(228)
(536)
(574)
(311)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: مواصلة شرح فصل في أذكار تُقال عند النوم
الثلاثاء: 16 ذو الحجة 1444هـ
تابع: "فصل في أذكار تقال عند النوم"
" وتارة يقرأ بفاتحة الكتاب وقل هو الله احد، ويقول: " من قرأَ بهما فقد أمِنَ كل شيء إلا الموت".
وتارة يقول المعوذتين وقل هو الله أحد، وينفثُ في يديه ويمسح بهما جسده ووجهه، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وتارة يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ويقول: "ما من عبدٍ نام على جنبه الأيمن ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة إلا قال له الرب -جلّ جلاله- يوم القيامة: يا عبدي ادخل الجنة على يمينك"،
وتارة كان يقرأ سورة واحدة من كتاب الله عز وجل ويقول: «ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله عز وجل إلا وكّل الله به مَلَكًا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يستيقظ» .
وتارة يقول: «باسمك اللهم أحيا وأموت»
وتارة يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ويقول: من قالهنّ فمات من ليلته مات على الفطرة وإن أصبح أصاب خيراً».
وتارة يقول: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك»،
وتارة يقرأ سورة الكافرين ويقول: «من نام عليها فهي براءة من الشرك».
وتارة يقرأ المسبّحات ويقول: إن فيهن آية أفضل من ألف آية».
وتارة كان يقرأ الزمر وبني إسرائيل، وتارة كان يقول: «باسمك ربّي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين».
وتارة كان يقول: «أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، ويقول: من قالهن غفرت ذنوبه وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا».
وتارة كان يقول: «بسم الله وضعت جنبي لله، اللهم اغفر لي ذنبي واخسأ شيطاني وفك رهاني واجعلني في الندى الأعلى»،
وتارة كان يقول: «اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامات من شر كل دابّةٍ أنت آخذٌ بناصيتها، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم، اللهم لا تهزم جندك ولا تخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحانك اللهم وبحمدك».
وتارة كان يقول ثلاث مرات: «اللهم رب السموات السبع وما أظلّت ورب الأرضين وما أقلّت ورب الشياطين وما أضلّت، كُن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط عليّ أحد، وأن يبغيَ علىّ عز جارك، وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت، ويقول: من قال هؤلاء الكلمات أمِنَ أن يُراع في منامه أو أن يقلق».
وتارة كان يقول: «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين أو أن يحضرون»،
وكان ﷺ كثيراً ما كان يجمع بين أنواع من هذه الأذكار، وتارة يقتصر على البعض كما هو مذكور في المبسوطات""
اللهم صلِّ أفضل صلواتك على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون.
(3 مرات)
الحمد لله مُكرمنا بشريعته وشؤون السير إليه بواسطة الدالّ عليه سيدنا محمد صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه، أكرم خلقه عليه وأعظمهم منزلةً لديه، صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار في دربه واهتدى به، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين سادات أهل قرب الله وأحبابه، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين، وعلى جميع عباد الله الصالحين وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
ويذكر لنا الشيخ -عليه رحمة الله- من الأذكار التي كان ﷺ يقولها عند النوم، وقد شرع الله ورسوله لنا كثرة الذكر وأن نذكر الله على كل حال مُقتدين به، فقد كان ﷺ يذكر الله على كل أحيانه، وقال تعالى في أولي الألباب: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..) [آل عمران:191]، فلم يزل الذكر بالحضور وصفاء الفِكر من أقوى أسباب السير إلى الله تعالى والوصول إليه ونيل رضوانه سبحانه وتعالى، فينبغي أن يؤسّس المؤمن شؤونه وأحواله على كثرة الذكر بالحضور وعلى صفاء الفِكر فيما يُقرّبه إلى العزيز الغفور جلّ جلاله وتعالى في علاه. فالذكر نور البصيرة والفكر كحل البصيرة، وبِواسطة خالص الذكر وصافي الفكر تنقطع الحجب وترتفع الرتب ويُوصَل إلى الربّ جل جلاله؛ ومن هنا قالوا: الذكر منشور الولاية.
ولما سأل بعض الأنبياء ربنا: ما علامتك فيمن تحب حتى نُحب ومن لا تحب حتى لا نحب، قال: أوحى الله إليه إذا رأيت العبد يكثر من ذكري فاعلم أنّي أذِنت له وأنّي أحبّه، وإذا رأيت العبد لا يُكثر من ذكري فاعلم أني لم آذن له وأنّي لا أحبه، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
وهذه أدعية وأذكار تُقال عند المنام، ذكر من مجموع ما ورد عنه ﷺ في مختلف الأحاديث، فذكر منها أنه قد "يقرأ -عليه الصلاة والسلام- فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ويقول: «من قرأ بهما فقد أمِنَ كل شيء إلا الموت»"، فهو من السور العجيبة الطيبة التي ينبغي أن لا يفارقها الإنسان في مختلف الأحوال، ومنها عند النوم؛ "فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد،" كما يأتي عندنا أنه قد يقرأ سورة الإخلاص ثلاثًا والمعوذتين ثلاثًا ثلاثًا وينفث، وجاء في رواية النفث قبل القراءة وفي رواية النفث بعد القراءة، ويمكن الجمع بينهما بأن ينفث أولًا ثم يقرأ ثم ينفث ثانيًا ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وما استطاع من جسده وفي ذلك تحصين عظيم، فهذه من جملة السور.
وكما يأتي معنا أيضًا في الحديث أنه: "ما من مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله عز وجل إلا وكّل الله به مَلَكًا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يستيقظ" بواسطة قراءة السورة، فمع هذا ومع آية الكرسي التي قال عنها سيدنا علي بن أبي طالب: "إنّي لا أرى مؤمنًا يعقل ينام قبل أن يقرأ آية الكرسي"، قال ما أرى مؤمن عاقل يفعل هذا! فلا ينبغي أن يترك المؤمن قراءة هذه الآية، وإذا قَرأ شيء من هذه السور وكما جاء أيضًا معنا أنه يقرأ أحيانًا سورة بني إسرائيل -سورة الإسراء- وأحيانًا يقرأ سورة الزمر، فذلك ممّا ينبغي أن يُقرأ ولو في بعض الأحيان، فقد جاء تكراره لقراءة سورة الإسراء ﷺ في كثير من لياليه صلوات ربي وسلامه عليه.
وجَاءتنا الأحاديث في هذه الأذكار يقول: "وتارة يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ويقول: «ما من عبدٍ نام على جنبه الأيمن ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة إلا قال له الرب -جلّ جلاله- يوم القيامة: يا عبدي ادخل الجنة على يمينك»" أي: لمّا تَلَوتَ سورة الإخلاص على يمينك فاجعل الآن الجنة على يمينك تدخلها بسلامٍ وذلك جزاء العمل الصالح.
وذكر لنا بعد ذلك من الأذكار مثل قوله: "باسمك اللهم أحيا وأموت"، و"اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت" وهذه الكلمات ينبغي أن يجعلها آخر ما يقول، "ويقول: من قالهنّ فمات من ليلته مات على الفطرة وإن أصبح أصاب خيرًا" وهكذا جاء في روايات عند الترمذي وأبي داود وغيره.
كما جاءنا أنه ﷺ أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول: "اللهمّ خلقت نفسي وأنت تتوفّاها، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتّها فاغفر لها، اللهمّ إني أسألك العافية"، لما أمر سيدنا عبد الله بن عمر رجلاً يقول هذا عند النوم قال له: أسمعت هذا من عمر؟ قال: من خيرٍ من عمر؛ من رسول الله ﷺ. وهكذا جاء أيضًا عنه أنه قال: "اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها، اللهم إن توفيتها فاغفر لها وإن أحييتها فاحفظها، اللهم إني أسألك العافية" ﷺ. جاء في رواية ابن حبان والطبراني وأبي يعلى. وجاء أيضًا عن أنسٍ أن رسول الله ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممّن لا كافي له ولا مُؤوي" وهكذا جاء في رواية الإمام مسلم -عليه رحمة الله- عند أبي داود والترمذي والإمام أحمد بن حنبل.
الله الله الله في تذكر النعم واستجماع القلب في آخر ما يُختم به الصحيفة قبل النوم؛ ليكون المؤمن على ذكر وعلى شكر وعلى حال جميل ونية صالحة يبيت كذلك، فكذلك نوم الصالحين والأخيار، يقول: "فكم ممّن لا كافي له.." أي: كثيرٌ من خلق الله لا يكفيهم الله شرّ الأشرار والبلايا النازلات، ولا يجعل لهم مسكنًا يأوون إليه ولا يطمئنون فيه، لا إله إلا هو جلّ جلاله وتعالى في علاه.
وجاء في رواية البزّار عن سيدنا أنس قال له رسول الله ﷺ: إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمِنتَ من كل شيءٍ إلا الموت" أي: من كل سوءٍ يصيبك. وهكذا أورد لنا دعاء: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك" وفي رواية: "يوم تجمع عبادك"، "وتارة يقرأ سورة الكافرين" سورة الكافرون من السور التي تُقرأ قبل النوم و"من نام عليها فهي براءة من الشرك" فتُقرأ قبل الدعاء السابق: "اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك.." وهكذا جاءنا قراءة الإخلاص والمعوذتين والمسح بهما في صحيح البخاري وأبي داود والترمذي، إلى غير ذلك ممّا ذكرنا به الشيخ عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
قال: "وتارة يقرأ المسبّحات.." المسبّحات: السور التي أولها: سبِّحْ ويسبّح وسَبَّحَ، (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى) (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ..) (سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرض..) وهي عدد من السور، "يقرأ المسبّحات.." المسبّحات: السور المفتتحة بِسَبِّحْ وسَبَّحَ ويُسَبِّحُ، "ويقول: إن فيهن آية أفضل من ألف آية". كل ذلك مما حثّنا عليه صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه وعلى آله. وفي رواية الترمذي والنسائي: "ما من مسلمٍ يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكّل الله به ملَكًا فلا يقربه شيءٌ يؤذيه حتى يهبَّ متى هبّ" يعني: متى استيقظ. وكذلك تعدّدت الروايات فيما يأتي به من الأذكار صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه وعلى آله.
"وتارة كان يقرأ الزمر وبني إسرائيل، وتارة كان يقول: «باسمك ربّي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها.." أي: روحي "..وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين" اللهمّ احفَظنا بما حفظت عبادك الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال: "وتارةً كان يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، ويقول: من قالهنّ.." يعني: قبل النوم "..غُفرت ذنوبه وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالِج، وإن كانت عدد أيام الدنيا" فهذه من أقوى أسباب المغفرة؛ الاستغفار قبل النوم. ويقول: "استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" هكذا جاء في رواية الترمذي والإمام أحمد، وقال الترمذي حديث حسن.
يقول عن أبي سعيد عن النبي ﷺ: من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم أتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا" لا إله إلا الله..
"وتارة كان يقول: "بسم الله وضعت جنبي لله، اللهم اغفر لي ذنبي واخسأ شيطاني.." اجعله خاسئًا لا يقدر عليّ ولا يتوصّل إليّ بوسوسةٍ ولا بقطعٍ عن صلتي بالله تعالى وقيامي بما يحب "..واخسأ شيطاني وفك رهاني.." ما يقيّدني ويكبّلني من الغفلة ومن الذنب أو من المعصية، وما كان من الحُجُب الظلمانية أو النورانية التي تقيّد الروح عن مطالعة جمال الملك قدّوس سبّوح جلّ جلاله. "..وفك رهاني واجعلني في الندى الأعلى" واجعلني في الندى الأعلى هكذا جاء في رواية الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير؛ "واجعلني في الندى.." وفي رواية يُقرأ: "في النَّدِيِّ الأعلى" يعني: الملأ الأعلى من الملائكة؛ النديّ: القوم المجتمعون في المجلس، كما يُقال: نادي يُقال: نديّ، ( فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) [العلق:17-18] قوم مجلسه؛ يعني: في النديِّ الأعلى فهو مثل النادي، يعني: القوم المجتمعون في مجلس يقصد الملائكة والمقرّبين؛ يعني في النديّ الأعلى.
يقول: "وتارة كان يقول: "اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وبكلماتك التامات من شر كل دابّةٍ أنت آخذٌ بناصيتها، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم،.." يعني: تغفر الذنب وتقضي الدين "اللهم لا تهزم جندك ولا تخلف وعدك ولا ينفع ذا الجد.." أي: صاحب الحظ والغنى "منك الجد.." فلا ينفعه إلا ما نفّعته به، ولا يُغني عنك غِنى ولا حظ، "..سبحانك اللهم وبحمدك".
كذلك ذكر لنا قوله: "ثلاث مرات: اللهم رب السموات السبع وما أظلّت" أي: ما كان تحتها "ورب الأرضين وما أقلّت" ما حُمِلَ عليها "ورب الشياطين وما أضلّت،" ما أغوَت، "كُن لي جارًا من شرّ خلقك كلهم جميعاً أن يفرط عليّ أحد، وأن يبغيَ علىّ" وفي رواية: وأن يطغى "عزّ جارك، وجل ثناؤك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت، ويقول من قال هؤلاء الكلمات أمِنَ أن يُراع في منامه أو أن يقلق" فعلى الذين يشتكون من الروعة في المنام والخوف والأحلام المفزعة أن يأخذوا دواء النبي ﷺ هذا ويعملوا بهذا الذكر ويكفيهم الله؛ فلا يُراعون في منامهم ولا يقلقون، فيقرأ هذا الدعاء ثلاث مرات.
وجاء أيضًا عنه ﷺ فيما رواه الترمذي يقول: شكا خالد بن الوليد إلى النبي ﷺ قال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق، قال له: إذا أويت إلى فراشك قُل: "اللَّهمَّ ربَّ السمواتِ السبعِ وما أظلَّتْ، والأرَضينِ وما أقلَّتْ، وربَّ الشياطينِ وما أضلَّتْ، كُن لي جارًا من شرِّ خلقِكَ كلهم أجمعين أن يفرُط عليّ أحدٌ منهم أو أن يبغي عزّ جارك وجلّ ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت". هكذا.. و كذلك يذكر عن خالد بن الوليد يقول عبد الرحمن بن سابط: أن خالد بن الوليد أصابه أرق فقال له رسول الله ﷺ: "أُعلِّمُك كلماتٍ إذا قلتَهُنَّ نِمتَ؟ فذكر: اللَّهمَّ ربَّ السمواتِ السبعِ وما أظلَّتْ، والأرَضينِ وما أقلَّتْ، وربَّ الشياطينِ وما أضلَّتْ، كُن لي جارًا من شرِّ خلقِكَ أجمعينَ، أنْ يَفْرُطَ عليّ أحدٌ منهم أو أن يطغى عزّ جارك ولا إله غيرك" هذه رواية الطبراني.
وتارة كان يقول: "أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين أو أن يحضرون" همزهم: ما يلقونه من الخواطر والوسواس، "..أو أن يحضرون"؛ يكونون حاضرين معي في شيءٍ من شؤوني. "وكان ﷺ كثيراً ما كان يجمع بين أنواع من هذه الأذكار، وتارة يقتصر على البعض كما هو مذكور في المبسوطات" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
حتى جاء أيضًا في رواية الترمذي يقول: أنه ﷺ قال: "إذا فزع أحدكم في النوم فليقُل "أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنّها لن تضرّك"، كان عبد الله بن عمر يلقّنها من بلغ من ولده، ومن لم يبلغ؛ ما يعرف يقرأ ولا يكتب ولا يتكلم "..كتبها في صكٍّ ثمّ علّقها في عنقه"، وجاء في رواية الإمام مالك يقول: "أن خالد بن الوليد قال لرسول الله ﷺ: إنّي أُروّع في منامي، قال ﷺ قل: أعوذ بكلمات الله التامّة من غضبه وعقابه وشرّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون". وهكذا جاءتنا الأذكار عن سيّد الذاكرين للكريم الغفّار عبده المختار ﷺ.
فاللهمّ أعنّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك برحمتك يا أرحم الراحمين، واجعل يقظتنا ونومنا في طاعتك وفي ذكرك وحُسن عبادتك وأعنّا على ذلك، واسلك بنا أشرف المسالك، وقِنا الأسواء والأدواء، وأصلح لنا السِرّ والنجوى، واغفر لأحيَانا وموتَانا بالمغفرة الواسعة، وخُصَّ المنتقلة إلى رحمة الله: مريم بن حسين بن عبدالرحمن بافضل، ومن نودي بجنازتيهمَا في هذا المسجد وهو عبدالجبار بن سيف الجابري واغفر للجميع، وارفَع درجات الجميع، واربِطنا وإياهم بحبيبك الشفيع، واحشرنا في زمرته، وادخلنا في دائرته، وأظلّنا بظلّ لوائه، واجعلنا بالفضل منك من رفقائه، وأوردنا حوضه المورود، وأدخلنا معه جنّات الخلود من غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب، وارحم موتانا واخلفهم فيمن تركوا من أهلين وأولاد وقرابة وذَوين بِخير خلف، وسِر بهم مسار المحبوبين من عبادك أهل ودادك في لطفٍ وعافية.
بسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابة
الفاتحة
16 ذو الحِجّة 1444