مذاكرة الحبيب عمر بن حفيظ في ذكرى حولية الإمام الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر.. 1444هـ

مذاكرة الحبيب عمر بن حفيظ في ذكرى حولية الإمام الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر.. 1444هـ
للاستماع إلى المحاضرة

مذاكرة الحبيب عمر بن حفيظ في مجلس الذكر والتذكير في ذكرى حولية الإمام الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر ، رحمه الله، في منطقة مسيلة آل شيخ، جنوب مدينة تريم، صباح الجمعة 17 ربيع الثاني 1444هـ

 

نص المحاضرة:

 

الحمد لله على هذه اللحظات، الحمد لله على هذه الساعة، الحمد لله على هذا الاجتماع، الحمد لله على هذا التعرض لنفحات الله جل جلاله وتعالى في علاه، الحمد لله على التوجه الى الله، الحمد لله على الولاء في الله سبحانه وتعالى الذي جمعنا في حضرات أوليائه بل كبار أوليائه وخاصة أوليائه ممن أظهر الله سبحانه وتعالى لهم راية الدلالة عليه والإيصال إليه جل جلاله، وهدى الله بهم كم من ضال وطهّر بهم كم من قلب، وقرَّب بهم كم من بعيد وحوَّل بهم كم من شقي الى سعيد، ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ).

 

في بكرة اليوم الأزهر اجتمعتم ودعتكم دواعي فضل ربكم سبحانه وتعالى أن تحضروا الى هذا المحضر لتزوروا؛ ومن زار أخاً له في الله شيَّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له، إن زاره في الصباح الى المساء، وإن زاره في المساء الى الصباح، وأنتم في صباح بكرة اليوم الأزهر، اليوم الأغر، يوم الصلاة على الحبيب الأعظم صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله، يوم قراءة سورة الكهف ويوم قراءة سورة الدخان ويوم قراءة سورة آل عمران ويوم قراءة سورة هود كما جاءنا عنه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله، ويوم إكثار الصلاة والسلام على خير الأنام.

 

جُمِعْتم بفضل الله سبحانه وتعالى في هذا الموطن المبارك ومن حين وفاة سيدنا الإمام عبدالله بن حسين بن طاهر عليه رحمة الله تبارك وتعالى عام اثنين وسبعين ومائتين وألف.. وإلى هذا العام وفي كل عام يجتمع في مثل هذا اليوم من القلوب الطاهرة من أهل الحياة الدنيا عدد كبير يصحبهم من يصحبهم من الملائكة والأرواح أهل البرازخ، ويتوجهون إلى الرحمن جل جلاله ويتضرعون إليه ويتذللون بين يديه، ويتوب التائب ويؤوب الآيب، وكل منهم في مرتبته يرقى فوقها مرتبة ويعتلي ويطلب الزيادة، ويخرجون وعليهم علائم السعادة ونيل الحسنى وزيادة، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك لشر ما عندنا.

 

وتوالت تلكم السنوات بفضل الله تبارك وتعالى في هذه الاجتماعات المباركات بمن يحضر من أهل العلم أهل النور وأهل الزهد وأهل التقوى وأهل الوراثة وأهل هذه المواريث النبوية المحمدية، التي تحملها القلوب الطاهرة النقية من أرباب الأرواح الصافية المتوجهة إلى الحق جل جلاله بالظاهرة والخفية عليهم رضوان الله تبارك وتعالى.

 

اجتمعنا بفضل الله سبحانه وتعالى والله يقبلنا ويعيد علينا عوائد تلك الاجتماعات كلها، حتى كان منها فيما قبل أربعة وأربعين سنة في هذا المكان الختام وانتقال روح الحبيب محمد بن علوي بن شهاب الدين، عليه رحمة الله تبارك وتعالى، في هذا الموطن وفي هذا المكان ذكّر العباد بأخبار الجنان والمآل والمصير، وحذَّر من هذا الميل في القلوب إلى تُرَّهات الحياة الدنيا وإلى مخالفة السير في الأخلاق وفي الوجهات.. وما هي إلا دقائق حتى لقي الخالق وهو في هذا الموطن.

عبر الحياة مضى للنصح محتضنا ** لا تعتريه مشقات ولا مللُ

حتى قضى النحب يدعو الناس محتسبا ** في حضرة الصيد من للخالق امتثلوا

أكرم بذا من ختام فيه مفخرة ** وفيه رجوى وفيه القصد والأمل

ويالله بحسن الخاتمة لكل منا وهي المواهب.

 

ولما رآه بعض الأحباب يسأله عن انتقاله فجأة، قال كنت أمام ضريح الحبيب عبد الله بن حسين وقد حصلت لي ساعة صفاء مع الله وأبرز لي الجنة وما فيها وسألته النقلة في تلك الساعة، وما هي إلا ساعة لقي ربه سبحانه وتعالى فيها وظهرت آثار الشفاعة وآثار الهداية من بعد يوم جنازته عليه رحمة الله تبارك وتعالى.

وكنا نعهد في هذا المقام يقوم الوالد عليه رحمة الله، يقوم الحبيب عبدالقادر بن أحمد السقاف عليهم رحمة الله ومن جاء بعدهم من صالح بعد صالح وإمام بعد إمام.

 

واليوم جمعتكم الأقدار في حضرات أهل الأنوار، والله لا يصرف منا أحد إلا بنور يزداد في قلبه ويضيء له، ولا يزال في زيادة حتى يلقى ربه جل جلاله ويحشر مع المصطفى.

{يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

 

وتمام هذا النور بأن تشرق عليك شمس علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وتعبد الله باقي عمرك كأنك تراه جل جلاله، ولكن اكتساب ذلك كما سمعتم في هذا الفصل الذي قرأه علينا من مجموع الحبيب عبد الله بن حسين.. الذي غفلنا عنه كثير وعن أمثاله من الكتب النافعة، واستغرقت الأوقات والأفكار منا في الليالي والأيام من رجالنا ومن نسائنا ومن صغارنا ومن كبارنا برامج مفسدين وضالِّين وغافلين ومنقطعين ومحجوبين عن الله تبارك وتعالى، لا يزداد الإنسان برؤية صورهم أو سماع كلامهم إلا حجاب وإلا ظلمة وإلا بعد والعياذ بالله تبارك وتعالى وإلا فقْد لحقائق الايمان، وبذلك تكدَّرت قلوب كثير من أبنائنا.. تكدَّرت قلوب كثير من بناتنا وصاروا يستحسنون ما هو متيقن القبح عند الله وعند رسوله، يستحسنون ما هو قبيح بيقين عند الله وعند رسوله وعند الصالحين، مِن ألفاظ قبيحة أو صور قبيحة أو أزياء قبيحة أو معاملات مخالفة للشريعة والعياذ بالله تبارك وتعالى، وتركوا عادات الأكابر والصالحين ونالهم ما نالهم بهذا التقصير.

 

ذا الفائدة وحدها التي قرأها علينا اليوم كافية لنا إذا أيقنا أن صلاحنا وسعادتنا بمحبة الصالحين وبمجالستهم وبقراءة كتبهم وموالاتهم من أجل الله تبارك وتعالى، وأقمنا الولاء في الله الذي هو ركن من أركان دين الله، ويقول عنه سيدنا المصطفى: (الحب في الله والبغض في الله، من أوثق عرى الايمان)، ويقول لنا الرحمن جل جلاله {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } {ومن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} .

 

وهكذا يقول تلميذه سيدنا الحبيب علي بن محمد بن حسين الحبشي وكان شيخه وشيخ شيوخه شيخ والده الذي انطوى في الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر، حبيبنا محمد بن حسين الحبشي عليهم رضوان الله، أحد التلامذة الذين انطووا في الإمام عبدالله بن حسين وقرَّت بهم العين وتحلوا بكل زين، وارتقوا مراقي القرب الأصفى وسقوا من ذاك الكأس الأتم الأصفى، ونالهم ما نالهم من حقائق إرث المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.. يقول:

هم العلماء العارفون الذين في ** مجالسهم للمرء أعظم إسعادِ

وفي صحبة الأخيار كل غنيمة ** وربح وفوز ليس يحصيه تعدادي

بعد ما قال:

وإياكم ومن صحبة الضد إنني ** رأيت فساد المرء صحبة أضدادِ

ففي صحبة الأضداد كل رذيلة ** تؤدي إلى ضر وبغي وإفسادِ

 

ولكن ذهب عن أسماعنا سماع هذا الكلام.. وإذا سمعناه مرَّ مرور الكرام من دون أن نتمعن، من دون أن نتذكر، من دون أن نُنْزل الكلام على أنفسنا، من دون هذا شريف المجالسة اللي أشار إليها بقوله :

وفي المساجد سرٌ ما جلستُ بها ** إلا تعجبتُ ممن يسكن الدورا

 

وهل قد نالك من سر هذا الذوق في المساجد شيء؟ وتستحلي ساعتك في المسجد؟ وكم من ساعات اليوم والليلة تمر علينا في المسجد، وفينا مَن المسجد بجنب داره ولا يحضر فيه فريضة من الفروض ولا يحضر فيه جماعة من الجماعات، ويكون حُجَّة عليه قُرْبه من المسجد وجواره للمسجد (ولا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد).

 

ثم إن أنواع ما نحتاج اليه في سيرنا الى الله بل وفي فهمنا لوحي الله وبلاغ رسوله إدراكنا لطريقة السلف الأكرمين الذين زيَّن الله بهم الوادي ونشر خيرهم في المشارق والمغارب، مجموع في هذا المجموع للحبيب عبد الله بن حسين اذا تأملناه إذا تدبرناه إذا اعطيناه حقه من النظر فيه ومن العمل بما يقتضيه ويدعونا إليه، والله يحيي في القلوب ما مات من سر الوجهة إليه والإقبال عليه إن شاء الله، وتحيا فينا الأخلاق وتحيا فينا الشِيَم وتحيا فينا الوجهات الصادقة إلى الحق جل جلاله.

 

هذا يوم الجمعة كانوا يقولون إن أول بدعة حدثت في الأمة ترك التبكير إلى الجمعة، وربما فيه الكثير منا طالب علم وغيره يدخل الخطيب وعاده في الطريق يمشي، والخطيب دخل بيخطب للسواري ولا بيخطب للجدران حق المسجد؟! انت احضر قبل الخطيب وتعال لأنه قبل ذلك "من راح في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنه" وقسَّمها النبي إلى خمس ساعات كل واحدة أعظم من التي قبلها، فينبغي نرجع إلى ذلك.

بل صارت في بعض أسواقنا بجنب الجامع بيع وشراء حتى والخطيب قد دخل، مع إنه من حين الأذان الأول يُكْره الاشتغال لمن توجبتْ عليه الجمعة بأي شيء كان ولو بصلوات نوافل في غير المسجد إلا المشي الى المسجد، أما البيع والشراء فمكروه، أما إذا دخل الخطيب فالبيع والشراء حرام بنص القرآن: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}

وذروا البيع، فالمشتري في هذا الوقت مأثوم والبائع مأثوم وكلهم في حرام والعياذ بالله، ولا يبارك لهذا في بيعه ولا لهذا في شرائه بل ربما جاب لهم أمراض في أجسادهم مع أمراض القلوب، لأنهم اشتروا في وقت عيَّن الله تعالى ونصَّ في كتابهِ على تحريم البيع والشراء فيه {وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

 

{فإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}

 

وهكذا في الاتصال بالقرآن ينبغي أن تكون لنا سور مخصوصة هذا اليوم غير وردك اليومي من القرآن، كان حبيبنا عبد الله أحيانا يقرأ في آخر الليل عشر أجزاء وفي صلاة الضحى عشر أجزاء، وسمعتم ورده من لا إله إلا الله خمسة وعشرين ألف مرة، وعشرين ألف مرة مِن يا الله يا الله، وعشرين ألف مرة من الصلاة على النبي محمد.. في كل يوم! ومع ذلك يقول:

يا رب ما معنا عمل

وكسبنا كله زلل

لكن لنا فيك أمل

تحيي العظام الرامة

 

على هذه الوجهات إلى الله توجهوا وصدقوا وقُبِلوا وانكسرت قلوبهم من أجل الله، وشمَّروا وشهدوا التقصير في التشمير عليهم رضوان الله تبارك وتعالى، ولا يجيء يوم الجمعة إلا وتضيف مثل سورة الكهف التي من قرأها مدّ الله له نور من مكان قراءتها إلى عنان السماء، في الرواية الأخرى: إلى البيت العتيق، فلا يزال ذلك النور مضيء له إلى الجمعة الأخرى، ومن قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة صلَّت عليه الملائكة حتى تغيب الشمس، لا يزالون يصلِّون عليه الى أن تغيب الشمس بقراءة سورة آل عمران، إقرأوا يوم الجمعة سورة هود.. في الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.. وهكذا أرشدنا عليه الصلاة والسلام.

 

كان يقول الحبيب محمد بن علوي عليه رحمة الله: يقول والدي يُقْرأ في جامع تريم قريب سُبعَين من القرآن من السور الواردة في يوم الجمعة.. قريب سُبعَين من القرآن يقرأها من سورة إلى سورة، وكان والده يقول إني أحس ببركة في قراءة القرآن في الجامع يتبارك لي الوقت فيه ما لا يتبارك في غيره وأقرأ كثير من القرآن الكريم (ومع القرآن في قرنِ) عليهم رضوان الله تبارك وتعالى.

 

فلابد أن يسطع نور القرآن في قلوبنا وفي عقولنا وعقول زوجاتنا وأولادنا، حتى يتخلصوا من بلاء الموضات هذا وبلاء التبعيات للفساق والبعيدين عن الله ويتحلوا بمكارم الأخلاق.

 

كان هذا الإمام كثير الصدقة، وأحب الصدقة إليه صدقة السر وكم من محتاج ومكروب فرَّج كربته، ومنهم من درى من أين جاءت وبعضهم ما درى أنها وصلت على يد عبد الله بن حسين، في رعايته للمحتاجين وتفقده للمسنين وذلك من الأوصاف الذي اتصفوا بها من رحمة العباد ظاهر وباطن.. عليهم رضوان الله تعالى فالحمد لله الذي جمعنا ونسأله أن ينفعنا، يا رب في اليوم المبارك انظر إلينا وأعد علينا عوائد الاتصال بالجناب الأشرف بهذه الحبال القوية، خواص ورثته وخواص ذريته وخواص حاملي رايته من بعده.

 

فهم القوم الذين هدوا

وبفضل الله قد سعدوا

ولغير الله ما قصدوا

ومع القرآن في قرنِ

رب فانفعنا ببركتهم

واهدنا الحسنى بحرمتهم

وأمتنا في طريقتهم

ومعافاة من الفتنِ

 

قال نبينا: (إن من خير أيامكم الجمعة فأكثروا فيه من الصلاة علي فإن صلاتكم علي تبلغني حيث كنتم) قالوا كيف تبلغ صلاتنا اذا أرمتَ؟ أي إذا بليتَ؟ قال: (إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجسادنا معاشر الانبياء)، ولا تأكل الأرض أجساد خواص من الأولياء من العلماء العاملين بعلمهم أو حفظة القرآن غير الغالين عنه والجافين عنه، أو المؤذنين محتسبين لله سبحانه وتعالى سبع سنوات في مسجد، والشهداء في سبيل الله.

 

وهذا القبر لما ابنه هذا الذي صلَّى عليه وذكرناه في الترجمة حبيبنا عبدالرحمن عليه الرضوان.. بعد وفاة والده بإحدى عشر سنة لحقه وتوفي والحفَّار وصل في آخر القبر، فجاءت المسحاة إلى جهة القبلة وإذا الحبيب عبد الله كما وضع، وأخذه الشوق مد يد الحبيب.. أخذ يد الحبيب وقبَّلها ورد الحاجز بين القبر والقبر فسقط عليه، ثاني مرة بناه فسقط عليه، أحكم البناء.. لما كمَّله سقط عليه، تَحيَّر.. لما رجع لبعض الصلحاء واللي كان في المدينة قالوا يحب ولده ولا بغى بينه وبينه حاجب فاتركوهم على ما هم عليه، ودُفن هذا بجانب هذا ما تأكل الأرض أجسادهم، الأرض تُفرِّق بين جسد وجسد والبشر كلهم سواء من ماء وطين!!.. كيف تأكل هذا وما تأكل هذا؟ لانها ليست سواء، لا أرواحهم ولا أجسادهم {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ، لا المحيا سواء ولا الممات سواء.

 

اللهم اقبلنا في جمعنا هذا وانظر الينا واصرفنا بصدق في الاقبال عليك والوجهة إليك، ووفر حظنا من يوم الجمعة وساعة الاجابة في يوم الجمعة التي في عشيتها: (من صلى علي بعد العصر ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة)

 

وفقنا واغفر لنا وانظر إلينا وزدنا وبارك في أحبابنا وأحفاد هؤلاء الأئمة وزِدهم زيادة وأجرِ على أيديهم الخيرات، واعمر فينا الآثار وأصلح الوادي والنادي والأمة واكشف كل غُمّة يا رب العالمين، والحمد لله رب العالمين.

تاريخ النشر الهجري

17 ربيع الثاني 1444

تاريخ النشر الميلادي

11 نوفمبر 2022

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية