فوائد من محاضرة مجلس الدعوة الثالث: مكانة القدوة النبوية وعظيم نتائجها
![](/sites/default/files/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0000.png)
فوائد من محاضرة: مكانة القدوة النبوية وعظيم نتائجها
للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، في المجلس الثالث من مجالس الدعوة إلى الله في شعب النبي هود عليه السلام، ليلة الجمعة 8 شعبان 1446هـ
لتحميل المحاضرة مكتوبة (نسخة إلكترونية pdf):
____
وعدَ الله على الاتِّباعِ لرسولِهِ بأعلَى شيءٍ، وهوَ محبتُهُ جل جلاله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}؛ تتحقَّقونَ بمحبتِهِ سبحانَهُ وتُبرهِنونَ على صدقِ محبتِكُم لهُ باتِّباعِ هذا النبيِّ، لكنَّ النتيجةَ أن تكونوا ليسَ مُجرد مُحبين، ولكنَّكُم أيضًا باتِّباعه محبوبين: (يُحْبِبْكُمُ الله).
العلامة على محبّتنا لله: متابعة النبي ﷺ؛ فلا يَصدُق أحد في أنَّهُ أحبَّ اللهَ إلَّا بحَسَبِ ورُتبةِ ومكانةِ وقَدْرِ متابعتِهِ لمحمدِ بنِ عبدِ اللهِ، الرحمةِ المهداةِ والنعمةِ المسداةِ، صاحبِ السيرةِ، صاحبِ الخُلُقِ، صاحبِ الشمائلِ، صاحبِ الفضائلِ، صاحبِ الكمالِ في الأخلاقِ!
![](/sites/default/files/styles/ckeditor_large/public/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0001.png?itok=C6AgFn_B)
شؤونُ الحياة مائدةٌ مبسوطةٌ للبرِّ والفاجر، والمؤمن والكافر؛ إنْ كانتْ زراعةً وإنْ كانتْ صناعةً وإنْ كانتْ بناءً، وإنْ كانتْ سياسةً وإنْ كانتْ مؤسساتٍ، مائدة بَسَطَها الخلاق يستوي فيها البرُّ والفاجرُ، وبعدَ ذلكَ فالغاياتُ الخطيرةُ أنَّهُ مهما أخذَ هذهِ الأسبابَ وأتقنَها - مَن لم يعرِفْ قدرَ المُسبِّبِ - أنَّهُ يسيءُ استعمالَها فيتوصَّل بها إلى الظلمِ، وإلى الاعتداءِ على الغيرِ، وأخذِ حقِّ الغيرِ مِن غيرِ حقٍّ، وإلى الخروجِ عنِ القِيمِ والمروءةِ والإنسانيةِ مِن أصلِها، وحينئذٍ يحلُّ عليهِم غَضبَة الجبار جلَّ جلالُهُ.
![](/sites/default/files/styles/ckeditor_large/public/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0003.png?itok=AJfnR6u9)
"عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" ؛
عند السرَّاء:
- - لا يتعاملونَ معَ السرَّاءِ تكبُّرًا على أحدٍ مِنَ الخلقِ
- - ولا يستعملونَ إمكانياتِهِم في السرَّاءِ عدوانًا على أحدٍ مِنَ الخلقِ
- - ولا يخونونَ صغيرًا ولا كبيرًا، ولا موافقًا ولا مخالفًا
وعند الضرَّاء:
- - لا يجزعونَ ولا يتبرَّمونَ ولا يؤذونَ، ولا يُلقونَ باللومِ على غيرِهِم
فهُمُ الصُّبَّر في الضرَّاءِ، وهُمُ الشاكرونَ في السرَّاءِ.
هُمُ الذينَ في مختلفِ الظروفِ: شرُّهُم مأمون، وخيرُهُم مسهون، لأنَّهُم مُزكَّوْنَ مؤدَّبونَ بتأديبِ الخلّاق، فلا يأتي منهُم إلا الطيِّب.
يكونونَ في صلتِهِم بالمُرسل رحمةً للعالمينَ حاملينَ رحمةً للعالمين؛ في نيَّاتِهِم وأفكارِهِم، في مُراداتِهِم وتمنياتِهِم، في معاملاتِهِم ظاهرًا وباطنًا.
![](/sites/default/files/styles/ckeditor_large/public/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0002.png?itok=OzwdYsfO)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)؛ فغير الأنبياء، غير المنيبين، غير الصادقين: لا يجوز أنْ يكونوا قُدوةً لمسلمٍ، في فِكرٍ ولا في خُلُقٍ أبدًا، مِن قريبٍ ولا مِن بعيدٍ، هؤلاءِ القُدوة المُرتضاة مِن قِبَل رب الأرض والسماء، ارتضى لنا القُدوةَ أنبياء ورسل ومنيبين وصادقين مِن أتباعِهِم وحَمَلة علومِهِم وأسرارِهِم، عليهم رضوان الله.
إنَّ أحدَنا لَيَلبَس خاتمًا أو إزارًا أو قميصًا أو سراويل أو عمامةً أو رداءً أو غير ذلك مِن الملابس، فيسمِّي اللهَ ويقتدي بمحمدِ بنِ عبدِ اللهِ ﷺ، يحوزُ مباشرةً ثوابًا وأجرًا ونورانيةً وزيادةَ إيمانٍ، وقُربًا مِنَ الحقِّ، وطَرْقَ بابِ المحبةِ باتِّباعِ سيدِ الأحبةِ، بل يدخلُ بيته ويخرجُ كذلكَ، بل ويأكلُ طعامه ويشرب شرابَهُ كذلكَ، تسري سراية التبعية فيه.
![](/sites/default/files/styles/ckeditor_large/public/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0004.png?itok=Wb-5Jxpd)
قال ﷺ: "لو كانَ موسَى حيًّا ما وَسِعَهُ إلا اتِّباعي"، ولنا الشرف باتِّباعِهِ، ارزُقْنا حقيقةَ اتِّباعِهِ يا الله، وبهذا الاتِّباع تُرفَعُ الغباراتُ والكدوراتُ عن أهلِ فلسطينَ، وعن أهلِ الشامِ، وعن أهلِ ليبيا، وعن أهلِ العراقِ، وعن أهلِ الصومالِ، وعن أهلِ أفريقيا كلها، وعن أهلِ إندونيسيا، وعن أهلِ ماليزيا، وعن أهلِ شرقِ آسيا، وعن أهلِ البلادِ العربيةِ، وعن بقيةِ بلادِ العالمِ، كلَّما أشرقَ نورُ التبعيةِ لخيرِ البريةِ رُفِعَتِ الغباراتُ وذهبتِ الكدوراتُ، وهذا نتيجة محبة ربِّ الأرضِ والسماوات.
![](/sites/default/files/styles/ckeditor_large/public/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0005.png?itok=WTQ5P32F)
اللهمَّ ارزُقْنا حُسنَ اتِّباعِهِ ﷺ، وأحيِ اتِّباعَهُ فينا وفي أهالينا، وارزُقْنا حِفظَ كرامةِ الاتصالِ بهِ والاطِّلاع على أحوالِهِ ونشرِ ذلكَ في عربِ الخلقِ وعجمِهِم، وقريبِهِم وبعيدِهِم وذَكَرِهِم وأنثاهُم، يا مُكرِمَ المُوفَّقينَ بإمداداتِكَ القويةِ لبيانِ سبيلِ خيرِ البريةِ، وإيصالِ أنوارِهِ النبويةِ، أكرِمْنا جميعًا والحاضرين والسامعين بنصيبٍ وافٍ مِن هذهِ العطية، وحظٍّ كاملٍ مِن هذهِ المزيةِ، يا عالِمَ الظاهرةِ والخفيةِ.
![](/sites/default/files/styles/ckeditor_large/public/2025-02/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9%203_20250212_161831_0006.png?itok=dcafQWGe)
للاستماع والحفظ، أو قراءة المحاضرة مكتوبة:
____
روابط محاضرات ومجالس وفعاليات زيارة شعب النبي هود عليه السلام (شعبان 1446هـ)
T.me/HabibOmar
13 شَعبان 1446