للاستماع إلى المحاضرة

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الثلاثاء 23 رمضان 1445هـ

( الصيام )

نص الدعاء مكتوب:

اللّٰهُمَّ {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

(رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ)

{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَة وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدا}

{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ}

{رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِنَا وَذُرِّیَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡیُن وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا}

{رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}

 اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.

اللّٰهُمَّ إنّك بلّغتَنا شهرَ الصّيام من فضلك حتى بلغنا أواخره؛ فبلِّغْنَا خاتمتَه متحقّقين بحقائق الصّيام كما أحببت من عبادك على خير الوجوه وأفضلِها يا ربّ العالمين.

اللّٰهُمَّ إنّك وعدت على الصّوم من عندك مغفرةً لِما تَقَدَّمَ من الذّنب وما تَأَخَّرَ؛ فَلَكَ الحمد فاقْبَلْ منّا صيامنا، وحقّقنا بحقائقه، واجعلنا من القائمين بحقّه، كما تحبّه وترضاه يا أرحم الراحمين.

اللّٰهُمَّ إنّه يصومه إيمانًا واحتسابًا مَن سبقتْ لهم منك سوابق السعادة؛ فاجعلنا وأهلينا وأحبابَنا وطلّابنا وأصحابنا ممن صامه ويصومه إيمانًا واحتسابًا؛ فيُدركُ ما وعدَ رسولُك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم خيرَ الإدراك في الدنيا والآخرة، وأوسع ما تؤتي عبادك الصائمين.

اللّٰهُمَّ إنّك قلت عن الصّيام أنّه لك، وأنّك تجزي به فأعددت لأهله المقبولين عندك ما لا يُعدّ وما لا يُحدّ، وما لا يحيطُ به أحدٌ غيرك؛ فَلَكَ الحمدُ على ذلك، وإنّا نطلب من كرمك وجودك أن تجعلنا في أهل نيل ذلك العطاء الوافر، وأن تجعل صيامنا صيامَ المقبولين، وأن تجعل صيامنا صيامَ المتّقين، وأن تجعل صيامنا صيامَ الصّادقين، وأن تجعل صيامنا صيام المسعودين، برحمتك يا أرحم الراحمين. 

اللّٰهُمَّ وإنّ للصيام أهلًا ينالون من أوائل خير الصّيام أن ينتهوا عما نهيتَهم عنه من طلوع الفجر حتى غروبِ الشّمس؛ فينالون بذلك خيرًا، ثمّ يرتقون فيَكُفُّونَ عن جميع ما حرّمتَ عليهم، ثمّ يرتقون فَيَكُفُّونَ عن كلّ ما لا يقرّبهم إليك، وما لا ينالون به زيادة رضاك.

اللّٰهُمَّ؛ فَرَقِّنا في درجات الصّيام مع خواصّ الصّائمين، واقبل منّا صيامنا بفضلك يا ذا القوّة المتين. اللّٰهُمَّ إنّك وفّقتنا وإنّك أكرمتنا؛ ولولا توفيقُك وكرمُك ما صُمنا ولا قمنا، وما كان ذلك إلّا منك إلينا، اللّٰهُمَّ وإنّ قصدَنا فيه إليك؛ فاقبله مناّ على ما فينا يا خير القابلين، يا أسمع المسؤولين يا أسخى المعطين، يا أجود المانحين، يَا أَوَّلَ الأَوَّلِيْنَ، يَا آخِرَ الآخِرِينَ، يَا ذَا القُوَّةِ المَتِيْن، يَا رَاحِمَ المَسَاكِيْن، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ؛ 

ارزقنا مع صيام الفرض توفيقًا منك لصيام النّفل في أيّامنا وليالينا، حتى نُدعى جميعًا من باب الرّيّان يوم يُدْعَى منه الصّائمون، ورَقِّنا مَرَاقِيَ من فضلك نحوز بها ما أشار إليه نبيك حين سأله صاحبه الصّدّيق أبو بكر: "هل على من دُعي من تلك الأبواب كلها من حرج؟" فقال لا وأرجو أن تكون منهم. اللّٰهُمَّ هذه أيدي أفقر عبادك إليك وأحوجهم إلى كرمك وأحوجهم إلى فضلك وإحسانك، معترفين واثقين راجين، يسألونك أن تجعلهم مِمّن يُدعى من تلك الأبواب كلّها؛ فاقبلنا يا أكرم الأكرمين، فاقبلنا يا أكرم الأكرمين، فاقبلنا يا أكرم الأكرمين؛ اجعلنا في ذلك اليوم مِمّن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ويدعون من أبواب الجنّة الثّمانية كلّها؛ يدخلون من أيّها شاؤوا، أكرمنا بذلك يا من يعطي ولا يبالي، يا من يتفضّل ولا يبالي، يا من يُكرِمُ ولا يبالي.

سيّدَنا؛ وما يعوقنا عن ذلك من أوصافنا؛ فنزِّهْنا عنه وصَفِّنا منه، وما يعوقنا عن ذلك من أعمالنا؛ فَتُب علينا منه واغفره لنا، وما يعوقنا عن ذلك من أقوالنا؛ فَتُب علينا منه وسامحنا فيه، يا إلهنا يا مولانا، يا خالقنا يا موجدنا، يا فاطرنا يا بارئَنا، يا مصوّرنا يا مُنشئَنا، يا من بيده أمرنا؛ سألناك ورجوناك؛ فحقِّق رجاءَنا، ولا تردّ سؤالنا ولا دعاءنا يا الله.

لا نكون بدعائك ربنا أشقياء؛ بل هَبنا أجلّ وأجمل وأكمل ما وهبت السّائلين، وأجلّ وأجمل وأكمل وأكرم ما وهبت الدّاعين؛ فإنّا ندعوك تذلُّلًا لك وافتقارًا إليك، وإيقانًا باضطرارنا وشِدّة فاقتنا وحاجتنا، موقنين أنّا الأفقر إليك وأنّك الأغنى عنّا وعن جميع الكائنات، لا إله إلا أنت؛ فاقبل عبادًا لاذوا بك بتوفيقك، ووقفوا على أبوابك بكرمك وإحسانك، وَرَجَوْكَ وتوجَّهُوا إليك بكتابك وقرآنك وحبيبك الذي أنزلتَ على قلبه القرآن؛ فبجاههِ عليك اجعلنا من خواصّ المتحقّقين بحقائق الصّيام، والمتحقّقين بحقائق القيام، والمتحقّقين بحقائق الإسلام والإيمان والإحسان؛ يا ذا العطاء الجزيل، يا ذا المنّ الجليل، يا مولى التّكريم والتّفضيل، يا من لا يُعْجِزُه شيء، ولا يغلُبُه شيء، ولا يصعُب عليه شيء، يا ربّ كلّ شيء؛ بقدرتك على كل شيء، وعلمك بكلّ شيء، وإحاطتك بِكلّ شيء؛ اغفر لنا كلّ شيء، وأصلِح لنا كلّ شيء، ولا تُعَذِّبْنَا على شيء، ولا تسألنا عن شيء، يا أرحم الرّاحمين يا أكرم الأكرمين.

اللّٰهُمَّ؛ وتُب على أمّة نبيّك الّذين يُقصِّرون في الصّيام في رمضان، وانقُلهم من الغفلة وموجب النّدامة إلى إقامة الفرض كما تُحِبّ، وارغَم بذلك عدوّك وعدوّهم من إبليس وجندهم من شياطين الإنس والجنّ. 

اللّٰهُمَّ أشرق أنوار الهداية في قلوب المسلمين، وتُب على عبادك العاصين؛ تُب علينا وعليهم توبةً نصوحًا يا أكرم الأكرمين، ولا تؤاخذنا بما فعلوا ولا ما فعل السفهاء منا، وعجِّل بالنّصر لنا ولإخواننا أهل لا إله إلا الله، وعجّل اللّٰهُمَّ بالغياث واللطف للمسلمين في غزّة والضفّة الغربيّة وأكناف بيت المقدس ورفح، وفي السودان والصّومال وفي العراق وليبيا والشّام واليمن وأفريقيا، وجميع أقطار الأرض يا الله. 

أغِث يا مغيث، وأسرع بالغياث يا مغيث، وعجّل بالغياث الحثيث، ورُدَّ شرَّ كلّ زنديقٍ وخبيث، يا الله يا الله. 

إليك المشتكى وأنت المستعان، وعليك يا ربّنا التّكلان؛ فعجِّل بالغياث يا كريم يا منّان، يا أرحم الرّاحمين.

نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك لنا ولهم من شر ما استعاذك منه نبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. 

{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}

{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}

وصلى الله على سيدنا محمد النّبيّ الأمّيّ وآله وصحبه وسلّم.

تاريخ النشر الهجري

24 رَمضان 1445

تاريخ النشر الميلادي

02 أبريل 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية