(231)
(536)
(574)
(311)
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الخميس 22 رمضان 1444هـ
{رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصرا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ}
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلرَّ احِمِینَ}
{رَبَّنَاۤ إِنَّنَاۤ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوف رَّحِیمٌ}
اللَّهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَستَغفِرُكَ ونَتُوبُ إلَيْكَ.
اللهم إنك شرعتَ لِعبادِكَ الصِّيام، وفرضتَ علينا صِيامَ شهر رمضان، وندبتنا إلى صيام غيرهِ من أيامٍ مخصوصةٍ وعامةٍ دَلَّنَا عليها حبيبُكَ المصطفى محمدٌ، وأخبرنا عنك أنَّ ثواب الصوم لا تُوْكِلُهُ إلى مَلَكٍ من الملائكة ولا إلى أحد من خلقِك، وتقولُ: "إلا الصوم؛ فإنّهُ لي وأنا أجزي به".
اللهم إنا نسألُكَ توفيقاً لِحُسنِ الصيام، وإتمامهِ وإكمالهِ على الوجهِ المَرْضِيِّ، وأن تقبلنا فيه أجمعين، اللهم اجعل صيامنا صيام البَرَرَة المُتّقينَ الصّالحينَ الأخيار المقبولين، وأذِقنا به لذَّة الوِصال مِن حضرتِكَ العَلِيّةِ بما تُواصِلُ به المحبوبينَ يا أكرم الأكرمين.
اللهم إنّك وعدتنا على لِسان نبِيّك فيمَن صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ أن تغفِر له ما تقدَّمَ مِن ذنبِه، وقد تَوالت علينا أكثر أيامه وأنت مُوَفِّقٌ لنا للصيام فيها، فنسألكَ إتمام بقِيّة الأيام على ما هو أجملُ وأتمّ وأكمل وأفضل عندكَ وأحبّ إليك، وأن تجعلها مقبولةً عندك، وأن تُخْرِجَنَا بِما وعدتنا على لسان رسولِك، {وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ} يا رب العالمين.
اللهم يا أوّلَ الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوّةِ المتين، ويا راحِم المساكين، ويا أرحم الراحمين؛ لا تجعل فينا ولا في دِيارِنا مُكَلَّفًا إلا مقبولاً صيامهُ عندك، قائماً فيه مقامَ من أحببتَ وارتضَيتَ من عبادك، لا تَحُومُ عليه حائُمةٌ فيمن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ به، فليس لك حاجة في أن يدع طعامهُ وشرابه، اقبلنا يا ربّنا أجمعين بِفضلك، ومُنَّ علينا بِطَولك، وباقي أيّامنا اجعلها على تمام الصيام، على خير ما تُحِبُّ مِن عِبادك يا ذا الجلال والإكرام، يا الله يا الله يا الله.
بِتَوفيقِكَ وفضلِك صُمنا؛ فاقبل مِنّا على ما فينا، ولا تَرُدَّ علينا صوم يوم مِن أيامنا، واجعلها مُندرِجةً في صيام المُقرَّبينَ المحبوبين أهل حقيقة التوحيد، مُندرجةً جميعاً في صيام حبيبكَ المُصطفى خير العبيد يا الله.
أَمِدَّنا في صِيامنا مِن سرِّ صيام حبيبكَ المُنتقى المصطفى يا الله، أمِدّنا في صيامنا من سِرِّ صيام عبدك المُجتبى المُنتقى يا الله، أمِدّنا في صِيامنا أن يكون إيماناً واحتساباً على التمام والكمال، يا ذا الجود والإفضال، يا جزيل النوال، بارِك لنا فيما بقي لنا من شهرنا هذا من أيامٍ وليال، واجعلها مَرَاقِيًا نرقى بها إلى أعلى مراتِب الدُّنُوِّ منك يا ذا الإفضال، صَفِّنَا بها في جميع النِّيّاتِ والمقاصدِ والأقوال والخِلال، عن جميع المعايِبِ والشوائبِ وما لا ترضاهُ في كل حال، يا جزيل النوال، يا عظيم الإفضال.
أَعِنَّا على تمامِ الصيام على الوجه المَرْضِيِّ لك، ووفِّقنا في باقي سَنَتِنَا وأعمارنا لِأنْ نصومَ ما ندبنا إليه نَبِيُّكَ على الوجهِ الأحبِّ إليك، واجعل الكُلّ مِنّا مِمّن تفتح له باب الريّان عند دخول الجِنان، ويُؤذنُ له من الدخول منه مع الصائمين، يا الله يا الله.
إنما يَعظُمُ صومنا إذا قَبِلْتَهُ يا عظيم، فَكَما وفَّقْتَنَا فاقبلنا؛ إِلَّا مِن حيث نحنُ ونِسبة الصيام إلينا لسنا بِشَيء، وما لنا إلا أنت يا ربَّ كُلّ شيء، بِقُدرتكَ على كُل شيء، وعلمِكَ بِكُل شيء؛ اغفر لنا كُل شيء، وأصلِح لنا كل شيء، ولا تسألنا على شيء، ولا تُعَذِّبنا على شيء، واجعل صِيامنا مُضَاعَفًا عندك مُضَاعَفَاتٍ لا غاية لها ولا مُنتهى يا الله.
ومن ضَيَّعَ الصيام من المُكلَّفينَ مِن أمّة حبيبك رُدَّهُمْ إليك قريبًا عاجلًا، وأنقِذهم مِما تعرّضوا له من بأسِك الذي لا يُطاق ثِقَلًا، اللهم اهدِ المُسلمين، ووفِّقهم للإتيانِ بالصيام على الوجهِ الذي ترضاهُ يا ربّ العالمين.
إلهنا؛ وما نازلَ الأمة مِن إضاعة الصلاة، وإضاعة الزكاة، وإضاعة الصِّيام؛ من البلايا والآفاتِ والعاهات؛ إنا نستغفرُك، وإنا نتوبُ إليك، وإنا نتذلَّلُ بين يديك، ونقول بِمَن وفَّقتَ للصلاة والصيام والزكاة؛ ادخل اللهم المُسيئينَ في بركة المُحسنينَ، ولا تُؤاخِذنا بما فَعَلَ السُّفهاءُ منا يا الله.
مُسلمونَ تهاوَنوا بِأمرك؛ فكأنهم غير مسلمين، وأطاعوا عدوَّكَ وخالفوا رسولكَ الأمين، ومن يستنقذهُم غيرك؛ فأنقِذ يا مولانا، كُلَّ مَن لم تسبِق عليه الشقاوة عاجلاً، ومن سبقت عليه الشقاوةُ اللهم؛ فعجِّل بهلاكهِ وإبعادهِ عنا يا الله.
هذه أمّة حبيبكَ ارْأف بهم، هذه أمة حبيبك الْطُفْ بهم، هذه أمة حبيبك تداركْهُم، هذه أمة حبيبك أغِثهم، هذه أمة حبيبك خلِّصهم من الآفات، وادفع عنهم جميع البَلِيّات، وأصلِح لنا ولهم الظواهر والخَفِيّات، يا الله يا الله.
جعل نبِيُّك الصّومَ نِصفَ الصبر، وقلت عن الصبر:
{إِنَّمَا یُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَیۡرِ حِسَاب}؛ فاجعل لنا عندك ذُخراً وفضلاً، ومثوبةً وأجراً، لا يَصِلُ إليهِ حِسابُ أحدٍ من أهل السماوات والأرض، ننالُ به لذيذَ خِطابِكَ في يوم العرض، والنجاةَ الكبرى حتى نصيرَ إلى دار الكرامةِ، مع خواصِّ من أقاموا السُّنَّةَ والفرض، ومن أحسَنوا لك القرض، يا حيُّ يا قيوم، يا رحمنُ يا رحيم.
أيدينا امتدَّت إليك بالفضلِ منك، مُفتقرينَ مُضطرّينَ راجين، خائفينَ خاشعينَ، ما لنا ربٌّ غيرُكَ؛ فأكرِمنا بِما أنت أهلهُ في جميعِ أحوالِنا، وبلِّغنا فوق آمالِنا، واقبل صيامنا وقيامنا، واجعلنا من أربَحِ أهلِ الأرض في رمضان وبِرمضان، وبِلَيلةِ القدر وبالصيامِ وبالقيام، وما آتيت عِبادك الصالحين، يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين يا الله.
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}
{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلم.
22 رَمضان 1444