(228)
(536)
(574)
(311)
الحَمْدُ لله. الحمْدُ للهِ ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾. وأَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ له ﴿ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. وأشْهَدُ أنَّ سيِّدَنا ونَبيَّنا وقُرَّةَ أعْيُنِنا ونورَ قلوبِنا محمداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه، مَنْ أصلح اللهُ بهِ للعبادِ المعاشَ والمعاد، فهداهُم إلى سبيل الحق والهدى والرشاد، فكان مَظْهَرَ الكمالِ في العالم الخَلْقِيِّ بتكميلِ اللهِ لهُ خلْقَه وخُلُقَه ودينه وشريعته. وكان النبي يُبعَث إلى قومه خاصّة، قال نبيكم، وبعثت إلى الخلق كافة.
اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارْكْ وَكَرِّمْ على صاحبِ الرسالة العظيمةِ الكاملة، وعلى صاحبِ الملةِ المنيعةِ البديعةِ الشاملة، وعلى صاحبِ البيان عنكَ ما أردتَ هداية عبادك إليه حتى تَرَكَهُم على المحجة البيضاء. صلِّ وسلم أبداً سرمداً في كل حين عليه، وعلى آله الأطهار المقترنين بالقرآن فلن يتفرَّقا حتى يَرِدا عليه الحوض يوم القيامة، وعلى أصحابه المهاجرين والأنصار، الصادقين في البذْل والتضحية والعطاء، الذين أحسنُوا الاكتسابَ وأقاموا الأسبابَ مقامَها وَوَعَوْا عنك الخطاب، فاستقامت بهم الأقدام على ما هو أحقُّ وأصْدَق فحازوا أعلى منازل الكرامة، وعلى تَبِعَهُم بإحسان على الصدقِ والإخلاص إلى يوم القيامة، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أمَّا بَعْدُ عِبادَ الله، فإني أُوْصِيْكُم وإيايَ بِتَقْوى الله. فاتَّقُوا الله وأحْسِنوا يرحمكم الله. إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين.
أيها المؤمنون: إن خطابَ الرحمن لعباده أقامَ لهم فيه أسرارَ ما يتعلقُ بكسبهم وعملهم وما أوتوا من اختياراتٍ في الحياة، طُلِبَ منهم فيها أن يَعْمُرُوا القلوب أولاً، والقوالب ثانياً، وأن يُعِدُّوا العُدَّة وقوة الاستعداد للدوام والبقاء والآخرة أولاً، ولمدةِ العمرِ القصيرِ والعيشة التي تمرُّ بهم على ظَهْرِ الأرض ثانياً، فاستقبلَ الرعيلُ الأولُ خطاب الله، على لسان رسوله ومُصْطَفاه، فتثقفوا بثقافة القرآن، كيف يكتسبون، وكيف يقيمون المعادَ والمعاش، وكيف يُصلحون المَرَدَّ والمُنْقَلَبَ والْعُمْرَ القَصِيْرَ الزَّائِل، وكيف يَعْمُرُون الأرضَ بمنهاجِ ونظامِ من استعمرَهُم في هذه الأرض، ﴿ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾، أي طَلَبَ مِنْكُم عِمَارَتها، فتعيشوا نافعين غير ضارين، مُحْسِنِين غير مسيئين، عناصرَ تَفْعَلُ في العِمارة لا في الدمار ولا في الخراب، ظاهراً ولا باطناً. هكذا أرادَ اللهُ مِنْ خَلْقِه مِن كلِّ مَنْ فَقِه الخطاب مِن ربه جلَّ جلالُه فاستنار في حياته يمضي على سَنَنٍ قويم وصراطٍ مستقيم فيما يأمرُ به نفسَه وقلبه وفكره وعقله وجوارحه وأهله وأولادَهُ وأُسْرَتَه وما يعود به على أرحامه وجيرانه وأهلِ مُجْتَمعه وأهل زمانه تحت مظلةِ منهاجٍ عظيمٍ قويم شعارُهُ: الخلقُ كلهم عيال الله، وأحبُّهُم إلى الله أنفعهم لعياله. لا يعرفون مِنْ تَقَلُّبِ وَتَنَوُّعِ الألوان والمناطق والأماكن والقبائل والأنساب والأصهار بينهم إلا مهمةَ التعارُف والتعاوُن على ما ينفع وكَفِّ كُلِّ واحدٍ منهم شَرَّهُ عن الآخرين، فإن الله يغضبُ أن يُضرَّ مخلوقٌ من مخلوقاته بغير حق، ولو كان ذلك الذي يُضرُّ حيواناً من الحيوانات بل يُقِيمُ يوم القصاص ويوم الميزان قصاصاً بين بني الإنسان والحيوانات التي ظُلِمَت بغير حق لتأخُذَ حقها، بل أَعْجَبُ من ذلك أن يُقادَ للشاة الجمَّاء من الشاة القرناء، كما تحدَّثَ صاحبُ البلاغ عن الله، والرسالة المصطفى محمد بن عبد الله، في مظهر عدلِ الله الذي له الحكم وإليه المرجع. كم تمتلئ الدنيا بتلبيسات وخداعات وتطاوُلات وامتداد أيدي واعتداءٍ من الناسِ على بعضِهُم البعض، لكن يوم َالفصل آت، يوم القضاء آت، يوم الحكم آت. للأولين والآخرين ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا، يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا. لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ ﴾ غَيَّبَ عني خطابَ الله، وغيَّبَ عني التفكيرَ في بيانِ الحقِّ الخالق وبيان رسوله، أخذني بأفكار جاءته من يمين وشمال، وجاءته من شرق وغرب، فأخذني بها طولَ عمري، فغفلتُ عن منهاجِ ربي واغتررتُ بما يُلقي إلي من نظريات، من أنظمة، من برامج قطعتني عن الله ﴿ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴾ وهل ينفعُ شيئاً عضُّ الأيدي من الندم ؟ فَلْيَعُضُّوها حتى يأكُلُوها من شِدَّةِ الحسرة، ويُقطِّعوا أصابعهم إصبعاً إصبعاً، ويرجعون إلى كفوفهم، فإلى سواعدِهم فلا ينتهي منه إلا ورجع إلى اليد الأخرى فَصَنَعَ بها مثلَ ذلك فتنبتُ الأولى كما كانت فيعود إليها، ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ ﴾ ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ لو بَغَى جبلٌ على جبل أي ظَلَم ظُلْماً لَدَكَّ اللهُ الباغي. لدكَّ اللهُ الجبلَ الباغي حتى يُقاد للشاةِ الجمَّاءِ من الشاة القرناء، فَتُحَوَّل قُرُونُ هذه إلى الأخرى ويقال انطحيها بِقَدْرِ ما نطحتكِ في الدنيا. ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ .
ما أكثرَ الذين لا يحاسِبُون أنفسَهُم اليوم، فيُخْزَوْنَ يومَ يشتدُّ الحساب ولا يُتْرَكُ مثقال حبة من خردل، ولا يُترك مثقال حبة خردل، ولا يُظلمون فتيلاً ولا نقيراً ولا قِطْمِيراً. جلَّ الله وتعالى في علاه، ما أكثرَ الذين ينسون ذلك. وما أكثر الذين يتبجَّحُون بالألسُن في هذه الحياة. أولئك الذين بَعُدَت عنهم أنوار القرآن وثقافة خطاب الرحمن جلَّ جلالُه وتعالى في عُلاه. لقد علَّمَنا اللهُ على لسان رسوله، كيف تكون نظرتنا إلى المعاش والمعاد معاً، لا نهدمُ واحداً ببناءِ الآخر، ولو تعذَّرَ بناءُ آخَر إلا بهدم الثاني لكان أولى بالهدم القصير الفقير الحقير، ولكن حكمةُ الله أنَّ عيشةَ الدنيا القصيرة بما فيها، حقيقةُ خيرِها بعمارةِ الحياة الطويلة، بعظمتها وبقائها، حتى أن الذي استجابَ لخطابِ الله لو نالهُ ما نالهُ من الأتعاب في الحياة فإنه يعيش عيشة طيبة وحياةً طيبةً كما ذَكَرَ الله، في باطنه لما يتنزل عليه من طمأنينةٍ وسكينةٍ وأنوارِ رضىً عن المولى جلَّ جلالُه، ورعاية تَمُدُّ بَرَكَةَ آثارِه إلى أولاده وأحفاده ومن بعده، وواقِعُ بني آدم يشهدُ بذلكم عبر التاريخ. وإن الذي اعتدى على نفسه وتعدَّى حُدُوْدَ ربه جلَّ جلالُه لا يكسب من وراءِ ذلك إلا أنواعاً من الأسواء في الدنيا ثم في الآخرة. وقد تمتدُّ به والعياذُ بالله تباركَ وتعالى. لَقَدْ قَابَلَ ابنا آدم أحَدُهُما الآخر، ابنا آدم من صُلْبِه، وتَلَى اللهُ علينا في القرآن نبأهما، قال ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ ﴾ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ ﴿ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا ﴾ أي تصدقا بصدقة ﴿ فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ ﴾ ميزانُ التعامل مع الله. هذا اكتسبَ مالاً وهذا اكتسب مالاً، وهذا قَرَّبَ صدقةً مالاً، وهذا قرّبَ صدقةً مالاً، لكن صاحب ثقافة الخطاب الإلهي عن أبيه آدم، ذلك التقيّ الصالح، جاءَ بأحسنِ مالِه وأجوَدِه وأنْفَسِهِ على نَفْسِه فَقَدَّمَهُ قُرباناً لله تعالى، وَصَدَقَه، وجاءَ الآخر بالرديء من ماله، بما تيسر، يتظاهر بالصدقة كما من يتظاهر وليس في قلبه صدقُ المعاملة مع عالِـمِ السِّرِّ والنجوى. فلمَّا قَرَّبا القُرْبَان تُقُبِّلَت صدقة هذا، وكان علامة القبول نزولُ نارٍ من السماء فتأخذُ ما تُقُبِّل، وبقي طعامُ الآخرِ لم يُتَقَبَّل، فقال هذا لأخيه لأقتلنَّك. سَلَكَ مَسْلَكَ الاعتداء، سَلَكَ مَسْلَكَ الغطرسة، سلك مسلك الظُّلم. سلك مسلك استعمال القوة في غير منهاج الرب، بغير نظامٍ من الخلَّاق الذي خَلَق. فأفْصَحَ الثاني عن وعيه وثقافته للخطاب وكيف يستعمل قواه. فقال له ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ. لئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ ﴾ لأنك ضعيف، لا. لأنك جبان، لا. لأنك عاجز، لا. ﴿ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ عندي شجاعةُ الخوفِ من الجبارِ الحاكم الذي بيده الأمر وإليه المرجِع. ﴿ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾ قال الله: ﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ ﴾ . وكم تُطَوِّعُ النفوسُ لأصحابها ما يوجِبُ الخزيَ والشقاوة. ﴿ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ. فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ... ﴾ إلى آخرِ ما ذَكَرَ الل.
قال صاحبُ الرسالة: ما من نفسٍ تُقْتَلُ ظُلماً إلى يوم القيامة إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ منها لأنه أول من سنَّ القتل. على وَلَد آدم لِصُلْبِه، كِفْلٌ ونصيبٌ من إثمِ وعقوبةِ وشرِّ وظُلْمةِ وعذابِ كلِّ نفسٍ تُقْتَلُ ظلماً إلى يوم القيامة لأنه أول من قَتَل ظُلْماً. فانظُر ماذا جَنَى على نفسه. هذا الذي استعملَ القوةَ في غير موضعها. هذا الذي تصرَّف بما أوتي وباختياره على غيرِ هُدىً من ربِّه جلَّ جلالُه. لقد أوحى الله إلى النبي داؤد وهو نبيٌ معصوم. يقول ﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ هذه ثقافتُنا أيها المؤمنون. لا نتصرَّف بأموالنا ولا بقوانا ولا نُفَكِّر كيف نكتسب إلا على ضوءٍ وهدىً ونور من الله ووحيِه وخطابِه. فإذا تصرَّفْنا لبناءِ وعِمَارة آخرتِنا ومعاشِنا، قَصَدْنا الحلال وحكَّمْنا شرعَ الكبير المتعال، ورفَضْنا أنظمةَ الربا، ورفضْنا أنظمة الغش والخيانة، ورفضْنا أنظمة الاعتداء. تلك الأنظمةُ الفاشلة. تلكَ الأنظمةُ الساقطة. تلك الأنظمةُ التي جُرِّبَت على رقابِ الخلق فأهانتهم وأذلَّتهم وأتعبتهم في الدنيا قبل الآخرة، وأسْلَمَتْهُم من أزمةٍ إلى أزمةٍ ومن شدةٍ إلى شدةٍ. لكنَّ رسولَ الله بُعِثَ وعامَّةُ العرب في الفقر والبؤس والتعب والشدة، وكان أتباعُه الأوائل فقراءُ الناس أكثر من أغنيائهم، وضعفاءُ الناس أكثر من أقويائهم، وما هي إلا سنواتٌ وإذا الخيرُ ظاهراً وباطناً يفيضُ مِن كلِّ جانب.
وجاء من بعده يقتفي الأثر الخلفاءُ الراشدون، ثم جاء في خلال سنتين وستة أشهر عمرُ بن عبد العزيز، ملأ الأرض عدلاً ففاضَ الخيرُ حتى طِيْفَ بالذهب يُدَارُ به من بلدٍ إلى بلد يُعْرَضُ على الناس فلا يقبلُهُ أحد، وأُرجِعَ إليه، فقد أغنى عَدْلُه الناس، وثقافةُ القرآن غلبت على الناس فكانوا زُهَّاداً في الأطماع وتجاوز الحدود. إنهم يأخذون الحاجة والمقدار تبعاً لاختيار المختار: اللهمْ اجعلْ رزقَ آل محمد قوتاً، وفي لفظٍ كفافاً، أي بمقدار الحاجة. لا يزيد فيطغون به، ولا ينقص فيتعبون ويقْصُرُوْن عن أداء المهام والواجبات الكبيرة. ومع ذلك مرَّتْ شعوبٌ وبيئاتٌ صالحات على مدى قرونٍ كان منهم وفرة في واديكم هذا..
فَقِيْرُهُمُ حُرٌّ وَ ذُوْ الـمَالِ مُنْفِقٌ * رَجَاءَ ثَوَابِ اللهِ في صَالِحِ السُّبلِ
لِبَاسُهُم التّقوى وسِيْمَاهُم الـحَيَا * وَقَصْدُهُمُ الرَّحْمَنُ في القَوْلِ والفِعْلِ
المواساةُ قائمة وصدقاتُ السرِّ مُتَكَاثِرَة، وعلى الأبواب يوجدُ وقتَ الأزمات والحاجات كثيرٌ من النفقات. مرتْ بهم قرونٌ على مثلِ ذلك الحال.
أيها العباد: منهاجُ الله وحدهُ هو الذي يُصْلِحُ المعاشَ والمعاد، فثِقُوا باللهِ مولاكُم ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ واحذروا الاغترارات وخذوا الموازين. قال صلى الله عليه وسلم: مَن أمسى ويده كالَّةٌ من عَملِ يده بات مغفوراً له. اشتغلَ على أهلهِ وأبنائه وبناته أو على أرملةٍ أو على يتيم. ولقد رأوا يوماً شاباً من الشبان ذا قوة، يمشي أمامهم في بعض اكتساباته فقال بعضُ الصحابة: لو صَرَفَ هذا قوَّتَهُ في سبيل الله. فالتفت صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يُقِيْمُ الميزان ويثبِّتُ البنيان في الفهم والوعي عن الرحمن. قال: أَمَا إنَّهُ إن خرج يسعى على والديه أو أحدِهما، فهو في سبيل الله. وإن خرج يسعى لنفقةِ أهله أو ولده فهو في سبيل الله. وإن خرج يسعى لِصِلَةِ رحم فهو في سبيل الله. وإن خرج يسعى على أرملةٍ أو مسكينٍ أو يتيمٍ فهو في سبيل الله. وإن خرج مُكَاثِراً مُفَاخِراً بالدنيا فهو في سبيل الشيطان. هذا مِيْزَانُ الشريعة، هذا مِيْزَانُ الحق، هذا مِيْزَانُ الدين، وإن الذين في سبيل الشيطان في الشرق والغرب يُغْرُوْنَ غُفَّلَ المسلمين بأن يكونوا معهم في ذاك السبيل، ثم يضحكون عليهم ولا دنيا ولا آخرة. يخسروا الاثنتين معاً. أتتركُ توجيهات الحق ورسوله، ويُغَنِّي لك بعضُ الغَفَلَةِ المجرمة الساقطة من أهل الشرق والغرب فتتَّبِعُهُم على حساب ملتك؟ على حساب شريعتك؟ على حساب دينِ ربك؟ أيْقِظْ قلبَك من غفلَتِك وخُذْ ميزانَ مولاك فالمرجع إليه والحاكم هُو ولا مُعَقِّبَ لحُكْمِه.
أيقظ اللَّهُمَّ قلوبنا، نوِّر اللَّهُمَّ بصائرنا، اكشِف الضرَّ عنا، ادفع البلاء عن أمةِ نبيك محمدٍ أجمعين، أعِذْنا وإياهم من الآفات التي حذَّر منها نبيُّهم " ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضُكم رقاب بعض ." اللَّهُمَّ فَرِّجْ كُرُوْبَ الأمة واكشف الغمًّة وعامِل بمحض الجود والرحمة.
والله يقولُ وقولُهُ الحقُّ المُبِيْن ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ وقال تبارك وتعالى ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ. وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ. إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ. وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ . وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ. وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ. وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ. وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴾
بارَكَ اللهُ لي ولَكُمْ في القرآن العظيم، ونَفَعَنَا بما فيه من الآيات والذِّكْرِ الحكيم. ثَبَّتَنا على الصِّراطِ المستقيم، وأجارَنا من خِزْيِه وعَذَابِه الأليم. أَقُوْلُ قَوْلي هذا وأسْتَغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولوالدينا ولجميعِ المُسْلِمين، فاسْتَغْفِرُوْهُ فإنَّهُ هُوَ الغَفُوْرُ الرحيم.
الحَمْدُ للهِ حَمْدَاً تَتَطَهَّرُ بِهِ القُلُوْبُ وَتَتَزكَّى بهِ العُقُول، وأَشْهَدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له الملكُ الحاكم البرُّ الوَصول، يحكم بين عباده في يومِ هَوْلٍ مَهُوْل. وأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنا ونبيَّنا وقُرَّةَ أعيننا ونُوْرَ قلوبنا محمداً عَبْدُهُ ورسولُه، الهادي إلى الرَّحْمَـٰن في كلِّ ما يفعلُ وما يقول، وعلى آله وأصحابهِ من زكَّى الله لهم العقول، وعلى من تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم لقاء الرَّحْمَـٰن ووضع الميزان، وعلينا معهم وفيهم برحمتِه إنه أرحمُ الراحمين.
أما بعدُ عِبادَ الله: فأوصيكم ونفسيَ بتقوى الله. فاتَّقُوا الله وخُذُوا ميزانَ الحقِّ تعالى في عُلاه ﴿ الرَّحْمَـٰنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ. وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ. وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ. أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ﴾ ميزان ماذا تَقْبَل وماذا تَرْفُض، ماذا ترضى به وماذا تَرُدُّهُ ولا ترضى به. ميزانٌ مِن ربِّك أتاك به حَبِيْبُهُ المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم. تَطْلُبُ الحلال في المعاش وتُرتِّبُ فيه الأمر ولا تُلام على كفاف ولا تُلامُ على سَدِّ حاجة ثم تحكمك النيات. وفي الأمة أقوامُ رفعةٍ وعُلُوّ يُؤْثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فدونهم المراتب العلى، وإن لم يُكَلَّف بها عامةُ الخلق. ولِأَقلِّ الخلقِ في الشريعة، موازينُ حرامٍ وحلالٍ لا تُتَعدى ولا تُتَحَدَّى.
إن الله فرض فرائضَ فلا تضيعوها، وَحَدَّ حُدُوْداً فلا تَعْتَدُوها وحَرَّمَ أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً بكم غيرَ نسيان فلا تبحثوا عنها. شريعةٌ كاملة تُريك ماذا تأخذ وماذا ترفض. لقد كانت المرأةُ الصالحة من نساء المؤمنين تقولُ لزوجها وهو خارجٌ ليكسب لهم لقمة العيش: اتقِّ الله فينا وأحْضِرْ لنا حلالاً، فإننا يمكننا أن نصبر على جوع وعلى ظمأ وعِري لكن لا يمكننا أن نصبر على النار. فإن أدخلت شُبْهَةً فيما تجلبه إلى بيتنا، فإثمُك عليك لا يؤاخذُنا الله به في الآخرة. هذه وصيتُها لزوجها عندما يخرج لاكتساب المعيشة. ثقافةُ القرآن، ثقافةُ السنة، ثقافةُ الحقّ، ثقافةُ الهُدى. تعاملوا فيها مع المعاش فكانوا على مراتبَ ودرجات أَقَلُّهم من يؤدي الزكاة طيِّبةً بها نفسه ليس وراء ذلك حقيقة إيمان. ليس وراء ذلك حقيقة إيمان. وإنَّ في المالِ حَقاً سوى الزكاة فيما يتعلقُ برحم أو ضيف أو نوائب تنوب المسلمين.
ألا إن الله مُسْتَخْلِفَكُم فيها فَنَاظِرٌ كيف تعملون. في حال الشدة وفي حال الرخاء. نِيَّاتٌ في الاكتسابات وقانونٌ من الرَّحْمَـٰن فيما يحلُّ وما يحرُم وصدقٌ مع الله تبارك وتعالى يَسْعَد به الناس في الدنيا والآخرة. أيها المؤمنون ثِقُوا بمولاكم واصدقوا مع إلهكم وتجنبوا الإثارات التي تُثِيْرُ بعضكم على بعض فيُعْتَدى على عِرْضٍ أو مالٍ أو نفس. ألا إنها الثلاثةُ المغلظة المؤكَّد على شأنها، التي ختم رسول الله حجته في الوداع بالتنبيه عليها والتأكيد والتشديد على الأمة: ألا إن دماءَكم وأموالَكم وأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت ؟ قالوا بلّغت يا رسول الله، قال اللَّهُمَّ فاشهد. ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضربُ بعضكم رقابَ بعض.
اللَّهُمَّ إنا نسألُكَ خيرَ الدنيا وخيرَ الآخرة. أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مَعَادُنا واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير واجعل الموت راحةً لنا من كل شر. ومِن أعظم ما تستجلبون به رحمةَ الله وتتخذونه سبباً لرزق الله الظاهر والباطن، مع التقوى والذكرِ والعبادة التي وردَ في الآثار فيها: لا فقرَ مع ضحى. أي مُحَافظٌ على صلاة الضحى لا يُلْجِئه الله إلى فقر مدقع يتعسر عليه فيه حاجته الضرورية في الدنيا. فكم من مؤمن لا يعرفُ أن لِمِثْل التقوى سبب للرزق ولا للضحى ولا لقراءة سورة الواقعة. اختلالٌ في الوعي، في استقبال الوحي، في إقامة الأمر على الميزان. ومِنْ أعلى ذلكم كثرة صلاتِكم على النبي محمد. فإن الله يصلي عليكم مهما صليتم على نبيه، بكل واحدة عشرا، وأعْظِمْ به أجرا، وهو القائل: إن أولاكم بي يوم القيامة أكثركم علي صلاة.
وإن اللهَ أمر بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته، وأَيَّهَ بالمؤمنين من عباده تعميماً فقال مُخْبِرَاً وآمراً لهم تكريما: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدِك المصطفى سيدِنا محمد، نورِ الأنوار وسرِّ الأسرار، وعلى الخليفة مِنْ بعده المختار، وصاحبِهِ وأنيْسِه في الغار، مُؤَازرِ المصطفى في حال السَّعةِ والضيق، الخليفةِ الشفيق، سيدِنا خليفةِ رسول الله أبي بكرٍ الصِّدِّيق. وعلى النَّاطقِ بالصَّواب، حَلِيفِ المحراب، أميرِ المؤمنين سيِّدِنا عمرَ بن الخطاب. وعلى النَّاصحِ للهِ في السرِّ والإعلان، مَن استحيَتْ منهُ ملائكةُ الرحمن، أميرِ المؤمنين ذي النورين سيِّدِنا عثمان بن عفان. وعلى أخي النبيِّ المصطفى وابن عمِّه، وَوَلِيِّه وبابِ مدينةِ علمه، إمامِ أهلِ المشارق والمغارب أمير المؤمنين سيدِنا عليِّ بن أبي طالب. وعلى الحسنِ والحسين سيِّدَيْ شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانَتَيْ نبيِّك بِنَصِّ السُّنَّة، وعلى أمِّهِما الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشةَ الرضى، وعلى الحمزة والعباس وسائر أهلِ بيتِ نبيك الذين طهَّرْتَهُم من الدَّنَس والأرجاس، وعلى أهل بيعة العقبة وأهل بدر وأهل أحد وأهل بيعة الرضوان، وعلى سائرِ أصحاب نبيك الكريم ومن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلام وانصُرِ المسلمين. اللهم أذلَّ الشركَ والمشركين. اللَّهُمَّ أَعْلِ كلمةَ المؤمنين. اللَّهُمَّ دَمِّرْ أعداءَ الدين. اللَّهُمَّ اجمعْ شملَ المسلمين. و ألّف ذات بين المؤمنين. اللَّهُمَّ أنبت لنا من بركاتِ الأرض وأنزل علينا من بركات السماء. اللَّهُمَّ لا تحرمنا خيرَ ما عندك لشرِّ ما عندنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اِحفظْ يمنَنا وشامنا وبلاد المسلمين، وقِهم الأسواء والأدواء والبلواء وما يوغرُ الشيطان صدورهم فيقتتلون ويتعادَوْن ويتباغضون على غير بصيرة وبينة. يا كاشف الغمم اكشف الغمة عن الأمة، واجل بفضلك الظلمة، وابسط بساط الفضل والرحمة، اللَّهُمَّ ألِّفْ ذاتَ بينِ أهل لا إله إلا الله، واجمع شمل أهل لا إله إلا الله، وأَعِزَّهُم بِدِيْنِك، وَأعز بهم دينَكَ في المشارق والمغارب، وأوزِعهم أن يوفوا بعهدِك الذي عاهدتهم عليه. اللَّهُمَّ ارزقنا الوعيَ في خطابِ الوحي، وما بلَّغَهُ عنك رسولُك المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، حتى نسعد بالاهتداء وحُسن الاقتداء، ونحوزَ خيرات الدنيا وغدا، برحمتك يا أرحم الراحمين. واغفر للمتقدمين في هذا المسجد وهذه البلدة مِن والدين وأهل لا إله إلا الله، وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، أحياؤهم وموتاهم إلى يوم الدين يا مجيب الدعوات. ولا تصرف أحداً منا من هذه الجمعة إلا وقلبُه مجموعٌ عليك ووجهتُه صادقة إليك. وارزقنا الاستنارةَ بوحيِ نبيك الذي أوحيته، وبلاغ رسولك الذي الذي به أرسلته، وارزُقْنَا الاهتداء بذلك الهدى فيما خفي وبدا، يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجع في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبادَ الله: إنَّ اللهَ أَمَرَ بثلاثٍ ونهى عن ثلاث: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ فاذكروا الله العظيم يذكركم، اشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. ولَذِكْرُ اللهِ أَكْبَر.
(( للإستماع ))
(( للمشاهدة ))
11 ربيع الثاني 1433