كشف الغمة 313- كتاب الزكاة (21) باب : بيان الأصناف الثمانية -4-

كشف الغمة
للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني:  كشف الغمة 313- كتاب الزكاة (21) باب : بيان الأصناف الثمانية -4-

صباح الأحد 27 ذو القعدة 1446هـ 

يواصل الحبيب عمر بن حفيظ شرح بيان الأصناف الثمانية التي تُصرف لها الزكاة، ويُؤكد على أن الله تعالى تولى بنفسه توزيع هذه الصدقات وقسمها إلى ثمانية أجزاء، ومن كان من أهل هذه الأجزاء الثمانية أُعطي منها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمن يطلب الصدقة: "قد علمت ما قسمه الله في كتابه من الأجزاء الثمانية، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك". 

وقد اختلف العلماء في مسألة هل يجب تعميم الزكاة على جميع الأصناف الموجودة، فذهب عامة الفقهاء (الحنفية والمالكية ورواية عن أحمد) إلى أنه لا يجب التعميم، بينما ذهب الشافعية ورواية أخرى عن أحمد إلى وجوب التعميم إذا أخرجها الحاكم أو كانت الزكاة واسعة تكفي لجميع الأصناف الموجودين في البلد.

يشير ايضاً إلى أن النبي ﷺ رخص في صرف الصدقة إلى الزوج والاقارب الذين لا تجب نفقتهم على المزكي، وقد سألت امرأة النبي ﷺ عن التصدق على زوجها الفقير وأيتام في حجرها، فقال لها: "نعم، ولك أجران، أجر القرابة وأجر الصدقة"، ويؤكد أن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة، وفي رواية أن الصدقة على ذي قرابة يضاعف أجرها مرتين، وأفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح (الذي يضمر العداوة) لما في ذلك من مداواة للقلب وتحول من العداوة إلى المودة، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: إذا كان ذو قرابة لا تعولهم فأعطهم من زكاة مالك، أما من تعولهم فلا تعطهم منها.

ويذكر موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى شيخًا من أهل الذمة يسأل على الأبواب، فأجرى له من بيت المال ما يصلحه وقال: "أخذنا منه الجزية في شبيبته ثم ضيعناه في كبره"، وهذا يدل على عدل الإسلام وشموله في رعاية الجميع، حتى من غير المسلمين من أهل الذمة عند الحاجة.

فيما يتعلق بتوزيع الزكاة، يذكر تفضيلات مختلفة لدى الفقهاء:

  1. * الحنفية يقدمون المدين على الفقير لأن حاجة المدين أشد.
  2. * المالكية يستحبون إيثار المضطر على غيره بأن يزاد في إعطائه.
  3. * الحنابلة يراعون الحاجة مع القرابة، ويقدمون الأحوج فالأحوج استحباباً، فإن تساووا قدموا الأقرب إليه ثم من كان أقرب في الجوار ومن كان أكثر ديناً.

أخيرًا، يُنبّه على عظمة الشريعة الإسلامية وجمالها في التعامل مع جميع الناس، وأن أمة محمد ﷺ هي خير أمة أخرجت للناس لما فيها من مصالح عامة ومجالات واسعة للبر والخير.

 

تاريخ النشر الهجري

28 ذو القِعدة 1446

تاريخ النشر الميلادي

25 مايو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام