(536)
(229)
(574)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ، ضمن سلسلة إرشادات السلوك، ليلة الجمعة 15 ذو القعدة 1442هـ في دار المصطفى بتريم، بعنوان:
أسرار صوت الدعوة المحمدية وكرامة الإيمان بالله والاعتصام به ونتائجها العلية.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يا مُنَوِّرَ القلوب ويا كاشفَ الكروب بحبيبِك المحبوب أصلِح لنا الشؤون في الشهودِ والغيوب، وطَهِّرنا عن جميعِ الأدْنَاسِ والعيوب، وجُدْ علينا بجودِك الواسع، وتُبْ علينا لنَتوب، وانشر لنا وبنا راياتِ الهُدَى في جميعِ مشارقِ الأرضِ ومغاربِها كما تحبُّ على ما تحبُّ بما يَسُرُّ قلبَ حبيبِك المحبوب.. يا أكرمَ الأكرمين ويا أرحمَ الراحمين.
ولا تزال الدواعي تدعُوكم وتحدُوكم لأن تَرقَوُا مراقي المحبة للإله الحق جَلَّ جلاله الذي خلقَكم وتفرَّد بخلقِكم وإيجادِكم وخَلْقِ آبائكم، وابتدأ خلقكَم في عالمِ الأجسام بآدمَ عليه السلام، وأسْجَدَ له الملائكةَ وسَلْسَلَ مِن ذريَّته أنبياءَ وصلحاءَ وأخيار.. حتى كانت الكلمةُ التي تشرَّف بها لسانُ أول آدميٍّ خُلِق جسده (آدم عليه السلام) كلمة "لا إله إلا الله" هي التي تَشَرَّفت بها ألسنتكم، وكان أول ما عَقَل أبونا آدم عندما نُفِخ الروحُ في جسده وفتح عينيه.. جعل اللهُ عينَيه شاخصتَين إلى العرش ورأى على قوائم العرش مكتوباً "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فما أعظمَها مِن كلمة على قوائم عرش الرحمن علَّمها الله آدمَ عليه السلام أول ما خُلِق!
فالذين يتكلمون بها يتكلمون بالحقيقة وبالأمر الذي مِن أجله وُجِدَ الوجود، فأين مرجعيَّاتُهم وأين خلفيَّاتُهم من كُلِّ هذه الأفكار التي تلعبُ بعباد الله على ظهر الأرض في شرقِ الأرض وغربها.. إلى مَن يرجعون؟ وما هي نهاياتهم؟ وما هي خلفيَّاتهم؟ وما معهم؟
إنها أهواء، إنها أفكار لعب ووسواس بينهم وبين إبليس يلعبون به على ظهر الأرض وينشرونه.. لكن "لا إله إلا الله محمد رسول الله" هي الحق، ولأجلها خُلِقَ الخلق، وهي الهدى، وهي المبدأ، وهي المراد مِن إيجادِ هذا الوجود، وهي مفتاحُ جنةِ الله جَلَّ جلاله وتعالى في علاه..
اللهم حقِّقا بحقائقها واجعلنا مِن المتخلِّقين بأخلاقها، وأثبِتنا عندك في خواصِّ أهلها. يا الله، يا الله.
يا الله ارزقنا وإياهم الصدق في "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حتى نتحرر، حتى نتطهَّر، حتى نتنوَّر، حتى تُعمَر بواطنُنا بحقائقِ المعرفة التي تُوجِبُ نعيمَ الأبد، المعرفة بالواحد الأحد، المعرفة بالقيومِ الصَّمَد، المعرفة بمَن رفعَ السماءَ بغير عَمَد، المعرفة بمَن كَوَّنَ كُلَّ شيء بقدرتِه التي ما لها مِن حد؛ "المعرفة بالله" تعالى في علاه.
وما المقصود مِن سائرِ الكائنات التي يَنحَبِسُ فيها كم مِن محبوس إلا أن يُعرَفَ عظمة المنشيءِ الباريء المَلِكِ القدوس جَلَّ جلاله وتعالى في علاه.
ولكنهم ما عرفوا المقاصد، واشتغلوا بتُرَّهَاتِ الأهواء، وشهوات النفوس، وعليها أقاموا مناهجَهم ومبادئهم وأفكارَهم ودولَهم وما عندهم، فلا ريب.. لابد في الدنيا قبل الآخرة أن يظهرَ أحقيَّةُ هذا الحق وعظمتُه ورسوخُه وثبوتُه، وأن تنهارَ أمامَه ظلمات الباطل بأصنافها؛ حتى لا يبقى بيت إلا دخله دين "محمد بن عبدالله" هذا في الدنيا {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..} سبحانه وتعالى..
فَبِمَ يغترُّ المغترون في شيءٍ مِن أجزاءِ هذه الأرض أو الفضاء أو البحر أو شيء من هذه الأمتعة؟! الذي له مقاليدُ السماوات والأرض مُكَوِّنُهم ومُسيِّرُهم ومُدبِّرهم وإليه مرجعُهم ومصيرُهم جلَّ جلاله..
وكل الذين لم يرضَوا أن يتنبَّهوا -وقد نُبِّهُوا- أنه خالقهم وإليه مرجعُهم وتمادَوا في غيِّهم يُنَادون في المآلِ والعُقبى والمرجِع والمصير: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ..}
{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
ولا بعثةُ المصطفى كانت باطلا ولا عبث، ولا بلاغه، ولا كل حرف نطق به، ولا كل حركة تحركها، ولا ما استمرَّ مِن ذلك النور إلى مجامِعنا -وما يُشرِق مِن آثارِ في أجهزة وإلا في غيرها هنا وهناك- إلا ذرَّات مِن آثار نورِ الذي بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، وجاء بالحق عن الحق صلى الله وسلم عليه وعلى آله.
دَعَانَا إلى حَقٍّ بحقٍّ مُنَزَّلٍ ** عليه من الرحمن أَفْضَلَ دَعوَةِ
أَجَبْنَا قَبِلنَا مُذعِنِينَ لِأَمْرِهِ **
-الوقت الذي أذعنَت فيه عقولُ وقلوبُ ونفوسُ ورِقَاب لأفكارِ الخلق ولأهوائهم ولشهواتِهم وللرغبة في السلطات والرغبة في الدنيا أذْعَنَّا لما جاء به "محمد"-
أَجَبْنَا قَبِلنَا مُذعِنِينَ لِأَمْرِهِ ** سَمِعْنَا أَطَعْنَا عن هُدَىً وبَصِيرَةِ
فَيَا رَبِّ ثَبِّتنا على الحَقِّ والهُدَى ** ويا رَبِّ اقبِضنَا على خَيْرِ مِلَّةِ
يا كريم يا رحيم.. مَنَنْتَ علينا وعليهم بالاجتماعِ في رحابِ التوجُّه إليك، ومعنا قلوبٌ متوجهةٌ من الجنِّ والإنس في شرقِ الأرضِ وغربِها، ومعنا توجُّهات قلوبٌ وأرواحٌ مِن الجَانِّ ومِن الملائكة ومن الأرواح إليك يا قدوس، إليك يا مَلِك، اللهم فأنعم عليَّ وعليهم بالصدقِ معك وبنتائجِ هذه الجمعية عليك؛ حتى لا نبقى محبوسين في مظاهرِ الإسلامِ والإيمان والإحسان، بل نتحقَّق بحقائقها ونَسلُك في طرائقِها ونرقَى في مراقيها.
يا الله.. يا الله حتى يثبتَ على الهدى كُلٌّ مِنَّا، والحقُّ في كُلِّ أقوالِه التي يقولها، وأفعاله التي يفعلها، ومعاملته التي يتعامل بها مع أهل أو زوجة أو أولاد أو أقارب أو أصحاب أو جيران أو قريبين أو بعيدين، ومع الأجهزة ومع المطاعم والمشارب (على الحقِّ والهدى) يا رب
فَيَا رَبِّ ثَبِّتنا على الحَقِّ والهُدَى ** ويا رَبِّ اقبِضنَا على خَيْرِ مِلَّةِ
وعُمَّ أُصُولَاً والفروع بِرَحمَةٍ ** وأهْلَاً وأَصْحَابَاً وكُلَّ قَرَابَةِ
وسائر أَهلِ الدِّينِ من كُلِّ مُسلِمٍ ** أَقَامَ لك التَّوحِيدَ من غَيْرِ ريبةِ
يا الله.. يا الله ..
ومن ذُكِروا بالإسلامِ والنطقِ بالشهادتين ثبِّتهم على ذلك وقوِّهم واجعل النورَ يُشرِق ويزدادُ إشراقاً في قلوبِهم واهدِ على أيديهم كثيراً مِن عبادِك..
يا خيرَ مجيب، يا أكرمَ مستجيب، يا ربَّنا القريب، وِجهتُنا إليك بك وبفضلِك وبإحسانك وبِمَنِّك، جمعتنا على الوجهة إليك في اقتداء، في اهتداء.. لك الحمد.. بنبيِّ الهدى سيِّد أهلِ الإقبال، إمام أهلِ الوجهةِ إلى الكبيرِ المُتعال، أحبُّ محبوب، وأقربُ قريب، وأصفى صفيِّ، وأولى وليِّ، وأعلى عليِّ لدى المولى العلي، اسمه "محمد"، اسم ينوِّر قلوبَكم، ينور أفئدتَكم، اسم محبوب لدى ربِّ العرش علَّامِ الغيوب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
نوَّرَكم الله بما جاء به من نور {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ..} اللهم اجعلنا وجميع الحاضرين وجميع السامعين ممن آمن بك واعتصم بك فنال ما وعدتَ على رسولك {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}
يا كم مِن مسعود بهذه المعاني، مِن إنس ومن جن، وكم مِن لاحق ما كان يلحق لولا ساعةُ الفضل الرباني هذه، ما كان يلحقُ بشيء مِن أوصافِه ولا مِن أعماله لولا ساعة التجلِّي الرحماني هذه، لولا الفتح بيدِ خيرِ فتَّاح وعلى أحسنِ مفتاح؛ ذلكم فضلُ الله على هذه الأمة، ومنحتُه التي منحَهم إياها بمحمدٍ لمَّا اختصَّهم به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
ونِلْتُم هذه المَنَالَات، ونازلَتكم هذه المُنَازَلَات. ولا زالت الأصواتُ مرتبطةً بالأصوات وصوت الدعوة إلى رَبِّ الأرضين والسماوات صوت "محمدٍ" خيرِ البريات.
أحسنِ الإنصات تصل إلى ذلك الصوتِ بعينِه، ولا تُحرَم سماعُه إن صدقتَ وأقبلت، وإذا كنت من أهلِ الانتباه في الحياةِ قبلَ الوفاة، وفي البرزخ ويومَ الموافاة، هو الداعي واحد.. الداعي إلى الواحد واحد، وكُلُّ دعوة مقبولة ممَّن سواه -ممَّن قبلَه مِن الأنبياء أو بعدَه مِن الأصفياء- فهي مِن آثار دعوته هو؛ فهو الداعي عليه الصلاة والسلام..
فإنه شمسُ فضلٍ هُمْ كَواكِبُها ** يُظهِرْنَ أنوارها للنَّاسِ في الظُّلمِ
وبنورِ هذه الشمس تُقَام هذه الدورات، وتَفِد هذه الوفود، ويَرِد مَن يَرِد على الحوضِ المورود، اللهم لك الحمد.. أتمَّ النعمة علينا يا بَرُّ يا ودود، واجعل كل واحد من الحاضرين والسامعين يذوق سماع الصوت الأصفى، ويَفِي مع مَن وفَّى مقتدياً بعبدِك المصطفى في الظاهِر والخفا.. يا الله
أصنامُ التشبُّه بالفجار والكفار حطِّمها مِن القلوب والديار، وأقم لنا يا ربِّ شَرَف الاقتداءِ بالنبيِّ المختار؛ فهذا مظهرُ العبودية لك وشهادة الحق أن لا إلهَ إلا أنت وأنَّ محمداً عبدُك ورسولُك، فثبِّتنا على حُسنِ متابعتِه سِرَّا وجَهْرَا.. يا الله..
يا مَن تدعونَ الكريم، يا مَن تسألون الرحيم، يا مَن تتوجهون إلى الملكِ العظيم، المنَّان ذي الجود الجَسيم والمَنِّ الفخيم "الله" ، لولا فضلُه ما حضرتُم ولا سمعتُم ولا توجَّهتم ولا قُبِلْتُم ولا نُظِرْتُم ، "هو الله" {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ} فأقامَ لنا منابرَ التزكية مِن مصدرِها وأصلِها، حتى نجد مِن آثارها هذه التي تجوبُ مشارقَ الأرض ومغاربها، بل لها نبأ وخبر ورنين لأصواتِها في غير الأرض وفي غير العالم الأرضي وفي غيرِ عالم الفضاء.. وذلك فضلُ الله.
وما خلقَ اللهُ شيئاً أعزَّ عليه من "محمد" ولا رضي بدينٍ غير دينِ الإسلام، مِن عهدِ آدم ما قَبِل من آدم ولا أحد مِن ذريته يقبل إلا دين الإسلام.. إلى آخرِهم {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
الحمد لله على نعمةِ الإسلام، يا رب حقِّقنا بها، يا رب بارِك في جَمعِنا واجعلها جمعيَّةً عليك تُوصِل إليك {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}
آمنوا بالله واعتصموا به، تَحقَّقُوا بحقائق الإيمان ليزدادَ لكم الإيمان في كلِّ ساعة، وفي كلِّ يوم، وفي كل ليلة..
نحن الآن في نصف ذي القعدة.. هل إيمانكم مثل أول ذي القعدة؟ يجب أن يزيد، وباقي الشهر يزيد؛ ما عاد تجيء لنا ليالي العشر إلا وهو يُزهِر في القلوب بقوَّته وبرسوخه وبتعمُّقه، نُدرك ليالي العشر وقسم الجبَّار بها { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ} أمَّا ما ترون مِن مظاهر هذه القوى الزائلة فلن تحفلوا بها {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ * الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} ونتائج الكل ماذا حصل؟ {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} وما الحقيقة يا رب؟ {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}
{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} لا أحد يقول أنا في القرن الحادي والعشرين.. ولا في قرن قبله ولا بعده {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} جَلَّ جلاله وتعالى في علاه..
قال بعض المتورطين في الدعاوي والبلاوي وكلام أهل البدعة يحصّل واحد من الصالحين يقول له: أين ربك؟ قال له: بالمرصاد.
ذا يدوَّر ربه يريد له بقعة! ما درى، أهو محتاج إلى شيء من الأرض ولا من السماء ولا غيرها! لكن الرجال قال له هذا ربي بالمرصاد.. انتبه لنفسك..
"لا إله إلا الله"
رزقَنا كمال الإيمان، رزقَنا كمال اليقين، رزقَنا الاتباع لسيدِ المرسلين..
يا رب ارزقنا وإياهم وكل فرد مِنَّا وممَّن في ديارنا وأهلينا وأصحابنا الإيمانَ القويَّ الكاملَ الذي يزداد على كلِّ نفس، وحسنَ الاعتصامِ بك، وقوةَ الاعتصام بك، وأنجِز لنا وعدَك {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} اجعلنا منهم، وأهلينا كلهم، وأولادنا كلهم، وطلابنا كلهم، وأصحابنا كلهم، ومَن والانا فيك {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ..}
كلام ربكم {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}
{فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ} الذين في هذه الليلة سيدخلُون في رحمةٍ وفضلٍ عددٌ كبير يسرُّ اللهُ به قلبَ نبيِّه إن شاء ءالله {فَسَيُدْخِلُهُمْ} ومن ذا الذي بيدخلهم؟ ما وكَّلهم إلى هيئة ولا جماعة ولا حزب ولا صغير ولا كبير.. قال أنا {فَسَيُدْخِلُهُمْ} هو اللي بيدخلهم "هو" {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ} "إليه" تسمعها؟ "إليه" "إليه" {إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}
صَلِّ على سيدِ أهلِ الصراط المستقيم، واهدِنا به إليك، دُلَّنا به عليك، وأوصِلنا إليك،
اجعلها ساعةَ إجابة، دعوات مستجابة، كلٌّ يمتلىء قلبُه بالإيمان ويعتصم بك إلى الوفاة لا يميل عن ذلك ولا ينحرف ولا يُبَدِّل ولا يتغيَّر، حتى نموت مؤمنين بك معتصمين بك، وتُدخلنا في رحمة منك وفضلٍ وتهديَنا إليك صراطا مستقيما {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
وبارِك في جمعنا ومَن حضر فيه، ومَن يتردد إليه مِن أهلِ الظاهر والباطن والصغار والكبار، ومناصبنا وكبارنا وآل السرِّ فينا، بارك لهم في تردِّداتهم وحضوراتِهم وفي اللقاءات بيننا وبينهم، وافتح لنا من أبواب الفضل مالا يُحصَر ولا يُحَدُّ ولا يُعَد مما هو لائقٌ بجودك، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد.
وعُمَّ بالخير جميعَ الوجود وأهلَ الوجود يا برُّ يا ودود بوجاهةِ صاحبِ المقامِ المحمودِ والحوضِ المورود، وأصلح لنا به الغيبَ والشهود، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين.. والحمد لله رب العالمين.
16 ذو القِعدة 1442