(229)
(536)
(574)
(311)
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الروضة ، بعيديد، تريم، 8 رجب 1440هـ بعنوان: اضطرار الإنسانية إلى أنوار وحي الله لصلاح معاشها ومعادها.
الخطبة الأولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمدُ لله مالكِ المُلك الذي بيدِه الأمرُ كلُّه وإليه يرجعُ الأمرُ كلُّه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، لا نُحصِي ثناءً عليه هو كما أثنَى على نفسِه، فله الإيمانُ واليقينُ والحمدُ بما هو أهلُه. وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا وقرَّةَ أعيُنِنا ونورَ قلوبِنا محمداً عبدُه ورسولُه، خاتمُ الرسالة، مَن أحسنَ البيانَ والتعليمَ والدلالة، وأشرقَت به مناهجُ الكمالِ، لكلِّ ذي لُبٍّ يريدُ الرُّقيَّ إلى المراتبِ العَوَال. اللهم أدِم صلواتِك على عبدِك المصطفى صاحبِ الإسراءِ والمعراجِ سيدِنا محمدٍ نورِنا والسِّراج، وعلى آلهِ الأطهارِ وأصحابِه الأخيارِ ومَن مشى في سبيلِهم مِن غيرِ اعوجاج، وعلى آبائهِ وإخوانهِ مِن الأنبياء والمرسلين، وآلِهم وصحبِهم أجمعين، وعلى الملائكةِ المقرَّبين وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.
أما بعد، عبادَ الله: فإني أوصيكم وإيايَ بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبلُ غيرَها، ولا يرحمُ إلا أهلَها، ولا يثيبُ إلا عليها.
أيها المؤمنون بالله جل جلاله: إنَّ الحقَّ سبحانه وتعالى أعطى عبادَه على ظهرِ الأرضِ أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، جعل لهم بها استدلالاتٍ واستجلاءً للعلامات، واستيضاحاً للبيِّنات، قال جل جلاله: (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) وقال جل جلاله : (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، أعِنَّا اللهمَّ على ذكرِك وشُكرِك وحسن عبادتِك.
فكانت الأسماعُ والأبصارُ والأفئدةُ والعقولُ أنواراً أعطاها اللهُ هذا الإنسانَ، ولكنها إنما تُنيرُ إذا اتصلَت بتعاليمِه ووحيِه وإرشادِه، فإنَّ الإنسانَ بمجرَّد فِطرتِه وعقلِه لا يهتدِي إلى كلِّ الحقائقِ في خَلْقِه وإيجادِه، ولا إلى ما هو المقصودُ مِن خلقِه، ولا إلى ما يكونُ له بعد هذا العالَم الذي يمرُّ فيه مِن حينِ الولادةِ ونشأةِ الطفولةِ إلى الشبابِ، إلى الكهولةِ، إلى الشيخوخةِ لِمَن بقيَ منهم، إلى الفناءِ والخروجِ مِن الدنيا، وماذا يكونُ بعدَها؟ ولكنَّ اللهَ أنزلَ الكتبَ وارسل الرسلَ ليُبيِّن للناسِ حقيقةَ خلقِهم وإيجادِهم، والحكمةَ مِن ذلك، وشؤونَ مصيرِهم ومرجَعهم إليه. فلا تَستَقِلُّ العقولُ والأفكارُ البشريةِ بإدراكِ الحقيقةِ بتفصيلِ ما ينبغي للإنسانِ أن يعملَه ولا أن يسيرَ عليه في الحياة، ولا ما الذي يجري له بعدَ هذه الحياة. إنَّ ما معَه مِن العقلِ والسمعِ والبصرِ ما يكفيه استدلالاً قويّاً واضحاً أنَّ له إلهاً خلَقه وبرأ الكونَ وخلَقه مِن حواليه وأنه لم يخلقْ ذلك عبثاً، وتدلُّه على صدقِ الرسلِ صلوات الله عليهم بما أُيِّدوا به مِن معجزاتٍ وبيِّناتٍ ودلالاتٍ واضحاتٍ صلواتُ الله وسلامه عليهم. فإذا أدَّى العقلُ مهمَّتَه هذه، وأدَّى وظيفتَه هذه التي خُلِقَ مِن أجلِها فحقُّه أن يُسْلِمَ لهذا الإلهِ الذي خلقَه، وينقادَ ويخضَع، ويخرجَ عن سلطةِ الشهواتِ والأهواءِ والغضبِ والمُرَادَاتِ التي تَعْلَقُ بنفوسِ البشر، التي إن تُرِكَت تتسلَّط عليهم. صار البشرُ أضلَّ مِن الإنعام، وصاروا كأشباهِ -بل أضل- من السِّباعِ والوحوشِ وأنواعِ الحيوانات السائمات.
أيُّها المؤمنون بالله: لا شيءَ يعدلُ نعمةَ الإيمانِ باللهِ الذي خلقَ، وأخذِ منهاجِه للاستقامةِ عليه على ظهرِ هذه الأرض للنجاةِ يومَ نعودُ مِن بطنِها إلى ظهرِها مرةً أخرى (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ) (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ) تُظهِرُ انخفاضَ مَن كفرَ ومَن تكبَّر ومَن عصى اللهَ العليَّ الأكبر ؛ مَن أسرَتهُم شهواتُ الزنا والخمر، مَن أسرتْهُم شهواتُ السلطةِ والمالِ حتى تعدَّوا الحدودَ ولم يَفُوا بالعهودِ ولم يعرفوا عظمةَ الخالقِ المعبود جل جلاله، ستُظهِرُ انخفاضَهم وسقوطَهم وأنهم الأذلاءُ المُهانون أبداً سرمَداً (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ) والعياذ بالله تبارك وتعالى . تُظهِرُ انخفاضَهم وإن قالَ مَن قالَ منهم ( مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) وإن قالَ مَن قالَ منهم (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ) وإنْ قال مَن قال منهم (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) وما شابهَ هذه الأقوالَ، مما تتبجَّح به الحضارات، ومما تتبجَّحُ به أربابُ الابتكاراتِ والاختراعاتِ على ظهرِ هذا الكوكب الأرضيِّ الذي لا يعيشون فيه إلا أياماً معدوداتٍ ما أسرعَ انقضاءَها (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا) (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا) هذا حالُ الأرض التي عاشوا عليها، كلٌّ منهم في برهةٍ وزمنٍ معين بلغَ مبلغَه مِن الغرور، وبلغَ مبلغَه مِن التكبُّرِ والزُّورِ ثم انتهى وانتهَت الأرضُ التي كان عليها (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ * الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
أيها المؤمنون بالله تبارك وتعالى: عند انقضاءِ تلكم الآجال تظهرُ الحقيقة، وفي يومِ الواقعةِ تظهرُ رِفعَةُ الرُّسُلِ ومَنِ اتَّبَعَ المرسلين (خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ) تَظهَرُ رِفعةُ الصادقين المخلصِين المتَّقين للهِ على ظهرِ الأرض (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)، تَظهَرُ رفعةُ الذين اتقوا الشبهاتِ وجانبُوا المحرمات، وإن كان فيهم مَن استُهزِئ بها وإن كان فيهم مَن ضُحِك عليهم في الدنيا (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ). واللهِ إنها الحقيقةُ، والمرجع لجميعِ الخليقة (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ)
(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ) تُبَيّنُ مَن المخفوض ومَن المرفوع، مَن العزيزَ ومَن الذليل، فلا والله لا يبقى في ذلك الوقت عِزٌّ لكافرٍ بلغَته الدعوةُ فأباها، ولا لمؤثرٍ معصيةً حرَّمَها اللهُ عليه فأصرَّ عليها (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) والعياذ بالله تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ..) اللهم اجعلنا منهم ( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا) (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ).
أيها المؤمنون بالله: وعلى ظهرِ الأرض عالجَ فِكْرَاً مِن الكفرِ سيدُنا نوحٌ عليه السلام لقومٍ أشركُوا وتشبَّثُوا بأصنامِهم وآلهتِهم وأبَوا أن يُصدقوا نوحاً وأن يؤمنوا به، فصدَقَ مع الله وصَدَقَ مع خلقِ الله، وواصلَ التبيينَ والتوضيح، وكانوا يضربونَه حتى يُغمى عليه ، فإذا فاق من الإغماءِ ذهب إليهم يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى، وكان حالُه معهم كما ذكر الله جل جلاله عنه يقولُ بلسانه: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا) .
أيها المؤمنون بالله: وتسع مائة وخمسينَ مِن السنين وسيدُنا نوحٌ يدعو أولئك القوم فلم يُجِيبوا فأهلَكهم الحقُّ تبارك وتعالى، فلم تبقَ منهم باقية، وبقي مَن حُمِلَ معه في السفينة، وهم الذين منهم جميعُ بني آدمَ على ظهرِ الأرض، فلم يبقَ إلا الذين حُمِلوا في السفينة وأُغرِقَ الآخرون (فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا) والعياذ بالله تبارك وتعالى.
اللهم ثبِّت قلوبَنا على الإيمان واليقين، واجعل لنا في الأشهر الحُرُمِ يقظةً حتى نَسْلَمَ مِن ظُلمِ أنفُسِنا في الأشهرِ كلِّها، يا حيُّ يا قيوم.
واللهُ يقولُ وقولُه الحقُّ المبينُ: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال تبارك وتعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ * وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). [ إبراهيم: 1-4].
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعنا بما فيهِ مِن الآياتِ والذِّكرِ الحكيم، وثبَّتَنا على الصراطِ المستقيمِ، وأجارَنا من خِزيهِ وعذابِه الأليم.
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم، ولوالدِينا ولجميعِ المسلمين، فاستغفرُوه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله القويِّ القادر، العزيزِ الفاطر، العليمِ الغافر، وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، جامعُ الأولين والآخرين لليومِ الآخر، وأشهدُ أن سيدَنا ونبيَّنا وقرةَ أعيُنِنا ونورَ قلوبِنا محمداً عبدُه ورسوله، السراجُ المنيرُ الرؤوفُ الرحيمُ الطاهرُ. اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدِك سيدِنا محمدٍ البدرِ المنير الزاهر، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار ومَن على منهجه سائر، وعلى آبائه وإخوانه مِن أنبيائك ورُسلِك وآلهم صحبهم، وملائكتِك المقرَّبين وعبادِك الصالحين وعلينا معهم وفيهم.
أما بعد عبادَ الله: فإني أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله.
ألا إنَّ تقوى اللهِ أساسُ النجاحِ والفلاحِ في الدارين، يقومُ بحقِّها مَن عرفَ اللهَ وعظَمةَ الله، وجلالَ الله، وأنَّ المصيرَ إلى الله، وأنَّ المرجِعَ إلى الله، وأن لا يكونَ حكمُ مآلِه ومستقبلِه العظيمِ الدائمِ إلا للهِ وبيدِ الله. ولن يتمكَّنَ إنسيٌّ ولا جِنيٌّ ولا مَلَكٌ مِن أن يكونَ أمرُه ومآلُه إليه، وحكمُه عليه صادرٌ منه ثابتٌ له ، لا أفراد ولا جماعات ، لا مؤسسات ولا أحزاب ، ولا دول ولا شعوب، ولا صغار ولا كبار ( إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) فتفوزُ زُمَرُ الإنابةِ إلى الله والخشية من الله والتعاون على مرضاة الله . الذين يعيشون على ظهرِ الأرض يعرفون قدرَ الحياة واغتنامَها، ويعرفون اثنَي عشر شهراً في العام (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) منها الشهرُ الذي أنتم فيه وبِصَددِه ؛ رجب الحرام، يعرفون قدرَ الأشهرِ ويعيشون معظِّمين لله وأنبيائه ورُسلِه، ومرمقُ عيونِهم في الإجلالِ والإكبارِ إلى عمومِ المؤمنين عامَّة، وإلى خاصَّتهم خاصة - وخاصَّتُهم الأصفياءُ الأتقياءُ الأولياء العلماء العالمون العارفون، وخاصةُ الخاصَّةِ الأنبياء والمرسلون- ؛ هذا الميزانُ للنظرِ الصحيحِ القويمِ في إنزالِ الناس منازلَهم ومعرفةِ مقدارِهم. وإنه لا قيمةَ لمن يموتُ كافراً وقد بلغتهُ الدعوةُ – كائناً ما كان - ولا شرفَ له ولا كرامةَ ولا عزة (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) مُعطاةً مِن الله للرسولِ مُفاضةً على المؤمنين ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) . وقد أعزَّ رُسلَه وأعزَّ أتباعَهم -رزقنا اللهُ حسنَ اتباعِهم - يعيشون على ظهرِ الأرض معظِّمين لمَا عظَّمَ الله ، لا تجدُ التُّرَّهات والبطالاتُ والمستغرباتُ في الوجودِ سبيلاً لأن تأخذَ مِن قلوبِهم تعظيماً على غيرِ بيِّنةٍ وبصيرةٍ قَطُّ قَطُّ قَطُّ ، بل شعارُهم: اللهُ أكبر. ومبدأهم: لا إله إلا الله . وحالُهم: الحمد لله . فما بهِم مِن نعمةٍ إلا وهي مِن اللهِ تعالى في علاه، يوقنون أن لا يستطيعَ إنسيٌّ ولا مَلَكٌ ولا جِنيٌّ أن يجلبَ لأحدِهم نفعاً ولو مقدارَ ذرة – إلا بإرادةِ الله فهي مِن الله ، ولا يستطيع إنسي ولا جني ولا ملك أن يوصِلَ إليهم شرا ولا ضرا ولا مثقال ذرة إلا بأمرِ الله وتقديرِه فـ ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ). وما هذه الأحداثُ على ظهرِ الأرض إلا عبرةً لمن اعتبر، سبيلٌ لمن ادَّكَر.
أيها المؤمنون: كان مِن تعظيم شهرِ رجب أن لا يتقاتلَ فيه أحدٌ مِن العربِ حتى في الجاهلية قبلَ الإسلام. وفي آخرِ يومٍ من أيام شهرِ جمادى الآخرة كان قتالٌ مِن بعضِ المسلمين للمحاربين مِن الكفار فظنُّوا أنهُ اليومُ الأخيرُ، ثم ثبتَ أنه اليومُ الأولُ مِن رجب، فكان ذلك سبباً لكلامِ المشركين أنَّ محمداً وأصحابَه يجتَرئون على الشهرِ الحرامِ وينتهكونَ الأشهرَ الحُرُمَ ، وتكلمُوا بكلامٍ كثير . والعجب أنَّ ذلك المنطقَ عند الكفارِ في ذلك الزمان فُقِدَ الآنَ عند الكفارِ وعند كثيرٍ مِن المسلمين أيضا! فلا يبالون بالقتلِ في شهرٍ حرامٍ أو غيره! وقد كان أمراً كبيراً لديهم، يرى قاتلَ أبيه في شهرٍ حرامٍ فلا يمسُّه احتراماً للشهرِ الحرامِ، وذهبَ هذا فلم يبقَ عند كثيرٍ مِن المسلمين لا شعوباً ولا دولاً، وعند غيرِ المسلمين مِن باب أولى. فما أعجبَ ما انحدرتِ الإنسانيةُ وسقطت!
كانت القيمُ تزع الناس ، ولما أكثرُوا الكلامَ أنزلَ اللهُ: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ..) لا يجوزُ لأحدٍ أن يقاتلَ في الشهرِ الحرامِ كما كانَ عليه الأمر. قال سبحانه: ( قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ) قل لهؤلاء الكفارِ الذين استعظموا القتالَ في رجب: أنتم بسطتُم أيديَكم على بيتِ اللهِ بغيرِ حقٍّ وصددتُم عنه وأخرجتُم أهلَه منه كُرهاً، هذا أكبرُ عند الله ( قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ). ثم ذكرَ عن نفسياتٍ توجد في الكفارِ في مختلفِ الأزمان (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). ولكن الله يصطفِي قلوباً مهما اجتمعَ من إرادة إكراهِها على الكفرِ وإغرائها بالكفرِ مِن أهلِ الشرقِ والغربِ فلا يؤثِّرُوا فيهم، بل هم الصادقون المخلصُون رضي الله عنهم؛ هم أتباع الرعيل الأول من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعةِ العسرة مِن بعد ما كاد تزيغُ قلوبُ فريقٍ منهم ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا).
أيها المؤمنُ بالله: وقد أُكرِمتَ بشهادةِ أن لَّا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله واستقبلَكَ شهرُ رجبِ الحرام.. انظر أين تضعُ قدمَك في مسارِك، في نفسِك وأهلِ بيتِك وأصحابِك ومُجالساتِك. نَقِّ ما فيها مِن المخالفاتِ الشرعية، وأقِم أمرَ الله جل جلاله، ولا تجعل مناسبةَ زواجٍ ولا غيرَها سبباً لانتهاكِكَ الحُرُمَات، وعظِّم شرعَ الحقِّ جل جلاله، وحرِّم ما حرَّم، وأَحِلَّ ما أَحَلَّ لك، وتجنَّب ما أنت مقارفٌ له مِن كذبٍ أو مِن غيبةٍ أو مِن إيذاءِ جارٍ، أو مِن قطيعةِ رحم ، أو مِن تكديرِ قلبٍ أبٍ أو أمٍ . تفقَّد نفسك فإنَّ نورَ الله يهديكَ لذلك، وإنه المسلكُ الذي هو مسلكُ التقوى يُخَلِّصك مِن الآفاتِ الكبارِ ومِن العارِ ومِن النار، تفقَّد نفسَك واتَّقِ الله.
إنَّ مَن دخلَ شهرُ رجب وهو يستمرُّ على نظرٍ حرامٍ في جوالٍ أو في جهازٍ أو في تلفازٍ أو في أيِّ وسيلةٍ، ولا يرعوي، ولا يتذكَّر فقد ظلم والله نفسَه. إنَّ مَن يتركُ أبناءَه وبناتِه أمامَ البرامجِ الخبيثةِ في كلِّ ليلةٍ يتفرجُون عليها ولا ينهاهُم، ويدخل رجب ويمرُّ الأسبوعُ الأول والثاني والثالث ولا يُنقذُ نفسَه وأهلَ بيتِه قد ظلمَ والله نفسَه (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). إنَّ مَن دخل شهرُ رجب وفي بيتِه مَن يُهملُ الصلاةَ ويؤخِّرُ الفريضةَ عن وقتِها ولم يأمرْه ولم يقمْ عليه فقد ظلمَ واللهِ نفسَه (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).
أيها المؤمنون: أدُّوا ثمنَ وشكرَ إنعامِ اللهِ عليكم حتى بلغتُم هذا الشهر الذي جاء وقد فارقَ الحياةَ كثيرٌ ممَّن تعرفون، وأكثر ممَّن لا تعرفون، فيهم الصغيرُ والكبيرُ والصحيحُ والمريضُ والذكرُ والأنثى، خرجوا مِن هذه الحياة وانتهت فرصُ الإنابةِ والتوبةِ والاستغفارِ والرجعةِ لا يجدون لذلك فرصةً وأنتم تجدونها فاتقوا الله.
أيها المؤمنون: واعملوا بما يُوجِبُ بياضَ وجوهِكم يومَ تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوه، وأن لا تذوقُوا عذابَ الهونِ في يوم يهانُ كلُّ مَن كفرَ واستكبرَ وعصى العليَّ الأكبر فـ (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) والعياذُ باللهِ تبارك وتعالى.
أيها المؤمنون بالله: وتمَسَّكوا بأسبابِ العِزِّ بتعظيمِ ما عظَّم الله، مِن قرآنٍ ومرسلين وأنبياءَ ودينٍ وشريعة ومؤمنين عامة وخاصتهم خاصة، وأكثرُوا الصلاةَ والسلام على سيدِ المحبوبين لربِّكم وإمامِ المقرَّبين عند خالقِكم محمدِ بن عبدِ الله فإنَّ أولاكم به يومَ القيامة أكثرُكم عليه صلاة.
وإنَّ اللهَ أمرَكم بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكته، وأيَّهَ بالمؤمنين مِن عبادِه، فقال مُخبراً وآمراً لهم تكريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
اللهمَّ صلِّ وسلِّم على النورِ المبينِ والسراجِ المنيرِ عبدِك المصطفى سيدِنا محمد، وعلى الخليفةِ مِن بعدِ المختار صاحبِه وأنيسِه في الغار، مُؤازرِ رسولِ الله في حاليِ السعةِ والضِّيق، خليفةِ رسولِ الله سيدنا أبي بكر الصديق، وعلى الناطقِ بالصوابِ حليفِ المحرابِ، مَن نشر العدلَ في الآفاقِ فاشتهر، أميرِ المؤمنين سيدِنا عمرَ بنِ الخطاب، وعلى مَن استحيَت منه ملائكةُ الرحمن مُحيِي الليالي بتلاوةِ القرآن أميرِ المؤمنين ذي النورين سيدِنا عثمان بن عفان، وعلى أخِ النبيِّ المصطفى وابنِ عمِّه ووليِّه وبابِ مدينِة علمِه، إمامِ أهل المشارق والمغارب، أمير المؤمنين سيدِنا علي بن أبي طالب، وعلى الحسنِ والحسينِ سيدَي شبابِ أهلِ الجنةِ في الجنة، وريحانتَي نبيِّك بِنصِّ السنة، وعلى أمِّهما الحوراءِ فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى خديجةَ الكبرى، وعائشةَ الرضى، وعلى وأهلِ بيعة العقبة وأهل بدر وأهل أحُد وأهل بيعةِ الرضوان وعلى سائر الصحب الأكرمين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعزَّ الإسلامَ وانصُرِ المسلمين، اللهم أذلَّ الشركَ والمشركين، اللهمَّ أعلِ كلمةَ المؤمنين، اللهم دمِّر أعداءَ الدين. اللهم اجمع شملَ المسلمين وألِّف ذاتَ بين المسلمين، واملأ قلوبَ المسلمين بأنوارِ الإيمان واليقين والإنابةِ والرجعةِ إليك يا ربَّ العالمين.
اللهمَّ بارِك لنا ولهم أجمعين في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان، وبلِّغنا رمضان، وبلِّغنا رمضان، وأعنَّا على الصيامِ والقيامِ، واجعلنا ممَّن يقومُه إ"يماناً واحتساباً" وممَّن يصومه "إيماناً واحتساباً"، ومَن يدركُ فيه قدراً ومنزلةً وثواباً، ومَن يحوزُ الحظَّ الأوفرَ مِن عطاياك الكبرى ومِنَحكَ التي تترى، في شهرٍ أولُه رحمة، وأوسطُه مغفرة، وآخرهُ عتقٌ مِن النار. اللهم بلِّغنا إياه كاملاً، وهب لنا فيه عطاءً وافراً وجوداً عظيماً كاملاً تامّاً جَزلاً عظيما، اللهم امنن فيه علينا مَنَّاً جسيما .
اللهم أصلح أحوالَ الأمة ، واكشفِ الغمَّة، وأجلِ الظلمة، واصرفنا مِن جمعتِنا بقلوبٍ عليك اجتمعت، ولما عندك آمَّلت، ولشعائرِك عظَّمت، ولسبيلِك اتبعت، وبحبيبِك محمدٍ اقتدت. اللهم نقِّ قلوبَنا عن الشوائب ، وارفعنا إلى عليَّ المراتب، واسقِنا مِن أهنى وأحلى المشارب. اللهم واختِم لنا بالحسنى، وأصلِح شؤنَنا في الحسِّ والمعنى، وارزقنا العثورَ على المطلبِ الأسنى والمشربِ الأهنى.
اللهم واغفِر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أحياهم وموتاهم إلى يومِ الميقات، يا خيرَ الغافرين يا متجاوزاً عن الخطيئات، يا مسامحاً للزلَّات والهفوات، يا حي يا قيوم يا الله، فرِّج كروبَ الأمةِ أجمعين، واجعلنا في الهداةِ المهتدين. ونسألكَ لنا وللأمةِ ممَّا سألكَ منه عبدُك ونبيُّك سيدُنا محمد، ونعوذُ بك مِن شرِّ ما استعاذكَ به عبدُك ونبيُّك سيدُنا محمد، وأنتَ المستعانُ وعليكَ البلاغُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العليِّ العظيمِ.
عبادَ الله: إنَّ اللهَ أمرَ بثلاث، ونهى عن ثلاث:
{إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } فاذكرُوا اللهَ العظيمَ يذكُرْكُم، واشكرُوه على نِعَمِه يَزدْكم، ولذِكرُ اللهِ أكبر.
09 رَجب 1440