دعاء ليلة 20 رمضان 1444 - إقامة الصلاة

للاستماع إلى المحاضرة

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الثلاثاء 20 رمضان 1444هـ

( إقامة الصلاة )

 

نص الدعاء :

 

اللهم {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ}

{رَبَّنَاۤ إِنَّنَاۤ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}

{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَة وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدا}

{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}

{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}

{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلرّاحِمِینَ}

{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوف رَّحِیمٌ}

اللَّهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَستَغفِرُكَ ونَتُوبُ إلَيْكَ.

اللهم إنّنا بين يديكَ نتوجَّهُ إليك مُتذلِّلينَ لكَ مُوقنينَ أن لا إله لنا غيرُك، مُسْتَنِّيْنَ بسُنَّةِ نبيّك الذي دعانا إليك، نطلُبُ مِنك ما آتَيتَ خواصَّ مَن أقاموا لك الصلاة فَوَفَّقْتَهُمْ لذلك وَأَتَمُّوْهَا على خيرِ وجوهها، فَكَانَ لهُم من شريف مُواصلتك ما لا تبلغهُ الآمال، ولا ينتهي إليه السُّؤال؛ فَيا ذا الإفضال أكرِمنا بالتحقُّقِ بِحقائق الصلاة، وأسعِدنا يا مولانا بِذَوق حلاوة لذيذ المُناجاة، واجعلنا من الذين يُقيمون الصلاة على الوجهِ الذي ترضاه.

اللهم حقِّقنا بِحقائق ركوعها وسجودِها وخشوعِها وخضوعِها، واجعل قلوبنا معك فيها حاضِرةً حتى نَرْقَى أعلى مراتِب القُرب مِنك يا قريب يا مُجيب، يا ذا العطاء الواسع المديد الرَّحيب؛ بِسَيِّد المُصَلِّيْنَ ارْزُقْنَا حُسنَ الاقتداء به، ولقد قال لنا: "صلّوا كما رأيتموني أُصَلّي" فنسألك بِجاههِ عندك أن تُفِيْضَ سِرَّ صلواتهِ على صلواتنا، حتى لا يكون لنا قِيامٌ ولا ركوعٌ ولا سجودٌ ولا تَشَهُّدٌ؛ إلا مُفَاضًا عليها مِنْ سِرِّ ركوعهِ وسجودهِ وقيامهِ وَتَشَهُّدِهِ أنواراً تتلألأ نحضُرُ بها معك، ونُرْفَعُ أعلى مراتِب القُربِ مِنك يا قريب، يا خير مُجيب، يا أكرم مُستجيب.

اجعل سِرَّ صلاتهم راسخاً في قلوبنا وأرواحنا وأسرارنا، واجعلنا من المُقيمين لها فرضاً ونفلاً على الوجهِ الذي تُحِبُّ وترضى يا أكرمَ الأكرمين، واجعل سِرَّها مُسلسلاً في أهلينا وأولادنا وذُرِّيّاتنا وطُلّابنا ومِن أحبابنا فِيْكَ مَا تَنَاسَلُوا إلى يوم الدين.

إلهنا؛ أقام الصلاةَ من أقامها ونالوا منك إكرامًا لا يُعَدُّ ولا يُحَدُّ، وإنّا نسألُك أن لا تجعل صَلواتِنا صورةً لا حقيقةَ لها، وأجساماً لا أرواح لها، تَكَرَّمْ علينا، وحَقِّقْنَا بِحقائق الصلاة لك، وحقائِق الركوع لك، وحقائق السجودِ لك، وحقائق الخشوعِ والخضوعِ لك، يا حيُّ يا قيّوم، يا رحمن يا رحيم.

أكرِمنا بِسِرِّ الصلاة، ونور الصلاة، وبركةِ الصلاة، وحياةِ الصلاة، وإقامِ الصلاة، وحقيقةِ الصلاة، وحق الصلاة، وأدائِها على الوجه الذي ترضاهُ يا الله يا الله يا الله، حَقِّقْ بالصلاةِ أهلينا وذَوِينا وأولادنا وطُلابنا وقراباتنا وَمَنْ يُوَالِيْنَا فيك، وانشُر حقَّ إقامة الصلاة في المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات.

إلهنا؛ لقد هدَّدتَ من يأتي بعد الأنبياء فَيُضَيِّعُوا الصّلَاةَ؛ وقُلتَ عن قومٍ حق عليهم القول منك: (فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلشَّهَوَ اتِ فَسَوۡفَ یَلۡقَوۡنَ غَیًّا).

فنسألكَ يا أصدقَ من قال؛ أن لا تجعل في بيوتِنا أحداً من أولئك، ولا في منازِلِنا ولا في جِوارِنا ولا في مجامعنا، اجعلنا من المُصلِّين الخاشعينَ الخاضعينَ المقبولين، الراكعينَ الساجدينَ الظّافرينَ الفائزين، ونعوذُ بِنورِ وجهكَ أن تجعلنا أو تجعلَ أحداً فينا مِمَّنْ حَظُّهُ من قِيامهِ السهرُ والتّعب، واجعل اللهم حظّنا قُرباً مع من قرَّبْتَ، ومعرفة مع من عَرَّفْتَ وإليه تَعَرَّفْتَ، وصِلَةً مِنك مع من وَاصَلْتَ، وحقائق فهمٍ عنك مع من فَهَّمْتَ، وحُسنَ أدبٍ معك مع من أَدَّبْتَ، حتى نرقى أعلى مراقي الصِّلَاتِ مِن حضرتك العَلِيَّة، وهِباتِكَ الرحمانية السَّنِيَّة يا الله يا الله.

أذِقنا لذَّةَ الصلاة والمُناجاة، وأعِدْ علينا عوائِدَ ما قال نبيك: "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ" واجعل اللهم لنا من ذَوقِ ما فيها من الأدعيةِ والأقوالِ والأفعال ما نُحْظَى به بأسرارِ سِرايةِ "أرِحنا بها يا بلال"،

اللهم أذِقنا لذَّة المناجاة، وأذِقنا برد العفو منك، وأذِقنا اللهم حلاوة رحمتك، وأدخِلنا في دوائر من يُحسِن الصلاة ويُقيمُها على وجهِها فَرَائِضَ وَنَوَافِلَ، اعمُر بها ديارنا ومساجدنا ومنازلنا، واعمُر بها قلوبنا وقلوبَ المسلمين والمسلمات والمؤمنينَ والمؤمنات، يا مُجيبَ الدعوات.

إلهنا؛ وبإضاعةِ كثيرٍ مِنّا إنساً وجِنّا صِغاراً وكباراً للصلوات وإهمالِها، والسهوِ عنها، حلَّت بنا مَثُلَاتٌ، ونازلتْنا شَدَائِدُ، وإنا نتوبُ إليك ونستغفرك، ونسألك التوفيق لأهل مِلَّتِكَ أن يُقيموا الصلاة كما أحببتَ، وأن تدفع عنا شرّ تركَ الصلاة وشر تاركيها، وأن لا تؤاخذنا بما فعل السُّفهاء منا.

تُب عليهم وعلينا توبةً نصوحاً، وزَكِّنا بها قلباً وجِسماً وروحاً، واجعل إقامَ الصلاةِ في مُدُنِنَا وقُرَانَا، وحَضرِنَا وبَدْوِنَا، وجميع مَوَاطِنِنَا ومَسَاكِنِنَا على خيرِ وجهٍ ترضاهُ يا الله يا الله.

وما بقِيَ من العشر الأواخر في رمضان؛ اجعل صلواتنا فيها صلواتِ المُقرَّبين، وصلواتِ الخاشعين، وصلوات الصادقين، وصلوات المقبولين، أذِقنا فيها لذَّةَ مُناجاتِك، وأسعِدنا بِشريفِ مُواصلاتِك، وكريم مُنَازَلَاتِك، يا حيُّ يا قيّوم يا أرحم الراحمين.

نسألكَ لنا وللأمة من خير ما سألكَ منه عبدُك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدُك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}

{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}

وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه وسلّم.

العربية