فوائد من محاضرة: مسلك أولي الألباب وتشريفهم بالإيمان وإدراك الحقيقة
العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
ما نزل من السماء إلى الأرض أشرف من اليقين، واليقين: قوَّة الإيمان وثباته ورسوخه في القلب؛ ثبِّتنا يا رب وزدنا إيمانا (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا).
- - آيات القرآن وما تفرَّع عنها تَزِيد المؤمنين إيمانا إلى إيمانهم
- - السنة الغرَّاء تزيد المؤمنين إيمانا إلى إيمانهم
- - ما يُحدِث الله في هذا الوجود، وما أُمِرنا في القرآن بالنظر إليه وتأمله من شؤون الوجود؛ يزيد المؤمنين إيمانا إلى إيمانهم.
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)؛
- - أول ميزة لأولي الألباب الذين أدركوا الحقيقة: تولُّع قلوبهم بالرَّبِّ، كثرة الذِّكر للإله (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ)
- - ثم ضبطهم لحُسنِ النَّظَرِ في الشؤون، بـضبط الفكر؛ بحُسنِ استعمال الآلة الموهوبة من الرَّب وهي آلة العقل (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).
(سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) اللهم قِنَا عذاب النار، اللهم أجرنا من النار، ومن دركاتها ومن أهوالها، ومن عذابها ومن شدائدها، ومن كل ما جعلتَ من العذاب فيها.
- على قدر الإيمان يُحذَر من النَّار، ويُطلَب من الجبَّار القهَّار أن يَقِي ذلك المُدرِك حَرَّ هذه النار، ومن ضَعُف إيمانه كأنه لم تُخلَق نار وكأنه لم يؤمن بالجبَّار والعياذ بالله!
حقائق الفوز منوطة بأنَّ هذا -إن كان مُهندسا وإن كان طيَّارا، وإن كان غنيا وإن كان فقيرا، وإن كان أميرا وإن كان مأمورا-: يَسْلَم من النار؛ هذا الفائز! إن كان يَسْلَم من النار فهو فائز، ليس بوظيفته ولا بشهادته ولا بمهنته ولا بخبرته؛ بنجاته من النار!
ونجاته من النار: هداية ومِنَّة من الكريم الغفَّار، هدَى بها قلبه لأن يُدرِك الحقيقة ويَظْفَر بالإيمان ويموت على الإيمان.
لولا إرادة الله التكريم لعباده؛ لَمَا جعل في موقف الحشر الشفاعات، ولمَا جعل مفتاحها خير البريات، مع أنه هو الرحمن جلَّ جلاله وتعالى! ولكن ما يَعرِف الناس في المحشر كلهم انفتاح أبواب الانفراج وحصول الرحمة إلا بشفاعة نبي العصمة ﷺ، والشفعاء الكبار في ذاك الموقف يقولون: إن ربي غضب اليوم غضبًا لم يَغْضَب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله، ولا نستطيع أن نُكلمه في هذا الحال! ارجعوا إلى غيري، فإذا رجعوا إلى محمد قال بلسان الجمال والدلال والإفضال: "أنا لها" يا ربِّ صلِّ عليه!
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) هو صاحب المقام المحمود، نبيكم الذي خُصِّصتم به!
لنا الشرف بتعظيم الحق ومنهجه وتبعية رسوله ﷺ! فليتبعوا مَن أرادوا.. شرقي أو غربي، عربي أو عجمي، إنسي أو جني، ولا نميل إلى شيء من ذلك! ولا نَعدُّ شيئًا من ذلك خيرًا من قريب ولا من بعيد!
ويا ليتهم يُدركون سِرَّ الصِّلَةِ التي بها نتشرَّف بالحبيب الأشرف، ولو أدركوها لسابقونا عليها! ولكنها سَوَابِق من ربك سبحانه وتعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُو فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ).
لك الحمد يا جامع الأولين والآخرين ليوم العرض، وفي ذاك الجمع اجعلنا في زمرة نبيك محمد ﷺ، وفي دائرة نبيك سيدنا محمد، وفي مرافقة حبيبك سيدنا محمد، واشمل بهذا أهلينا وأولادنا، وقراباتنا وطلابنا وأصحابنا، ومن في ديارنا، وعُمَّ بذلك المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وكثِّرهم في هذه الأمة.
____
اقرأ: محاضرة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعنوان: مسلك أولي الألباب وتشريفهم بالإيمان وإدراك الحقيقة وسمو رغباتهم واستعدادهم للقاء رب الخليقة
ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 3 رجب 1446هـ
لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
05 شَعبان 1446