من الدول والشعوب أن يرجعوا إلى نظام يحفظ للكلّ حُرمته، ويحفظ للكل حقّه، ويساوي بين الناس (تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ). 

وأقلّ ما في ذلك أن يُمنَع الناس عن ظُلم بعضهم البعض، وعن أن يُفرَض على الخلائق استعباداً وقهراً شيءٌ من القرارات والأحكام بغير حَق، "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً؟"، يقول لسان الشرع المَصون والعقل الذي تأثّر بنور القرآن، الذي لا يستطيع العقل أن يصل إلى المقصود ويُحقِّق المراد منه من دون هذا النور، كما أنَّ البصر مِن دون نور وضَوء من الخارج لا يستطيع أن ينتفع ولا أن ينفع صاحبه حتى يُضيء له النور الطريق، ويُميّز بين الألوان، ويعرف الطريق كيف تكون.. 

فكذلك العقول مهما أدَّى نفعها، إذا حُجبت عن الحقيقة وبقيت في مُجرّد المُدركات ومُجرّد التجارب، لا تستطيع أن تصل إلى الغاية من دون الاستنارة بنور الله تعالى، وإنما هناك قواسم مشتركة كما أشرنا إلى الحديث الشريف وأشارت الآيات إليه: (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا)، (فلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ).

هذا الميزان الذي جاء به الحقّ على لسان رُسله، وهو الذي تقوم عليه حقيقة العقل والعدل في الحياة، ومن هنا جاهد الصحابة ليُخرِجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سَعَة الدنيا والآخرة.

نظر  الله إلينا وأصلح الشأن، واجعل العام من أبرك الأعوام. جزى الله الحبيب عمر الجيلاني خير الجزاء، والدكتور إبراهيم الحارثي الذي نبَّه على وجوب يقظة وتنبّه عند المسلمين في أساسيات من أساسيات خِدمة الأمة وخدمة الدين، وهو المحافظة على لسان القرآن الكريم ولسان الشرع المَصون، والسيد محمد بن علي الجفري، وزادهم الله توفيقاً وعناية، والشيخ المُداخِل.

والله يجعل أعمالنا هذه موجبات استمطار لسحائب الفضل والجود والرحمة، بما يُنقِذ الله به الأمة، ويدفع به، ويكشف الغُمّة، ويُعاملنا بمحض الجود والرحمة، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

 

رابط للاطلاع على المحور (3،4،5) للدكتور جمال فاروق والأستاذ هاشم العطاس والحبيب علي الجفري (اضغط هنا)

 

 

تاريخ النشر الهجري

02 مُحرَّم 1447

تاريخ النشر الميلادي

27 يونيو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار