للاستماع إلى المحاضرة

دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الجمعة 19 رمضان 1445هـ

( الصدق )

نص الدعاء مكتوب:


 اللّٰهُمَّ {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصۡرا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أنت ٱلۡوَهَّابُ}
{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ}
(رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰ⁠نِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ)
{رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}

 اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.

اللّٰهُمَّ إنّك بالفضل والإحسان تنتخب أقوامًا من عبادك المؤمنين؛ تُبَوِّئُهم على مراتبِ صدق معك في جميع الأحوال، وترفعهم في المراتب العُلا فألحقنا بعبادك الصادقين؛ تُمدّهم وتُلهمهم وتُوفّقهم بالصدقِ في جميع الأقوال، والصدق في جميع الأفعال، والصدق في جميع النيّات والمقاصد، والصدق معك في جميع الأحوال، فيتبوّؤون مراتبَ الصدّيقية الكبرى؛ فلا تَحرمنا اللّٰهُمَّ الارتقاءَ في هذه المراقي مع الرّاقين، والدخول في دوائر هذا الفضل الواسع يا ذا الفضل المبين.

اللّٰهُمَّ إنّا نُلِحّ عليك أن تجعلنا في أهل الصدق معك في جميع الأحوال؛ أن تسلك بنا مسالك أهل الصدق في النيات والمقاصد والأقوال والأفعال، وأن تعيذنا يا مولانا من الكذب وأهل الكذب في كلّ حال، وأن تتولّانا بما أنت أهله وما تولّيت به الصادقين في الدّنيا والمآل.

فاجعلنا اللّٰهُمَّ من الناجين الفائزين الرابحين في يوم قلت فيه: {قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا یَوۡمُ یَنفَعُ ٱلصَّـٰدِقِینَ صِدۡقُهُمۡۚ} فألحِقنا بأولئك الصادقين في ركب سيّدهم خاتم النبيين، وسيّد المرسلين وأصدق الخلائق لهجةً أجمعين.

اللّٰهُمَّ أعِد عوائد صدق حبيبك المحبوب علينا، وتولّنا به في جميع شؤوننا، وارزقنا في تبعيّة كاملة له الصدقَ معك فيما نقول ونفعل، وفيما ننوي وفيما نعتقد، وفيما نروم وفيما نقصد، وفي أحوالنا كلّها يا أكرم الأكرمين؛ ألحِقنا بالصدق وأهل الصِّدِّيقية الكبرى يا أكرم الأكرمين، يَا أَوَّلَ الأَوَّلِيْنَ يَا آخِرَ الآخِرِينَ، يَا رَاحِمَ المَسَاكِيْن يَا ذَا القُوَّةِ المَتِيْن يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ؛ ألحِقنا بالصادقين، واجعلنا في الصادقين، ورقِّنا مراقي الصدّيقيّة الكبرى يا أكرم الأكرمين، يا أجود الأجودين.

وجرّأنا على هذا الطلب منك ونحن في تقصيرنا وغفلاتنا، وإساءة الأدب معك كرمُك وإحسانك وما علّمتنا من أنك تعطي ولا تبالي، وأنّك تتفضّل بما شئت من غير حدٍّ محدود، ولا عدّ معدود؛ كما يليق بالكرم والجود يا برّ يا ودود؛ فاقبل سؤالنا، وبلّغ آمالنا، وأصلح أحوالنا، وتولّنا في حاضرنا ومآلنا، واسلك بنا مسالك أهل الصدق معك في جميع شؤوننا، في ظهورنا وبطوننا.

اجعلنا اللّٰهُمَّ نصلّي صلاة الصادقين، ونُزكّي زكاة الصّادقين، ونصوم صوم الصّادقين، ونقوم قيام الصّادقين، وندعوك دعاء الصّادقين، ونرجوك رجاء الصّادقين، ونخافكَ مخافة الصّادقين، ونثِق بك ثقة الصّادقين، ونتوكّل عليك توكُّل الصّادقين، ونُقبِل عليك إقبال الصّادقين، ونُقبل عندك قبول الصّادقين، يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين. حقِّقنا بحقائق الصّدق معك في كل شأن وحال وحين، يا الله.

وكلُّ ما مضى من نيّاتنا ومقاصدنا وأقوالنا وأفعالنا وأحوالنا مُجانبًا لحقيقة الصدق وخارجا عنها؛ نتوب إليك منها ونستغفرك، ونسألك عائدة من فضلك تعود على ما كان منّا، ونظرة منك تُلحِقنا بها بالصّادقين.

إلهنا؛ ومن ليلتنا فما بعدها إلى أن نلقاك؛ جنّبنا الكذب وأهل الكذب في الشؤون والأحوال والأقوال والأفعال والمقاصد والشؤون كلِّها، ويثبّتنا على الصدق في صلواتنا، وعلى الصدق في زكواتنا، وعلى الصدق في صيامنا، وعلى الصدق فيما وفّقتَ من وفّقتَ منا لحجّ بيتك أو زيارة نبيّك، وفي الصدق في القيام بأمرك في أنفسنا وأهلينا وأولادنا، وبالصدق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالصدق في جميع ما نأتي وجميع ما نَدَعُُ، قاصدين وجهك الكريم يا أكرم الأكرمين.

أيدي الفقر امتدّت إليك، وأيدي الضّعف امتدّت إليك، وأيدي العجز امتدّت إليك، وأيدي العبوديّة امتدّت إليك وأيدي العَبديّة امتدّت إليك، وأيدي العبودة امتدّت إليك، وأنت أكرم الأكرمين، وأنت أرحم الرّاحمين، وأنت أجود الأجودِين، وأنت خير المُعطين، وأنت أسخى الواهبين، وأنت ربّ العالمين، وأنت الرحمن الرحيم، وأنت المنّان الكريم، وأنت الوهّاب العظيم، وأنت المُحسن الحليم، وأنت الجواد المُنعم، وأنت المُتفضل المُكرِم، أنت الله أنت الله أنت الله، يا الله يا الله.

مِن عبادك مَن يصدقُ ويتحرّى الصدق حتى تلحقهُ بالصدّيقين؛ فارزقنا التمسُّك بأذيال الصدق معك في كل شأن وحال وحين، وألحِقنا بعبادك الصدّيقين يا أكرم الأكرمين.

اللّٰهُمَّ وفيما بقي من ليالي رمضان بوّئنا مراتب الصدق، وارفعنا في مراتبها ومقاماتها ومراقيها مع المحبوبين من عبادك في لطف وعافية، وتحمُّلٍ منك لجميع الابتلاءات والامتحانات والاختبارات الظاهرة والخافية، يا الله يا الله، ما لنا إلّا أنت يا الله؛ إن لم تُجِبنا فما لنا غيرك، ويل لنا إن أعرضت عنّا، وفوزٌ لنا إن قبلتنا وأقبلت علينا.

يَا رَبِّ نحن عبيدك، يَا رَبِّ نحن مساكينك، يَا رَبِّ نحن فقراؤك، يَا رَبِّ نحن سائلوك، يَا رَبِّ نحن المُتذلّلون بين يديك، يَا رَبِّ جُدْ علينا، يَا رَبِّ أقبِل علينا، يَا رَبِّ اجعلنا وأهلينا وأصحابنا وطلّابنا وقراباتنا وذوي الحقوق علينا من الصّادقين، مع الصّادقين؛ احشرنا في زمرة الصّادقين، ولا تجعل منّا ومنهم فردًا إلّا مستجيبا مُلبّيا لندائك {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ} حتى تحشرنا في زمرة سيّد الصّادقين في يوم الدين، وأنت راضٍ عنّا يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين، يا الله.

ثبّت أقدامنا على الصدق، ثبّت ألسنتنا على الصدق، ثبّت أبصارنا على الصّدق، ثبّت أسماعنا على الصّدق، ثبّت أعضاءنا على الصّدق، ثبّت قلوبنا على الصّدق، ثبّت قلوبنا على الصّدق، ثبّت قلوبنا على الصدق، ثبّتِ اللّٰهُمَّ أرواحنا على الصدق، ثبّتِ اللّٰهُمَّ أسرارنا على الصدق، اجعلنا في أهل الصدق معك في جميع الشؤون في الظّهور والبطون، يا من يقول للشيء كن فيكون يا الله يا الله.

والدّاعون منّا إليك؛ اجعلهم في الصادقين معك في الدعوة إليك، والمعلّمون منّا لشريعتك اجعلهم في الصادقين في التعليم لشريعتك، والمجاهدون منّا في سبيلك ارزقهم الصدق معك واجعلهم من الصادقين في الجهاد في سبيلك.

إِلٰهَنَا ومن يقاتلهم أعداؤك من المعتدين الظالمين الغاصبين؛ نسألك أن ترزقهم الصدق في قلوبهم، وأن لا تجعل لهم قصدا إلّا أن تكون كلمتك هي العليا، صادقين معك يا أكرم الأكرمين.
اللّٰهُمَّ وردّ كيد الكافرين والمنافقين والكاذبين والظالمين، والطاغين والباغين والماكرين والحاقدين والحاسدين واهزِمْهُم وزلزلهم؛ يا منزل الكتاب، يا سريع الحساب، يا منشئ السّحاب، يا هازم الأحزاب؛ اهزِمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، ورُدّ عنّا وعن الأمّة كيدهم ومكرهم، وشرّهم وضرّهم، يا قويّ يا متين يا قادر يا مقتدر يا الله.

قلت{إِن یَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡ} فانصرنا فلا يغلبنا غالب يا الله، بالحقّ انصرنا، وانصر بنا الحق، يا خير واهب يا الله، ارزقنا الصدق في دعائك والتضرّع إليك يا الله، وتدارك أمّة حبيبك محمد، وأغِث أهلَ غزةَ وأهل الضفة الغربية وأهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، والمسلمين في السودان والصومال والعراق وليبيا والشام واليمن والشرق والغرب؛ يا كاشف كل كرب، يا دافع كل خطب، يا رافع كل بليّة، يا مُزِيلَ كلّ شكيّة، يا من بيده كلّ قضيّة، يَا رَبِّ الارض والسماوات العليّة، يا الله يا الله يا الله.

أغث بالغياث يا الله، عجّل بالغياث يا الله، أسرع بالغوث يا الله، عجّل بالغوث يا الله، يا سريع الغوث غوثًا منك يدركنا سريعًا يا الله، يهزم العسر ويأتي بالذي نرجو جميعًا يا الله، يا الله يا الله.

نسألك لنا وأهلينا وأولادنا واحبابنا وأصحابنا ومن والانا فيك والأمّة من خير ما سألك سيّد الصادقين عبدك ونبيّك سيّدنا محمّد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذك سيّد الصّادقين عبدك ونبيّك سيّدنا محمّد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}
{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}

وصلى الله على سيدنا محمد النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم.

تاريخ النشر الهجري

20 رَمضان 1445

تاريخ النشر الميلادي

29 مارس 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية