شرح عقيدة أهل السنة والجماعة -5- القرآن كلام الله وبيان هل هو مخلوق أم لا

شرح عقيدة أهل الإسلام-5- القرآن كلام الله وبيان هل هو مخلوق أم لا
للاستماع إلى الدرس

شرح الحبيب عمر بن حفيظ لكتاب عقيدة أهل السنة والجماعة للإمام شيخ الإسلام الحبيب عبد الله بن علوي الحداد، ضمن دروس الدورة التعليمية الحادية العشرين بدار المصطفى.

نص الدرس مكتوب:

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، ونصلي ونسلم على رسول الله الكريم سيدنا/ محمد وعلى آله، قال المؤلف -رحمة الله تعالى عليه ونفعنا بعلومه في الدارين آمين- : وأنه تعالى سميع بصير، متكلم بكلام أزلي لا يشبه كلام الخلق، وأن القرآن العظيم كلامه القديم وكتابه المنزل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. 

وأنه سبحانه الخاق لكل شيء، والرازق له والمدبر والمتصرف فيه كيف يشاء، ليس في ملكه منازع ولا مدافع، يعطي من يشاء، ويغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. 

وأنه تعالى حكيمٌ في فعله، عدل في قضائه، لا يُتصور منه ظلم ولا جور، ولا يجب عليه لأحد حق، ولو أنه سبحانه وتعالى أهلك جميع خلقه في طرفة عينٍ لم يكن بذلك جائراً عليهم ولا ظالماً لهم  فإنه ملكه وعبيده، وله أن يفعل في ملكه ما يشاء، وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ، يثيب عباده على الطاعات فضلاً وكرمًا، ويعاقبهم على المعاصي حكمةً وعدلاً، وأن طاعته واجبةُ على عباده، بإيجابه على ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام. 

ونؤمن بكل كتابٍ أنزله الله، وبكل رسول أرسله اللّه، وبملائكة الله،وبالقدر خيره وشره.

 

الحمدلله و به آمنا وعليه توكلنا نعم الربُّ ربنا و هو حسبنا فنعم الحسب حسبنا منه ابتداؤنا واليه مصيرنا وانتهاؤنا، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، أرسل إلينا عبده المصطفى الذي كمَّله وجمَّله وفضَّله، فبلَّغ الرسالة وأدى الامانة وبيّن الطريقة وأوضح الحقيقة، فصلِّ اللهم وسِّلم على شمس المعرفة واليقين إمام المتقين عبدك الهادي الأمين، خاتم النبين وسيد المرسلين سيدنا/ محمد بن عبد الله الأمين، وعلى آله وأهل بيته الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وعلى من انتهج نهجهم وسار في سبيلهم على التحقيق وعلى اليقين، وعلى آبائه وإخوانه من النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا الله.

وكلُّ ما حدثنا الإمام عن هذه الإيمانيات والاعتقادات وأوصاف الحق وأسمائه مندرجة في معنى "لا إله إلا الله"، كما أنما سيأتي معنا من بقية الكتاب أو بقية الرسالة في العقيدة مندرج في معنى "محمد رسول الله". فجميع شؤون التوحيد والإيمان؛ بل شؤون الدين مندرجة في هاتين الكلمتين العظيمتين والشهادتين الكريمتين: "أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّه وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ"؛ فكانت مفتاح الدخول إلى الإسلام، ويتم بها إسلام كل أحد من الأعراب و الأعجام: أن يشهد "أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّه وَأنَّ مُحَمَّدًا رسول الله". ثم أن بقية آيات الكتاب فيما يتعلق بالاعتقاد شرح لهما، والاعتقاد يلزم منه الالتزام بحكم الاله فيأتي جميع الأحكام شرح لمقتضى هذا الاعتقاد، ثم تأتي السنة المطهرة شرح للقرآن الكريم، ثم تأتي أقوال الصحابة والتابعين والعلماء العارفين شرح للسنة؛ فاندرج الكل في شهادة أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّه وَأنَّ مُحَمَّدًا رسول الله،مكننا الله فيها.. وقوى بها إيماننا ويقيننا.. وجعلنا من خواص أهليها.

و آخر ما تحدّث معنا أنه تعالى "قادر مريد"، وأن من مقتضى قدرته وإرادته أن لا يكون في كونه إلا مايريد، وأننا نجزم ونوقن أنه: لو اجتمع من في السموات ومن في الأرض على أن يحركوا ذرة لم يرد تحريكها لعجزوا...أو أن يسكِّنوا ذرة لم يرد تسكينها لعجزوا.. وأن كل مايتصرفون به تحت أمره وتحت قهره سبحانه  وتعالى؛ وإليه المرجع في ذلك. وأنه مستقل بالخلق والإيجاد، وأنه أعطى المكلفين نسبة من الاختيار ومن الكسب، علِمْنا  ذلك و علمنا أنه سبحانه وتعالى الحكيم في فعله، والعادل في فعله؛ لأن الكل ملكه وعبيده سبحانه وتعالى.

ويتحدث معنا أنه تعالى ((سميع))، والقصد إثبات ما جاء في الكتاب والسنة من صفة السمع لله، وكل صفة أثبتت لله فإياك أن تقيس بها صفة الكائنات والمخلوقات كائنة ما كان، فقد توصف المخلوقون بشيء من هذه الصفات وتنصرف إليهم بمعنى، ومع اشتراكنا مثلاً في وصف السمع فنجد أننا في عالم  البشر متفاوتون في رتبة هذا السمع و رأفته ودقته وحتى بعضنا أصم نهائياً ما يسمع وبعضنا يسمع قليلاً إذا كبُر الصوت وثقل وهكذا، وقوي السمع منا مربوط سمعه بالآذان و الصماخ و هذه الخلايا والأعصاب التي فيها، سبحان الله. ثم بعد ذلك إذا خفت الصوت ما عاد يسمع.. وإذا بعد ما يسمع.. وإذا كبر عليه زائد صك سمعه، وربما فقد السمع بواسطة قوة الصوت؛ ضعف وعجز، هذا سمع البشر، هذا سمع الخلق. 

فإذا وُصِف الحق بالسمع فصفة قديمة قائمة بذاته تعالى تنكشف له بها جميع المسموعات، وقد تقدم معنا في تبيين  معنى من معاني سمعه: أنه يسمع دبيب النمل، ويسمع وقوع الخاطر في خواطر أحدنا عند وقوعه وارتفاعه عندما يسمع؛  يرى الخاطر ويسمعه، وأنه لو فرضنا نملة سوداء وضعناها وسط حجرة صماء ثم جاء الليل وظلمته، فجئنا بها إلى البحر وعمقه، ورميناها في أعماق البحر وجنّ عليها الظلام الدامس؛ فالحق يرى هذه النملة ويسمع دبيبها  في هذه الصخرة..لا إله إلا الله.. فلا يحجب سمعه شيء. قال تعالى: ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ) [المجادلة:1]؛ نزلت الآية لما تلتها السيدة عائشة قالت: "كنت قريبا منهم  ويتحدث، ما سمعت ما تقول له"، ولكن الله  سبحانه وتعالى أنزل ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) [المجادلة:1].؛ إذًا  فالسمع صفة ثابتة لله تبارك وتعالى بالكتاب والسنة والإجماع، وهو الذي يعطي للخلائق الأسماع بمقادير، ومع هذه المقادير جعل فيها سبحانه اعتبارات وجعل فيها معايير. 

ثم قد يُطلق السمع ويُراد به الانقياد والاتباع والامتثال، فمن سمع كلاماً ثم لم يقبله أو لم يعمل به يقول: ماسمعت، يقولون: هذا ما سمع الكلام، فينفون السمع؛ نوعًا من السمع وهو سمع القبول والاحتكام والتنفيذ التطبيق، ولهذا يقولون ما لولدك؟ قال: ولدي لا يسمع الكلام، قالوا له: هات نذهب به الى الطبيب، قال: أيش من طبيب؟ سمعه أقوى من سمعي لكن لا يَسمع الكلام؛ لا يُنفذ، لايُطبق،لا يَعمل؛ وهذا السمع المنفي عن الكفار (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ )  [الأنفال:21]، و قال: ( وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ) [الأعراف:179]، فماذا يسمى السمع المنفي عنهم؟؟ هل كان أبو جهل وعقبة بن أبي معيط و أبو البحتري وأبو لهب يسمعون؟ هل كانوا يسمعون صوته؟ نعم و لكن ما يسمعون سماع القبول؛ لهذا نقول عندما نرفع رؤوسنا من الركوع "سَمِعَ اللهُ لِمَن حمِده"؛ سماع قبول ومحبة ورضا، لمن قبل منهم الحمد، رجاء  قبول فتقول:  "سَمِعَ اللهُ لِمَن حمِده"،هوتحمده تعالى رجاء أن يقبلك، ويسمع حمدك، ويثيبك عليه؛ فهو الذي يسمع حمد الحامدين فيشكرهم ويجزيهم، وهو الذي يسمع دعاء الداعيين فيجيبهم و( سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ ) [الرعد:10]، ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) [الملك:13] جل جلاله وتعالى في علاه .

ولربنا العزيز العليم سمعٌ لائقٌ  بجلاله وعظمته لا مشابهة فيه الكائنات وهو واهب الاسماع من شاء، ثم بعد هذه الاعتبارات التي ذكرناها هناك بعد ذلك سمع آخر يتحدى أو يتخطى المعتاد؛ فيكون خارقًا للعادة، وهنا أسماع قامت أيضا في سماع شؤونه؛ ولذا لما يصف أهل السيرة نبينا ﷺ يقولوا : سمعه يسمع صرير القلم في اللَّوحُ المَحفوظُ، يكتب ويسمع، قال في حديث المعراج: "ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أسْمَعُ فيه صَرِيفَ الأقْلامِ"، هذا السمع ما كان مثله سمع في العالم الخلقي البشري؛ هذا السمع به قامت ما قامت من المعجزات والكرامات للصحابة والتابعين من السماع، واحد ينادي من مكان بعيد ثم أظهرها الله الى عالم الحس بواسطة الأجهزة؛ فكانت بهذا الوسيلة معتادة، ومن غير هذه الوسيلة خارقة للعادة وسيدنا/ عمر بن الخطاب يقول: يا سارية الجبل، هذا في المدينة وهذا في الشام، وذاك يسمع من دون جوال ولا تلفون ولا لاسلكي ولا إذاعة ولا شيء، وهو في منبر نبوي  وسط المسجد: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل؛ وصل الصوت إلى هناك وتنبه سيدنا/ سارية

وإذاً في شؤون السمع ثم بعد ذلك،  فاعلم أن الحق تعالى خلق لك هذا السمع لتسمع آياته، أهم شيء تسمعه في الحياة آيات ربك فأعطي السمع حقه واستمع، قال تعالى: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [الأعراف:204]، وقال في شأن هذا السمع: ( فَبَشِّرْ عِبادِي الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ ) [الزمر:18]، إذاً هذا حظ العبد أن الموهوب لك من هذا السمع الخلقي المخلوق لله تعالى، فأحسن استعماله. واعلم أن الله سميع  السمع الأعلى الأجل الأكبر الأعظم المطلق؛ فاحفظ لسانك واجتهد في حفظ خواطرك فإنه يسمعها كما تسمع ما تقول به، ما تقول لسانك، وما يبدو في جنانك واحد عند الله تعالى واحد، ( سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ ) [الرعد:10]، ( وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ) [البقرة:284]، اللهم اغفر لنا يا خير الغافرين.

تعلم هذا فتلاحظ سمع الله، وتراقب سمع الله، وتصرف سمعك لما أحب الله من كلامه وكلام رسوله؛ فتستعين به على قضاء الحوائج، ثم تصرفه وتبعده عن سماع الغيبة .. النميمة .. الكذب .. المزمار .. الآلات المحرمة عن سماع ما لا يحل لك سماعه. أعلم أنه آلة معطاءة لك لمصالح كبيرة في الدنيا وإذا عرفتَ حق الله فيها؛ فإنك تسمع بها كلامه في القيامة، وتسمع بها بشائر الملائكة تبشرك من عند خروج روحك إلى وضعك في القبر .. إلى يوم الحشر ..  إلى وسط الجنة، والملائكة تدخل عليك من كل باب: ( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) [الرعد:24]، فهيئ سمعك لهذا؛ فتسمع كلام النبيين في الجنة، وتسمع كلام المرسلين، تسمع كلام المقربين والصديقين والعارفين، وتسمع كلام الملائكة، وتسمع فوق ذلك كله: ( سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) [يس:58]، الله، أَيَصِلُ سمعك الى هذه الحدود؟ نعم؛ فاحفظه وانتبه من قيوده ما دمت في موجود، فإذا انتبهت منه هنا وصل إلى هذه الدرجة،  الله أكبر! 

  • سمع .. يسمع: ( هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) [الأنبياء:103]، ( نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) [فصلت:31]، ( ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) [فصلت:30]. 
  • سمع .. يسمع: " سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وأَنَا أغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فقم أدخل الجنة برحمتي "؛ يا سلام! 
  • سمع .. يسمع: " لقد سعِد فلانٌ سعادةً لا يشْقى بعدها أبدًا " ما شاء الله! 

يسمع كلام النبي، يسمع كلام الملائكة، ثم يسمع سلام ربه يسلم عليه: ( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ ) [الأحزاب:44]، ( سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) [يس:58]، الله أكبر! هنيئًا لسمع، ثم ينتهي إلى سماع - في يوم القيامة-: " أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا أسخَطُ بعدَه أبدًا "، فما التذا مخلوق بشيء يسمعه التلذاذ أهل الجنة بهذا الكلام ، فحافظ على سمعك ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) [الإسراء:36]. 

فليكن من فوائدنا من رمضان وما ألحقناه به من هذه الأيام أن نخرج مدربين على حفظ الأسماع والأبصار لتسمع أسماعنا هذا الأمر وتُبصر أبصارنا شأن شأن، وأي شأن حسن جميل كريم نبصر بهذه الأبصار وجوه النبيين والمرسلين وترى هذه الأحداق طلعة النبي الأمين وغرته والجبين، وتشاهد ملائكته الكرام، وتشاهد أهل حضرة الله في سرور وابتسام، وترى هذه الأعين بعد ذلك جنة الله، وترافق أحباب الله، ثم يتجلى عليها بالنظر إلى  وجه الله الكريم،  فمن عنده بصر يصل إلى هذا المستوى فليحافظ عليه.

فإن أعداءنا تقطعوا لنا في الطريق ليحولوا بيننا وبين هذا العطاء الأفخر والمن الأكبر بشي حقير صغير في الدنيا،  فنصرف بصرنا اليه؛ ان ربك بصير جل جلاله؛ أي صاحب صفة البصر كما جاءت في الكتاب وجاءت في  السنة المطهرة بعد ذلك.  نعلم انه كصفاته الأخرى بصر أزلي قديم دائم يحيط بجميع المبصرات والكائنات الظواهر والخفيات، لا فرق عنده بين نور ولا ظلمة ولا ظاهر ولا باطن ولا روح ولا جسد ولاحس ولا معنى؛ يرى كل شيء جل جلاله. 

أعطى ملائكة .. أعطى بني ادم .. أعطى جان .. أعطى حيوانات أبصار، أبصار، أبصار محدودة على قدر حادثه و محكومة بخلايا وأعصاب معينه و طبقات في العين. وقد كان أولا عندهم دكتور متخصص في العيون و واحد متخصص في الكتابة و واحد في الدواء، خمسة .. سبعة .. كل واحد عنده تخصص في العين غير هذا، غير هذا، غير هذا؛  تخصص ثاني. وكم في شؤون في هذا البصر من عجائب ومن غرائب؛ قال ربي ( فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ * وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ ) [الحاقة:28-29]، وعاد أشياء ما نبصرها من وراء هذا البصر، الله الله.

فهذا البصر المعطى للخلق أعطاهم الله، بصر وحكمه بحدقة وأجفان؛ هذا عند الخلائق الكائنات واحد. بعد ذلك أخبرنا إن من وراء هذا؛ بصر من غير حدقة ولا أجفان في الكائنات نفسها ماذا؟ تبصر الأرض أصحابها؟ ماذا يعملون؟ لا توجد عيون ولا أعصاب مثل أعصاب عيني في الأرض، تراك ثم تشهد لك أو عليك يوم القيامة ( يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أخْبارَها ) [الزلزلة:4]، تتحدث؟ اين لسانها؟! وأنت في هذا النوع من الكلام الذي تتكلم به في الدنيا جعله الله مربوط بهذا اللسان، ثم بعد ذلك كلام من دون هذا اللسان، أسمع حتى يدك تتكلم!!  حتى رجلك تتكلم!!  حتى بطنك تتكلم!! جلدك يتكلم!!  أعضائك تتكلم!! تشهد لك أوعليك!! أووه ما عاد الكلام في اللسان العظمية لان واهب الكلام المتكلم العظيم .. الله؛ فلهذا يقول: ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) [فصلت:21]، فكل شيء ناطق؛ لكن نطق مغيب عنا فنحن بحكم منتهى ادراكنا الحسي في الدنيا عندنا الانسان حيوان ناطق حتى ما نذكر الجن، هل الجن ينطقون مثلنا؟ لا نراهم، هل الجن حيوان ناطق مثلنا؟  ما يتكلمون؟ يدخلون فينا ويتكلمون في بعض الإنس، ما عرفنا إلا الإنسان وحده ؟

والارض ناطقة والهواء ناطق والثياب التي عليك ناطقة وانتبه لنفسك، ( قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) [فصلت:21]، لما يترفع عنك الستار وتظهر لك الحقائق والتجلي منه تعالى بما شاء يجعل كل شيء عندك، بعد ذلك له كلام وله بصر وله سمع وهكذا حتى الأرض التي تمشي عليها تشهد لذا وتشهد على ذا والنبي ﷺ  يذكر في الحديث الصحيح يقول: "إذا مر الذاكر لله بالطريق، نادى الطريق الطريق الآخر، هل مر بك اليوم رجل يذكر الله؟ فقد مر بي رجل يذكر الله"، يفتخر الشارع والطريق أنه مر فيه الذاكر، على الشارع الثاني، فما هو فخر الشوارع التي مر فيها سيد الذاكرينﷺ؟ لذا لم يصبر بعض الحجر وصار يسلم عليه ﷺ،عندما يمر عنده يسلِّم عليه. في أول البعثة، كل الأحجار من حواليه تكلمت، وايام الرضاعة، ثم بقي زقاق هناك يسمونه زقاق الحجر -دخلوه ألان في التوسعة حق الحرم-، هذا فيه حجر كان موجود الى وقت قريب، " إنِّي لأَعْرِفُ حَجَرًا بمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ أُبْعَثَ "، كل ما مر النبي في هذا الطريق، الحجر هذا لا يصبر يقول: "السلام عليك يا رسول الله"،  فإني لأعرفه الآن. 

إذًا هذه حقائق انتبه منها ولا تبقى محصور في قيدك و أنت ما تعرف من السمع والبصر والكلام إلا اشياء انتهت إليك مداركك، واهبك السمع والبصر يعطي أي شيء، يسمع إي شيء، يبصر؛ لذا الذي يستعمل في صلاته السراويل تحت الإزار -تحت القميص- فإن الأرض تستغفر للمصلين بسببه. قالوا لمَ؟ قال لأنه يستر عورته عنه -عن الارض- لمّا يكون عنده سراويل تحت الإزار -تحت القميص- تكون الارض ايضا لما يقوم فوقها مستور عنها؛ فتستغفر للمصلين بالسراويل؛ فهي تبصر إذاً، و تبكي وتضحك أيضًا!! أهلك الله قوم فرعون قال:  ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ ) [الدخان:29]، فَمَا بَكَتْ، ما حزنت عليهم، وأنت ما تعرف البكاء إلا مثل بكاء الآدمي وفيه عيون ودموع فقط؟ وهكذا شأن المعاني في اتساعها السميع البصير المتكلم جل جلاله، يتجلى على ما شاء بسمع فيسمع بالحد الذي أعطاه، ويبصر بالحد الذي أعطاه، ويتكلم بالقوة والقدرة الذي أعطاه إياه. 

اليوم المتكلمين على ظهر الارض كثير من بني آدم، هؤلاء الناطقين الذين ظهر نطقهم لهم في مداركهم واضح بيِّن، هذا يتكلم بلغة وهذا يتكلم بلغة ثانيه، قل  لهذا يتكلم بها،  ما يقدر!  الى أن يتعلم، هذا نطق بشر ذا. والحق تبارك وتعالى لا تختلف عليه اللغات و هل لغتنا واحدة؟! بني آدم؟ والحيوانات والطيور والجمادات، لغاتها كلها في وقت واحد يسمعها، كلها لا يختلط عليه، ما تشتبه عليه اللغات، ما تختلط عليه الأصوات، يسمع كل واحد -لا إله إلا الله- هل يسمع ما تتكلم به فقط؟ يسمع خواطرك، وخواطر ذا وذا وذا، وجميع من في الشرق والغرب والأرض والسماء وفي الوقت واحد؛ هذه عظمة، سبحان السميع، سبحان البصير، يا سميع يا بصير. 

فإذًا انتبه من بصرك لا تطْلقه  فيما حرم عليك تحرم خير كثير، كل من عمل بمخالفة آيات الله فهو اعمي، كل من لم يعلم الحق والصدق فيما بعث محمد فهو اعمى؛ هذا العمى الباطني قال تعالى: ( أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ )  [الرعد:19]، قال سبحانه وتعالى : ( وتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إلَـيْكَ وهُمْ لا يُبْصِرُونَ )  [الأعراف:198]، وقال: ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا )  [الإسراء:72]، وقال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) [طة:124]، -هذا هو الذي هو أعمى في هذه الدار- ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا )  [طة:124-125]، قال: متى كنت بصير؟ بصير في  مدركاتك الحسية التي ما فيها شرف!!! (قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ * وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ) [طة:126-127]، فأكثر أهل الأرض عميان في الآخرة -لاحول ولا قوة إلا بالله- ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى ) [الإسراء:72]؛ والله يبصرنا، قال: ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) [الحج:46]، الله  ينور قلوبنا وأبصارنا. 

قال: (( وأنه تعالى سميع بصير، ومتكلم بكلام قديم أزلي ))، أيضا إذا قلنا ((متكلم)) كما وصف نفسه ووصف رسوله، فكلام الحق تبارك وتعالى صفة قائمة بذاته، نحن عرفنا معاني الكلام بلغات معينة وما الى ذلك، ثم نسمع الناس  أيضًا يقولون هذا فلان يتكلم بعينه -يكلمك بعينه- هل العين تتحول إلى لسان؟! لا، يشير بعينه إشاره تفهمها، يقول: يتكلم بعينه، عجيب!! و هذا يتكلم بيده يقول لك. و عندنا كثير من الخُرْسان - جمع أخرس- في البلاد، يعمل بالإشارة؛ ثم استخرجوا  علم كامل يسمى: لغة الإشارة خاصة بالخرسان؛ نجدهافي  النشرات الإخبارية بالحركات-بالإشارات-، عجيب! هذا كلام باليد -هذه لغة مستحدثة باستخدام أصايع اليد-. 

إذًا أفهم المعنى الواسع للكلام؛ إذا  كان كذلك، فإذا نسبت الكلام الى رب الأنام؛ فهو أزلي قديم لا لغة لا حرف لا صوت لا شيء مما يشبه كلام المخلوقين، ولكن تنزل رب العالمين لخلقه كيف يستطيعون إن يفهمون كلامه؟ فبلغاتهم، بلغاتهم أرسل الرسل يبينون لهم معاني كلام الله الأزلي القديم؛ بلغاتهم ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ )  [ابراهيم:4]، فأنزل التوراة والإنجيل بالعبرانية، و أنزل القرآن بالعربية على محمد ﷺ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) [الشعراء:192]، كما ذكر سبحانه وتعالى. إذاً فحقيقة القرآن والتوراة والزبور والإنجيل، حقيقتها كلام الله الأزلي قديم؛ ولكن هذه الألفاظ الذي جاءت إلى الخلق بلغاتهم مترجمة لمعاني الكلام الأزلي القديم؛ فهذه الوسيلة ليفهموا كلام الله. 

قال الإمام الغزلي: بعض الناس بلغته الآدمية الفصيحة البليغة الحسنة يريد يتفاهم مع بعض الحيوانات، والحيوانات ما تعرف لغة عربية ولا انجليزية ولا فرنسية ولا سواحلية ما تعرف الحيوانات، هل تعرف؟ في بعض المواقف يريد. فقال هذا الآدمي يتنازل و يترك براعته وبلاغته وفصاحته - ويقلد كلام و أصوات الحيوانات- فيرجع يقول: أخ أخأخأخ، أررأررأرر.. يريدها تشرب!! ويعمل لها أصوات لكي تقف عنده، ولكي تمشي عنده، شيء عجيب!! قال: ماهذه الأصوات التي يحدثها بالنسبة لفصاحته وبلاغته؟! لاتساوي شيء. قال: هذا تنزل مخلوق عند مخلوق، رب العالمين تنزل للخلق، ذي لغات؛ بل لغات تُرجمت بواسطة الملائكة والأنبياء معاني كلام ربي القديم بأصواتهم.

 لكن بالنسبة لكلام الله تبارك تعالى، أي هذا تنزل من  الله رحمة لعباده، فكسا ما تنزل به إلى خلقه مما وصفه كلامه بعزة وشرف وكرامة؛ تميزت عن كل منطوق لهم آخر، فتميزت كتب الله وعُظِمت، وكان لألفاظها شرف وكرامة ليست لألفاظ الآخرين، إلى أن جاء سيد الكتب على يد سيد الرسل، القرآن فصار أعظم. انتهت العظمة إلى القرآن وتولى حفظه بنفسه سبحانه وتعالى، فلا يقوى على تحريفه أفراد ولا جماعات ولا طوائف إلى أن تقوم الساعة، إلى أن يرفع القرآن، ولا يقدرون على تحرفه ولا تبديله، الله أكبر! عظمه، عظمة من عظمة الله، من عظمة عبده محمد بن عبد الله، عظمة كلامه وقرآنه، ما هذا؟ تحدي قرون مرت، كم لعبوا في العالم؟! وما يقدرون يغيروا شيء من هذا، وهذا معجزة! معجزة لمحمد من الله العلي العظيم جل جلا له وتعالى في علاه . 

وهكذا مناهجهم وكتبهم تُبدل تُغير وتُحرف، وكل أصحاب فكره يصلحون  فكره، وبعد ذلك يزيدون وينقصون ويتداركون أخطاء فيها. وهذا منهج على طول الأبد؛ لا خطاء ولا غلط ولا اعوجاج ولا انعطاف ولا شيء ما يناسب؛ عظمة ... عظمه  معجزة واضحة أمام العيون ظاهرة. بل في مختلف الظروف والأحداث إذا رجع المنصف إليه؛ جعل هذا انسب شيء للخروج من المأزق، للخروج من المشكلة التي هم فيها؛ ( هُدًى لِّلنَّاسِ ) [البقرة:185]. إما حلولهم وأفكارهم تتغير من وقت إلى وقت؛ وتأتي بالمشاكل، وهي المشاكل، تتبدل، تتبدل، لكن هذا الكلام. وليس هذا فقط، بل بيانه من السنة الكريمة يبقى -في حد ذاته-؛ حل وسبب للخروج من المشاكل و المآزق ولا يتبدل ولا يتغير. ألفاظ خرجت من فم نبينا حفظت لنا ننطق بها كما نطق بها . فهذه آيات واضحات. 

يقول في كلام الله: (( متكلم بكلام قديم أزلي، لا يشبه كلام الخلق، وأن القرآن العظيم كلامه، وكتابه المنزل على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ))، إذاً يطلق القرآن على صفة الله وهو كلامه من غير شك ولا مخلوق ولا حادث ولا قديم، لكن الأوراق عندنا والمصاحف التي نكتب فيها والمداد والحبر ونطْقنا بها وتلفُّظنا؛ كلها حوادث، حوادث تشرفت بشرف ترديد معاني كلام الله تبارك وتعالى. ولكن القرآن أول ما يُطلق على صفة قائمة بذات الله،  ليس على ما يحدث من تلفظنا نحن، ولا على ما يحدث في أذهاننا مما نحفظه، ولا على ما يحدث في الأوراق مما نكتبه. 

إذا قلنا القرآن، فأول ما يُطلق على صفة الله القائم بذاته، ثم بعد ذلك، لمَّا لم يميِّز بين من ذهب في العصبية والتمسك ببعض الجوانب و القضايا، قالوا: فلا بد نقول أن القرآن مخلوق!! إن عنيتم نطق الناس وكتابة الأوراق فهذه كلها مخلوقة ما احد يشك فيها، لكن نحن إذا أطلقنا لفظ القرآن، انطلق ومنطلق إلى صفة ربنا، فلم يفقهوا هذا الكلام، وصارت فتنة كبيرة وامتُحن فيها الإمام/ أحمد بن حنبل، ستة عشر شهر أو عشرين شهر وهو في السجن، ويُضرب، وقد تُنزع عنه ثيابه من على جسده ويضرب، وهو يقول: القرآن كلام الله لا أزيد على ذلك ولا أنقص، يُضرب .. يُضرب .. يُضرب، حتى قعد مدة بعد خروجه من السجن من أثر الضرب كان يقرض جلده،  حتى صحَّ جسده بعد  مدة طويلة. كان قبل حدوث هذه الفتنة رأى الإمام/ الشافعي النبي ﷺ يقول: "بشر أحمد بن حنبل بالجنة على بلوى تصيبه"، وجاءه الرسول يقول للشافعي كذا وكذا الله المستعان هكذا إذًا، إذا علمنا ذلك، علمنا أن الأهواء تلعب بالناس بعد ذلك ويعملون  مشاكل على مالا مشكلة فيه، هوان. ثم ارتفعت المحنة والفتنة بعد ذلك. 

فكلامه تعالى لا يشبه كلام الخلق، ومع ذلك فإن القرآن الكريم شُرفنا بتلاوته وبحفظه وبكتابته، فإذا كتبناه في أوراق شرُّفت الأوراق بشرف النسبة الخفية الباطنية إلى معاني كلام الله فصار ( لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) [الواقعة:79]، يصير الذي يرميه متعمدًا أو يدوس عليه برجله متعمدًا؛ كافر والعياذ بالله تعالى، مع إنه الأصل أوراق عادية قبل ما نكتب فيها هذا الكلام، أوراق؛ لكن شرفت بمجاورة هذه الألفاظ فجاء ﷺ  بالقرآن الكريم وبالأحاديث القدسية  وبسنته الشريفة.

والعجيب أسلوب القرآن مختلف تمامًا، ثم الحديث القدسي، ثم سنته الكريمة، كل واحد منها فيه كمال ولكن في كمال وجمال يختلف عن هذا، ويختلف عن هذ،ا وقال: من الصعب في البشر أن تجد شخص واحد يظهر بثلاثة أساليب -ثلاث وسائل-، فإنه تغلب عليه ثقافته وفكره وعلمه؛ فيكون له أسلوب معين، لكن أسلوب وأسلوب وأسلوب وكل أسلوب مميز من شخص واحد، هذا عجب!! .. هذا قرآن وهذا حديث قدسي وهذا سنة كريمة:

  • والقرآن لفظه ومعناه توقيفي من عند الله، 
  • والحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه بتعبير الملك أو بتعبير النبي، 
  • والأحاديث السنة الكريمة لفظها ومعناها من عند رسول الله  صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؛ 

وكلها الثلاثة واحدة، وما ينطق عن الهوى؛ كل ما ينطقه واحد ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) [النجم:3-4]، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. وقال لسيدنا/ عبدالله بن عمر بن العاص: " اكتُب فوالَّذي نَفسي بيدِهِ -و اشهر لسانه- ما خرجَ منهُ إلَّا حقٌّ".

(( وأنه سبحانه الخالق لكل شيء)) ، اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) [الزمر:62]، نقرأها  صريحة في الكتاب العزيز، فقلنا تفرد بالخلق، كذلك بالرزق؛ (( والرازق  له ))؛ ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) [هود:4]، قل: ( هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ) [فاطر:3].

(( و المدبر له والمتصرف فيه ))، كيف يشاء؛ هذه الألوهية،  (( ليس له في ملكه منازع ولا مدافع )) تحت القبضة مملوكين ماذا يعملون ؟ فقط تخيلات وكلام فارغ، ( يا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ )  [القصص:38]؛ 

  • وبعد ذلك، يأتون يأجوج ومأجوج ويقولون: غلبنا من في الارض باقي من في السماء، يأتون بسهام يوجهونها -فوق- نحو السماء؛ فيردها الله عليهم ملطخة بالدم، قالوا: قتلنا أهل السماء، وكمل غرورهم -موتى- ماتوا كلهم، وأمطار وسيول تجر جثثُهم إلى البحار ... 
  • يأمر الله سيدنا/ عيسى يخرج من الجبل يعود ثاني مرة؛ لعمارة الأرض ... والأمن يرجع، خلاص آخر أيام الخير في الأرض. يرجع سيدنا/ عيسى يقعد هو وقومه سنة فيصبحوا  من أكبر العصي يأجوج مأجوج...عصي مليانة -كثير-، سنة كاملة حطبهم من هذه العصي، ثم يموت سيدنا/ عيسى بن مريم عليه السلام بالمدينة المنورة، 
  • تخرج الدابة من جبل الصفا تكلم الناس، تفضح الناس تقول: هذا مؤمن، هذا منافق، هذا صلح كذا ، هذا أمره كذا والناس يهربون منها يفزعون، إذا مشت لا يدركها أحد، ومن جرى لا يفوتها؛ تمسكه، (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ) [النمل:82]، 
  • إلى أن تطلع الشمس من مغربها
  • وإذا بريح تهب تخطف روح من في قلبه أي إيمان، يذهب خير الأرض معاد في الأرض خير. 
  • يبقى كفار ثم كفار، أبناء الكفار قال نبينا: "ليس فيهم من يقول الله". 
  • ثم تعقم الأرحام ويموت الكبارفيبقى ملأ الأرض شباب كفار وابناء كفار، شرارالخلق، شرار بني آدم عليهم تقوم الساعة.
  •  وتأتي النفخة الأولى والنفخة الثانية 
  • ثم نجتمع نحن كلنا والمحكمة تقوم كل واحد يعرف نفسه؛ ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) [الشوري:7]، اللهم اجعلنا من أهل جنتك.

(( الخالق لكل شيء، والرازق له ))، حاتم الأصم مرة تشوَّق للحج ولكنه معه عائلة يتكفل بنفقتهم ولا عنده شيء لا أجرة للحج ولا نفقة للعائلة، ولما أحسوا شوقه للحج، قالت أبنته -واحده منهم صغيرة- لماذا لا تسمحون لأبي يحج؟ فإن الرزاق يرزقه ويرزقنا، تحبسونه مسكين؟  قالوا: خلاص أذنَ له.  فاتفق مع قافلة سائرين إلى الحج على أن يكون أجرته دين عليه حتى ييسر الله له، راح معهم سافر، يمشي في الطريق وما عنده حتى حق الطعام، يمشي فإذا بحية تجي وتلسع رئيس القافلة، قال: حد في الركب معانا راقي؟  قالوا: عندكم في الحملة موجود حاتم الأصم، قال: هاتوه فقرأ عليه فشفي،  فقال: هذا الإنسان نفقته علي ذهاب وإياب، تعجب في تدبير الله وتيسيره، قال: اللهم  دبر لأهلي بأحسن تدبير، فلما نام رأى في المنام قائلا يقول: ظننت أن الله ذكرك ونسي أهلك؟ لقد دبر لهم بأحسن تدبير، قال: ما هذا؟ قال: البارحة  كانوا بلا عشاء في البيت فلاموا الصبية، قالوا لها:جعلتينا نأذن له ويروح والآن نبيت بلا عشاء، مسكينة بكت وتأثرت ونامت، فأخرج الله الأمير حق المنطقة يتصيد مع جماعة من أصحابه، فلما رجعوا أصابه عطش عنده، قال: دقوا على البيت هذا وجيبوا لنا ماء، فلما دقوا على البيت جاءت أم البيت، نعم من؟  قالوا: الأمير يستسقيكم ويبغي منكم ماء، الحمد لله بتنا بلا عشاء وأصبح الأمير يستسقينا، فأخرجت له طاسة ووضعت فيها الماء وأعطتهم إياه، فاستحلى الماء واستعذبه، قال: عجب، بيت من هذا؟ قالوا: بيت حاتم الأصم. قال واحد من الركب: حضرة الأمير؛ بلغنا أنه سافر أمس إلى الحج وترك أهله ما عندهم شيء، معه منطقة يلبسها وجنوده معهم مناطق، فأخرج منطقته -ما يُشدُّ- من وسطه، وقال: هذا لهم ومن يحبنا منكم يضع منطقته، أعطوه المناطق كلهم، قال: أعطوهم إياها، و أدخلوها عندهم، قال واحد منهم: سلام عليكم يا أهل الدار، أنا سأذهب الآن و آتيكم بثمن هذه المناطق، منطقة الأمير والمرافقين الذين معه. مبلغ كبير، صح؟ أحضروه لهم، قالوا: هاتوا المناطق هذه ثمنها خذوا، فأصبحوا في مال كثير، صارت الصبية تبكي، قالوا: ما بك اليوم تبكين؟ الله تعالى فرجها علينا جاب لنا الخير، قالت: إنما أبكي أنه مخلوق نظر إلينا فأصبحنا أغنياء، فكيف بنظر الخالق؟! لا إله إلا الله. 

سمعتوا قصة التي سافر زوجها وجاؤوا إلى عندها النساء، ويقولوا لها: كيف عسى ترك لكم شيء؟  كثروا كلام، قالت: أسكتوا أحد قال لكم:  أزوجي  رَزَّاق أم آكل رِزْقٍ، قالوا: آكل رزق. قالت: ذهب آكل الرِزْق وبقي الرَّازِق. ما معنى هذا السؤال؟ 

تخالف اثنان، قال له: الله هو الرزاق يرزق بأنواع من الأسباب: يرزق بالتقوى، يرزق بالعلم، و يرزق بالحركة، و يرزق بغير حركة -بسكون- قال: من غير حركة لا يوجد رزق، قال: أنا أقولك يرزق بحركة وبغير حركة ، قال: أبدا ما يرزق إلا بحركة، بغير حركة ما يعطيك رزق، قال: أنا أقولك هذه عقيدة باطلة. قال: وبس إذا كان هكذا، هيا إجلس أنت هنا محلك لا تتحرك وأنا أسعى بالحركة نشوف من يجيب رزق أولا، خرج حتى وصل عند باب البيت وجد فاكهة، أخذها ورما بها إلى الثاني و قال: خذ -شوف- من الذي أتى بالرزق المتحرك أو الساكن الجالس؟؟  ذاك أخذ الفاكهة وأكلها، قال له: من الذي أتى بالرزق؟ قال: أنا، أين هو الرزق؟ أنا الذي أكلتها؛ هذا رزقي أنت خدام ربي تأتي بالرزق لي، بس أنت خدام، أنا المَرْزُوق قبلك، لا إله إلا الله؟ قال : بس رحت كذا، بس أتيت بالرزق، هذا ليس رزقك، لو كان رزقك لكان في بطنك. عاد ما معك شي، الى الآن لم يرزقك بشيء، من يوم تجادلنا أنا وإياك إلى الآن ما رزقك بشيء، عاده بيرزقك بعدين، بحركة أوبدون حركة، الساكن رزقه قبل المتحرك، الله أكبر! يرزق الأحوات في بحورها و النمل في جحورها: 

اعتبر نحن قسمنا بينهم  ***  تـلقهُ حقاً وبالحـق نـزلْ

لا إله إلا الله ، قال: (( والرازق له والمدبر والمتصرف فيه كيف شاء ))، يقول: (( يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، ويغفر لمن يشاء؛ ويعذب من يشاء )) ،  اللهم اغفر لنا وارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، لا يُسأل عما…  يعني إله، رب، من يجب أن يسألك؟ من هو فوقك،  وهذا لا أحد فوقه، فالخلق كلهم عبيده. (( لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون ))؛ لأنهم عبيد .

(( حكيم في فعله ))، مايحدث شيء في الوجود إلا وله فيه حِكم، منها ما تبلغ عقولنا، ومنها ما لا تبلغه عقولنا. (( عدل في قضائه ))، ما يتأتى منه ظلم ولا جور؛ لأنه ما يتصرف في ملك غيره ولا يتصرف إلا في ملكه، والظلم إن تتصرف في ملك الغير بغير إذنه، وهذا كله: ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [المائدة:120]،.

(( وله أن يفعل في ملكه ما يشاء، وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ، يثيب عباده على الطاعات فضلاً وعدلاً، وأن طاعته واجبةُ على عباده، بإيجابه على ألسنة أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام ))؛ بمعنى أنه لا تستقل العقول البشرية بمعرفة وجوب الواجبات ولا حرمة المحرمات ولكن بواسطة الانبياء والمرسلين، فالواجبات والمحرمات علينا بواسطة الوحي وما انزل الله على الأنبياء والمرسلين لا بمجرد العقول.

(( ونؤمن بكل كتاب أنزله الله ))، وكتب الله كثيرة أعظمها القرآن وهو خاتمة الكتب. (( وبكل رسول أرسله الله ))، ورسل الله كثير ويروى أنهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر وأربع عشر وخمس عشر والصحيح عدم حصرهم فآمنا بكل رسول أرسله الله وبكل كتاب أنزله الله، وفوق الرسل -أي أكثر عدد من الرسل- الأنبياء الغير رسل، فمجموع الانبياء كثير ويروى في حديث أنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي والصحيح عدم حصرهم لقول الله: ( مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) [غافر:78]، فأمنا بكل نبي ابتعثه الله وبكل رسول أرسله الله. 

(( وبملائكة الله ))، أنهم أجسام نورانية لطيفة مخلوقون من نور لا يأكلون ولا يشربون لا ينامون، ( لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) [التحريم:6]، لكن الله: 

  • ذكر لنا كتب في القرآن: زبور وانجيل وتوراة قرآن؛ فواجب نعرف أسمائهم ونؤمن بها تفصيلاً وبقية الكتب إجمالا. 
  • ذكر لنا في القرآن أسماء خمسة وعشرين رسول وواجب نؤمن بهم تفصيلاً وبجميع الرسل اجمالاً، 
  • ذكر لنا على لسان نبيه اسماء عشره من الملائكة فنؤمن بهم تفصيلاً جبريل ميكائيل اسرافيل عزرائيل منكر ونكير رقيب وعتيد ومالك ورضوان.

 أمنا بملائكة الله، أمنا برسل الله، أمنا بكتب الله المنزلة، يعني أيقنّا وصدّقنا أن ما فيها حق وصدق وأنها كلام الله جل جلاله وتعالى في علاه.

 

الأسـئلـة و الأجوبة: 

س1- اذا قال السمع ليس مقصور على المسموعات؟ 

مسموعات الخلق نعم المسموعات في حقه تعالى.. تذكرنا بذلك الخواطر،الخلائق لا يسمعونها، ودبيب والنمل الخلائق لا يسمعونه؛ بهذا المعنى نعم، وينكشف لكل شيء بسمع، انكشاف ببصر، انكشاف وعلمه المحيط انكشاف وهكذا، كما وصف نفسه و وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يحيط بشيء من أوصافه ولا من أسمائه محيط جل جلاله وتعالى في علاه  ورزقنا كمال الإيمان واليقين.

س2- من كان عنده أحد من والد وغيره ويتعرضون لغيبة وغيرها فما لي علي؟ 

عليه إن يصم سمعه ولا يصغي ولا يشاركهم في ذلك ولا يحضر إلا حيث تقتضي الضرورة حضوره في شيء من الأوقات غير قاصد لذلك ولا يحضر في شيء من الاوقات غير قاصد لذلك ولا ملتفت إليها ثم بنفسه أو عبر غيره يوصل التنبيه إلى وجوب تجنب ما حرم الله من الكلام .

س3- وقد بينا في الأوصاف أن كل وصف من أوصافه سبحانه وتعالى لا يشابه وصف المخلوقين؟

 فلا مشابهة قط من قريب ولا من بعيد في المعاني والمسميات، وإنما إنسان موجود والحق موجود والانسان سميع والله سميع والانسان بصير والله بصير والانسان قادر والله قادر كله، هذا الكلام صحيح ولا قدرة كقدرته ولا وجود كوجوده ولا شيء مشابه أصلاً. وجودنا حادث و وجوده قديم  وجودنا سبب و وجوده بلا سبب وجودنا منتهي و وجوده غير منتهي فلا مشابهة وكذلك في جميع الصفات

س4- ماهوعـلاج للخـواطـر؟

  1. الإعراض عنها
  2. القول أمنتُ بالله ورسله
  3. ثم تكرير سورة الناس (قل أعوذ برب الناس..)
  4. كذلك يفيد فيها تكرير اسم الجلالة خصوصاً مع مد اللام وسكون الهاء،  ورفع الرأس الله الله فتحترق الخواطر السيئة.

س5- قد يسمع طنين في أذنه؟ 

نعم يحصل يكون عند المؤمن الغالب خير، يقول إذا طنت أذنه ينبغي أن يذكر أحب الخلق إليه أو خدرت رجله كان بعض الصحابة كابن عمر أو غيره إذا طنت أذنه أو خدرت رجله نادوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم.

 

س6- ما العلاقة بين الأمر والرضا و الإرادة؟  

لا يكون الأمر من الله إلا بالخير ولا يكون رضا إلا بالإيمان ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) [الزمر:7]. وهذا واقع في حياة الناس، قد يريد غير ما يأمر به .. نعم.. ويقول الذي يبرر نفسه لم ضربت غلامك فلان، ولدك فلان؟ قال: لأنه ما يسمع الكلام، شف بارويك قم يا فلان هات كذا كذا؛ يأمره وهو يريد أن لا ينفد،  فعنده أمر ولكن عند إرادة غير ما أمر؛ فكذلك لا ربط بين الإرادة والأمر ولا بين الإرادة والرضا

كذلك يريد الإنسان أن يحجم مثلا وهو ما يرضا ولا يحب؛ لكنه يريد هذا من أجل العلاج وتعبان مسكين، يريد يتعالج، يطلب صحة يوقع عند المستشفى إجراء عمليه، هل هو راضٍ فرحان يشققونه؟ لكن ضرورة مسكين، وهو يريد مالا يرضى ولو كان يرضى عافية من دون العملية ولا شيء خلاص. ففرق بين الارادة ورضا وفرق بين الإرادة والأمر لا يختلط هذا بهذا.

وفقنا الله لكمال الإيمان واليقين والآدب معه وجعل مراده فينا ما يحبه منا ويجعل مراده فينا خيراً إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين .

بسر الفاتحة

إلى حضرة النبي محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى  آله والأصحاب 

الفاتحة 

تاريخ النشر الهجري

06 شوّال 1436

تاريخ النشر الميلادي

22 يوليو 2015

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام