(230)
(536)
(574)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك، في دار المصطفى بتريم، ليلة الجمعة 3 جمادى الأولى 1442هـ، بعنوان:
عجائب القدرة والإرادة وحقيقة الملك واختبار الخلق بمجازاتها المحدودة
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرحيم
الحمـدُ للهِ مُكرِمنا بأنوارِ الإيمانِ به، وله الحمـدُ ونسألُه أن يصلِّيَ ويسلِّمَ على مَن هَدانا إليه، ودعانا إليه، وأن يثبِّتَنا عـلى دربِه، صلِّ اللهمَّ وسـلِّم على عبدِك المصطفى سـيدِنا محمـدٍ وعلى آله وصحبه، وعلى أهلِ ولائه ومحبَّته وقُربِه وعلى آبائه وإخوانه مِن الأنبياء والمرسلين، وآلهم وأصحابهم وتابعِيهم وعلى ملائكتِكَ المقرَّبين، وعلى جميعِ عبادِك الصالحين وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين يا أكرمَ الاكرمين.
( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا )
وأرسلَ إلينا رسولاً بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، كما وصفَه بذلك في كتابِه الكريم.
أيُّها المُستجيبونَ لدعوةِ الله على لسانِ رسولهِ ومصطفاه: دعاكُم الرُّؤوفُ الرَّحيمُ بالرَّؤوفِ الرَّحيمِ إلى الرَّؤوف الرَّحيم، فبينَ الرَّأفةِ والرَّحمةِ أين يذهبُ مَن استجابَ للنداءِ على قـدرِ استجابتِه إلا أن يُنازلَه مِن رأفةِ هذا الرَّؤوفِ ومِن رحمةِ هذا الرَّحيم ما لا تبلغهُ العبائرُ فتُعبِّر عنهُ، ولا تبلغهُ الظُنونُ والخيالات فتتخيَّلهُ وتظُّنُه.
وهو ما أشار إليه بقولِه جلَّ جلاله ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )
وقوله سبحانه في الحديث القُدسي "أعددتُ لعباديَ الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعَت، ولا خطرَ على قلبِ بشر"
اللهمَّ لكَ الحمـدُ، ارزقنا حُسنَ استجابةِ النداء وحُسن استجابةِ الدعاء، دُعائك الذي دعوتَنا على لسانِ رسولِك الهادي إليك والدالِّ عليك أعظمِ الخلقِ تذلُّلاً بينَ يديك وأشرفِهم منزلةً لديك، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه وصحبِه وحرِّك واملأ هذه القلوبَ بسرِّ الاستجابةِ لندائك ولِما دَعَوتَنا، حتى نرقَى مراقي الفوزِ والفلاح والنجاح والصفاء والوفاء والقربِ والرضا والمحبة، وتُدخلَنا في الأحبة، فإنَّ الخلائقَ ومصيرَهم إليك ما بين محبُوبين، وطنُهم دارُ الكرامة، وما بين مبغوضين.. مآلُهم الجحيمُ والحُطَمَة.. لا إله إلَّا أنت، ولا يستطيع أحدٌ إن يُخلِّف ذلك، ولا يستطيع أحدٌ أن يتحكَّم في ذلك بل الحُكم لك أولاً وآخراً، فإن كان مُلك يسمى مُلك فملكك وحدك، وإن كانت قدرةٌ تسمَّى قدرةً فقُدرتُكَ وحدَك، وإن كانت إرادةٌ تسمَّى إرادة فإرادتُك وحدَك، وأما ما ابتليتَ به الخلقَ مِن مجازاتِ وصُور المُلكِ والقدرةِ والإرادةِ المحدودات والمُقيَّدات، والتي تؤتيها في أزمنةٍ وأوقاتٍ مخصوصات لا إله إلَّا أنت فإنَّها بليَّة غاب فيها أكثرُ الخلقِ، وغابوا عن رُشدِهم ومُنِعوا وصُولَ سُعدِهم وحُرِموا ارتقاءَ كرامتِهم ومجدهِم بالإغترارِ بالمُلك الظاهر، والإرادات والقُدرات المُؤتَاة مِن قِبلِكَ المحدودة في أوقاتٍ مخصوصة وفي شؤونٍ مخصوصة، ليس فيهم مَن يقدرُ على أن يتحكَّمَ في الشمسِ ولا في القمر، ولا أن يتحكَّمَ في دوران الأرض، ولا أن يتحكَّم في تكوينِك للنجومِ والكواكب، ولا أن يتحكَّم في خِلقتهِ التي خلقتَهُ عليها وأوجدتَه عليها لا إله إلَّا أنت، ولا يستطيع أحدٌ منهم كائناً ما كان أن يخرجَ عن سرِّ هَيمنتِك فيما رتبتَ مِن طعامِهم أو شرابِهم، أو منامِهم أو حركاتِهم أو سكناتِهم فأنتَ أنتَ لا إلهَ إلَّا أنت.. جلَّ جلاله، فعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ؟
يتساءلونَ مِن العُميِ والصَّمم والبكم الذي هو فيهم، مِن موتِ القلوب الذي هو فيهم.
( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ )
ستذهب مظاهرُ القُدرات والمُلكِ لغيرِ الله تعالى، والإرادة لغيرِ الله تبارك وتعالى، والحُكم لغيرِ الله تبارك وتعالى.. ستذهب ( كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا ) حقاً ( سَيَعْلَمُونَ ) انظروا الأشائرَ أمامَكم، فلِمَ تُعادون ولِمَ تُعاندون ولِمَ تجحدون.
( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ) فمَن يتحكَّم في تمهيدِها غيره بأي قوَّة من القوى؟ لا شُعوب ولا حكومات ولا دول ولا تقدُّمات ولا حضارات.
( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) فهل شاركَ أحدٌ في خلقِ هذه الجبال؟ وهل يستطيعُ أحدٌ قلعَها مِن على هذه الأرض التي يعيشون عليها؟
( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ) ذكر وأُنثى بترتيبٍ منهُ من النُّطَفِ جاءت، هل فيهم مَن يتحكَّم؟ هل فيهم مَن يؤخِّر أو يقدِّم؟
( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ) هل فيهم واحد يقول تطوَّرنا.. النوم ما له حاجة، نحن في زمنِ التقدُّم زمنِ الذرة وصلنا القمر، فلا نوم.. نحبُّ الشَّهوات نقعد فيها على طول فلا ننام.. ننام نفوت حياة.. هل تقدر؟! مَن الذي جعل النوم هذا سُباتاً؟ ما هذا القانون ، ما هذا النظام! هل نُعظِّم نظامَك وقانونَك!؟ أتنسى الذي أنت تحتَ حُكمِه؟ وفوقَ رقبتِك وفوقَ رأسِك يمشي قهراً وأنت ساجد له قهراً ومعاند له صورة وجهراً؟!
( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا )
فأيُّ الحضارات تُقـدِّم الليلَ أو النهارَ أو تُؤخِّره؟ أو تكتفي بِواحدٍ منه؟ أو تُغيِّر النظامَ تقول هذه البلدان الليل فيها والنهار يختلفن.. لابدَّ أن تَغربَ الشمسُ وتشرق اثنتا عشرة ساعة.. في أحد؟! يا حضارات يا متقدمين تعالوا.. شوفوكم مقهورون وأنتم مُعاندون خاضعون، وأنتم جاحدون، والعياذ بالله سبحانه وتعالى.
( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا )
أتتطاولون في البنيانِ وتقولون هذا أطول قصر في العالم والوجود، ولا ترون ما فوقكم؟ ( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ) أي قوية ، الصيانة مِن عندِ مَن؟! مَن الذي يتولَّى صيانتَها؟ أي شركةٍ مِن شركاتِكم تتولَّى صيانةَ السماء؟! لها ألف سنة.. مليون سنة.. ثابتة ما تحركت! مِن أين الصيانة حقها! ومبانيكم كل يوم وأنتم في صيانتِها وتَفَقُّدِّها.
( وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ) هذه الشمس مَن مِنكم يقدر يتحكَّم فيها؟! ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ).
دوَّارة واحدة دوَّرها جل جلاله وماشيين فيها بنظام من عنده، يـا مُتعاظمين بمعرفة بعض شؤون الشمس والقمر.. قولوا لي بكلِّ إنصافٍ مَن نظَّمَ نظامَها؟! مِن أين قانونها ؟ من أين هذا الترتيب؟
أنتم تتعرفون على شيء واقع لكِن مَن الذي أوقعَه؟ هذا الشيء موجود.. لكن مَن الذي أوجدهُ؟ هذا الشيء حاصل لكن من الذي حصلهُ؟
( وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ) السُحب ( مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا )
فأيُّ قوةٍ تدخلُ إلى باطنِ الأرض وتتصرَّف في الحبة وتوجِّهُها الى الجهةِ الفوقية حتى تنبُتَ إلى فوق، وتقول أنتِ من نوع كذا فأنبتي كذا وكذا.. من يتحكم فيها؟!
( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ) تتعجّبون محلّكم تقولون ( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ) جلَّ جلاله وتعالى في علاه.
قال: ( لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ) إذا كان هذا كلَه أمامكم ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ) في ماذا تشكُّون؟ عمَّ تتساءلون؟ هذه قُدرتي هذه إرادتي، ثم تقولون كيف ترجِّعنا كيف تُحيينا؟ أنا الذي أُحيِي وأُميت! أُكوِّن الأكوانَ وأُسيِّر الكواكبَ والنجوم، وأفرضُ قانوني على الدَّوابِّ والأنعامِ والأشجارِ والجمادات.. فهل تتعجَّب كيف يرُد؟! يردُّك ويردُّ مثلَك ومثلَ أمثالِك وأبوك وأمك.. ملايين الملايين في لحظة! هو القادر جلَّ جلاله.
( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ) اليوم مُحدَّد، بيجيء بيجيء، إذا جاء اليوم ( وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ) مع السعداء يا رب، مع أسعد السعداء يا رب، مع خيار السعداء يــا رب، لا تجعل في مجمَعِنا ولا مَن يسمعُنا إلا سعيداً، إلا مَن كتبت لهُ في الأزلِ السعادة، يا عالمَ الغيبِ والشهادة.. يــا الله
هكذا وكلُّ واحد منهم إن كان مُغترّاً بإدراكٍ وذكاءٍ ونباهَة، في لحظةِ أن يشتدَّ عليه الصّداع فأين يذهب؟ ولو طلبت منه أن يُفكّر في مسألة بسيطة يقول لك ما عندي فكر، وأنت المفكر الكبير؟ الله الله، وعند الموت ماذا يفعل لنا؟ يا الله، وإن كان مغرور بايش؟ بيده ولا برجله ما يدري وهي عُرضة قدامَ عينِه، كم مِن يدٍ اشتَّلت! كم مِن يدٍ جاءتها الحمى فما قدر يرفعها صاحبُها وينزلها إلا بتعب!
وقليل من كورونا وسوف ترونا! لا إله إلا الله.. وغير كورونا، يهدِّدون الناس بما سيحدث في العام الواحد وعشرين؛ معنا ربُّ الناس يبشِّر المؤمنين، نأخذ بشارتَهُ، وتهديدُكم لكم وعليكم يرجع، رضينا ببشارتِه وخذوا تهديدَكم لكم، ونحنُ موقِنون أنه هو الذي يُسيِّر.. لا فيروس أو غير فيروس إلا بقدرتِه وبإرادته.. وإذا يُصيب بهِ أمامَ أعيُنِنا كُبارَكم المتطاولين على دينِنا وعلى نبيِّنا مِن واحد بعد الثاني منكم.. هذا في الدنيا ونحن موقنون أنَّ مَن مات منكم على هذا الكفر فهمُ الأذلُّ الأشدُّ بين الخلائقِ فضِيحةً وخِزياً يوم القيامة! ( وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )
( قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) أعوذ بالله من غَضبِ الله؛ لهم الخزيُ في يومِ القيامة، كلُّ مؤمنٍ يوقن بذلك ويتفوَّه به في القيامة، وكلُّ عالم يوقنُ بذلك ويتفوَّه به في القيامة ( الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )
فالحمدُ لله على نعمةِ الإيمان، يــا ربِّ ما آتيتَنا مِن عقلٍ وقُدرةٍ ومُلكٍ للأعضاء أو مُلك لمال قليل أو يسير أو مُلك لأُسرة صغيره أو كبيرة فارزُقنا فيه الاستقامةَ على ما تحبُّ منا والعملَ بشريعتِك التي وجَّهتَنا إليه، ولا تخذُلنا ولا تُسلِّط علينا هواناً ولا شيطاناً فنُعاديك فنُخزَى ونَردى.
وهكذا يقول سبحانه وتعالى: ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ * وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ ) يا ما أكرمَهُ مِن رب! ربُّ جميعِ الأرباب يقول: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ )
أرحمُ النَّاس بك ولو أمُّك وأبوك.. لو ضيَّقت عليهم يقولون ما أنت ولدنا، لكن ربّك لا يقول لك: ما أنت عبدي، هذا يقول ما أنا أبوك ما أنا أمّك.. ضيَّقت به زيَّدت معه، هذا يقول ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) كيف ترى هذا الرب؟ هل هناك رحمةٌ مثل رحمتِه؟ هل توجد معاملةٌ مثل معاملتِه؟ فويلٌ للكافرين، وويلٌ للظالمين، وويل للمُعاندين المصرِّين على عِداء الحقِّ ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلَّم.
( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )
اللهمَّ سَخِّر قُدراتِنا وإراداتِنا لِما تحبُّ، كما تحبُّ، مع مَن تحبُّ، يا الله.. حتّى تُمدَّنا بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشر، وإذا علمتَ ذلك فالعظمة إذن لِمَن؟ والجلال لِمن؟ والكمال لِمن؟ والجمال لِمن؟ يا مؤمنين ليس لِغير ربِّكم، وكلُّ ما يؤتي مِن عظمةٍ فمِن آثار تعظيمه لِما عظَّم جلَّ جلاله بالمقدارِ الَّذي عظَّمه، أمَّا العظمةُ فله، والجمالُ له، ولم يُبرئ ويُنشِئ ويُوجد ويُفطر ويَخلق في البريَّة أجملَ مِن محمَّد ذاتًا ولا صفاتٍ ولا روحًا ولا جسدًا ولا حِسًّا ولا معنى ولا قولاً ولا فعلاً ولا صوتًا ولا حركةً ولا سكونًا، أجملُ الحركات في الخليقةِ حركاتُ مُحمَّد، أجملُ ولادةٍ ولادة مُحمَّد، أجملُ نشأةٍ نشأةُ مُحمَّد، أجملُ كلامٍ في البريَّة كلام مُحمَّد، أجملُ صورةٍ في عالمِ الخلقِ صورةُ مُحمَّد، أجملُ جسمِ جسمُ مُحمَّد، أجملُ روحٍ روحُ مُحمَّد، أجملُ قلبٍ قلبُ مُحمَّد، أصفى سريرةٍ سريرةُ مُحمَّد، سُبحان الذي أعطاه الجمال، سبحان الذي كمَّله هذا الكمال، الكمال الخلقي الإنساني الذي ما يبلُغُه سواه مِن الكُمَّلِ مِمّن كمَّلهم اللهُ جل جلاله.
حوى رُتَبَ الكمالِ فلا شريك ** له فيها وجلَّ عن المثيلِ
تجمَّع الحُسن فيه فهو واحدُه ** جَلوهُ في صورةٍ فاقَت على الصُّورِ
يقول صاحبُه وهو يمشي معه قال: أنظُر إلى البدر في ليلة أضحيان، الليلة الصافية التي لا سحاب فيها، قمر مشرق بَدر مُنير، كان يمشي مع النَّبي قال ( أنظرُ إلى وجهه وأنظرُ إلى البدر، أنظر إلى البدر وأنظر إلى وجهه، فلهو في عيني أحسنُ من القمر، صلَّى الله عليه وسلَّم )، يقول صاحبه الثّاني في السَّفر كان معه، قال ( صلَّيتُ معه صلاةَ العشاء قال قرأ والتِّين والزَّيتون فما سمعتُ صوتًا أحسنَ مِن صوتِه ) أُذني في طول العمر ما سمعت مثلَ هذا الصَّوت، ما أحسَّت مثلَ هذا الصَّوت وذاقَت مثلَ هذا الصَّوت، فما رأيتُ صوتًا أحسنَ مِن صوتِه، يا الربيعُ بنت معوِّذ صفِي لنا رسولَ الله: قالت: ( إذا رأيتَه قلتَ الشَّمسُ طالعة ) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.
فهو الذي جمع فيه في العالمِ الخلقيِّ الجمالَ والكمالَ في هذه الذَّات وهذه الصِّفات، صِفات خير الصّفات صلوات ربِّي وسلامُه عليه، قال العظيمُ له في تعظيمِه لِمَا أعطى هذا العظيم من الخُلُق، ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )، فصلِّ يا ربِّ على حاملِ لواءِ الحمد، جامعِ المحامد مُحمَّد، وانظر إلينا به، وانظر إلينا به، وانظر إلينا به، بِجمالِكَ وجلالِكَ وكمالِكَ بما آتيتَه من جلالٍ وجمالٍ وكمالٍ وفرَّعتَه في كل مُجمَّلٍ ومُكمَّلٍ وجليل يا الله.. يا الله، نَوِّر هذه القلوب بنور الإيمان بك، حتَّى تشهدَ أنَّ القُدرةَ قُدرتُك، وأنَّ الإرادةَ إرادتُك وأنَّ المُلكَ لكَ وحدَك ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
وهذا اللُّطف الَّذي يشعرون به في اليمن وبعض أهل الفقر وبعض الدُّول الفقيرة هناك سواء في كورونا أو غيرُه مِن أين جاء؟ صحَّة عالمية تحيَّروا تحيَّروا.. هاتوا خبر من عندكم، وإن فحصتُم ألف أو ألفين مُجارِي لُطفِ الله لا تظهر في تحليلاتكم! لا تعرفونها، يعرفها أهلُ القلوب، يعرفُها أهلُ القلوب، وكلُّ ما تتخوَّفونه وتخوِّفون النَّاسَ به نستندُ إلى صاحبِ الأمرِ ونأخذ بشارةً مِن عنده على لسانِ رسولِه، فلكم تهديدُكم ولنا بشارةُ ربِّنا، تهديدُكم لكم وبشارةُ ربِّنا لنا، ولو آمنتُم لدخلتُم في البشارة ( إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )
وقال تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
ويقول جلَّ جلاله بعد أن أمرَنا بالذِّكر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) يستمرُّ في الإخراجِ مِن الظُّلمات في الفكرِ والتَّصور، وفي العقلِ وفي القولِ، وفي النِّيةِ وفي القصد، وفي الإرادةِ في الحركة، وفي الاختيار.
( لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ ) ظُلمات التَّصورات، ظُلمات الأفكار، ظُلمات الاختيارات، ظلمات تسييرِ القدرةِ والإرادةِ المحدودة الموهوبة، فأين تُسيِّرونها. وتعلمون مَن القادر؟ أعطاكم القدرةَ لتعلموا أنّه القادر.. أفتتطاولون عليه؟ أعطاكم هذه الإرادةَ لتعلموا أنَّه هو المُريد، لأنَّ القدرةَ ما امتلكَها أحدٌ منكم مِن شركة ولا مِن هيئة ولا مِن حكومة ولا مِن أحد، هو الذي أعطى جلَّ جلاله، هو الَّذي كوَّنَنا مِن النُّطف هذه الأجساد وكوَّن الأرواح قبل ذلك، وما تحكَّم غيرُه ولا شاركَه غيرُه جلَّ جلاله، فلا إله إلا هو والمستنَد هو، وصاحبُ القدرة هو.
عليكَ اعتمَدنا وإليكَ أنَبنا، فنَشكو إليك اللهمَّ ضعفَنا وقِلَّةَ حيلَتِنا، وهوانِ أهلِ هذا الدِّين وأهلِ هذه الملَّةِ على النَّاس، وإن لم يكن بكَ علينا غضبٌ فلا نُبالي، ولكنَّ عافيتَك هي أوسعُ لنا، نعوذُ بنورِ وجهِك الّذي أشرقَت له الظُّلمات وصلُحَ عليه أمرُ الدنيا والآخرةِ أن ينزلَ بنا غضبُك أو يحلَّ بنا سخطُك، نعوذُ بك ، فأعِذنا مِن سَخطِك وأعِذنا مِن غَضبِك، لك العُتبَى حتى ترضَى، يا ربِّ فارضَ عنَّا وأدِم لنا العافية، وعجِّل للمسلمين بالفَرج، وارفع جميعَ الضِّيقِ والهمِّ والمرضِ والحَرج، وأنت القائل يا صاحبَ الإرادةِ المُطلقَة ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) لك الحمدُ، لك الحمد، لك الحمد، لك الحمد، لك الحمد، لك الحمد كما أنتَ أهلُه بما أنت أهلُه.
( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ) التَّعبير عندنا في اللغة التي أُنزِل بها القرآن، إذا قال ما يريد أن يجعل عليكم مِن حرجٍ ممكن يعني حرج كبير.. قليل يجيء، لكن يقول ( مِنْ حَرَجٍ ) يعني ولا شيء!
( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ )
يقول جلّ جلاله: (يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ )، تأملوا ذي الإرادات المحدودة المحصورة ماذا تفعل؟ ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا )، تنسَوا ربَّكم هذا وعظمتَه، وترجعوا إليهم و ( تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا )، فوق ذلك وقبل ذلك وبعد ذلك ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) عَلِمَ ضعفَكم وعجزَكم ولاطفَكم، ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا )
يقول جلّ جلاله: ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ).
ويعطيكم لفتةً مِمَّا أعدَّ، لتَتذوَّقوا، عسى تُدرِك أرواحُكم أنَّ شيئاً كبيراً فوقَ المُدركات مُقبِل، ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) يا سلام مِن أين السَّلام هذا يجيك؟ مِن عند صاحبِ الإرادةِ والقدرةِ المطلقة الإله، قال ( وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ) ، ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ) (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ )، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، فوق ما يرسل إليهم ملائكة يُسلِّمون عليهم يقول هذا منِّي مباشرة ( مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ )
( وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الله أكبر ولا إله إلا الله.
الله يرضى عن خديجة ذاقتِ السَّلامَ وهي في الدُّنيا، يقول: جبريل يُقرِئك السلامَ مِن الله.. من الله.. من الله، يُقرئك السلام من الله، هنيئاً، في مثل ذا النّساء ولا تجينا وحدة متبرّجة تقول تعالوا بتقدُّمِكم بتطوُّرِكم، خرِّجوا نسوانَكم أنتم متأخِّرين لازلتم متشبِّثين بالماضي، ما معها هذه وإلى أين تودّينا هذه؟! وأن تذهبُ بنسائنا؟ على مَن تضحك؟ ردَّ الله كيدَهم في نحورِهم.
( وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) يا ربِّ جميع الحاضرين والسَّامعين اجعلنا في المؤمنين وخواصِّ المؤمنين الَّذين حُمِلت لهم عنك هذه البشارة على يد حبيبك.. آمين.
( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ) مَن الَّذي يقول؟ الله، وأرسل لنا مَن بهذا الكلام؟ أصدق الخلق مَن لا ينطق عن الهوى، قال: ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) اجعلنا مِن المؤمنين يا رب، وأهالينا وأولادِنا يا رب، وآبائنا وأمّهاتِنا مِن الذين في البرازخِ اجعَلهم في خواصِّ المؤمنين، واجعل نَثرَ أسرارِ البشارة تتجدَّد على أرواحِهم يا رب، ومَن في أصلابِنا وأولادِنا أدخِلهم دوائرَ المؤمنين واجعلهم مُرادين لك بهذه البشارة مقصودين بهذه الآية، ( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ) لكن نبَّهنا اللهُ قال تريدون هذه البشائر والخيرات.. انتبهوا ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ ) اتركهم ومشاكلَهم، الذي يستجيب لهم يتضارب ويتقاتل.. انت ابعد، كلَّما أغرَوك وكلما حرَّكوك تتحرك، خُذ الحركةَ مِن عند أمري، مِن عند منهاجي وشريعتي بعثت بها محمَّدا، ارتكهم.. كلَّما حرَّكوا أحداً تحرَّك، طلَّعوه طلَع، نزَّلوه نزَل، قالوا دق صاحبَك بصاحبه..
( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) لو قال لك العب بقيمك، العب بأخلاقك في أسرتك.. في بيتك صلّح عادات خبيثة.. قل لا! ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ) لو قال سنعمل لك مشاكل، قل ما عندنا مشاكل، عندنا هذا طريق قويم ( وَدَعْ أَذَاهُمْ ) وفي هذا وهذا وتعتمد على من؟ وين المستند حقك؟ ( وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ) قال أكفيه أنا أو ما أكفيه؟ إذا أمَّنت واحد هل يقدر أحد أن يُخوِّفَه؟ إذا أعززتَ أحداً، هل يقدر أحد أن يذلَّه؟ إذا قرَّبت أحداً، هل يقدر أحدٌ يقدر أن يُبعدَه؟ إذا أسعدتَ أحداً، هل يقدر أحدٌ أن يُشقيَه؟
( وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ) ( وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ).. ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) فنِعم الإلهُ إلهُنا القادر القويُّ المُريدُ المَلِك، مالكُ المُلك، بيدِه الملك، خالقُ الملك، لا إله إلَّا هو، ِنعمَ المَلِك الحقّ المُبين، صلِّ على عبدِك المُصطفى الأمين وثَبِّتنا على الإيمانِ وأدخِلنا في هذه البشارةِ يا رحمن، يا الله.. يا الله.. يا الله، إن خَوَّفوا مَن عِندهم ما يكون في العام القادم فنسألكَ مِن خزائنِ رحمتِك أُنساً وخيراً ينتشرُ في الأمة وفرجاً يحصلُ في ذلك العام، يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطَّول والإنعام، يا مَن بيدِه أمرُ الخاصِّ والعام، لا إله إلَّا أنتَ، الشهورُ مُلكُك، والسنونُ مُلكُك، والأسابيعُ مُلكُك، والأيّام واللّيالي مُلكُك، وما يجري فيها فعلُك ومُلكُك وأنتَ الفعّاَلُ لما تُريد، بِكَ وَثِقنا وعليك اعتمَدنا وإليك أنَبنا وعليك توكَّلنا.
ربِّ عليك اعتمادي كما إليكَ استنادي ** صدقاً وأقصى مُرادي رِضاؤك
رِضاؤك الدَّائم الحال، ولا أحلى من رِضوانك يا ذا الجلال، أكرِمنا بذلك، واسلُك بنا أشرفَ المسالك، أعِذنا مِن الزَّيغِ والمهالك يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين.
والحمد لله رب العالمين.
04 جمادى الأول 1442