دعاء ليلة 26 رمضان 1445 - موالاة الله ورسوله
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الجمعة 26 رمضان 1445هـ
( موالاة الله ورسوله )
نص الدعاء مكتوب:
اللّٰهُمَّ {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلآخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}
{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أنت ٱلۡوَهَّابُ}
{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
{رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
{رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰجِنَا وَذُرِّیَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡیُن وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا}
{ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ}
{ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ }
{ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلإیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ}
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.
اللّٰهُمَّ إنّ لك قلوبًا ترعاها فتقذف فيها ولاءك، وولاء رسولك، وولاء المؤمنين من أجلك، فلا يتطرّق إليها شُوب الْتفاتٍ إلى ما لا تحبّ، ولا موالاةِ من لا تحبّ ظاهرُا ولا باطنًا، فترتضيهم لك ولقربك، وتحقّق إيمانهم، وترزقهم محبّتك، وتجعلهم أهل حزبك الغالبين، اللّٰهُمَّ فاجعلنا منهم، اللّٰهُمَّ فاجعلنا منهم، يا الله، تولَّنا في جميع الشّؤون، وارزقنا اللهم أن نتولّاك، وشرعك ودينك وما أوحيت إلى نبيّك، ونتولّى لك ومن أجلك رسولَك المجتبى المصطفى المختار سيّدنا محمّد، ونتولّى من أجلك وأجل رسولك أهل بيته وصحابته والمؤمنين والمؤمنات.
اللّٰهُمَّ؛ حقّقنا بحقائق ذلك، واجعلنا في مؤمنين {بَعۡضهُمۡ أَوۡلِيَاۤءُ بَعۡضࣲ} يتعاونون على إقامة السنّة والفضل، وعلى أن يُقرضوا ربهم فيحسنوا الفضل، فتكرمهم بالجزاء الجميل، والدّرجات العُلا يوم العرض، يا ربّ السّماوات والأرض، يا كاشف كلّ كرب، يا دافع كلّ خطب.
انظر إلى قلوبنا واجعلها تتولّاك، وتتولّى رسولك ومصطفاك، ومن أجلك ورسولك تتولّى أولياءك، وأهل الإيمان بك، وأهل رضاك.
يا الله، احفظ كلّ قلب منّا ومن أهلينا وأولادنا وأحبابنا وأصحابنا أن يتولّى من لا تواليه، وأن يوالي من تبغض ولاءهم. اللّٰهُمَّ طهّر ونقّ وصف قلوبنا وقلوبهم أجمعين عن كلّ ذلك، واجعل ولاءها لك خالصًا لوجهك، نتولّى المؤمنين بولايتك، ونحسن القيام بما كلّفتنا من حقّ هذه الولاية في إرادة الخير لهم، وفي السّعي في نفعهم ومصالحهم، وفي إرشادهم إلى طريق الخير، وفي التّعاون معهم على الخير والبرّ والهدى والنّور والطّاعة والصّلاح، وفي التّناهي بيننا وبين كلّ منهم عن المنكر والسّوء والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يا الله.
هذه أوصاف من أحببت وقرّبت وهيّأت لهم المنازل الكريمة في الدّار الآخرة؛ فهبنا إيّاها، وأكرمنا بإشراق نور سناها، وشيّد لنا يا مولانا بقوّةٍ من قوتك مَبناها، وارزقنا فهم سرّها ومعناها يا الله، يا الله، اجعل ولاءنا خالصًا لوجهك، نوالي من أجلك المؤمنين، ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك، يا الله.
يا الله، أنت القائل: {إنّما وَلِيُّكُمُ ٱللهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوةَ وَهُمۡ رَكِعُونَ} فاجعلهم أولياءنا، لا من خالَفهم ولا من خرج عن ركبهم، وقلت: {وَمَن يَتَوَلَّ ٱللهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللهِ هُمُ ٱلۡغَلِبُونَ}؛ فجعلتهم حزبك وكتبت لهم الغلبة؛ فحقّق اللّٰهُمَّ لنا ذلك وحقّقنا بذلك يا الله.
يا الله، لا تحرِف قلوبنا عن ولائك، ولا تصرف قلوبنا عن دعائك، ولا تحُل بين قلوبنا وبين الصّدق معك في جميع الشّؤون، في الظّهور والبطون، يا من يقول للشيء كن فيكون، وهو يحول بين المرء وقلبه؛ فما كان قلبٌ ليُصلح إلا بإصلاحك، وما كان لنفس أن تتزكّى إلّا بتزكيتك ، وأنت القائل: {وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدࣰا وَلَكِنَّ ٱللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاۤءُ} فيا ربّنا نطرق باب كرمك؛ فآتِ نفوسنا تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها.
توالتْ علينا عامّة ليالي شهر رمضان وأيّامه، ولم يبق إلّا القليل؛ فهبنا جزاءك الجليل، وعطاءك العظيم، ومنّك الكريم يا كريم.
اللّٰهُمَّ وَفِّرْ حظّنا من أنوار الصّدق معك في شهرنا هذا، وثَبِّتْنَا على ولاء المؤمنين لك ومن أجلك، والتّعاون معهم على ما يرضيك ويقرّب إليك ويُسِرُّ قلب نبيك يا ربّنا في أسرنا وأهلنا وأصحابنا وأصدقائنا وفي محيطنا يا الله، لا نتآمر إلا بالمعروف، ولا نتناهى إلّا عن المنكر، لا نتعاون إلا على ما يرضيك وما تحبّ، ولا يخذل بعضنا بعضا إلّا عمّا لا تحبّ ولا ترضى؛ حقّقنا يا ربنا بالعبوديّة لذلك، واجعلنا من مؤمنين {بَعۡضهُمۡ أَوۡلِيَاۤءُ بَعۡضࣲ} توالوا فيك، وتحابّوا فيك وتعاونوا على البرّ والتّقوى وما يرضيك يا الله، منهم اجعلنا، وفي خيارهم أدخلنا، وفي خواصّهم زُفَّ بنا يا الله، يا الله، أخرج وأبعد عن كلّ قلب منّا أدنى ذرّة من ولاء عدوك، وما تعاديه ومن تعاديه، نحبّ بحبّك النّاس، ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك يا ربنا.
وأحيِ هذا الولاء والأخوّة والمحبّة في قلوب المؤمنين؛ إنّه تصرفهم عنها نفوسهم وأهواءهم، وشياطين الإنس والجنّ، وبرامج يبثّونها وخطط يختطّونها؛ اللّٰهُمَّ؛ فرُدَّ كيد إبليس وجنده في نحورهم، واحفظ على المسلمين ولاء قلوبهم لك ورسولك والمؤمنين يا الله.
أكرمنا بولاء أوليائك ومعاداة أعدائك، اجعلنا من أوليائك، وأدخلنا في أصفيائك، وأحيِي فينا الولاء لك ومن أجلك، فإنّا عبيدك ولا ربّ لنا سواك، ولا مرجع إلّا إليك، ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، فصفّنا واصطفنا وقرِّبنا وأسعدنا، ومن كلّ فضل زدنا، وادفع عنّا كلّ ما يؤذينا وكلّ ما عاقبته سوء علينا في الدّنيا والبرزخ والآخرة، يا رب الدّنيا والبرزخ والآخرة، يا الله.. يا الله.
واجعل اللهم ولاءنا لعبادك على حسب ما تحبّ في مراتبهم عندك، حتى لا نمسي في ليلتنا هذه، ولا نصبحَ يومنا إلا وأنت ورسولك أحبّ إلى كلّ قلب منّا ممّا سواكما يا الله، إنّه عطاؤك العظيم ومنُّك الفخيم؛ ولولا ما علّمتنا من جودك، وعلّمتنا من كرمك ما قدرنا أن نسألك؛ لما علمنا من سوء أدبنا معك، وغفلتنا عنك وتجرّئنا على مخالفتك، وتقصيرنا في حقّك، ولكنّك الله، ولكنّك الله، ولكنّك الله، المُحسن الوهّاب، الكريم التوّاب، يعطي بغير حساب، ويصبّ الفضل على العباد فينساب، يعطي بغير عدّ ولا حساب، إنّك الله، إنّك الله.
فندعوك بأنّك الله الذي لا إله إلّا هو، وحده لا شريك له، أن تُطهّر قلوبنا وتصفّيَها عن ولاء أعدائك، وعن موالاة معصيتك، وارزقنا التّعاون على مرضاتك وما يُقرّبنا إليك، يا الله يا الله.
وقد عمل عدوّك وجنده من الإنس والجنّ، على التّفريق بين المسلمين، وبعث المُعاداة والمنازعات بينهم، حتى أريتنا ما أنذرت به، وما أخبرت نبيّك أنّه يجعل بأسهم بينهم، فرأينا كلّ ذلك، وإنّ لك رحمات، ونفحات، وجودا. اللّٰهُمَّ؛ فاردد كيد عدوّك ومن ولاه في نحورهم، وائذن بجمع شمل المسلمين بعد شتاتهم، وائْذن بِلَمِّ شملهم بعد تفرّقهم، وائْذن باجتماعهم قلبًا واحدًا وأمةً واحدةً بعد تفرّقهم، يا ربنا يا ربنا يا ربنا يا ربنا، أنت لنا ولهذه الأمّة فاجمع شملها المُفرّق، ولُمَّ شعثها المُمزّق، وألّف ذات بينهم، وارزقهم التّعاون على ما يرضيك، يا ربّ السّماوات والأرض، افتح لنا من خزائن الجود ما تبعث به هذه الولاء والمحبّة على رغم أعدائك، يا الله يا الله.
اللهمّ وَلُمَّ شَعْثَ أهل فلسطين، وَلُمَّ شَعْثَ أهل غزّة وبيت المقدس، وأهل الضّفّة الغربيّة وأهل رفح، والمسلمين في المشارق والمغارب، وخَفِّفْ عنهم الأحمال والأثقال والشّدائد والبلايا والرّزايا، فإنّا نستغفرك لنا ولهم وللمؤمنين، ونتوب إليك عنّا وعنهم وعن المؤمنين.
اللّٰهُمَّ؛ فتدارك، اللّٰهُمَّ فأغث، اللّٰهُمَّ عجّل بالغياث، اللّٰهُمَّ عجّل بالدّرك، اللّٰهُمَّ عجّل بالإنقاذ، اللّٰهُمَّ احقن دماءهم، اللّٰهُمَّ اعصم أعراضهم، اللّٰهُمَّ صنهم في جميع أحوالهم، اللّٰهُمَّ الطف بهم فيما تجري به المقادير.
وأهل الظلم والعدوان مزّقهم كلّ مُمزّق، وأهل الظّلم والعدوان مزّقهم كلّ مُمزّق، يا قهّار يا شديد البطش، ابطش بأعدائك وأعدائنا يا الله، يا قهّار يا شديد البطش، ابطش بأعدائك وأعدائنا يا الله، يا قهّار يا شديد البطش، ابطش بأعدائك وأعدائنا يا الله، واجعلهم كعصف مأكول، واجعلهم كعصف مأكول، واجعلهم كعصف مأكول.
اللّٰهُمَّ منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب؛ اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم. يَا قَوِيُّ يَا مَتِيْنُ، يَا قَوِيُّ يَا مَتِيْنُ، يَا قَوِيُّ يَا مَتِيْنُ، يا أقدر القادرين، يا رب العالمين يا الله.
نسألك لنا ولهم ولجميع الأمة من خير ما سألك منه عبدك نبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك نبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}
{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}
وصلى الله على سيدنا محمد النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم.
27 رَمضان 1445