(231)
(536)
(574)
(311)
شرح الحبيب العلامة عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس الأصبحي، برواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي، كتاب الصلاة، باب التَّشَهُّد في الصلاة.
فجر الثلاثاء 13 محرم 1442هـ.
باب التَّشَهُّدِ فِي الصَّلاَةِ
242 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْر,ِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ: قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
243 - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ : بِاسْمِ اللَّهِ، التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ. يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ، فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضاً، إِلاَّ أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ، ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ، فَإِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ : السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الإِمَامِ، فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ.
الحمد لله مُكرمنا بالشريعة والعبادة، وجعلها موجبة الفوز والسعادة، وبيّنها لنا على لسان عبدهِ محمد ﷺ، وكلُ القلوب المحبة لهُ والمنقادة، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين قادة القادة، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، والملائكة المقرّبين، وجميع عباد الله الصالحين وعلينا معهم وفيهم إنّه اكرم الاكرمين وارحم الراحمين.
وبعدُ،
فيحدثنا الإمام مالك -عليه رضوان الله تبارك وتعالى- في الموطأ عن التشهّد؛ والمراد بالتشهّد: الكلمات التي تُقال قبل السلام من الصلاة، وفي وقت الجلوس للتشهد الأول في الركعة الثانية من صلاة الظهر والعصر والعشاء والمغرب، فإنّ في هذه الأربع الفرائض تشهّدان في كل فريضة؛ أول وثاني، وفي صلاة الصبح تشهّدٌ واحد، كذلك في الجمعة تشهد واحد.
هذا التشهّد فيه تأكيدٌ للعهد مع الرب جلّ جلاله، و فيه رابطة بالنبي محمد ﷺ وبالعباد الصالحين، وفيه تعظيمٌ وإجلال للرحمن، هذا التشهد وأصل التشهد أن ينطق بلفظ الشهادة؛ فمن قال: أشهد ان لا اله الله وأشهد أن محمد رسول الله فقد تشهّد، ولكن المراد مجموع الألفاظ التي وردت عنه ﷺ برواياتٍ عن عددٌ من الصحابة. وكلٌّ من الأئمة الأربعة اختار رواية من الروايات التي وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام.
هذا التشهد الأول هو:
فالتشهّد الثاني آكد عند الجميع، قال الحنابلة: الأول واجب، والثاني رُكنٌ من أركان الصلاة.
ونقلوا عن الحنفية وجوب القعود لا نفس التشهد؛ يجب أن يقعد مقدار التشهد، فإذا قعد بمقدار التشهد فقد أدّى الواجب، ثم يسلمُ بعد ذلك.
ابتدأ الإمام مالك برواية سيدنا عمر بن الخطاب، وهي إحدى الروايات التي جاءت عن نبينا ﷺ في التشهد، الذي كان يعتني بتعليمهِ للامة، وقال عنه الصحابة: كان يعلّمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن. ثمّ جاء عن سيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنّه كان يعلّم التشهد على المنبر، ثم جاء عن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يعلم التشهد أيضًا على المنبر، فلاعتنائهم بهذا التشهد، ومع ذلك فقد اختلفت بعض ألفاظه.
وجعل الإمام الشافعي -عليه رحمة الله- أن مجموع ما رُوي؛ يعني: ما الذي لم يسقط من الألفاظ في رواية من مجموع الروايات هو أقل التشهد؛ فجعل أقل التشهد -وهو الذي هو فرض-: الألفاظ التي لم تسقط في رواية من الروايات، وهو قوله: "التحيات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" هذا لم ينقص في شيء من الروايات. إلا اختلفوا في: "ورحمه الله وبركاته"، وفي تكرير "أشهد" في قول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"، وفي قوله: "أشهد أن محمدًا رسوله" أو "أشهد أن محمدًا رسول الله"؛ فهذا الذي نُـقل عن الشافعي الاختلاف في أقل التشهد. تكرير الشهادة: وأشهد وأشهد، وقوله: "ورحمة الله وبركاته"، فقيل بإسقاط وبركاته كما جاء في رواية، والمعتمد أن أقل التشهد: "التحيات لله، سلامٌ عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله" هذا أقل التشهد. وأكمله بعد ذلك اختار الإمام الشافعي رواية الإمام ابن عباس -رضي الله عنه- فيما رواه الإمام الشافعي وجاء عند بعض أهل السنن، وأن رسول الله ﷺ كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة، وذكر ابن عباس هذا التشهد الذي اختاره الإمام الشافعي.
ذكر الإمام مالك عليه -رحمة الله تبارك وتعالى- الرواية التي اختارها في التشهد، وهي رواية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تبارك وتعالى عنه. يقول مالك: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ يَقُولُ: قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ" بدون وبركاتهُ وسقطت لذلك جاء عند الشافعي أنه في أقل التشهد في رواية عنه أسقط "وبركاته"، لأنها هنا ليست موجودة في هذه الرواية، "السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ." هذا اللفظ هو المختار عند الإمام مالك -عليه رضوان الله تبارك وتعالى-.
وفي عامّته جاء لفظ: "التحيات" هذهِ رواية سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله تبارك وتعالى عنه-، التحيات: جمع تحية؛ معناها السلام أو البقاء وقيل العظمة وقيل السلام من الآفات. وكذلك يقول في هذه الرواية: "التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ" أي: الصافيات الرفيعات، "الطَّيِّبَاتُ"؛ والطيبات ما طاب من القول وحَسُن يُثنى به عليه -تبارك وتعالى- الأقوال الصالحة والأعمال الصالحة كلها داخلة في الطيبات فيقال: الطيبات لله، "الصَّلَوَاتُ" الخمس أو كل صلاة نصليها (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ..) [الأنعام:162].
وانتقل بعد ذلك إلى "السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ" بصيغة الخطاب "أَيُّهَا النَّبِيُّ" ﷺ، يعني: التحية المقرونة بالتعظيم والإجلال اللائقة بعظمة الحق ورسوله، تُهدى إلى رسوله ﷺ من الله تعالى، "السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ". وكان كذلك التشهد المنقول عن الصحابة ومن بعدهم لم يفرقوا في ذلك، بين كونهم عندهم ﷺ أو في مكان آخر في حياته ﷺ أو بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، فيقرأون التشهد بلفظ الخطاب؛ السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ﷺ. رحمته وإحسانه؛ الرحمة المخصوصة بك، وبركاته من النمو والزيادة وقد خصّ الله تعالى النبي ﷺ ببركة إفاضة الخير عليه ومنه إلى عالم الملك والملكوت ﷺ، "السَّلاَمُ عَلَيْنَا" معاشر الحاضرين والمسلمين الموجودين في المكان، "وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِين"، الصالح القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق العباد يسمى: صالح، وتتفاوت درجاتهم من صالح وأصلح. "السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" فأمرنا الله بذكر الصالحين في الصلاة، والسلام عليهم، فكيف ما نكون معهم خارج الصلاة؟ نذكرهم في الصلاة، وإذا خرجنا من الصلاة نبغضهم أو نسبّهم أو نتكلم عليهم، أو ما نزورهم؟! بسم الله الرحمن الرحيم!! كيف أنت تقول في الصلاة -بتعليم الله ورسوله لك- السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وإذا خرجت من الصلاة تتكلم عليهم؟ أو تسبّهم أو تؤذيهم؟ لا إله إلا الله!! فيجب أن نعظّم الصالحين ونواليهم في الله -تبارك وتعالى- "أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، في روايات: "محمدًا رسول الله" وفي روايات: "عبد الله ورسوله"، وفي رواية: "أن محمدًا رسوله" ﷺ.
إذن فقد جاء في عددٍ من الروايات :
جاء رواية ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-، في رواية الإمام الشافعي في الأم، ومن طريق أيضًا أخرجه الإمام البيهقي في معرفة السنن والآداب، وهو عند الترمذي وقال: عنه حديثٌ حسنٌ غريبٌ صحيح. الذي جاء في رواية ابن مسعود: "التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله" وفيه التوافق مع قول الحقّ: (..تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً..) [النور:61]، ففيها لفظ المباركات وليس في الروايات الأخرى لفظ المباركات، فهي متفقة مع ما في القرآن من قوله تعالى: (..تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً..). وكان هذا من أسباب ترجيح الشافعية للرواية، ولكل من الأئمة في ترجيح الرواية اسباب، ومَلاحِظ لاحظوها، فالإمام مالك رأى أن تعليم سيدنا عمر له على المنبر، وهو إنما يروى عن النبي ﷺ، وإقرار الصحابة بهذه الرواية، جعل ذلك هو الأولى، واختار رواية سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-. ورواية سيدنا ابن مسعود، وكلها عن طريق الثقات وفيها قراءة سيدنا ابو بكر الصديق له على المنبر بنفس رواية ابن مسعود، جعل الحنابلة والحنفية يرجّحون هذه الرواية، ويقولون بهذه الرواية. وهذه التي رواها الإمام الشافعي -عليه رحمة الله تعالى- وفيها تميّز بذكر المباركات، رجّحها الإمام الشافعي -رضي الله تعالى-، عنه "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، سلام عليك.." وفي لفظ: "السلام" فهو يروى بلفظ: "سلام"، وبلفظ: "السلام عليك يا أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا" أو "سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله".
ولمعاني العبودية التي لم يرقى ذراها أحد كخير البرية ﷺ، وسمعت الحبيب عبد القادر يقول: ويحب أن يجمع من رجالنا وسلفنا، أن يذكروا عند التشهد رواية عبده ورسوله، لما يعلمون من مكانتها عند الله، وأنهُ لم يتسنّم ذراها غير محمد بن عبد الله ﷺ، فهو أحق الخلق بالعبودية، وقد ذكره الله بعبوديته في المواطن الشريفة، كمثل قوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى..) [الإسراء:1]. وقوله سبحانه وتعالى: (فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) [النجم:11]، وقوله جلّ جلاله: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدهِ..) [الفرقان:1]، وقال سبحانه وتعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) [الجن:19] صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهو العبد الأكمل عليه الصلاة والسلام، المتحقق بحقائق العبودية. قال سيدنا الحبيب علي الحبشي: في صلاته على النبي ﷺ: اللهم صلِّ وسلّم بأجلّ الصلوات وأجمعها، وأزكى التحيات وأوسعها على هذا العبد الذي وفّى بحقّ العبودية، وبرز فيها بخلعة الكمال، وقام بحق الربوبية في مواطن الخدمة لله وأقبل عليه غاية الإقبال.
واختارها ﷺ للثناء عليه، فقال: "إنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله" ﷺ. وإذن ورد في لفظ: "السلام" وبلفظ: "سلامٌ" وكلاهما صحيحان، و يقولوا أنه حكى في نهاية المطلب: أن الأصل فيها إثبات الألف واللام؛ "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته".
وهكذا قال عامة أصحاب الإمام الشافعي وجمهوره: أنه لا يقدّم مع التسمية، لأنه لم يرد، وجاء عن أبي علي الطبري، أنه يقول: "بسم الله وبالله التحيات لله.."، وكما يُروى: "بسم الله خير الأسماء.." ونُقل عن سيدنا جابر عن رسول الله ﷺ. وفي حديث عن سيدنا جابر يقول:" كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعلِّمُنا التشهدَ كما يُعلِّمُنا السورةَ من القرآنِ، بسمِ اللهِ وباللهِ ، التحياتُ للهِ والصلواتُ والطيباتُ.." إلى آخره، وفيها زيادة قال:"أسألُ اللهَ الجنةَ ، وأعوذُ باللهِ من النارِ"، هذه رواية سيدنا جابر رضي الله عنه.
وهكذا عرفنا تعدّد الروايات عن رسول الله ﷺ، كما عرفنا أن الذي وقع عليه اختيار الأئمة الأربعة رواية سيدنا عمر ورواية سيدنا ابن عباس، ورواية سيدنا عبد الله بن مسعود.
فهؤلاء ممّن رُويّ عنهم التشهد: عمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود؛ هذه أشهر ما رُويّ من عشرة عن الصحابة رُويّ عنهم التشهد في الصلاة. كما روى عن ابن عمر فيما أخرجه أبو داود والطحاوي والدارقطني. وجاء أيضا رواية عن سيدتنا عائشة، يذكرها المؤلف عندنا، وجاء رواية سيدنا جابر هذه التي ذكرناها الآن، وجاءت في رواية النسائي وابن ماجه والطبراني والحاكم في المستدرك، وجاء أيضًا التشهد برواية أبي موسى الأشعري -عليه رضوان الله تبارك وتعالى-، في لفظ: "التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله". وكذلك وجاء في رواية سيدنا سمرة، برواية أبي داود: "التحيات الطيبات والصلوات، والملك لله، ثم سلموا عن اليمين، ثم سلموا على قاريكم، وعلى أنفسكم". وجاء أيضًا في رواية التشهد عن سيدنا علي بن أبي طالب، فيما أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط لفظ: "التحيات لله والصلوات والطيّبات والغاديات والرائحات، والزاكيات والناعمات السابغات الطاهرات لله". وجاء في رواية ابن مردويه موقوفًا: "ما طاب فهو لله"، وُرويَ عاشرًا عن ابن الزبير، فهؤلاء عشرة من الصحابة رُويَ عنهم التشهد في الصلاة، ولكن الأشهر عن الثلاثة الذين وقع عليهم اختيار الأئمة الأربعة رضي الله تبارك وتعالى عنهم. ففي تشهد ابن الزبير جاء في رواية الطبراني في الكبير وفي الأوسط، بلفظ: "تشهد النبي ﷺ: بسم الله وبالله خير الأسماء التحيات لله الطيبات الصلوات، أشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرًا ونذيرًا، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، اللهم اغفر لي واهدني".
وكذلك يُروى كما أسلفنا عن سيدنا أبو بكر الصديق، ومعاوية وسلمان ولكن نفس تشهّد ابن مسعود، نفس الرواية جاءت عن سيدنا أبي بكر الصديق ومعاوية وسلمان -عليهم رضوان الله تبارك وتعالى-. وجاء أيضًا في تشهّد طلحة وأنس وأبي هريرة وأبي سعيد والفضل ابن العباس وأم سلمة وحذيفة والمطلب بن ربيعة وعبد الله بن أبي أوفى والحسين بن علي -رضي الله عنهم-، في ألفاظٍ متقاربة.
إذن علمنا أن ما اختاره الإمام الشافعي وبعض أصحاب مالك أيضًا، تشهّد ابن عباس، هذا أخرجه الإمام مسلم في صحيحه والإمام الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه؛ أخرجه الستة إلا البخاري. وفي لفظهِ يقول ابن عباس: "كان رسول الله ﷺ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، كان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيّبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد ان محمد رسول الله"، وهذا المشهور عند الشافعية، وجاء في رواية مسلم: "وأشهد أن محمدًا عبدهُ ورسوله". وعليها ما ذكر الحبيب عبد القادر من اختيار كثير من رجالنا بهذا اللفظ لما علموا من مكانته ﷺ في العبودية لله ومنزلته عند الله، فأحبوا أن يذكروه بذلك يقولوا: أشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كما أحب ذلك.
فهذه برواية الأئمة ومن الخمسة ورواية الشافعي نفسه، والدارقطني وابن حبان والطبراني والبيهقي، وقالوا: في ترجيحه أن لفظه أكثر مما ورد في التشهد من المرفوعات الصحيحة، وأن ابن عباس -رضي الله عنه- كان من أحداث الصحابة، توفي النبي وهو في الثانية عشرة سنة، فيكون روايتهُ عنهُ في آخر ما روي عنه عليه الصلاة والسلام، فلذلك رجّحوا هذه الرواية فيكون أضبط ما رُويَ من جهة كونه صغير السن، وحداثة الحافظة عند الصغير تكون أقوى وأضبط، فيكون تلقّى ذلك عنه ﷺ وحفظه فيكون أيضًا في أواخر عمره وفي قوة ضبط الإمام ابن عباس لكونه في مبتدأ عمره وتوفي ﷺ وابن عباس في الثانية عشر من عمره.
ومن الأئمة من جعل أن الروايات كلها سواء؛ أي: لا ترجيح، ولكن اختيارات الأئمة الأربعة واضحة في الروايات، وأما القول بتنقيص روايةٍ أو احتقار أصحابها -والعياذ بالله من ذلك- أمرٌ بعيدٌ عن الشرع وعن الحق والهدى. فكل الروايات الواردة صحيحة، فيصحّ التشهّد بأيّ منها، وهذه اختيارات أئمة الفقه في شريعة الله -تبارك وتعالى-: رواية سيدنا عمر وابن مسعود ورواية سيدنا ابن عباس -رضي الله تعالى عنهم.
ويحتوي معنى "السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ" على السلامة الخاصة التي تميّز بها ﷺ من أنواع المعايب والنقائص، ثم "السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" طلب حفظ الله لنا ورعايته بنا ورحمته إيانا، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين: يعني رعاية الله وحفظه، ومن أسماء ربنا: السلام، ذو السلام جلّ جلاله- وتعالى في علاه، فنتطلّع إلى جوده علينا، وإحسانه وإكرامه علينا وحفظنا، السلام علينا والذي فيه معنى الأمان، وأعظم الأمان: الأمان من عذابه ومن غضبه ومن سخطه جلّ جلاله وتعالى في علاه.
وهكذا الأئمة على اختيار كلٍّ منهم كلٌّ يقول: بصحة التشهد بأي رواية، ما أحد منهم يقول لا يصح التشهد إلا هذه الرواية، لا الشافعية ولا الحنابلة ولا الحنفية ولا المالكية، ولكن يقولون: هذا أولى وهذا أفضل وهذا أرجح من حيث اختيارهم فقط.
"عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ : بِاسْمِ اللَّهِ، التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" وهذه الرواية التي شذّت، وعامّة الروايات كما أسلفنا بلفظ السلام؛ "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، "شَهِدْتُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، شَهِدْتُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ" قال: "يَقُولُ هَذَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، وَيَدْعُو إِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ بِمَا بَدَا لَهُ، فَإِذَا جَلَسَ فِي آخِرِ صَلاَتِهِ تَشَهَّدَ كَذَلِكَ أَيْضاً، إِلاَّ أَنَّهُ يُقَدِّمُ التَّشَهُّدَ، ثُمَّ يَدْعُو بِمَا بَدَا لَهُ، فَإِذَا قَضَى تَشَهُّدَهُ وَأَرَادَ أَنْ يُسَلِّمَ قَالَ : السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَى الإِمَامِ، فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ عَنْ يَسَارِهِ رَدَّ عَلَيْهِ.".
إذًا، فهل التسليمة واحدة أو اثنتان؟
يأتي اختلاف الأئمة أيضًا في السلام، وقال الشافعية: هو مرّتان، وكذلك قال الحنابلة، إلا أنهم قالوا في صلاة الجنازة تسليمة واحدة، و بقية الصلوات تسليمتان.
وجاء عن سيدنا عمر بن الخطاب: "من لم يتشهد فلا صلاة له"، يقول: نافع مولى ابن عمر: "من لم يتكلم في التحية فلا صلاة له"، وجاء عن ابن مسعود قال: كنّا نقول قبل أن يُفرض التشهد، السلام على الله السلام على جبريل.. معناه أنه فُرض بعد ذلك، طالما علّمهم النبي ﷺ فهو دليل على أنه صار فرض. وعلمت أنّ الحنفية قالوا بوجوبه، وجعلوا أن الذكر كله في الصلاة ما عدا القراءة في الأوليين: سُنّة واستحباب، فإذا قعد مقدار التشهد فقد أتى بالفرض. إذن، فهذا حكم التشهد الأول والثاني، وعلمت قول الإمام أحمد بوجوبه في الأول أيضًا، وأنه ركن في الثاني. والموجود أيضًا في كتب الحنفية أن التشهد الثاني واجب، والأول قيل واجب، وهو ظاهر الرواية، وقيل: سُنّة عند الحنفية، هذا في كتب الحنفية، حتى لاحظوا يقولوا أن كثيرًا ممن نقلوا عنهم نقلوا غير المقرر، نقلوا في مذهب أبي حنيفة غير المقرر عندهم، المعروف عند أبي حنيفة أنه واجب لا فرض، كما هو في مذهبهم التفريق بين الفرض والواجب؛ فالفرض أشد وآكد؛ ما ثبت بدليلٍ قطعي. وهكذا وينقل عنهم غير ذلك، فهو المعروف عندهم والموجود في كتبهم: أنّه واجب في الاخير، وفي الأول أيضًا قولان عندهم؛ قيل: واجب، وقيل: سُنّة وعلى القول في الأول بأنه واجب، يوافقون قول أحمد بن حنبل عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
وقال الثلاثة بسنيّة الأول كما هو المعتمد عندهم، والرواية الثانية عند الحنفية توافق الحنابلة؛ أن الأول واجب، هذا في الاول. أما في التشهد الثاني فهو ما بين واجب وركن وفرضٍ، ولم يفرّق الشافعية بين الفرض والواجب والركن، فعندهم أن التشهد الأخير ركن فرض واجب.
يقول في هذه الرواية ذكر البسملة في أوّل التشهد. والدعاء أيضًا بعد التشهد الأخير سُنّة، التشهد الأول مبنيّ على التخفيف، ولذلك اختلفوا في الصلاة على النبي فيه، ثم الصلاة على الآل، ويرى الشافعية: أنه تسنّ الصلاة على النبي ﷺ في التشهد الأول، وتجب في التشهد الثاني. وفي الحديث أنهم سألوه عرفنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فعلّمهم هذه الصلاة الإبراهيمية. وعلى القول أيضًا بوجوب الصلاة على الآل في التشهد الأخير، يًقال بسنيّتها في التشهد الأول. جعلنا الله من مقيمي الصلاة ومؤدّيها على خير الوجوه في لطفٍ وعافية إنّه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وأقل ما يُجزئ في التسليم عند الشافعية ومثلهم الحنابلة: "السلام عليكم"
عند الشافعية الأولى فقط، تجب واحدة وتسنّ الثانية في كل فريضة وفي كل نفلٍ.
وأكمله: "السلام عليكم ورحمة الله" يمينًا و شمالًا، وقيل زيادة "وبركاته"، وقال الحنفية: الخروج من الصلاة بلفظ السلام واجب وليس بفرض كما فرّقوا بين الواجب والفرض. ويذكرون حديث إذا أحدث الرجل وقد جلس آخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته. وقال غيرهم: يجب عليه أن يعيد الصلاة، إن غلبه الحدث فعلى أقوالٍ يتوضأ ويبني على ما مضى.
رواية السيدة عائشة: "كَانَتْ تَقُولُ: إِذَا تَشَهَّدَتْ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ"، فإذا جاء بـ "عبد الله ورسوله" أو "عبده ورسوله"، ذهب الادغام؛ تنوين الدال في الراء، "السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ" وذلك أن إدغام الدال؛ تنوين الدال في الراء لازم، أشهد أن محمدًا رسول الله، فإذا قال: أشهد أن محمدًا رسول الله -دون إدغام- كان خلل قال ببطلانه للصلاة من قال، فلهذا ينبغي إما أن يقول: "محمداً رسول الله" بإدغام التنوين في الراء، وإما أن يقول: "محمدًا عبده" أو "عبد الله ورسوله"، هذا ما ليس فيه إدغام.
ولكن المهم في: "أن لا اله الا الله" النون الساكنة مدغمة باللام تمامًا بالاتفاق، فإذا قال: "أشهد أنْ لا إله إلا الله" فقد نقّص تشديدة، وقال الشافعية: بطلت صلاته، واجب يقول: "أشهد ألـ.." لامين والنّون مدغمة نهائيًا، "أشهد ألّا اله الا الله" فلا يُنطق بالنون هنا، بل تُدغم إدغامًا كاملًا في اللام؛ فيقول "أشهد ألّا إله إلا الله" وأما إذا قال: أشهد أنّ لا إله إلا الله.. تغيّر المعنى كله وصارت أنّ هذه تحتاج الى مبتدأ وخبر، و صار (لا إله إلا الله) اسمها، وخبرها مادرينا هو فين راح.. ما لها خبر! فإذا قال: (إنّ) غلّط نفسه ولا تصح صلاته. أشهد أنّ لا اله الا الله.. إيش أنّ لا إله إلا الله؟ تشهد أنّ لا إله إلا الله إيش؟ حق وصدق.. إيش دخلنا في الكلام هذا؟!.. أنت تشهد أن لا معبود إلا الله قل: أشهد أنْ لّا إله إلا الله؛ فيجب أن يُسكّن وأن يُدغم النون في اللام؛ ألّا إله إلا الله.
وإن نقّص شيء من هذه التشديدات تبطل صلاته، كما الذي يقرأ: التحيات التحيات..! فيها تشديدة فوق التاء تشديدة فوق الياء، اقرأ سواء.. صلِّ سواء.. أحسِن صلاتك.. التّـحـيّـاتُ هكذا.. أما أن تقرأها التحيَات، أين التشديد حق التاء؟ أين التشديد حق الياء؟ مالك تخربط في صلاتك؟ صلّح صلاة مضبوطة، قل: التّحيّات لله والتحيّات المباركات الصلوات الطيبات لله، و اقرأ هذه الروايات كلها فيها لفظ التّحيّات، التحيات لابد منها. وما بعدها سقط من بعض الروايات، والذي سقط من الرواية، لم يقل بوجوبه الإمام الشافعي، وجعل أقل التشهد: "التّحيّات لله". ثم السلام على النبيّ، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ثم التشهّد بأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمدًا رسول الله، فيلاحظ هذا، ويلاحظ: "أشهد أن لّا إله إلا الله.." لا ينطق بالنون أصلًا، أما إذا شدّدها تغيّر المعنى، وصار الكلام مبتدأ بلا خبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله! فيقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله" إذا لم يأتِ بلفظ: "عبده ورسوله"، فيقول: "أشهد أن محمدًا عبده" فإذا لم يأتِ بلفظ عبده فيُدغم التنوين في الرّاء؛ "أشهد أن محمّدًا رسول الله" ﷺ، وفيه تجديد العهد مع الله تبارك وتعالى. ثم الصلاة على سيدنا المصطفى محمّد ﷺ الذي أولى الناس به يوم القيامة أكثرهم عليه صلاة.
رزقنا الله كثرة الصلاة والسلام عليه، وثبّـتنا على دربه في عافية بسِرّ الفاتحة وإلى حضرة النبي ﷺ.
15 مُحرَّم 1442