(229)
(536)
(574)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، ضمن سلسلة إرشادات السلوك، ليلة الجمعة 26 محرم 1443هـ في دار المصطفى بتريم، بعنوان:
لوامع الوداد الرباني بشوارق أنوار دعوة صفوته العدناني
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمد لله.. { ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} خاطبَ العبادَ تَفَضُّلًا بعد أن خلقَهم مِن عَدَمٍ؛ كَرَماً منه وإحسانا، وبَيَّنَ لهم تبيانا، وأنزل لهم كُتَبَا، وجعل ختمها قرآنا، وأرسل إليهم رسلا، وجعل خاتمَهم مصطفانا مَن به الله هدانا.. تتجدَّدُ دعوتُه، تظهرُ همَّتُه، تنتشرُ رحمتُه، وتتبيَّنُ مِلَّتُه، وتَعظُم أخلاقُه ببروزها فيمن يَتَلَقَّى القبولَ لِمَا جاء به؛ بروزاً يأسِرُ ويأخذُ العقولَ والقلوبَ إلى موطنِها الأصيل، ويهيِّئُها بالدليل إلى معرفة الإله الجليل، وتُسقَى أرواحها من عذب السَّلسَبِيل في الوداد المتصل بالمُنَزِّلِ والمُنَزَّلِ عليه والتنزيل. ذاكم الودادُ الأسمى العليُّ الأعظمُ الأكبرُ الأعلى، ما أشار إليه الرحمنُ في صريحِ القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}
والسِّباقُ السِّباق إلى نَيلِ ذاكم الوِداد مِن الإلهِ الخلَّاقِ الرَّحمن {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}؛ فإنَّ قلوبًا مِن الإنسِ والجانِّ ستذوقُ لذَّةَ الوِداد بما يُدَارُ في مثلِ هذه الساعات وفي مثلِ هذه السَّاحَات، وسَتُهدَى، وسَتَرقَى، وسيفِدُ الوافدُ بالأجسامِ والوفود بالنِّيَّات والهِمَّةِ والأرواح؛ ليجتمعَ الكلُّ تحت دائرةِ خاتمِ الرُّسُل يقولُ لهؤلاء ولهؤلاء: (إنَّ بالمدينة أقوامًا ما سِرتُم مسيرًا، ولا نزلتم مَنزِلَاً إلا كانوا معكم. قالوا: يا رسول الله وهم في المدينة؟ قال: نعم حبسَهم العذر) أي: اتَّصلَت قلوبُهم بمنهجِي وسيرتِي ومِلَّتي وجهاِدي فكأنَّهم معي.. لو لم يحبسْهم العذرُ لحضروا.
صلى اللهُ على الجامعِ للخيرات ومَن يجتمع عليه الأخيار مِن أهلِ الأرضِ والسماوات، وله لواءٌ سيحملُه في يومِ الميقات اسمُه "لواءُ الحمد" لا يبقى نبيٌّ ولا رسولٌ ولا صِدِّيقٌ ولا وليٌّ مِن الأوَّلين والآخرِين إلا استظلُّوا بظِلِّ ذاك اللِّواء وإلا دخلوا تحتَه، قال: (ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامة، آدمُ فمَن دونَه تحت لوائي)
فَيَا ربِّ لا تُخَلِّف أحدًا مِن الحاضرين والسامعين عن الظَّفَرِ بالدخولِ تحتَ ذاك اللواء مع مُكرَمِيهم يا أرحمَ الراحمين ومع أهلِ الخصوصيةِ فيهم.. يا الله.. يا الله.. يا الله
وهذه الدعوةُ للدخولِ تحت هذا اللواء؛ دعوةُ الحقِّ على لسانِ رسولِه تَستَجِيبُ لها قلوبُ مَن خرَجَ عن الإغواء. وقبولُ إغواءِ إبليس بما عنده من تلبيسٍ وتدليسٍ مرجومٌ رجمَه الجبَّار وعليه لعنتُه إلى يوم الدين.. يجتهدُ في الإغراءِ والإغواءِ بما استطاع {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ * وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ..} حتى كان ما كان مما كُتِبَ في الأزلِ مِن عمارةِ الأرضِ بالخلافةِ الخاصَّةِ عن الله -عزَّ وجل- يحملُها آدمُ والنبيُّون مِن ذريَّتِه ومَن آمَن بهم واتَّبعهم {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}. فلا يُضَاعُ الاتباع لهؤلاء الأنبياء بتبعيَّات مَن قال لك عندي حضارة ومَن قال لك عندي أسلحة ومَن قال لك عندي تكنولوجيا ومَن قال لك عندي ما عندي.. ما الذي عندك!؟ وما الذي يعمل ما عندك في قلبي وروحي؟ ما الذي يعمل ما عندك في سِرِّي وباطني؟ ما الذي يعمل ما عندك في إنسانيَّتي، في أخلاقي، في حالِي مع مَن يدومُ ويبقى، في حالي عندما أكون في بطنِ الثَّرَى، وفي حالي عندما ُيُجمَع الأوَّلون والآخِرون؟
{قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ * ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ..} هذه نهاية كل مَن رفض دعوة الله.. وإن كان صاحب حضارة، وإن كان صاحب رئاسة، وإن كان صاحب تكنولوجيا، وإن كان صاحب مصانع {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}
فمن يُبَدِّل تبعيةَ الأنبياءِ والمقرَّبين بتعبيَّة هؤلاء!؟ وهم المخاطبون بقوله: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ}
مِن أين جئتُم؟ وكيف خُلِقتُم؟ ومَن الذي اختار خَلْقَكم؟ وألوانَكم وتكوينَكم؟ وآباءَكم وأمهاتِكم؟! مَن الذي اختار؟ مَن الذي اختار بلدانَكم؟ مَن الذي اختار أسماعَكم وأبصارَكم؟
أتمشون هكذا ثم تدَّعون الثقافةَ والعلمَ والمعرفة؟ ما دريتُم مَن خلقَكم ومِن أين جئتم! وتستعملون ما خلق لكم وكأنه مِن عند أنفسِكم!
{أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ * أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}
لك الحمدُ يا ربِّ شُكرَاً ولك المَنُّ فضلا، فاربطنا بمحمدٍ حاملِ لواءِ الحمد واجعلنا في الحَمَّادين مِن أمَّته، الذين وُصِفُوا في الكتبِ السابقةِ على الأمم (وأمَّتُه الحمَّادون) وأول مَن يدخلُ الجنةَ مِن الأمة (الحمَّادون)، أول مَن يدخل الجنة من الأمم هذه الأمة وأولهم (الحمَّادون) الذين يعرفون قدرَ عظمةِ المُنعِم ونِعمَهِ فيحمدونه على كُلِّ حال وعلى كُلِّ شِدَّة وعلى كُلِّ رخاء لأنه يستحقُّ الحمد -جلَّ جلاله- على جميع الأحوال.
فله الحمدُ على كُلِّ حال (سبحانكَ لا نحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك، فلك الحمدُ حتى ترضَى، ولك الحمدُ إذا رضيتَ، ولك الحمدُ بعد الرضا) ولك الحمد في كُلِّ لحظةٍ أبدا عدد خلقِك وزنةِ عرشك ومدادَ كلماتك.
أيها المؤمنون: دعوةُ الرحمن جل جلاله- يهيِّء اللهُ لاستقبالِها وقبولِها مَن سبَقَت لهم سابقةُ السعادةِ ممَّن أراد أن يجمعَهم تحتَ لواءِ الحمد.
فالله يجعلنا مِن خيارِهم وجميعَ مَن في ديارنا، وجميعَ أهلينا وأولادنا، ولا يقطعنا عن ذلك شيئٌ من مظاهرِ الدنيا ولا متطلَّباتِ الشهوات التي خُلِقَت اختبارًا وامتحانًا لنا.
وإذا فُتِحَت لنا شهواتُ الارتقاءِ في مراتبِ القُربِ من العليِّ الأعلى فقد تَمَّ وحَسُنَ استعمالُ العقلِ على وجهِه، وهم الذين يَعقِلُونَ دون مَن سواهم -أي: الحقيقة الكبرى-. وما وصلَ مَن سُمُّوا بالـ "العقلانيين والعلمانيين" إلى ما وصلوا إليه من السَّقطَاتِ والهَفوات والتَّدهوُر إلا لأنَّهم أساءوا استخدامَ العقل، وأساءوا استخدامَ العلم، وما وجَّهُوهُ وجهَه الصحيح؛ فبذلك صاروا يُعَظِّمون الشهوات! هل ترونَ في مناهجِهم وفي فلسفتِهم إلا تعظيمَ الشهوات! الشهوات التي خلقَها اللهُ للاختبارِ لهؤلاءِ الناسِ جعلها بين الحيوانات، وبين الحيوانات لها حدودٌ ومقدار.. الفاسدُ مِن الإنسان يتجاوزُها! فلا يكونُ حتى في شهواتِه مثلَ تلك الحيوانات! الحيوانات لها شهوات ولكنها تمضي على معنى مِن النظام ومعنى مِن الترتيب. من أبلدِ الحيوانات عندنا (الحمار) ومع ذلك بشهوته يرى الدَّابةَ الحاملَ فلا يقربها! وعنده شهوة.. يبحث دابة وحدة ما عندها حمل لئلا يؤذي هذه؛ غالِبٌ لشهوته وهو حمار! فهاتوا الآدمي الذي يقول قنِّنوا لي شهواتي حتى في كُلِّ شيء.. حتى فيما يخالف الفطرة! ثم تصدرُ القوانين في الحضارة المتقدِّمَة والحقَارةِ الساقطة الهابطة حتى يصيرَ أضلَّ من الحيوان!
فالحمد لله على نعمةِ الإسلام.. يا ربِّ ثبِّتنا عليها، وزِدنا إسلاما، وزِدنا إيمانا، وزِدنا إحسانا، واجعلنا مِن أهل المعرفةِ الخاصةِ والمحبةِ الخالصة يا الله..
{رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} فحقِّق الحاضرين والسامعين بحقائق الإيمان، وزِدنا وإياهم في كلِّ لحظةٍ إيمانًا حتى نلقاكَ مؤمنين موقنين نُحِبُّ لقاءَك وأنت يا ربَّ العرش تُحِبُّ لقاءَنا.. آمين يا الله..
نِعمَ مَن دعوتمُوه، نِعمَ مَن رجوتمُوه، نِعمَ مَن توجَّهتم إليه؛ وهو الذي أنعمَ عليكم بذلك، كما أنعمتَ يا ربِّ فَزِد.. وكما زِدتَ فبارِك، اللهم ولا تقطَع عنَّا نعمَك واجعلها نِعَمَاً مشكورةً موصولةً بنعيمِ الجنة يا أكرمَ الأكرمين..
يا أوَّل الأولين يا آخرَ الآخرين يا ذا القوةِ المتين، يا راحمَ المساكين، يا أرحمَ الراحمين يا الله: لا تدع قلبَاً في الحاضرين والسامعين إلا مُستَجِيبَاً لدعوتِك ودعوةِ رسولك ومُلَبِّيا لندائك.. آمين يا الله
وثبِّتنا وإياهم على ذلك حتى تَطِيبَ لنا يا مولانا ساعة ولحظة لقائك.. يا الله
وارحم موتانا وأحيانا برحمتِك الواسعة، واجعلها اللهم ساعات مِن ساعات اِنْصِبَابِ غيوثِك الهامِعة على ساحاتِ القلوب بالأنوارِ اللامعة التي عليك تجمع، وإلى مراتبِ القُربِ منك ترفَع، بوجاهة حبيبِك المُشَفَّع، صاحب الجَاهِ الأوسع صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وأنطقَ اللهُ ألسنةَ إخوانَكم بما أنطَق، والأمرُ لهُ وهو الحق، وما وعد به محمدًا سيَتَحقَّق، في هذا العالم وهذه الدار وهذه الدنيا إلى نهايتِها، ثم لا يكون إلا ما وعد الصادقُ المصدوقُ في البرازخ ويومَ القيامة، وبعد النَّفخِ في الصور، كلُّ الأفكار والتصوُّرات تنهار ويبقى ما قال المختار.. ما قالَه هو الحق، وكلٌّ يتمنَّى في الموقفِ القُربَ منه حتى الملحدِين الكفار الظالمين الفجار {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} أين رئيسُك؟ أين أصحابُ حزبِك؟ ألا تريد أن تكونَ معهم؟! قال {مَعَ الرَّسُولِ} أمَّا أصحابه فلا يريد أن يكون معهم. أما كنتَ تُصَفِّق لهم وكنتَ تعظِّمُهم في الدنيا؟ قال: {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} وهؤلاء أصحابك؟ {يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}.
فالحمدُ لله على ربطِ هذه العلائقِ بخيرِ الخلائق.. حشرنا الله في زمرتِه مع أهلِ الحقائق، إنه أكرمُ الأكرمين وأرحم الراحمين.
اللهم انظر إلى أهلِ الجمع، وانظر إلى مَن يسمع، وانظر إلى مَن والانا ووالاهم فيك، وانظر إلى أهلِ الاقبالِ الصادقِ عليك في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها نظرةً ربَّانيَّةً رحمَانِيَّةً تملأ بها القلوبَ إيمانًا ويقينا، وبها جميعَ الشرور والآفاتِ والظُّلم وأهلَ الظلم تكفينا، ومِن جميعِ الأسواءِ والبلايا تحفظنا وتحرسنا وتَقِينَا، يا مولانا يا بارينا، يا عالم ظواهرنا وخوافينا، يا مَن بيدِه أمرُنا، يا مَن إليه مرجعُنا، يا مَن لا يكون فينا ولا في أكوانِه إلا ما أراد، أنت العِمَاد، وإليك الاستناد..
يا ربَّ العباد أذِقنا لذَّةَ الوداد، واجعلنا في خواصِّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات فجعلتَ لهم يا رحمن (وُدًّا)، وأذِقنا حلاوةَ وِدادِك، وألحِقنا بخيرِ عبادك، ووفِّر حظَّنا مِن رحمتِك ورأفتِك وإمدادِك، وأَمِدَّنا يا مولانا في كُلِّ نَفَسٍ بإسعادك، أسعِدنا مع خَوَاصِّ السُّعداء هنا وغدا فيما خَفِيَ وما بدا، يا حيُّ يا قيومُ يا أرحمَ الراحمين.. يا الله .. يا الله.. يا الله
وعَجِّل بتفريجِ كروبِ الأمة، واكشفِ الغُمَّة، وأجلِ الظلمة، وادفعِ النِّقمَة، وحوِّل الأحوالَ إلى أحسنها، واشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وأمتِعنا بصلحائنا، وارحَم موتانا بالرحمةِ الواسعة، واجعل اللهمَّ غيوثَ فضلِك عليهم هامعة، واجعل قبورَهم رياضاً مِن رياض الجنة، واجعل لنا ولهم وقايةً مِن عذابك وجُنَّة يا أرحمَ الراحمين.
والحمد لله ربّ العالمين.
26 مُحرَّم 1443