للاستماع إلى المحاضرة

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الأربعاء 24 رمضان 1445هـ

( ذكر الله )

نص الدعاء مكتوب:

اللّٰهُمَّ {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أنت ٱلۡوَهَّابُ}

{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

{رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَا ظَلَمۡنَاۤ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ}

{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ}

{رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَة وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدا}

{رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاۤءَتۡ مُسۡتَقَرࣰّا وَمُقَامࣰا}

{رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِنَا وَذُرِّیَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡیُن وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا}

(رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ)

{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

 اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.

اللّٰهُمَّ أَعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللّٰهُمَّ إنّك تُكرِم من شئت من عبادك؛ فتملأ قلوبَهم بذكرك، والحضورِ معك، وأنوارِ ذكرك، والتولُّع بك، والتولُّه بك، والإقبال عليك؛ فاجعلنا من الذَّاكِرِينَ الله كثيرًا، اجعلنا من الذَّاكِرِينَ الله كثيرا، اجعلنا من الذَّاكِرِينَ الله كثيرًا والذّاكرات؛ {أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، 

اللهم ألهِمنا ذكرك في الأنفاس واللّحظات، ألهمنا ذكرّك في الحركات والسّكنات، وألهمنا ذكرك في الأقوال والأفعال وجميع الحالات.

اللّٰهُمَّ اجعلنا من الذين {ٱلَّذِینَ یَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِیَـٰمࣰا وَقُعُودࣰا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَیَتَفَكَّرُونَ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَـٰذَا بَـٰطِلࣰا سُبۡحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

ولقد وعدتهم بالوعد الحسن الجميل من حضرة إلهيّتك وربوبيّتك أن تذكرهم، وقلت: {فَٱذۡكُرُونِیۤ أَذۡكُرۡكُمۡ}؛ فاجعل حظّنا وافرًا من ذكرك في كلّ شأن وفي كلّ حين، اجعل حظّنا وافرًا من ذكرك في كلّ شأن وفي كلّ حين، اجعل حظّنا وافرًا من ذكرك في كلّ شأن وفي كلّ حين، مُقتدين بحبيبك الأمين، الذي كان يذكر الله على كلّ أحيانه، واجعل سرايةً من ذكره لك تسري إلينا؛ فنذكرَك بسرّ ذكره، وندخل في دائرة نورك بنوره، وتغمرَنا بفائضات بِرّك وبرّه، بجاهه عليك ومنزلته لديك.

اجعل ذكرنا يا مولانا في الاقتداء التّام بخير ذاكرٍ لك، واجعل شكرنا يا مولانا في التبعيّة الكاملة والانطواء في أكرم شاكرٍ لك، يا حيّ يا قيّوم؛ لا انصرف عنّا الشّهر إلا ونحن في الذَّاكِرِينَ لله كثيرًا، صغيرَنا وكبيرنا، ذكرنا وأنثانا، أوّلنا وآخرنا، يا خير الذَّاكِرِينَ، يا خيرَ المذكورين، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الرّاحمين.

اللّٰهُمَّ اجعلنا في المصلّين من الذَّاكِرِينَ لك كثيرا؛ فتجعلهم في أفضل المصلّين، اللّٰهُمَّ اجعلنا في المتصدّقين من الذَّاكِرِينَ لك كثيرًا؛ فتجعلنا في أفضل المتصدّقين، اللّٰهُمَّ اجعلنا في الصّائمين من الذَّاكِرِينَ لك كثيرًا؛ فتجعلنا في أفضل الصائمين، اللّٰهُمَّ اجعلنا في المجاهدين في سبيلك في الذَّاكِرِينَ لك كثيرًا؛ فتجعلنا من أعظم أهل الجهاد أجرًا، يا أكرم الأكرمين.

اللهمّ واجعلنا في التّعليم لشرعك من خواصّ المُكثرين لذكرك، ومن أكثرهم لك ذكرًا؛ حتى تجعلنا في خواصّ المعلّمين، واجعلنا اللّٰهُمَّ في تعلُّمنا من أكثر المتعلّمين لك ذكرًا؛ حتى تجعلنا في خير المتعلّمين.

اللّٰهُمَّ واجعلنا في جميع الأحوال والشّؤون من أكثر النّاس لك ذكرًا، وأحسن النّاس لك ذكرًا، وأعمق النّاس لك ذكرًا، وأقوى النّاس لك ذكرًا، وأصفى النّاس لك ذكرًا؛ حتى يَنْفِيَ ذكرُك عنّا وعن قلوبنا وسرائرنا كلّ السِّوى، وكلّ التفات إلى ما سواك في السّر والنّجوى يا الله، حتّى نَفْنَى فيك يا خيرَ مذكور، بخير الذَّاكِرِينَ لك، وحتى نبقى بك في خير الذَّاكِرِينَ لك، يا الله يا الله يا الله، أعِنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

يا حيُّ يا قيّوم؛ أنت القائل بفضلك: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وأطيب". اللّٰهُمَّ إنا نذكرك في الملأ؛ فاذكرنا في الملأ الأعلى، فاذكرنا في الملأ الأعلى، فاذكرنا في الملأ الأعلى بأعلى ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأكبر ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأنور ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأوفى ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأصفى ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأهنأ ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأجلّ ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأجمل ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأفضل ما تذكر به الذَّاكِرِينَ، وأعد علينا عوائد ذكرك للمحبوبين أجمعين، واجعلنا في حضرة حبيبك مذكورين، وفي حضرات عبادك المقرّبين، اللّٰهُمَّ أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا الله.

الذّاكرون لك كثيرا وضع الذّكرُ عنهم أثقالهم فَوَرَدُوا القيامةَ خفافًا.

إلهنا؛ وأوزارنا من لها غيرك، وأحمالنا من لها غيرك، وآثامنا من لها غيرك، وخطايانا من لها غيرك، ومعاصينا من لها غيرك، وعيوبنا من لها غيرك، وسيئاتنا من لها غيرك، وحوبنا من له غيرك، وآثامنا من لها غيرك، فيا الله اجعلنا من أسعد أهل السّماوات والأرض بذكرك، واجعل ذكرك يكفينا جميع مهامّنا، ويُصفّينا من جميع معايبنا وظلماتنا، ويُصفّي صحائفنا من جميع ذنوبنا، وتنسى به الملائكة ما كتبت، وتنسى به الأرض ما حفِظت، وتنسى به أعضاؤنا ما عملت، حتى لا يشهد علينا شاهد عند لقائك، ولا يوم العرض عليك، ولا ساعة الوقوف بين يديك، أنت أستر بنا يا ستّار فاسترنا، أنت يا مولانا أولى بنا يا غفّار فاغفر لنا، يا الله، املأ بنور ذكرك قلوبَنا، واجعلنا ذاكرين لك في جميع تقلُّباتنا وأطوارنا، واجعل لنا أصفى الذّكر وأجملَ الذّكر وأوفى الذّكر ساعةَ لقائك، فلا يُغَرْغرُ أحدٌ منّا إلا ونور ذكرك مبسوط في فؤاده، مؤذنٌ منك له بإسعاده يا الله.

اجعل من أصفى ساعاتنا في الذّكر ساعة لقائك، عند خروج أرواحنا من أجسادها، اجعلنا في حالة ذكر عظيمة من ذكر المحبّين المحبّوبين، الذين يُحِبّون لقائك وأنت تُحبّ لقائهم. 

يا ربّنا يا ربّنا؛ أَنْتَ ذُخْرُنَا لساعة الوفاة، أَنْتَ ذُخْرُنَا للحظة الخروج من هذه الحياة، أنت عُدَّتُنَا عند خروج أرواحنا من أجسادنا، أنت ذخيرتُنا لساعة أن نلقاك، وساعة أن نخرج عن هذه الحياة إلى حياة البرزخ، اللّٰهُمَّ فاجعلنا فيها من أسعد النّاس بذكرك، وأسعد النّاس بالبشائر منك، وأسعد النّاس برضوانك، وأسعد النّاس بِحُبّك والمحبّة منك يا الله.

هذا الدّعاء ومنك الإجابة، وهذا الجهد وعليك التّكلّان، يا رحيم يا رحمن يا كريم يا منّان. سألك بعض أنبيائك: ما علامتك في من تحبّ حتى أحبّه، ومن لا تحبّ حتى لا أحبّه؟ فأوحيت إليه: إذا رأيت العبد يكثر من ذكري فاعلم أنّي أذنت له وأنّي أحبّه، وإذا رأيت عبدي لا يكثر من ذكري؛ فاعلم أنّي لم آذن له ولم أحبّه؛ فاجعلنا من الذَّاكِرِينَ المحبوبين، والذَّاكِرِينَ المُحبّين، والذَّاكِرِينَ المجموعَة قلوبَهم على المذكور، يا عزيز يا غفور يا الله يا الله.

وبسرّ الذّكر لك، والذَّاكِرِينَ لك، والمذكورين عندك؛ فرّج كروبنا، واكشف خطوبنا، وادفع البلاء عنّا، وفكّ أسيرنا ويسّر عسيرنا، واقض ديوننا وأصلح شؤوننا، والطف بأهل غزة، والطف بأهل الضفة الغربية وأهل رفح وأهل أكناف بيت المقدس، والطف بالمسلمين في سوداننا، والطف بالمسلمين في شامنا، والطف بالمسلمين في يمننا، والطف بالمسلمين في الشّرق والغرب، يا كاشف كلّ كرب، يا دافع كلّ خطب، يا من بيده الأمر كلّه، يا ربّ يا ربّ يا ربّ، أغِثنا يا مغيث بغياثك الحثيث، رُدّ عنّا شر كلّ خبيث، يا أرحم الرّاحمين يا أرحم الرّاحمين.

ليالٍ قليلة معدودة بقيت من ليالي الشهر؛ فاجعل حظّنا فيها وافرًا من ذكرك، ولا تنصرف عنّا إلا ونحن في الرّتب الأولى بين خيار الملأ، من خواصّ المذكورين الذَّاكِرِينَ، والمشكورين الشّاكرين، والمحبوبين المحبّين، يا أرحم الرّاحمين.

نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك لنا وللأمة من شر ما استعاذك منه نبيك وحبيبك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}

{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}

وصلى الله على سيدنا محمد النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم.

العربية