مكانة العرض على الله في قلب المؤمن وشأنه مع شعبان
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الإيمان، بحارة عيديد، مدينة تريم، 11 شعبان 1444هـ بعنوان:
مكانة العرض على الله في قلب المؤمن وشأنه مع شعبان
نص الخطبة:
الخطبة الأولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمينَ، مالك المُلكِ أرحم الراحمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جامع الأولين والآخرين، فحاكِمٌ بين جميع عباده المُكلَّفين؛ فريقٌ في الجنَّةِ وفريق في السعير.
وأشهدُ أنَّ سيدنا، ونبينا، وقرَّة أعيننا، ونور قلوبنا، محمداً عبدهُ ورسوله، ونبيه وصفيه وخليله، البشير النذير والسراج المنير، صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه، وعلى آله، وصحبه، ومن في نهجهم يسير.
اللهم صلِّ وسلِّم أفضل الصلوات، وأجلها، وأكملها، وأعلاها على عبدك المصطفى سيدنا محمد، وعلى آله المطهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين، ومن والاهم فيك، واتَّبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء، والمرسلين، وآلهم وصحبهم، وعلى جميع ملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أمَّا بعد عباد الله: فإني أوصيكم وإيَّايَ بتقوى الله، فاتّقوا الله عباد الله، وأحسِنوا يرحمكمُ الله (إِنَّ رَحۡمَتَ اَ۬للَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ اَ۬لۡمُحۡسِنِينَ).
أيُّها المؤمنون: تتجلَّى حقائق الإيمان عند المؤمن؛ فيما يُنازِلُ قلبه من الاهتمام والتعظيم للعرض على ربِّهِ الذي خلقه، وإلهِهِ الذي أوجده، وما يكون في شأنِ عرض أعماله عليه وهو في الدنيا، وما يكونُ من حالهِ عند لقائه وخروجهِ من هذه الحياة الفانية، وما يكون من الشأن حين العرض المخصوص في يوم الحساب؛ عندما يُنادي المُنادي: لِيَقُم فلان ابن فلان للعرض على الله، أيُّها المؤمنون بالله -جل جلاله-: يُنازل قلوب المؤمنين الاهتمام بشأن هذا العرض على الله، وأحوالهم مع الإله -تعالى في علاه-، ويطغى على قلوب المنافقين والكافرين الحال مع الناس، ومع الشهوات والأغراض، أيْ يُنازل قلوبهم.. أين يصل من شهواته وأغراضه؟ ومما يلتفت إليه من المنزلة عند الناس، أو المكانة بينهم، يَغْلُبُ ذلك عليه، ويأخذ به يمنة ويسره؛ لِخُلوّ قلبه عن حقيقة الإيمان، والتصديق بالإله مكون الأكوان.
فـيا أيُّها المؤمن: وقد مرّت بك الأيامُ بعد الأيامِ في شهرِ شعبان، وأقبلت في النصف منه لاستقبال ليلة النصف فيما يأتيك من الليالي، بعد أن قد مضى ثلثه كاملَاً، إنه شهر يتجدّد فيه من سر عرضك، وعرض عملك، ومقاصدك، ونياتك على إلهك وخالقك ما لا يكون في الأشهر الأخرى.
أيُّها المؤمن: بذلك الشعور أنبأك بدر البدور رسول الله، وحمّلك أن تهتمَّ بشأن عرضك على ربك، وكان القدوة الحسنة لك هو بنفسه -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-، وكان يُكثِرُ الصوم في هذا الشهر؛ حتى يصوم أكثره، وقال: "إنه شهر تُعرَض فيه الأعمال على الله، وأُحِبُ أن يُعرض عملي وأنا صائم"، وأخبرَ أنه تُنسَخ فيه الآجال إلى العام، من شعبان إلى الشعبان المقبل من العام القابل، وهكذا يُحِب أن يُنسَخ الأجل وهو في نوع من العبادة الكريمة على الله، علَّمنا.. كيف نستشعر العرض على الإله الحق، وهو تعالى أعلم بنا، وبمن يَعرِضُ أعمالنا عليه من الملائكة، من أنفسنا ومن أنفسهم، فقد خلقنا وخلقهم، وأحاط بكل شيء علماً، إلا إنه اقتضت حكمته أن يتم هذا العرض عليه لكل فرد من أفراد المُكلَّفين من عباده؛ ليترتَّب على ذلك قضاء يقضيه، فيما سبقت السابقة على عبده ذلك، فكان العرض على الله أهيَبَ في قلب المؤمن من كل عرض على كل أحد سوى الله -جل جلاله وتعالى في علاه-.
إنه العرض على من (بِيَدِهِ اِ۬لۡمُلۡكُ وَهۡوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ)، إنه العرض على السميع البصير، اللطيف الخبير، العلي القدير، من إليه الأمر كله وإليه يصير، إنه لا عرضَ أهمَ ولا أجَل فيما يتعلق بك وعرضك من كل عرض تُستعرض فيه أعمالك ظاهرة أو باطنة أمام أفرادٍ أو هيئاتٍ أو جماعاتٍ، إنه العرضُ على مالك الملك يا مؤمنا بالله، فانظر.. كيف تُعرَض على الرب -جل جلاله-، وما يكون لك من الأعمال الصالحة، ولا أقل من أن تُصحِّح التوبة، وتستقبل ليلة النصف من شعبان بِحُسنِ إحيائها، ومغانمة الخير فيها، وألا يبقى في بيتك.. من يحرم المغفرة تلك الليلة، فإن الله يغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب؛ كما جاءنا في الحديث، ويتجلّى على عباده، ويغفر لأهل الإيمان إلا مشرك، أو مشاحن، أو منان بالصدقة، أو مسبل إزاره خيلاء، أو شارب خمر، أو قاطع رحم، أو عاقٍّ لِوالدين، أو عشّار يأكل أموال الناس بالباطل؛ فهؤلاء أصناف لا يغفر لهم في تلك الليلة -والعياذ بالله-، فاحذر.. أن يكون في بيتك أحد منهم، فضلاً عن أن تكون أنت واحدًا منهم، أو فيك وصفانِ أو ثلاثة من أوصاف المحرومين المغفرة في تلك الليلة.
أيُّها المؤمن: أما ما يتعلق بالصوم؛ فإن الشافعية، ومن وافقهم من أهل الاجتهاد في فقه الشريعة المُطهَّرة جعلوا الصوم في النصف الأول؛ لمن لا يعتاد، وألا يصوم بعد النصف الثاني؛ إلا ما وصله بالنصف الأولِ، أو كان عادةً له، أو كان قضاءً عليه، أو نذراً، أو كفارةً، وما إلى ذلك... فاخْتُلِفَ في جواز صوم النصف الأخير من شعبان لمن لم يَصِلَهُ بالنصف الأول، ولم يكن الصومُ عادةً؛ كعادة أن يصوم الإثنين أو الخميس، أو كان قضاءً؛ بل تجب المبادرة بالقضاء لمن كان عليه صوم من رمضان الماضي، ويحرم أن يؤخره عن رمضان هذا؛ ولو تأخر منه شيء أَثِمَ بالتأخير بغير عذرٍ، ووجب عليه أن يقضي بعد رمضان ما فات من رمضان الذي قبله، ثم يُخرج الكفارة في كل يوم عن كل يوم مُدّاً للسنة الواحدة التي أَخَّرَ فيها الصوم الذي توجَّب عليه قضاءه فلم يَقضِه.
أيُّها المؤمنون بالله: تمرُ الليالي والأيام وينتصف شعبان وينقضي، ويدخل رمضان والناس بين رابح وخاسر، وبين فائزٍ ظافرٍ وبين هالكٍ قاصِر -والعياذ بالله تبارك وتعالى- يقع في الخسائر، بين مغفورٍ له وبين محرومٍ يُضاعف وِزره وعذابه -والعياذ بالله تعالى-.
أيُّها المؤمنون بالله: في شهر شعبان المبارك المُعظَّم يجب أن تصدقوا مع الإله العلي الأكرم، وتقتدوا بعبده وحبيبهِ ومُصطفاه الهادي إلى أقومِ لقم -صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وأصحابه-، وتَهَيُّؤا في الشهر الكريم بكثرة الطاعة من صلوات، وصدقات، وصيام، "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها"؛ فإن لله تجلٍّ فيها وفي يومها، في ليلة النصف وفي يوم النصف.
أيُّها المؤمنون بالله -تبارك وتعالى-: وتهيُّؤا لرمضان بما أشار إليكم رسول الله من أول رجب؛ إذ يقولُ: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان"، بلَّغنا الله إياه على خيرِ حال، واستقامة على ما يحب في النيات والمقاصد والأقوال والأفعال، وجعل عرضنا كريماً عليه في هذه الأيام والليال، اللهم بارِك لنا في شعبان وما بقي لنا من أيامه ولياليه، وبارك لنا في رمضان وبَلِّغْنَا إيّاهُ واجعلنا عندك من خواصِّ أهليه؛ برحمتك يا أرحم الراحمين.
والله يقول -وقوله الحق المبين-:
{ وَإِذَا قُرِىَٔ اَ۬لۡقُرۡءَانُ فَاَسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ }، وقال تبارك وتعالى: { فَإِذَا قَرَأۡتَ اَ۬لۡقُرۡءَانَ فَاَسۡتَعِذۡ بِاللَّهِ مِنَ اَ۬لشَّيۡطَٰنِ اِ۬لرَّجِيمِ }، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لَّذِينَ ءَامَنُواْ اُ۪تَّقُواْ اُ۬للَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖ وَاَتَّقُواْ اُ۬للَّهَ إِنَّ اَ۬للَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ * وَلَا تَكُونُواْ كَاَلَّذِينَ نَسُواْ اُ۬للَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لۡفَٰسِقُونَ * لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ اُ۬لنّ۪ارِ وَأَصۡحَٰبُ اُ۬لۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ اُ۬لۡجَنَّةِ هُمُ اُ۬لۡفَآئِزُونَ }.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وثبتنا على الصراط المستقيم، وأجارَنا من خِزيهِ وعذابه الأليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله عالمِ السِّرِّ والنَّجوَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مِنهُ المخافة لِكُلِّ مَن صَحَّ إيمانه، وفيه الرَّجوى.
وأشهد أن سيدنا، ونبينا، وقرة أعيننا، ونور قلوبنا مُحمداً عبده ورسوله، سيدُ وإمام أهل التقوى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدك المختار سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه، وعلى آبائه وإخوانه من أنبيائك ورسلك، وآلهم وصحبهم، وعلى ملائكتك المقربين، وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أمَّا بعدُ عباد الله: فإني أوصيكم ونَفْسِي بتقوى الله، فاتَّقوا الله بإقامة أمر التعظيم للعرضِ عليه، في خلال أيامكم ولياليكم، وخلال الأشهر، وخلال لقائه، ثم العرض الأكبر في يوم المَحشَر: لِيَقُم فلان ابن فلان للعرض على الله، واقتدوا بنبيكم المصطفى.
وأيقِنوا أنَّ المساعي في هذه الحياة والحركات والسكنات محفوظة ومرقوبة ومحصِيَّة؛ ليكون الجزاء عليها، ألا فلا تأخذكم نفوس ولا أهواء ولا شهوات إلى ما حرَّم الله، ولا إلى إهمال ما فرض عليكم، ودعاكم إليه وشرعه لكم على يد رسوله المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-، واتركوا الذين يُزاحمون الإله في إرادة أخذ الناس إلى مخالفة شرعه وما جاء به؛ لِيَعدُّوا أنفسهم المُحلِّلين والمُحرِّمين، والذين لهم حق التحكم على الناس في أخلاقهم وسيرهم في هذه الحياة، ألا لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً مِن دون الله، وكلنا عبيدٌ لإله واحد حق حي قيوم -جل جلاله وتعالى في علاه-، نُحَكِّمُ في أمورنا رسوله الذي أمرنا بتحكيمه في جميع الأمر ظَاهِره وخفاه؛ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ...} .
إن نظام الإله لتنظيم حركتنا في الحياة؛ هو التطبيق لمعنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، القيام به وتنفيذه والعمل به؛ هو التحقُّق بحقائق الإيمان، يا من يهاب العرض على الرحمن لا يبقى في بيتك قاطع لرحمٍ، ولا عاق لوالدين، ولا من يذهب وراء المحرمات من الشهوات؛ فإنهم هم المحرومون للمغفرة في هذه الليالي العظيمة، ألا فاغتنم ليالي شهرك، واستقبل الشهر الذي بعده، وأن الناس ليغفلون في هذا الشهر عن مزاياه، وفضائله؛ فلفت النظر إليه حبيب الله -صلى الله عليه وسلم- واقتدى به صالح الأمة؛ ورتَّبوا في شعبان لقاءات، واجتماعٍ خيرات، وأعمالٍ صالحاتٍ عديدات؛ استعداداً لاتباع المصطفى، ولاستقبال الشهر الكريم الذي تتشوَّف إليه قلوب وأرواح المؤمنين؛ لما يُفيضُ عليهم الإله الحق فيه ما لا يُفيضُ فيما سواه، ألا إنه سيد الشهور رمضان -بلغنا الله إياه على خير الأحوال-.
اللهم املأ قلوبنا بالإيمان واليقين، واجعلنا في الهداة المهتدين، واجعلِ اللهم عرضنا عليك عرضاً حسناً؛ نحوز فيه رِضوانك يا أكرم الأكرمين، وبلغنا فوق آمالنا من خيرات الدارين.
وأكثروا الصلاة والسلام على نبيكم المصطفى محمد، الذي دُعيتُم إلى كثرة الصلاة والسلام عليه عموماً وخصوصاً، ليلاً ونهاراً، سراً وإجهاراً، وخصت ليلة الجمعة ويوم الجمعة، وخص شهر شعبان؛ الذي أُنزِلَت فيه الآية في الأمر بالصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولقد خاطبنا الله فيها، بعد أن بدأ بنفسه، وثنَّى بالملائكة، وأَيَّهَ بالمؤمنين مخاطباً قائلاً تكريماً وتعظيماً: { إِنَّ اَ۬للَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى اَ۬لنَّبِيِّ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا }، ولْتكن صلواتكم عليه صلوات أهل المحبة والشوق والتعظيم؛ لِتحوزوا الخير العظيم، وهو القائل: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"، "ومن صلّى عليَّ واحدة صلى الله بها عليه عشراً"، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدك المجتبى المختار سيدنا محمد، نور الأنوار وسر الأسرار.
وعلى مُؤانسه في حالَيي السَّعَةِ والضِّيق، خليفته الرفيق الشفيق؛ سيدنا أبي بكر الصديق.
وعلى الناطق بالصواب، حليف المحراب، معظم آي الكتاب، ناشر العدل في الآفاق الداعي إلى الهدى والصواب؛ أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب.
وعلى مُحيِي الليالي بتلاوة القرآن، ومُنفِق الأموال ابتغاء رضوان المنَّان، من استحيت منه ملائكة الرحمن؛ أمير المؤمنين ذي النورين سيدنا عثمان بن عفان.
وعلى أخِ النبي المصطفى وابن عمه، ووليه وباب مدينة علمه، صاحب الصدق والإنابة والزهادة والخشية والاستقامة، المَوهوب من الحق بأعلى الكرامة، سيدنا ذي المفاخر والمناقب، ليث بني غالب؛ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
وعلى الحسن والحُسين؛ سيِّدَيْ شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانَتَيْ نبيك بِنَصِّ السنة، وعلى أُمِهِمَا الحوراء؛ فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى، وعائشة الرضا، وأمهات المؤمنين، وعلى آل بيت نبيك المطهرين، وأصحابه الغُرِّ الميامين؛ خصوصا أهل بيعة العقبة، وأهل بدر، وأهل أُحُد، وأهل بيعة الرضوان، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أذِلَّ الشِرك والمشركين، اللهم أعْلِ كلمة المؤمنين، اللهم دمِّر أعداء الدين، اللهم بارك لنا في شعبان وما بقي لنا فيه، وبلغنا رمضان واجعلنا من خواص أهليه وممن ترتضيه وتصطفيه، اللهم اجعلنا ممن يقومه إيمانا واحتسابا، واجعلنا ممن يصومه إيمانا واحتسابا، واجعلنا ممن يقوم فيه ليلة القدر إيمانا واحتسابا، واجعلنا ممن يتأمل فيه آياتك؛ ويدرك من معناها ما يرقى به مقامًا رفيعًا، اللهم تدارك أمة نبيك محمد في المشارق والمغارب، وادفع عنهم جميع البلايا والآفات والمصائب والنوائب، ارفع عنهم سُلطة النفوس الأمارة والأهواء، وسُلطة أعدائك أعداء الدين، واجعل هواهُم تَبَعًا لما جاء به نبيك الأمين، وارزقنا حسن الاستقامة على ما تحبه منا وترضى به عنا، يا أول الأولين، و يا آخر الآخرين، ويا راحم المساكين، و يا أرحم الراحمين، يا ذا القوة المتين أنجز لنا ذلك، وزدنا من نوالك، واسلك بنا في أشرف المسالك، وأصلح الشأن لنا ولأهل لا إله إلا الله، واختم لنا بالحسنى، وأنت راضٍ عنا.
{رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي اِ۬لدُّنۡيۭا حَسَنَةٗ وَفِي اِ۬لۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ اَ۬لنّ۪ارِ } ، { رَبَّنَا اَ۪غۡفِر لَّنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا اَ۬لَّذِينَ سَبَقُونَا بِالۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَؤُفٞ رَّحِيمٌ } ، {.. رَبَّنَا اَ۪غۡفِر لَّنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَاَنصُرۡنَا عَلَى اَ۬لۡقَوۡمِ اِ۬لۡكٰ۪فِرِينَ } ، {.. رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا }
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عباد الله: إن الله أمر بثلاث، ونهى عن ثلاث: { إِنَّ اَ۬للَّهَ يَأۡمُرُ بِالۡعَدۡلِ وَاَلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي اِ۬لۡقُرۡبۭيٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ اِ۬لۡفَحۡشَآءِ وَاَلۡمُنكَرِ وَاَلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَّكَّرُونَ }؛ فاذكروا الله العظيم؛ يذكركم واشكروه على نعمه يزدكُم، ولذكر الله أكبر.
11 شَعبان 1444