تفضُّل الرحمن بتوفيق قلوب للاستجابة لندائه على أيدي رسله وإحلال الشقاء على مخالفيهم
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 17 رجب الأصب 1446هـ، بعنوان:
تفضُّل الرحمن بتوفيق قلوب للاستجابة لندائه على أيدي رسله وإحلال الشقاء على مخالفيهم
0:32 من عجائب تجلي الله على الوجود
1:53 نعيم رضوان الله
2:41 معيشة ضنكا لمن أعرض عن ذكر الله
4:51 شرف الاستجابة لداعي الله ومناديه
6:36 حقيقة الفوز والشقاء
7:05 عاقبة أتباع فرعون وأهل الظلم
9:29 مظاهر السعادة الحقيقية
10:24 مرافقة رسول الله ﷺ والجمع تحت لوائه
12:19 أرواحنا رخيصة أمام هذا العطاء
14:46 ارموا رايات الفسق بأصنافها
16:12 النجاة من الفساد في الأرض
18:13 سر السند واتصال الرجال
21:29 مقاصد زيارة قبر النبي هود عليه السلام
24:31 بهذا فقط طريق النصرة
26:22 زوال أوهام أهل الضلال
28:03 دعاء وتضرع إلى الله
نص المحاضرة مكتوب:
الحمد لله المتفضل بتوجيه قلوبٍ إليه، يختار أن تُقبِلَ عليه؛ من سِرِّ إقباله على مَن سبَقَت له منه المِنَّة.. ذلكم الله، خالق كل شيء، من بيده ملكوت كل شيء، وإليه مرجع كل شيء، هو الحيُّ القيُّوم، والواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي بيده ملكوت كل شيء.
من عجائب تجلي الله على الوجود
آمنَّا به وبما جاء عنه على مراده، وشَهِدنا أنه الإله الحق الذي بيده تصاريف الأمور، وأمر البطون والظهور، والبداية والنهاية، والدنيا والبرزخ ويوم النشور، وبيده أمر الجنة وأمر النار، وهو الذي رتّبهما وكل ما فيهما، وبيده أمر البقاء والخلود، بإبقائه وتخليده لِمَا شاء من الأرواح، وما يجعل لها من أجسام، وما شاء من جنة ونار، وعرش وكرسيٍّ ولوح وقلم -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-.
ويُفنِي كل ما شاء إفناءه، وكل ما سواه قابل للفناء، إلا أنه يُبقِي ما شاء فيبقى بإبقائه، ويُخَلِّدُ ما شاء فيَخلُد بتخليده -جلَّ جلاله-، ويتجلَّى -جلَّ جلاله- بأنواع النعيم الذي يُبقِيه بإبقائه -جلَّ جلاله- على الأرواح التي تَبْقَى بإبقائه -جلَّ جلاله-، ثم يتجَلَّى عليهم بصفات له -سبحانه وتعالى- هي باقية ببقائه؛
نعيم رضوان الله
فيكون ذلك التجلّي أعظم، وأنعَم، وأكرَم، وأجلاه، وأعلاه، وأوضحه، وأفسحه: رضوانه -جلَّ جلاله-، ويقول: "أُحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا"، -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-.
وإذا أكرمك برضوانه وتنعّمت برضوانه، نعيما يفوق كل ما في الجنة من أنواع النعيم؛ فرضوانه عليك بَاقٍ؛ لا بإبقائه؛ ولكن بعَيْنِ بقائه -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-، بَاقٍ ببقائه -سبحانه وتعالى- وذلك أصْفَى وأوْفَى وأجلّ وأجمل.
معيشة ضنكا لمن أعرض عن ذكر الله
وكُلُّ هذا دُعِينا؛ لنُحظَى به، وليَتَكرَّم المنان به علينا بأسباب الاستجابة؛ لدعوات مَن اصطفى مِن رسله وأنبيائه من عهد آدم عليه السلام، وقال لأبينا آدم وأمنا حواء ومن يخرج من أصلابهم: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)[طه:123-124].
وهاتوا لي واحدا من المعرضين عن ذكره لم تكن له معيشة ضَنْك؟ إن كانوا ملوك، وإن كانوا رؤساءا، وإن كانوا أحزابا، وإن كانوا هيئات.. أعرضوا عن ذكر الله فلهم المعيشة الضَنْك. تشوفون ما تنتهي إليه معيشتهم الضنك من هذا الطغيان، وهذا البغي، وهذا التجرُّد عن الكرامة، وعن الإنسانية، وعن الفطرة، وقيام الأشياء على المخادعة، وعلى الكذب، وعلى التطاول، وعلى أخذ حقِّ الغير.. وما إلى ذلك، فلا يهنؤون بالحياة الدنيا، ويهربون لجلب شيء من الراحة.. إما بإدمان مخدرات، وإما بأغاني ماجنات، وإما في وقوع في مهاوي ملذات محرمات.. فلا تزيدهم إلا ضيقا، ولا تزيدهم إلا كآبة، ولا تزيدهم إلا تعبًا مُعجّلًا في الدنيا قبل الآخرة، بل ومعه أمراض جسميّة جسديّة حسيّة يُعانون منها في هذه الحياة الدنيا، ولا هم حول أمن ولا طمأنينة، ولا حول سكينة، وإن وجدوا ما وجدوا من متاع هذه الحياة الدنيا (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ..)[آل عمران:196-197].
شرف الاستجابة لداعي الله ومناديه
(..لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ..)، اللهم اجعلنا منهم وأهلينا كلهم، وأولادنا كلهم، وطلابنا كلهم، وأصحابنا كلهم، وأهل مجالسنا كلهم، ومن يشاهدهم ومن يتابعهم ومن يواليهم (..لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ)[آل عمران:196-198]، -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-.
وهذه الاستجابة التي سبَقت بها الأقضية والأقدار، تشرَّف بالسَّبْقِ إليها في هذه الأمة: المهاجرون والأنصار؛ لداع الله -سبحانه وتعالى- ومناديه، الذين خُتِموا بالنسبة للرسالة والنبوة بسيِّد المرسلين سيِّد أهل الفُتُوَّة.. محمد ﷺ، آدم وأولاد آدم جاءهم هدى الله، وشيث بن آدم وأوحي إليه من بعد آدم، ومن ذريته إلى إدريس، ومن ذريته إلى نوح، ومن ذريته إلى هود وإلى عاد، ومن ذريتهما إلى إبراهيم الخليل -على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام-، والقرون كثيرة بين هؤلاء، ما بين عاد وثمود وبين إبراهيم قرون كثيرة (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا * وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ ۖ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا)[الفرقان:38-39].
حقيقة الفوز والشقاء
ففاز مَن استجاب لنداء الله منهم، وخاب مَن لم يُلبِّ نداء الله ممن وصلتهم الدعوة.. أغنياؤهم أو فقراؤهم، ملوكهم أو مملوكيهم، صغارهم أو كبارهم، ظاهرهم أو خاملهم، كل من لم يستجب للدعوة وقد بلغته خابوا! خابوا وخَسِروا وشقوا! وما سَعِد منهم إلا الذين لبّوا دعوة الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم-؛
عاقبة أتباع فرعون وأهل الظلم
ولهذا ينادون بالعودة: (نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)[إبراهيم:44]، قالوا رَجِّعْنا نحن بنتّبع هؤلاء المرسلين، قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ.. ۖ) ما رضوا يتّبعون أمر موسى (..وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ..) والنتيجة: (..يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ)[هود:96-99]، لأنه قد أوردهم النار في الدنيا لأمرهم بتكذيب موسى والدعوة إلى عبادته من دون الله -تبارك وتعالى- وتَبِعوه (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)[الزخرف:54]، ففي الآخرة يوردهم النار (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ * ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ..) لما جاء أمر ربك: الحُكْم عليهم بالفناء والانتهاء.. ما عاد أغناهم شيء، كل ما يدعون من دون الله: قُوَّة، علم، إرادة، عزيمة، ملوك، أحزاب.. ما شيء أغنى عنهم (..فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ..) يعني مؤمن مُصَدِّق بالآخرة وما فيها من النعيم والعذاب -آمَنَّا وصدّقنا- (..ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ..) الناس.. الناس.. كل الناس، اللي في زمنكم واللي قبل ومن يأتي إلى وقت الميعاد (..ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ..) قال الله الليالي قد أعددتها في قضائي وقدري وعلمي الأزلي، لابد تِكَمِّل حتى تنتهي ويأتي (..وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ..)[هود:98-104].
مظاهر السعادة الحقيقية
(..يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)[هود:105].
اللهم اجعلنا من السُّعداء، اللهم اجعلنا من السُّعداء، اللهم اجعلنا من السُّعداء.
ومظاهر السعادة: هذه التلبية لهذا النداء، هذه التلبية لهذا المنادي (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا)[آل عمران:193]، (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ)[الأحقاف:31]، (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا)[الجن:19]، (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)[المزمل:1-2]، (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ)[المدثر:1-2]، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا..)
مرافقة رسول الله ﷺ والجمع تحت لوائه
(..وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)[الأحزاب:[45-47]. هذا الفضل من أجلى مجلَى؛ مرافقة محمد بن عبد الله! وأحد الصادقين من المؤمنين من عند الغرغرة ويلوح له نور النبي الأمين، ويقول سيدنا بلال: "واطرباه! غدا ألقى الأحبة محمدا وحزبه"، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ثم في البرزخ، ثم يوم القيامة، مرافقتهم له: تحت ظِلِّ العرش، وتحت لواء الحمد، وعلى الحوض المورود، ثم في جنَّاِت الخلود. وأمَّا تحت لواء الحمد؛ فمَا مِن سعيد ولا مُقَرَّب من المكلفين أولهم وآخرهم.. من أول الخلق إلى نهايتهم؛ إلا وهو تحت هذا اللواء "آدم فمن دونه تحت لوائي".
ويَا مَا أكرمه من لواء! ويَا ما أكرَم حامله! ويَا ما أكرم الذين تحته!
والله يجعلنا كلنا تحته، جميع الحاضرين يا رب، والسامعين والمشاهدين، ومن في بيوتهم ومن في ديارهم.. تحت ذاك اللواء فاجمعنا،
تحت ذاك اللواء فاجمعنا!
تحت ذاك اللواء فاجمعنا!
يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه.. يا الله.. يا الله ..يا الله
ربما صدى هذا النِّداء له يتذكّره بعضهم تحت ذاك اللواء، يرون أثر هذا الصدى ومعناه! وكان تهتز له السماوات أكثر من الأرض، ويرون مكانته عند الرَّب -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-!
فيَا رَبِّ واجمعنا وأحبابا لنا ** في دارك الفردوس أطيب مَوْضِعِ
أرواحنا رخيصة أمام هذا العطاء
يا طالبا هذا العطاء الكبير والمَنِّ الوفير: اُبْذُل!
وماذا سنبذل؟! أرواحنا فما دونه رخيصة أمام هذا العطاء! ولو لأحدنا ألف روح إلى روحه لكانت رخيصة أمام هذا الفضل، وأمام هذا الجزاء الكبير، وأمام هذا النعيم العظيم! فانظروا ماذا تطلبون؟ وماذا ترتجون؟ وماذا تؤملون؟ "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة"، وأعلى ما في الجنة: مرافقة سيد الوجود، وبها يُنَالُ المرتبة من رضا الرَّبِّ الإله المعبود -جلَّ جلاله-!
فعلى قدر المرافقة لمحمد نصيبك من رضا الواحد الأحد، وعلى قدر نصيبك من رضا الواحد الأحد؛ تترتب مرافقتك لنبيه وعبده محمد.
مَن كان الحق عنه أرضى فرابطته بالحبيب أقوَى، ونصيبه من مجالسة الحبيب في الجنة أكثر، مَن كان الله أرضى عنه وأكبر فنصيبه من مجالسة هذا الحبيب أكثر، ومن مخاطبته، ومن مسامرته..
ومن أعجب العجب أنه بِسِعَةِ روحانيته الكريمة؛ يُجَالِس في الساعة الواحدة كذا كذا من المخصوصين والمقربين، وكل واحد ما يَشْهَد غيره في هذا المقام وفي هذا الخطاب، وكل واحد وحده!
وكم وكم من عجائب في دار الكرامة ومستقر الرحمة! جعلنا الله من أهلها.
(فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)[هود:105-108]، غير مقطوع ولا ناقص، لا ينقص ولا ينقطع ولا يفنى ولا ينتهي (هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[ص:39]، (إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ)[ص:45].
الحمد لله، الله يجعل مآلنا هذه المِنَح الكبيرة والنعيم الأعظم.. يا حيُّ يا قيُّوم.
ارموا رايات الفسق بأصنافها
فلنَبذُل! نبذل: وسعنا في الصدق مع ربنا -جلَّ جلاله-، بــ :
-
تعظيم أمره وأمر رسوله، والاقتداء به،
-
وارموا وانبذوا رايات أهل الكفر بأصنافها، وأهل الفسق بأصنافها، مِن كل مَن يدعوكم إلى الشِّقاق، من كل من يدعوكم إلى النفاق، من كل من يدعوكم إلى سوء الأخلاق، من كل من يدعوكم إلى الشك، من كل من يدعوكم إلى الريبة، من كل من يدعوكم إلى المخدرات، من كل من يدعوكم إلى التبرُّج وإلى السفور، مِن كل مَن يدعوكم إلى تعدّي الحرمات وارتكاب المحظورات، في اختلاط الرجال بالنساء، أو في غيرها من المعاملات الربوية أو غيرها، من كل ما حرم الله تعالى.. ارموا براياتهم هؤلاء، فهم ضر وبلاء عليكم في الدنيا والآخرة، مَن اِستَظَلّ براية من راياتهم حُشِر معهم يوم القيامة -والعياذ بالله- (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ..)
-
واسلكوا المَسْلَك: (..وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ..)
النجاة من الفساد في الأرض
(..فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ..) يقول الله القرون الذين أهلكناهم لو كان فيهم بَقِيَّة ينهون عن الفساد ويُعظّمون أمرنا ما أهلكناهم، لكن ما كان (..فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ..ۗ) هؤلاء نجوا، وما حامَت حوْلَهم الهَلَكَة ولا حَام حولهم العذاب (..إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ..) ما أترفوا فيه أهل التَّرَف (..وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ..) أجرموا باتباع الترف، ووقعوا في السَّرَف، وحَلَّ عليهم التَّلَف! وبعدوا عن الله وعن رسوله الأشرف ﷺ! (..وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ)[هود:113-116]، اتبعوا ذلك التَّرَف! (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)[الإسراء:16]، -والعياذ بالله تبارك وتعالى-
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)[الأنعام:123]، وكَيْفَ ومَكْرُ الله ما فَوْقه مَكْرُ! (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال:30]، يقول جلَّ جلاله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا..) ويقول الجبار الأعلى (..وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)[الطارق:15-17]، فالدائرة عليهم والعاقبة عليهم -والعياذ بالله-، والعاقبة للمتقين وللعباد الصالحين.
وفَّرَ الله حظَّنا من تقواه، والإجابة لمناديه والداعي إليه عبده ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
سر السند واتصال الرجال
وبَرَز في تلبية هذه الدعوة؛ سِرّ هؤلاء الصالحين الذين هم سندنا إلى محمدنا ﷺ..
ثبتوا على قَدَمِ الرسول وصحبه ** والتابعين لهم فَسَلْ وَتَتَّبَّعِ
ومضوا على قصد السَّبيل إلى العُلا ** قدمًا على قدمٍ بجِدِّ أَوْزَعِ
والرجال الذين انتمينا إليهم وتعرَّفنا بهم حقائق الكتاب والسنة؛ من حيث ما كان يعلَمها ويعرفها ويأخذها وينتهج في الفهم فيها: القرن الأول المربين على يد المُرسَل بنفسه ﷺ، من آل بيته وصحابته، فالتابعون فتابعوهم بإحسان، هؤلاء جمَعوا مع سندهم إلى النبي محمد ﷺ؛ من حيث البُنُوَّة الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة والسَّنَدِيَّة..
أَبٌ يتلقَّى عن أَبٍ وهكذا ** فيَالَكَ مِن آباءٍ كِرَامٍ وأولادِ
مُسَلْسَلَةً عنهم أَسَانِيدُ أخذِهم ** إلى خَيْرِ محمودٍ وأَشْرَفِ حمَّادِ
ومع ذلك.. كل واحد منهم صُلحاء عصره وخِيَار مَن في عصره مِن الأكابر اتصل بهم! فجمَعوا الأسانيد لآل الشرق ولآل الغرب.. عبر المراسلات، وعبر اللقاء في الحَجَّات، وعبر الإجازات؛ حتى ما من سند صحيح قويّ إلى كتب التفسير، وإلى المشهورة المعروفة، وإلى كتب السنة كموطأ مالك ومسند أحمد والأمهات السِّت والمعاجم للطبراني وصحيح بن خزيمة وابن حبان.. وغيرهم؛ إلا ولهم إليه الأسانيد، وما من سند صحيح لها إلا ولهم به اتصال!
حتى قال شيخنا الحبيب إبراهيم بن عمر بن عقيل بن يحيى -عليه رحمة الله-:
ولنا التلقي بالتَّدَلِّي ** والدٍ عن والدٍ أَجْوَدِ الأجوادِ
ولنا الأسانيد … -الذي اتصل بهم من الرجال من الشرق ومن الغرب- قال:
… فجميع أهل الصدق والإخلاص من أشياخنا كانوا بأيِّ بلادِ
نَرْوِي الشريعة والطريقة والحقيقة عنهمُ بالنَّقْلِ والإسنادِ
وبِذَا قد اجتمعت لنا أسرارُهم ** ولنا رَجَاءٌ في وِصَالِ سُعَادِ
وكتب: "سُعاد: منتهى مراتب المعرفة بالله" هذا معنى سعاد: منتهى مراتب المعرفة بالله!
ولنا رجاء في وصال سُعَادِ
عليهم رضوان الله تعالى ورحمته وبركاته..
وحَفِظ الله علينا سِرَّ هذا السَّنَد وسِرَّ هذا الاتصال.
وبه قاموا في مقام: العلم، والعمل، والإخلاص، والورع والخوف من الله عز وجل.
مقاصد زيارة قبر النبي هود عليه السلام
وترتبت المجامع والمجالس، ومنها زيارة النبي هود -على نبينا وعليه الصلاة والسلام- في شهر شعبان المخصوصة، والشِّعْب مفتوح للزيارة من قبل ومن بعد وفي طول أيام السنة، وقد زاره من الأنبياء من قبل، وقد ذكره ﷺ، وأنه بحضرموت فيما رواه الإمام الحاكم في مستدركه عن سيدنا علي بن أبي طالب، ولمَّا وصف الوادي الذي فيه والشِّعْب الذي فيه قال سيدنا علي: "كذلك سمعته من أبي القاسم"، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله. لمَّا سأل بعض الوافدين من حضرموت، فأحدهم قال: كأنك تسألني عن قبر النبي هود؟ قال: نعم، قال: كانت له شهرة بيننا، وفي أيام الشباب مشيت أنا وثلاثة معي، حتى وصف له المكان، والثاني يسأله هل رأيت كذا؟ هل رأيت كذا؟ قال: نعم يا ابن أبي طالب فماذا في ذاك؟ قال: هناك قبر النبي هود.
هناك قبر النبي هود.. على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ)[الأحقاف:21].
ثم رتَّب سيدنا الفقيه المقدم: أن تكون الاجتماعات على: تجديد العهد مع الله، في الوفاء بما أمر به، واجتناب ما نهى عنه؛ من خلال هذا السَّلام والزيارة والتذكير والوعظ والاجتماع على الذكر، وتلاقي العلماء بينهم، وتلاقي العلماء بالعامة، والعامة بالعلماء، والكبار بالصغار، والصغار بالكبار؛ على:
-
إرادة إعلاء كلمة الله،
-
على تحقيق تقوى الرحمن،
-
على الوفاء بالعهد الذي عاهدهم عليه -جل جلاله وتعالى في علاه-،
-
على التعرض لنفحات الله ولرحمات الله -تبارك وتعالى-؛
في وجهات وهِمَم من أهل الظاهر والباطن تتوَجَّه إلى واحد أحد فرد صمد، هو الله الذي بيده ملكوت كل شيء -جل جلاله-.
ولذا عدّوها نِعمَ الزَّاد لـ: ليلة النصف من شعبان، ولرمضان، ولبقية العمر للقاء الرحمن -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-؛ في تزاورات في الله..
حيَّ تلك المجامع حيَّ تلك الوفودِ
حيّ عيدا بها فاقت على كُلِّ عِيدِ
مع رجال الوفاء من مُنسِبين الجدود
كم رقوا من مراقي عَالِيَاتِ الصُّعودِ
تحت سطر الدياجي والورى في رقود
كم سُقُوا من رَحيقٍ في كؤوسِ الشهود
في مثاني قيامٍ أو مُثَنَّى سُجود
-عليهم رضوان الله تبارك وتعالى-
فالله يُبَلِّغنا الزيارة على خير حال، ويفتح بها أبواب الفرج التام العاجل للأمة المحمدية أجمعين، ويدفع البلاء عنَّا وعن المؤمنين.
بهذا فقط طريق النصرة
ويأخذ بأيدي إخواننا في غزَّة وفي الشام أو في اليمن، طريقهم للنصرة والتأييد:
-
صدقهم مع الواحد الأحد،
-
وتربيتهم لأولادهم على إقامة الفرائض وترك المحرمات،
-
وأن ينبذوا ويرموا رايات أهل الكفر في أخلاقهم وفي أفكارهم وفي معاملاتهم،
-
وأن يرجعوا إلى تعظيم السنن والآداب النبوية، ويمكنوها من أسرهم ومن بيوتهم،
-
ويحافظوا على أمر الله، ويجتنبوا المحرمات.
بهذا فقط يكون الفَوْز ويكون النُّصرة!
وإلَّا أهل العهود والاتفاقيات ما أسرع ما يَغدِرُون.. قريب أو بعيد، ولكن غدرهم يرجع عليهم (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[القصص:83].
ولكن لا ينصر الله مَن يترك الفرائض، لا ينصر الله من يُهمِل الصلوات الخمس، لا ينصر الله من يهمل صوم رمضان، لا ينصر الله من يمنع الزكاة، لا ينصر الله مقاطعي الأرحام، لا ينصر الله مَن ينتشر بين شبابهم وشاباتهم المخدرات ولا يتناهون عنها!
فليقوموا بأمر الله! و: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد:7]، وأمَّا إن أرادوا نصرا من شرق أو من غرب؛ فوالله لن يجدوا من وراء الانتماء إليهم أو الاعتماد عليهم إلا الكرب، إلا الكرب! هذه الثمرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ..) صدَق ربي! وكذَب كل مَن خالف كلام ربي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ)[آل عمران:149-150].
اعتمدوا عليه! واستندوا إليه! واصدقوا معه! وهو الذي ينصركم!
زوال أوهام أهل الضلال
أو يُهِيلونكم بشيء مما عندهم؟! وكل الذي عندهم أمام ريح أو مطر أو زلزلة يتلَاشى، كل الذي عندهم.. أمام ريح أو مطر أو زلزلة من الأرض يتلاشى، ولا عاد ينفعهم بشيء..
جلَّ القويّ!
(وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)[البقرة:165]، يعني زالت الأوهام عنهم، أوهام عاد (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً..) ريح سبع ليال وثمانية أيام كمَّلَت الوهم حقّهم وروَّح (..أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ..) قال ذا الريح اللي كسَّر ديارهم وقَلَّع نخيلهم ما هو شيء، العذاب قُدَّام (..وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ)[فصلت:15-16]،
(وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[فصلت:18]، يا بَخْتَ المتقين.
(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ)[فصلت:17]، -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، فجاءهم العذاب -والعياذ بالله تبارك وتعالى-؛ باستحبابهم العمى على الهدى. والعمى: كل أفكار آل الشرق والغرب المناقضة لشرع الله عمَى (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الرعد:19]، -اللهم اجعلنا من أولي الألباب-، هذا هو العمى (وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا)[الإسراء:72].
دعاء وتضرع إلى الله
فالحمد لله على نعمة محمد، وأن جعلنا الله به خير أمة، ويجعلنا الله في تبعيته حقا -إن شاء الله-.
وينشر هذا النور في شرق الأرض وغربها، وفي أمريكا وفي أوروبا وفي روسيا وفي الصين وفي أفريقيا وفي المغرب، وفي الشرق وفي الغرب، وفي قرى الأرض كلها؛ حتى يُنجِز وعده: لا يبقى بيت على ظهر الأرض إلا دخله الدين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلنا أسباب لنصرة هذا الدين ولنصرة النبي الأمين، وما جاء به عن ربنا، ونقَّانا عن الشوائب في الإسلام والإيمان والإحسان، ووفَّر حظَّنا من علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، ورزقنا النصيب الوافي من معرفته الخاصة ومحبته الخالصة، اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين.. برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.
17 رَجب 1446