(575)
(536)
(235)
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الروضة بعيديد، مدينة تريم، 26 محرم 1443هــ بعنوان:
غنائم الأعمار وخسائرها والتأثيرات النورانية والظلمانية على الفكر والسلوك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمدُ لله.. القويِّ القادرِ العليمِ الحكيم، وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا اللهُ العزيزُ الفاطرُ الإلهُ الرحيم، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا وقرةَ أعيُننا ونورَ قلوبِنا محمدًا عبدُه ورسولُه وحبيبُه الهادي إلى الصراطِ المستقيم. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدِك المجتبى المختارِ سيِّدِنا محمد، وعلى آلِه الأطهار وأصحابِه الغُرِّ الميامين المهاجرِين والأنصار، وعلى مَن والاهم فيكَ واتَّبعهم بإحسانٍ على مَمَرِّ الأعصار، وعلى آبائه وإخوانِه مِن الأنبياءِ والمرسلينَ الذين رفعتَ لهم القدرَ والمنزلةَ والشأنَ في جميعِ الأطوار، وعلى آلِهم وصحبِهم وتابعِيهم وملائكتِك المقرَّبين وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد عبادَ الله: فإني أوصيكم ونفسِيَ بتقوى الله.. فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله وأحسِنوا يرحمْكُم الله {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
وإنكم لفِي توديعِ أوَّلِ شهرٍ من شهورِ عامِكم الجديد وسَنَتِكم التي أقبلَت؛ السنة الثالثة والأربعون بعد الأربع مائة والألف مِن هجرةِ الأمين المأمون صلَّى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وما أسرعَ توديعَكم للأيامِ والأسابيعِ والشهور؛ وهي طيُّ مراحلِ العمرِ القصيرِ إلى لقاءِ العليِّ الكبير، إلى المصير.. وأيُّ مصير! إمَّا نِعمَ المصيرُ لمن لَقِيَ اللهَ وربُّ العرش عنه راضٍ بصدقِه معه واستمساكِه بهديِ البشيرِ النذير {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وإمَّا بئسَ المصيرُ لمنِ اغتَرَّ في خلالِ الليالي والأيام والأسابيع والشهورِ في هذا العمرِ القصير واتصل بكُلِّ ضالٍّ وفاجرٍ وكفورٍ، حتى لَقِيَ الجبَّارَ وهو غضبان عليه فكانَ بئسَ المصير إلى عذابٍ أليمٍ شديدٍ مُهين، ونارٍ موقدَةٍ تطَّلعُ على الأفئدة {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}!
وهذه قصةُ رحلةِ العمرِ لكُلِّ المكلفين على ظهرِ هذه الأرض -وإن قلَّ المدَّكِرون والمعتَبرون فيهم- فكلهم بمعاني هذه الرحلة يمرُّون، وكلُّهم لمراحلِها يقطعون؛ مَن آمنوا ومَن يكفرون، وليسوا بسواء والله {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ}، والفرقُ الكبيرُ في شأنِ الخلودِ والدوامِ في النعيمِ أو العذاب؛ قال جلَّ جلاله: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ}.
أيها المؤمنون: وفي أحداثِ الأيام والليالي والأسابيعِ والشهور تنبيهاتٌ كافيات وتذكيراتٌ كاملات {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
وويلٌ لمن أعرضَ ولم يبالِ وهو تمرُّ به الأيام والليالي والأسابيع والشهورُ والسُّنون في غفلتِه مُستَعبَدَاً لشهوتِه ونزواتِه أو مُستَعبَدَاً لرغباتِه المادِّيَّةِ الفانية، لأجلها سلَّمَ الزِّمامَ لشرارِ الأنام وللبعيدين الطَّغام ونَسِيَ خالقَه ذا الجلالِ والإكرام، وغَفِلَ عن المصير إليه والرجوعِ إليه والوقفةِ في يومِ القيام!
قال سبحانه وتعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}، فَيَا ويلَ المجرمين -بكُلِّ معاني الإجرام- مهما سَوَّلت لهم أنفسُهم أو غرَّهم مَن غرُّهم بأيِّ معنى مِن معاني الإجرام. ومِن الإجرامِ الإعراضُ عمَّا جاءنا عنِ الله مِن ذكرٍ وما جاءَنا مِن آيات، والبُعدِ عن التأمُّلِ والتفكير.
أيها المؤمنون بالله: قَهْرَاً تُوَدَّعُ الأيامُ والليالي.. لا يملكُ فردٌ ولا فئةٌ ولا جماعةٌ ولا شعبٌ ولا دولةٌ أن يؤخِّروا يومًا أو أسبوعًا أو شهرًا أو سنةً عن تحديدِها الذي حُدِّدَت له من قِبَلِ مَلِيكٍ عزيزٍ مقتدر مُقَدِّرٌ مُدَبِّر مُقَدِّمٌ مؤخِّر {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} متفرِّدٌ بحكمِه، لا يستطيعُ التحكُّمَ في الأزمنةِ والأيام والليالي سِواه تعالى في علاه {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}.
أيها المؤمنون بالله جلَّ جلاله وتعالى في علاه: الذي تفرَّدَ بتسيير الأيام والليالي وكُلُّ المكلفين على ظهر الأرض الذين وُجَّهَت إليهم رسالته تعالى على أيدي أنبيائه ورسله الذين خُتِموا بمحمد خاتم الأنبياء وسيد الأصفياء صلى الله عليه وسلم محكومون بهذا الحكم مقهورون؛ لا يستطيعون أن يُقَدِّموا أو يخروا أو يُبدِّلوا أو يُغَيِّروا؛ وحسبهم بذلك قهراً من عزيزٍ قهَّار، لو أدركوا الحقيقةَ وخرجوا مِن الاغترارِ الذي يعيشون فيه مغترِّين بما أُوتوا مِن جزئيَّةٍ في الحُكمِ على بعضِ الأشياء وبعضِ الأمور يُختَبَرُ بها الخَلْقُ وهو الذي يُؤتيها ويَنزَعُها جلَّ جلاله {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
نسألُك يا عزيزُ أن تُعِزَّنا بطاعتِك والأدبِ معك، والإخلاصِ لوجهِك والصدقِ معك، وأن تُعيذَنا مِن الذِّلَّةِ والهوانِ في الدنيا ويومِ يوضعُ الميزان.
أيُّها المؤمنون بالله جلَّ جلاله: يَجِبُ أن تُحسِنوا التفكيرَ في مرورِ هذا العمرِ القصير وكيف يَمُرُّ بكم. وإنكم كُلَّما تجدَّد لكم عامٌ هجري تذكَّرتم هجرةَ البشير النذير والسراج المنير عبدَ الله ورسوله وصفوته محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين وسيِّد الهُدَاةِ المهتدين وإمام الصادقين المتقين صلى الله وسلَّمَ وباركَ وكرَّمَ عليه وعلى آله وأصحابِه في كُلِّ وقتٍ وحين.
وفي تذكُّرِكم للهجرة إنما كانت عبرَ ظروفِ الأيام والليالي والسنوات التي قضاها نبيُّ الله على ظهر الأرض، واتَّصل بقضائهِ لتلك الليالي والأسابيعِ والأشهرِ والسنواتِ المؤمنون به ممَّن سَبَقَت لهم سابقةُ الفضلِ من الله؛ فأقبلوا وتوجَّهوا، وكان في لياليهم وأيامِهم عمارةٌ لها بمنهجِ الله جَلَّ جلاله ومقتضى وحيِه وتنزيلِه. فَيَا ما أكرمَها مِن ليالٍ لهم، فيها كثيرٌ مِن شبابهم وكبارِ السِّنِّ فيهم كذَّبوا رسولَ الله وخالفوه وقاتلوه؛ فبئس الليالي التي مرَّت بهم والأيام والأسابيع والأشهر، إلا لمَن تُدورِكَ منهم بتوبةٍ وإسلامٍ قبلَ الفتحِ أو بعدَ فتحِ مكة ومَن قُتِلَ كافرا، ومنهم الذين قُتِلُوا يومَ بدر، وفي بقيةِ الغزوات والسَّرايا، ومَن أصرَّ على الكفرِ بعد فتحِ مكةَ ومات عليه بئسَ الليالي ليالِيهم وبئسَ الأيامُ أيامُهم، والله ما جَنَوا منها إلا عارًا ونارًا وغضبًا مِن الجبارِ جلَّ جلاله وعذابًا هم به يتألَّمون مِن حين أن نُزِعَ روحُ أحدِهم مِن جسدِه إلى الآن وإلى ما بعدَ الآن، وما في القيامة أشد مِن عذابهم في القبور، والنارُ أشدُّ عذابًا وأشدُّ تنكيلًا وأشدُّ ألمًا وأشدُّ إهانةً -أجارنا الله منها وأعاذنا-.
كذلك على مَمَرِّ القرون بئست الأيام أيامُ مَن خالفَ النبيَّ المصطفى ومَن خرج عن هديِه الأسنى ومن خالفَ أمرَ الله الذي خلقَه، مُغتَرَّاً بشبابِه أو بشهواته أو بإملاءاتِ الفجار والكفارِ التي يملُونها على الناس عبرَ الوسائل المختلفة فينبعثُ منهم بواعثُ الإجرامِ وبواعثُ المنكراتِ وبواعثُ المخالفات لبارىء الأرضِ والسماوات -والعياذ بالله تبارك وتعالى- ثم يخسرون الدنيا والآخرة {ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
ومَن وجد منهم شيئًا مِن متاعِ الدنيا لم يصحبْه فيه طمأنينةٌ ولا سكينةٌ ولا لطفٌ مِن العليِّ العظيم، بل يكون محشُوَّاً بأنواعِ القلق، وأنواع الحَيْرَةِ، وأنواعِ الكآبة، وأنواع الشُّؤم واللؤم، حتى يلقَى الحيَّ القيومَ على حالٍ غيرَ مرضي. هذا حال كلُّ مَن آثرَ الدنيا وكلُّ مَن آثرَ سِوى الرحمنِ على الرحمنِ جلَّ جلاله.
ألا: ونعمت الأوقات لمَن يُحسِنونَ التفكير ويحسنون على ضوء ذلك المسير في منهج العليِّ الكبير وسنَّة البشير النذير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها المؤمنون بالله: تلكم الخُلاصات عن مراحلِ هذا السفر الذي لا يملكُ التَّأخُّرَ عنه إنسٌ ولا جنٌّ، صغيرٌ ولا كبيرٌ، ذكرٌ ولا أنثى {وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.
اللهم نَوِّر عقولَنا ونَوِّر بصائرَنا، وارزقنا الاستعدادَ في أعمارِنا القصيرة لحياةِ البرزخِ والقيامة وحياةِ الأبد، واجعلها لنا في جناتِك مِن غيرِ سابقة عذابٍ ولا عتابٍ ولا فتنةٍ ولا حسابٍ ولا تَعَرُّضٍ للنيران الموقَدةِ التي تطَّلع على الأفئدة، يا حيُّ يا قيُّوم، يا رحمنُ يا رحيم.
والله يقولُ وقولُه الحقُّ المبين: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
وقال تباركَ وتعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}
أعوذ بالله مِن الشَّيطان الرَّجيم:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَٰكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ * وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ * إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَّهُمْ فَرِحُونَ * قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}
باركَ الله لي ولكم في القُرآنِ العظيم، ونفعَنا بما فيه مِنَ الآياتِ والذكرِ الحكيم، وثبَّتَنا على الصراطِ المستقيم، وأجارَنا مِن خِزيهِ وعذابِه الأليم.
أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولوالدينا ولجميعِ المسلمين فاستَغفِروه، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
الحمد لله القويِّ القادر، الأولِ الآخِر الباطنِ الظاهر، وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له استوى في علمِه الظَّواهر والسَّرائر، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا وقرة أعيننا ونورَ قلوبِنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صرَّفَ الأيام والليالي في أداءِ الأمانة على الوجهِ الأرفعِ البَهِيِّ الزَّاهر. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك وكرِّم على مؤدِّي الأمانة على خيرِ وجوهِها ومُبَلِّغِ الرسالة على أجملِ معانيها عبدِك المصطفى محمد، وعلى آلِه وصحبه ومَن سار في دربِه، وعلى آبائه وإخوانِه من الأنبياء والمرسلين الذين بَشَّرُوا به، وعلى آلِهم وصحبهم وتابعيهم والملائكةِ المقرَّبين، وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد عبادَ الله: فإني أوصيكم وإيَّايَ بتقوى الله..
فاتقوا اللهَ في كيفيَّة ما تمرُّ بكم الليالي والأيام وتودِّعون به أوقاتَكم مِن أيامٍ ولياليَ وأشهرٍ وأعوامٍ، وتأمّلوا الأحوالَ، فقد خاطبَكم ذو الجلال والإكرام، وبيَّنَ لكم فيما سمعنا من الآيات ما يُنَازِلُ الناسَ في أفكارِهم وتصوُّراتِهم ونيَّاتِهم ثم أعمالهم نتيجةً لذلك من الفريقين، وما يُنَازِلهم ويُخامرُهم من الفرحِ بالزائلات والفانيات والتعويلِ عليها، وما يكون مِن المؤمنين الصادقين الذين وَثِقوا بالقويِّ المتين وقصدُوا وجهَه وبذلوا ما عندَهم؛ فلا يستأذنون وهم قادرون على القيامِ بنصرتِه ونصرةِ رسوله والخروجِ في سبيلِه وقد عَلِمَهم اللهُ وعَلِمَ تقواهم.
إنما يُحِبُّ التأخُّرَ والتراخي والإعراضَ عنِ القيامِ بالأمرِ الإلهيِّ على ظهرِ الأرضِ أربابُ النفاقِ وأربابُ الكفرِ مِن الذين بئستِ الأيامُ أيامُهم والليالي لياليهم.
ألا: فاغنموا الليالي والأيام، وانظروا المؤثِّراتِ على فكرِ الإنسان، وعلى عقلِه، وعلى تصوُّرِه، وعلى وِجهتِه، وعلى أخلاقِه وأعمالِه بعد ذلك. فمنها الشريفُ الكريمُ النوراني العلوي؛ وهو تأثيراتُ الوحي والتنزيل وبلاغُ الأنبياء والمرسلين المختومِين بالنبيِّ الجليل صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، نِعمَ الهادي ونِعمَ الدليل. وافسحوا المجالَ لهذه المؤثراتِ النُّورانياتِ التي رفعَت الرَّعيلَ الأولَ وميَّزت السابقين الأولين مِن المهاجرين والأنصار عن خيارِ هذه الأمة ممَّن لَحِقَ بهم في ذلك القرنِ الأول فضلا عمَّن بعدهم من القرون إلى يومِ يبعثون.
أيُّها المؤمنون: تلكم التأثيراتُ التي أثَّرت شاركَ في شأنِ الهجرة الصِّدِّيقُ وأهلُ بيته، وعلي بن أبي طالب المُضَحِّي بنفسِه وروحِه، والذي بات على فراشِ رسولِ اللهِ وتغطَّى بردائه يُوهِمُ القومَ أنه هو صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، والذي لَحِقَ بعد أداءِ الأمانات التي كانت عند رسولِ الله إلى أهليها إلى المدينة المنورة.
أيُّها المؤمنون: وفي الأنصار والمهاجرين عجائبُ مِن تلكم التَّضحيات والرَّغَبات الشريفات الكبيرات الكريمات، كانوا فيها متأثِّرين بالآياتِ وبلاغِ خيرِ البريات صلى الله عليه وسلم؛ ولسنا نُعِدُّ عُدَّةً لإنقاذِ النفوس وتزكيتِها ولا تخليصِها مِمَّا يُصادِفُها مِن المخادعاتِ والغرورِ والكذبِ والزورِ إلا تلكم الآيات، وإلا تلكم البلاغات النبويات، ولا نحتاج إلا إلى حُسنِ عرضها واستيعاب النفوسِ لتُدرِكَ معانيها وما فيها؛ فَتَرقَى بِمَرَاقِيهَا.
أيها المؤمنون بالله: ولم يُصِب تصوُّراتِ الكفار والمنافقين إلا إيحاءاتٌ مِن الشيطان وعلى ألسنِ بعضِهم البعض تأثَّرَ بها مَن تأثَّر، وسلكوا طريقَ الشَّر -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، ولم تزَل تلكم المؤثرات هي المؤثراتُ على مَن يَنحَرِفُ فكرًا أو سلوكًا في زمنِنا وفي عصرِنا، ولم يزل خيرُ ما يُتدَاوى به ويُعالَج وخيرُ ما يُتنقَّى به عن الأسواء والشرور والآفات: وحيَ الله وكلامَ رسول الله، فليُفسَح له المجال للعقولِ وللأفكارِ لتتدبَّر ولتتذكَّر ولتتفَكَّر ولتتأمَّل.
أيها المؤمنون بالله: لا يستغنِي مؤمنٌ عن مبادئِ الفقه في دينِ الله وهو الفرضُ المُحَتَّم على كُلِّ مسلم (طلب العلم فريضةٌ على كل مسلم)، ثم مجالاتُ السِّبَاق في حُسنِ التفكير والتأمُّل لِما أوحى الخلَّاق وبلَّغ رسولُه عظيمُ الأخلاق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؛ مِن خلال المجالس والإنصاتِ لأقاويلِ أهلِ العلم، فلا يستغنِي بيتٌ مِن بيوت المسلمين عن ذلك. فانظروا أحوالَ البيوت وما يجري فيها مِن المؤثِّرات، وستجدون المؤثراتِ الظُّلمانيَّةَ والكُفرِيَّةَ والفِسْقِيَّةَ مفسوحٌ مجالُها مفتوحةٌ أبوابُها! مؤثراتٌ مِن حيث يشعرون ومِن حيث لا يشعرون! على كبارِهم وصغارهم؛ حتى يُفسِدون فكرًا ويُفسدون سلوكًا وخُلُقا وينحدرون عن المعالي إلى الأراذل!
أيُّها المؤمنون: فاستقبلوا توديعَ الشهرِ الكريم بحسنِ نظرٍ بتقوى للهِ جلَّ جلاله فيما تمضي به الأيامُ والليال وكيف تنقضي.
ولقد كان خيارُ الأمة إذا جاء العامُ الجديدُ أو رأسُه الشهرُ الأول فتزوَّدوا منه لبقيَّة الأشهر؛ بحُسنِ تأمُّلٍ وتفكيرٍ ومسارعةٍ لأعمالٍ صالحات؛ تكون زادًا لما بَقِيَ من الأيام والليالي والأشهرِ في العام الذي تجدَّدَ بهم، وفيهم الكثيرُ ممَّن يرحلون أثناءَ العام، وفيهم مَن يبقَى إلى عامٍ مُقبِل. وكذلك تفعل بهم الأعوامُ بل الليالي والأيام.
أيُّها المؤمنون: وهجرةُ الأمين المأمون جاءت لنُدرِكَ مهماتِ الحياة والواجباتِ على الإنسانِ في هذا العُمرِ القصير، وماذا يحملُه على الهجرةِ والسفرِ أو على الإقامةِ أو على الرحيلِ وتحتَ أيِّ مبدأ ولأيِّ معنى يتصرَّفُ في الحياة ويَقبَلُ ويَرفُض، ويُحِبُّ ويبغَض، ذاكم ميزانُ الله الذي أنزلَه { يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ}.
نوِّرِ اللهمَّ قلوبَنا وبصائرَنا وصفِّ سرائرَنا، وارزقنا يا مولانا حِفظَ أعمارِنا وصرفَها في خيرِ ما يُرضيكَ عنَّا وما هو أنفعُ للعبادِ والبلاد يا كريمُ يا جواد، فقد لَعِبَ عدوُّك وجندُه بعقولِ وأفكارِ كثيرٍ مِن المسلمين وحوّلُوهم إلى مُتَعَادِينَ مُتَقاتلِينَ مُتَبَاعِدينَ، وإلى أذلَّ وأقلَّ مِن البهائم وراءَ الشهوات يرتعُون، وإلى غافلين كأنَّهم بك وباليومِ الآخرِ لا يؤمنون! وحَفِظتَ مَن حَفِظتَ فنسألُك اللهمَّ برحمتك وبسرِّ القرآن ومَن أنزلتَه عليه أن تُوقِظَ القلوبَ مِن نومِها وتُحيِيها بعد مماتِها وترزقَها حسنَ النظرِ فيما يرضيك، وأن تنشرَ الهدايةَ بين أبناءِ الأمة وفي العالَمين بالذي أرسلتَه رحمةً للعالمين يا ربَّ العالمين.
وأكثِرُوا الصلاةَ والسلامَ على هاديكم وداعيكم إلى الله، حبيبِ الله ومصطفاه محمد بن عبدالله؛ فإنَّ أولى الناس به يومَ القيامةِ أكثرُهم عليه صلاة، وإنَّ ربَّ العرش أمرَنا بأمرٍ ابتدأ فيه بنفسِه وثنَّى بملائكتِه وأَيَّهَ بالمؤمنين مِن عبادِه تعميما، فقال مُخبِرَاً وآمِرَاً لهم تكريما: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللهم صلِّ وسلِّم على الرحمةِ المُهدَاةِ والنِّعمَةِ المُسدَاةِ السِّراجِ المنير عبدِك البشيرِ النذير سيِّدِنا محمدٍ، وعلى الخليفةِ مِن بعدهِ المُختار، وصاحبهِ وأنيسهِ في الغار، مُؤازرِ رسولِك في حالَيِ السَّعةِ والضِّيق، خليفةِ رسولِ الله سيدِنا أبي بكر الصديق، وعلى الناطِقِ بالصَّوابِ، حليفِ المحراب، الوقَّافِ عند آياتِ الكتاب، ناشرِ العَدلِ في الآفاق، أميرِ المؤمنين سيدنا عمرِ بن الخطاب، وعلى النَّاصِحِ لله في السِّرِ والإعلان، والمُنفِقِ في سبيل إلهه جلَّ جلاله عزيزَ الأثمان، مُحيِي الليالي بتلاوةِ القرآن، أمير المؤمنين ذي النُّورَين سيدِنا عُثمانَ بنِ عفَّان، وعلى أخِ النَّبيِّ المصطفى وابنِ عمِّه، ووليِّهِ وبابِ مدينةِ علمِه، إمام أهلِ المشارق والمغارب، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب.
وعلى الحَسَنِ والحُسينِ سيِّدَي شبابِ أهلِ الجنَّة في الجنَّة، وريحانتَي نبيِّك بِنَصِّ السُّنة، وعلى أمِّهِما الحَوراءِ فاطمةَ البَتولِ الزَّهراء، وعلى خديجةَ الكُبرى وعائشةَ الرِّضَا، وعلى الحمزةَ والعبَّاس، وسائر أهل بيتِ نبيِّكَ الذين طهَّرتَهم مِن الدَّنسِ والأرجاس، وعلى أهلِ بيعةِ العقبة وأهل بدرٍ وأهلِ أُحدٍ وأهلِ بيعةِ الرِّضوان، وعلى سائرِ الصَّحبِ الأكرمين ومَن تبعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلامَ وانصُرِ المسلمين، اللهم أَذِلَّ الشركَ والمشركين، اللهم أَعلِ كلمةَ المؤمنين، اللهم دمِّر أعداءَ الدين، اللهم اجمع شملَ المسلمين، اللهم إنَّا نشكو إليك ما خَيَّمَ على قلوبِ وعقولِ الكثيرِ من المسلمين من الظُّلمات والأوهام والخيالات وتصديقِ أهلِ الجهالات والضلالات؛ اللهم فأنقِذ الأمة، اللهم اكشفِ الغُمَّة، اللهم أجلِ الظلمَة، اللهم ارفع وادفعِ النِّقمة، اللهم ابسُط بساطَ الرحمَة، اللهم حوِّل أحوالَ المسلمين إلى أحسنِ حال.
اللهم بارِك لنا في عامِنا هذا واجعَله مِن أبركِ الأعوامِ على أمَّةِ عبدِك خيرِ الأنام محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وافتح فيه أبوابَ عصمةِ دماءِ المسلمين وحقنِها، وحفظِ أموالِ المسلمين وحرازتِها، وسلامةِ أعراضِهم وصَونِها، اللهم اجعله عامَ فرجٍ لأهلِ "لا إله إلا الله"، اللهم اجعله عامَ غياثٍ لأهلِ "لا إله إلا الله"، اللهم اجعله عامَ نصرٍ لأهلِ "لا إله إلا الله"، اللهم ورُدَّ كيدَ أعدائك أعداءِ الدين ولا تبلِّغهم مرادًا فينا ولا في أحدٍ مِن المسلمين برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أيِّدنا بتأييدِك الأكبر، وانصرنا بنصرِك العزيزِ المؤزَّر، وادفع عنَّا وعن الأمةِ كُلَّ بلاءٍ وفتنةٍ وضُرٍّ وشرٍّ، اللهم حوِّل الأحوالَ إلى أحسنِها، واسلُك بنا في سبيلِ الصدق معك على خيرِ الوجوه سرِّها وعلنِها برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
نسألكَ لنا وللأمة مِن خيرِ ما سألكَ منه عبدُك ونبيُّك سيدُنا محمد، ونعوذُ بك من شَرِّ ما استعاذكَ منه عبدُك ونبيُّك سيدُنا محمد، وأنتَ المستعانُ وعليك البلاغُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيم.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}
عبادَ الله: إنَّ اللهَ أمرَ بثلاث، ونهى عن ثلاث:
{إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكُرْكُم، واشكروه على نعمِه يَزِدْكُم، ولذِكرُ اللهِ أكبر.
27 مُحرَّم 1443